c admin – الصفحة 315 – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

الكاتب: admin

  • عاشوراء الحسين(ع) ـ 2 ـ

    عاشوراء الحسين(ع) ـ 2 ـ

    عاشوراء الحسين(ع) ـ2ـ

    خطبة الجمعة 25/11/2011

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    (( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ))

    على مشارف ذكرى سيد الشهداء التي هي كنز من الكنوز ، يستفيد منها الموالي لأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين بالخصوص ، ويستفيد منها عامة المسلمين ، بل البشرية قاطبة بصورة عامة , لما لذكرى الحسين سلام الله عليه من الفضل في تأسيس أسس الخير و العدل ورفض الظلم و الجور والإعتداء على الناس .

    ونحن نستقبل هذه المناسبة يجب أن نستلهم منها:

    الأولً: الحسين سلام الله عليه أسوة للمضطهدين والمعذبين في العالم.

    العالم يتعرض لصنوف من الأذى و الظلم و الإضطهاد على طوال التاريخ ، والحسين سلام الله عليه هو الذي فتح باب العزة ، وباب الكرامة ، وباب الجهاد والدفاع عن النفس ، وعن الدين ، وعن الحقوق المسلوبة ، وعن كل ظلم يتعرض له الإنسان ، فخط الحسين سلام الله عليه المنهج الواضح ليسير عليه كل إنسان عاقل يطلب الخير و الكرامة ويطلب العزة لنفسه .

    الثاني : ثورة الحسين (ع) صيانة للدين.

    الحسين سلام الله عليه تحرك بثورته لصيانة الدين من الإنحراف .

    خرج الحسين سلام الله عليه بهذه الثورة العظيمة ، محارباً ليزيد الفاسق الفاجر ، المتجاهر بالفسق والفجور و الظلم للناس.

    عندما رأى الحسين سلام الله عليه أن السنة قد أُميتت ، والبدعة قد أُقيمت ، أُقيمت البدعة ، وأماتوا السُنة ، وعملوا بالمنكرات ، وصار من يفترض منه أن يحمي الإسلام ويدعو له ، وأن يمثل سيد المرسلين ، هو الذي يتجاهر بفسقه وفجوره وجوره وطغيانه .

    فخرج الحسين سلام الله عليه ليقول( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي )

    الثالث : الحسين (س) وهيهات منا الذلة .

    الحسين يخير بين الراحة و الدعة ولكن بالذل والهوان , أو الموت عزيزا بكرامة فيختار الكرامة

    الحسين يختار الكرامة ليعيش كريماً عزيزاً , ويرفض الذل ، فيقول (الا وإن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله ذلك لنا ورسوله ، وحجورا طابت وطهرت ، من أن نؤثر طاعة اللآم على مصارع الكرام ) .

    فهو يرفض أن يرجح طاعة اللآم على الموت ، فيقول أموت عزيزاً ولا أعيش ذليلاً , الذلة مرفوضة في قاموس الحسين سلام الله عليه ، والذي يسير على نهج الحسين ، ويتبنى خط الحسين ، يجب أن يكون بهذا النفس ، لا يرضى لنفسه أن يكون ذليلاً ، لا يرضى لمجتمعه أن يعيش الذل ، بل عليه أن يرفض كل ما يسيء إلى كرامته ، ويقبل بموته و أن يقدم نفسه من أجل أن يعيش الكرامة والعزة ، رافعاً رأسه .

    الرابعا:المؤمن وعاشوراء الحسين.

    المشاركة في احياء ذكرى عاشوراء ، ضرورة لكل مؤمن بالحسين(ع), لكل مؤمن بإتصال الحسين بالنبي (ص) وبالقرآن الكريم .

    ضرورة المشاركة في ذكرى عاشوراء، ليس باللطم فقط والبكاء ،وان كان في ذلك اثر عظيم وفائدة كبيرة.

    حيث ان الانسان يعيش هذا التفاعل مع الحسين سلام الله عليه ، عندما يبكي الحسين ،لان الحسين مظلوم ، عندما يبكي اهل البيت لانهم قتلوا ظلما ، عندما يبكي على النساء اللواتي سبين ظلما , فهو يعيش حالةً تنعكس على نفسه , وتنطبع نفسه بها , فيصر رافضا للظلم مطلقا .

    يجب علينا ان نعيش ذكرى عاشوراء ، وعلينا ان نعيش الفكر الذي خطه الحسين سلام الله عليه ،ونستلهم المعرفة بالمنهج، الذي سار عليه الحسين سلام الله عليه .

    الخامس :الحسين والصراع مع الباطل.

    يجب على المجتمع ان يعي معادلة الصراع بين الحق والباطل ، في نهج الحسين ، هناك صراع بين الحق والباطل , ليس بين طلب السلطة وعدمها ،وانما بين الحق والباطل , والانسان السوي هو الذي ياخذ هذا النهج ،ويقول اقف مع هذا النهج ، لا أتخلى عنه مهما اعطيت من ثراء او مال او منصب او جاه , اذا كان يجعلني في صف الظالمين ،اذا كان يجعلني في عداد الظالمين يوم القيامة ، فهو مرفوض ، بل يختار لنفسه خطا يجعله مع الحق ، ولايبالي ان يكون حياً ، عزيزاً ، ام ميتاً بعزة وكرامة .

    السادس : الحسين ورفض عبودية الطواغيت.

    من كربلاء ندرك العبودية الحقيقة لله لا للطواغيت، هناك اشخاص يعيشون في هذا المجتمع , في المجتمعات الاسلامية ، منذ الخلافة الاسلامية ، ولكن يعبدون الطواغيت حقيقة، ويخضعون للطواغيت ،ويتبعون الطواغيت في كل شي ، بحيث انه لو جاء الطاغية بامر مخالف للقران لقالو انه حسن، بل تجب طاعته ،كما يقول بعض المحسوبين على علماء الدين ، لو امرني امير المؤمنين بنقض الكعبة لنقضتها , وبعضهم يقول ان الطواف حول قصر امير المؤمنين خير من الطوافحول كومة رمل , يعني قبر رسول الله صلى الله عليه وآله , فهم يرجحون الذل والطاعة للطاغية , طاعة مطلقة , على طاعة الله تعالى , ثم يصفونها بأنها طاعة أولي الأمر, وأنها طاعة لله , اما في منهج الحسين سلام الله عليه , نجد العبودية لله فقط ,الخضوع لله ورفض الظالم , ولا نساوم مع الظالم , لا نرجح طاعة الظالم على الحق ابداً , فاذا رأينا الظالم يرتكب الظلم والتعدي يكون رفضه بديها عندنا .

    السابع : كربلاء وعدالة المطالب.

    من كربلاء ايضاَ ندرك معنى العدالة وعدالة المطالب , العدالة الحقيقية , ان لا يعتدي أحد على احد ,ولا يكون الخليفة وممثل الإسلام ظالما , وداعياً للفساد , ولا مغيرا لسنة سيد المرسلين , من كربلاء ندرك وقفة الحسين سلام الله عليه , ليحافظ على الدين من جهة , ويحافظ على الناس من جهة .

    في ذلك الزمان يأخذون البيعة من الناس على انهم عبيد للخليفة , يصل الاستهتار والتعدي بحقوق الناس , لا يبايعون الخليفة على انه خليفه للمسلمين , وانما على انهم عبيد لذلك الخليفة .

    الحسين سلام الله عليه يقول هذا هو الظلم , والعدالة هي ان يعطى كل ذي حقٍ حقه , ولا فرق بين الحاكم والمحكوم , الحاكم والخليفة يجب عليه ان يدعو للخير ويواسي ويساوي غيره له حقوق وعليه واجبات, لا ان تكون حياته مختلفة , لا ان يأخذ حقوق الناس ويعتدي على الناس , لسبب انه اسمه خليفه للمسلمين , وليس لأحد أن يكلمه ,وليس لأحد أن يحاسبه.

    الثامن : من كربلاء تولد الثورات .

    من كرباء تتجدد الثورة في نفوس الشرفاء لتغير الواقع الحزين .

    الذي يعيش ويقترب من ثورة الحسين , ويرى هذا الواقع البائس الحزين الذي فيه الذل والهوان للعالم والمجتمع الاسلامي بأسره , يجد ان كربلاء تقول , لابد ان يتغير هذا الواقع , لابد ان نرسم مستقبلا واضحاً كله الخير للمجتمع , ليس فيه اذلال للناس .

    التاسع :كربلاء وأنس الشهادة

    من كربلاء ايضا نستشعر و نستأنس بالشهادة , تكون الشهادة عندنا امر هين ,بل أمر جميل نفتخر به , لأننا لا نراها فناءا , ولا نراها نهاية بل هي بداية الحياة الحقيقية , لا نقدم أنفسنا للشهادة من اجل مصلحة ذاتيه او فردية او طائفية او قبليه او عائلية , وانما نأخذ شعارنا من الحسين سلام الله عليه الذي يقدم الضحايا والقرابين ويقول : (هون ما نزل بي انه بعين الله ) فهو لا ينظر في عمله الا لله , ما هو الذي يرضى الله ؟

    اذا اقتربنا من كربلاء واقتربنا من شعارات الحسين , التي يجب ان تكتب على قلوبنا ويجب ان تعلق شعارات الحسين في كل مكان ولو تكتب بالذهب لكان ايضا ناقصاً في حقها .

    الحسين سلام الله عليه هو الذي خط خط العزة للناس والكرامة للناس ,لانتحرك مع الحسين ثورة عاطفية وتنتهي , وانما نتحرك مع الحسين على انه مبدأ عظيم ثابت راسخ , اصله في الارض وفرعه في السماء .

    العاشر : كربلاء الحسين (ع) والتايخ المستباح.

    ثورة الحسين عليه السلام ,تعيد للامة تاريخها المستباح لقد استبيح تاريخ الاسلام , بعدما كان المسلمون في عزة وكرامة وقوة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله , ويأتون بعد النبي(ص) ويعتدون على الناس ويستبيحونهم , ويستبيحون تاريخهم ويغيرون كل شيء , الحسين سلام الله عليه يسترجع التاريخ الحقيقي للأمة , وان العزة و الكرامة التي يجب ان تكون ملاصقة لهذه الامة ومرتبطة معها ولا تنفصل معها.

    احد عشر : ثورة الحسين سلام الله عليه توقظ في الامة مشاعر الكرامة,

    تعلمون كيف توقظ مشاعر الكرامة , في بعض الحالات يتعرض المجتمع لحالة الياس , لحالة الضعف والخنوع ولا يرجو ان يغير ويقبل بعد ذلك بذلته , كما صنع معاوية وجعل الناس يعيشون حالة الذل ويقبلون بكل شيء , إلى أن يأخذو البيعة من الناس على انهم عبيد , وما الذي حرك ضمائر الناس ؟ ومن الذي فتح الآفاق وجعل الثورات ثورة بعد ثورة؟ غير دم الحسين سلام الله عليه , فعندما قدم الحسين نفسه اشتعلت جذوة الايمان في نفوس الناس وجذوة الكرامة , حدثت في النفوس عزة وكرامة وشعروا بمنزلتهم وشعرو انهم في ظلم واضطهاد فتحركت الثورات , فالحسين ثورته هي التي تخلق الكرامة عند الناس .

    الثاني عشر : ثورة الحسين تعلمنا متى واين نقف من السطات الجائرة,

    كيف نتعامل مع الظلمة وكيف نتعامل مع اهل الجور , متى نقف متى نصالح متى نجاهد متى نطالب , لاقترابنا بثورة الحسين وتعلقنا بثورة الحسين نستطيع ان نفهم هذه المشاعر ,وهذه المفاهيم الدينية ,وهذه القيم , يجب علينا في هذه المرحلة القادمة وهي عاشوراء , ان نستلهم حقيقة منهج الحسين, المنهج الذي خطه الحسين للعالم كله , كيف يتعاملون مع ظروف زمانهم ومكانهم.

    الثالث عشر : ثورة وعقيدة

    ثورة الحسين ثورة العقيدة والاخلاص لا ثورة الطمع والخوف , الحسين بثورته لم يكن خائفا , لم يكن جباناً , وانما هو ثورة ايميانية , ثورة بعقيدة , ليحفظ رسالة السماء , ليحفظ سنة المرسلين ليجعل للدين حقيقة تتحرك في واقع الناس , ولم يكن عنده ولا عند من معه طمع , لم يطرق الطمع حريم وجوده أبدا, ولم يكن في من معه من اصحابه واهل بيته من يحمل طمعا, ولم يصل الخوف الى قلوبهم ابداً , وانما تجد الحسين في كربلاء ومن مع الحسين يحملون الاخلاص ويشتاقون للمنية دون الحسين , لم يكونوا يأملوا ان يصلو الى سلطان وانما يرون الموت فقط امامهم , والحسين سلام الله عليه يخبرهم ويؤبنهم و يقول :

    الموت امامنا ,(ألا من كان باذلا فينا مهجته ,موطناً على لقاء الله نفسه , فاليرحل معنا ) فيقدم والقوم معه يرون الموت ولا يرون الحياة والانتصار , إلا في الشهادة , والفوز بالجنة.

    الرابع عشر:في كربلاء لم ينتصر السيف على قيم الدم .

    في كربلاء لم تكن الغلبه في المعركة علامة لاندحار الحق وغلبة الباطل , صحيح في المعركة سقط الحسين (س) وسقط من معه ,ولكن

    لكرامة الحسين وعزة الحسين و مطالب الحسين الواقعية الحقة , وعظمة الحسين وشأن الحسين و اخلاص الحسين , اصبحت شمسا لا يمكن حجبها عن احد , ظهرت للعالم كله, ان الحسين هو الحق وأن أعداءه هم الباطل , كان يزيد بعد ما قتل الحسين يتبجح بعد انكاره لنبوة النبي(ص) ولرسالة السماء

    ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل )

    واذا به يرى الهزيمة , وصلت إلى قصره , وصوت الحسين يزلزل في قصره, ويتحرك العالم ليتبين ان الحسين هو الحق وهو ابن بنت رسول الله , ما خرج طمعا في سلطان كما صوروا , وانما خرج لإحقاق الحق والدفاع عن سنة سيد المرسلين , فينقلب الامر على يزيد ويرجع يزيد يدعي الاسلام و يدعي تمسكة بسنة سيد المرسلين , وانه نادم على ما صنع , ويلقي الملامة على جلاوزته .

    فولا قتل الحسين , ولولا تقديم الحسين نفسه واستشهاد الحسين (ع) لسار واستمر النهج الأموي وهو يعلن كفره وإنكاره للنبوة وعدم الايمان بنبوة النبي صلى الله عليه وآله , وانما هي ملكية يملكون الناس.

    الخامس عشر :هدفنا هو هدف الحسين(ع) .

    عاشوراء الحسين لنحدد اهدافنا الحقيقية لا للملذات الآنية , يجب علينا ان نعيش بعد النظر ان نعيش اهداف الحسين الكاملة وليس اهدافا نراها نحن او نصورها نحن ,

    يجب علينا ان نستقي اهداف الحسين من ثورة الحسين ومن تعاليم الحسين و من كلمات الحسين .

    الواعي الحقيقي الذي ينتسب لمدرسة الحسين سلام الله عليه يجب ان يقرأ شيئاً عن الحسين في ذكرى عاشوراء في هذه الايام , لا نقتصر فقط على الإستماع هنا وهناك , نقرأ ولو الشيء اليسير , لنتعرف على الحسين ومنهج الحسين و سنة الحسين التي هي امتداد لسنة النبي صلى الله عليه وآله .

    السادس عشر : عاشوراء الحسين لغة لتصيغ مستقبل هذه الامة, في ذكرى الحسين لا نعيش الماضيللننفصل عن المستقبل وإنما نتحدث عن الماضي لنبني المستقبل, لا لنبكي على ماض قد مضى وانتهى .

    السابع عشر: عاشوراء حياة لا موت

    يجب ان تبقى عاشوراء الحسين سلام الله عليه حية,حاضرة في نفوس المحبين وفي نفوس الناس طوال الوقت , لا ان نغفل عنها و لا ان ننشغل عنها بل نجعلها هي المقياس لنا , لتستمر عاشوراء لما لها من عمق وبعد لا تقتصر على جانب دون آخر , جوانب عاشوراء تشمل الحياة بأكملها ويجب علينا ان نستفيد منها كذلك ليس في جانب الثورة فقط , وليس في جانب البكاء والعاطفة فقط , وانما لتشمل جميع نواحي الحياة وجميع جوانب الحياة , اذا تعرفنا على الحسين واقتربنا من الحسين (ع) سنجد ان الحسين يشمل الحياة بأكملها .

    موضوع البلد

    اولاً : ملاحظة دعت لها جمعية الوفاق , دعت الى عدم القيام بالفعاليات السياسية ووطنية بالمناسبات الدينية , من اجل تفويت الفرصة على المتربصين بالمناسبات وبالسلم الاجتماعي .

    ثانيا: نعزي اهل الشهيدين علي يوسف البداح ونستنكر هذه الجريمة النكراء , والوحشية بكل المقاييس , كم هي جريمة تكشف قبح من قام بها ومن أصدر الأوامر .

    وكيف يقبل اناس وهم يعرفون هذه الانتهاكات في البحرين أن يتعاطفوا مع السلطة.

    شخص يدهس بالسيارة وتكسر اضلاعه وتقطع اطرافه , تهمش اطرافه , لماذا؟ لأنه خرج يطالب , ويقولون نفتخر بالحرية والديمقراطية, واذا خرج شخص يطالب بالحرية يصنع به هكذا , هذه هي الديموقراطية وهذه هي الحرية التي يريدون ان نقبلها ونسكت عن مطالبنا وان نقتنع بها .

    ونعزي اهل الشهيد عبدالنبي كاظم العاقل التي قتلته قوات الامن بصدمه بسيارتها ايضاً .

    ثالثا : نتسائل أين التقرير المستقل من استمرار هذه التجاوزات ؟ هذه التجاوزات المستمرة ماذا صنع لها التقرير المستقل( تقرير بسيوني) ؟

    رابعا: الواضح من السلطة انها لا تريد الحل لهذه الازمة , والاخذ بتوصيات لجنة تقصي الحقائق , لا تريد الحل ومما يدل على ذلك :

    1: استمرار الانتهاكات والتعديات والقتل , والانتهاك التعسفي على المواطنين والمنازل , الشهيد عبدالنبي كاظم العاقل يسقط في يوم تسليم تقرير بسيوني ,لو كانوا يريدون الحل ,هل يقع شهيد في نفس تسلم تقرير من أجل حل الأزمة كما يدعون ؟

    ثم لا يكتفون بذلك بل يعتدون على اهله في بيتهم ويعتدون على المشيعين ويعتدون على جميع المناطق التي تخرج مطالبة , والتقرير يقول المطالبة حق ولا يجوز التعدي عليه , ومع ذلك التعدي مستمر .

    2 : تشكيل لجنة حكومية لدراسة التقرير والاخذ بنتائجه واللجنة الحكومية هي المتهم الاول و الحكومة هي المتهم الاول في التجاوزات والتي يجب ان تقدم للمحاكمة , كيف تكون هي التي تقوم بالتطبيق , وهذا يدل على ان الحكومة لاتريد حل الازمة وانما هي تسعى للتصعيد المستمر ولضرب المجتمع وتركيع المجتمع , ولكننا نقول يستحيل ذلك , نحن ابناء الحسين سلام الله عليه , الذي علمنا دائما ان نقول( هيهات منا الذلة ) يستحيل ان يركع المجتمع ومطالبه مستمرة , والنصر ات ات باذن الله تعالى .

    والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

  • أهل البيت والولاية

    أهل البيت والولاية

    أهل البيت(ع) والولاية – حديث الجمعة – 18/11/2011

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

    صدق الله العلي العظيم

    نحن في شهر الولاية هذا الشهر المبارك الذي تقع فيه أحداث مختلفة في صدر الإسلام ، وقعت هذه الأحداث , لتثبّت الولاية لله ولرسوله ولأهل البيت (ع)

    من ذلك حادثة الغدير ، وذكر حديث الثقلين ، وأيضا حادثة المباهلة بين النبي (ص) وأهل البيت من جهة , ونصارى نجران من جهة أخرى ، ونزول سورة الإنسان التي تتحدث في آياتها عن أهل البيت (س) وتبين شأنهم ومنزلتهم .

    هنا الآية المباركة تتحدث عن أجر الرسالة وتبين أن النبي (ص) لا يسأل أجرا , وإنما يسأل المودة في القربى ، فمودة أهل البيت (س) بنص هذه الآية المباركة في القرآن الكريم أمر مطلوب والنبي (ص) يسألها المسلمين , بمعنى آخر يفرضها على المسلمين ويوجبها على المسلمين ومن هم القربى ، القربى هم الأقربون للنبي (ص) هم أهل البيت (ع) الذين أظهر النبي (ص) منزلتهم بعد تعيين أفرادهم ومن هم أهل البيت ؟

    أو بمعنى أوضح من هم المصاديق لمصطلح ومفهوم أهل البيت ؟

    فبين النبي (ص) أن أهل البيت هم (النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والآئمة المعصومين من أهل البيت (س) وهذا المصطلح صار مصطلحا خاصا بهم ، لا أنه يشمل جميع من ينتسب للنبي (ص) وإنما هو خاص بالنبي والزهراء والآئمة المعصومين (س) ، التمسك بالعترة واجب وهو طريق الهداية كما في حديث الثقلين ذكرنا سابقا حديث الثقلين ونعيده من أجل التبرك والذكرى ، النبي (ص) عندما يقول :

    (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا حتى يرد علي الحوض فأنظروا كيف تخلفوني فيهما )

    النبي أوصى بأهل البيت وجعلهم عدل القرآن ، وأنهم لا يختلفون عن القرآن ، ولا يفترقون عن القرآن ، والمعنى طبعا ليس الإفتراق الزماني أوالمكاني وإلا قفي الزمان والمكان قد يكون الإمام (س) في وضع ليس حاملا للقرآن أو ملاصقا للقرآن ، ولكن الإفتراق الواضح هوما يظهروا من الحديث وهو الإلتزام بالقرآن ، وأن أهل البيت (س) هم والقرآن شيئ واحد بل هم القرآن الناطق ،

    النبي أيضا (ص) في حديث آخر يمثل أهل البيت بسفينة نوح ، فيقول(ص)

    (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى )

    يعني كل شخص بنص هذا الحديث أيضا لا يتمسك بأهل البيت ولا يرتبط بأهل البيت مهما كان إرتباطه في الدنيا ومهما لجئ لأهل علم أو معرفة أو فقهاء ، مهما كان مستواهم فإنه هالك وخاسر لا محال كخسرانهم لبعدهم عن مصدر النور الحقيقي الذي ليس بعده إلا العمى والضلال

    من لم يركب في سفينة أهل البيت (س) لا يعصمه جبل ولا يعصمه عاصم , وإنما المصير الحتمي له هو الغرق .

    فأهل البيت (س) هم الذين يمثلون سفينة نوح لنجاة الأمة من أي غرق .

    وفي حديث آخرعن أبي ذر أنه قال: سمعت رسول الله(ص) يقول:

    (إجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين )

    كما أن الإنسان من غير رأس لا يمكن أن يهتدي ، ولو كان فيه رأس ولكن ليس له عينان أيضا لا يهتدي ، بمعنى آخر أهل البيت هم الخاص في الخاص ، هم أخص شيئ لهداية الإنسان ، حتى لو فرض أن هناك شيئ يمكن أن يكون طريقا للهداية فهم الطريق لهداية ذلك الشيئ ، فالمتقدم من الناس والعالم من الناس والعارف من الناس هو ضال ما لم يهتدي بأهل البيت (س) أجمعين

    الولاية الحقيقية ماذا تعني

    أولا : القناعة الفكرية

    أو يجب أن يتوفر حتى يكون الإنسان موال حقيقة أن يتوفر على القناعة الفكرية ، الإعتقاد الفكري عند الإنسان بأهل البيت (س) أجمعين بولايتهم أمر ضروري ومطلوب وليس أمرا هامشيا

    1 : أن يكون على معرفة فكرية بأهل البيت (س)

    لا أنه لا يمتلك أي معلومات عن أهل البيت ، وهذا ما يقع فيه بعض المجتمع من الجهل بأهل البيت وهو يدعي إتباع أهل البيت ، يدعي أنه يتبع أهل البيت ولكن لو تسأله سؤال عن أهل البيت (س) لا يعرف ولا يستطيع أن يجيب ، فكأنه في واد وأهل البيت في واد آخر ، فيجب أن يتعرف على أهل البيت معرفة حقيقية ، عقائدية ، فكرية ، بحيث يقتنع بأن أهل البيت , وأن ما يّطرح عن أهل البيت من الولاية هذا أمر حقيقي منشأه ومنبعه ومصدره الإسلام ، لا أنه يقول أتبع أهل البيت ولكنه لم يكن في يوم من الأيام قد قرأ كتابا عقائديا ، لم يقرأ بعض الأفكار العقائدية والنقاش والشبهات و رد الشبهات في هذا المجال ، وهذا أمر خاطئ فللولاية الحقيقية أن تتأصل عن الموالي معرفة فكرية , معرفه بقضية أهل البيت ، وبعقيدة أهل البيت ، وبمنزلة أهل البيت ، وبإرتباط أهل البيت بالنبي (ص) ، وبإرتباطهم بالقرآن الكريم ، وبارتباطهم بالسماء , يجب أن يكون على معرفة بذلك

    2: البحث عن آثارهم الدالة على منهجهم

    يجب أن يكون لمن يريد الولاية تتبع لآثارأهل البيت ,نعم , أهل البيت أمنا بهم فكريا وعقائديا على ضرورة وجودهم ، بمعنى آخر آمنا بشيئ كلّي أن يكون هناك بعد النبي (ص) أوصياء ، أن يكون هناك بعد النبي أئمة ، ويستمر الإسلام من خلال الأئمة (س)

    ولكن لنؤمن أن هؤلاء هم مصداق الأئمة حقيقة ونعتقد بهم , يجب أن نتابع أو نتتبع بعض آثارهم ليحصل لنا الإيمان بهم حقيقة

    ثانيا: الإيمان القلبي

    الإيمان القلبي لأنه ليس كل ما يعلمه العقل يعلمه القلب ، فقد يدرس الإنسان دراسة عابرة ولكنها غير متأصلة ، غير متجدرة ، غير قوية ، فلا تصل إلى قلبه ، والإيمان بأهل البيت (س) هذا شرطه , شرط الولاية , فلا يكون الإنسان مّوال لأهل البيت ولاية حقيقية من غير أن يصل إعتقاده بهم وينتقل من عقله إلى قلبه ، فإذا وصل الإيمان إلى القلب و صار قلبه مطمئن بأهل البيت (س) فهذا يكون في طريق الولاية لهم .

    الولاية بمعنى بهذا المعنى ، أما أن لايصل إلى قلبه وإنما يمر في يوم من الأيام مرورا عابرا على بعض قضايا أهل البيت ثم يبتعد ويتركهم , فحاله حال الكثير من كتاب العامة الذين كتبوا عن أهل البيت وسطروا الأحاديث في فضلهم وشأنهم ولكنهم لم يؤمنوا بهم إيمانا حقيقيا .

    فلإيمان الحقيقي يحتاج لمزاولة وممارسة وإقتراب من أهل البيت ومن منهجهم ليصل الإيمان إلى القلب ، وذلك يكون بالخطوة الأخرى وهي العمل

    ثالثا: العمل والإتباع لأهل البيت (ع)

    يعني لا يكفي أن يكون الشخص عارفا فكرا بأهل البيت (ع)، أو يقول وصل الإيمان إلى قلبي ، (هو لا يصل فعلا ) من غير أن يكون مستندا ومرتبطا مع العمل ، وليحصل هذا الإيمان القلبي يجب

    1ـ التردد على الأئمة (س)

    علماء النفس يقولون المزاورة والتزاور بين المجتمع يوجب المحبة ، يوجب المحبة الشخص الذي يزور شخص بإستمرار ويجلس معه ويتحدث معه ، تحدث بينهما علاقة إتصال روحي يكون بينهم إتصال روحي تحدث المحبة فزيارة أهل البيت (س) أجمعين أمر مهم ، زيارتهم في الحرم في مراقدهم المشرفة بل وهو في بلده وهو في بيته وهو في المسجد , كل ذلك له نوع من الإرتباط بأهل البيت (ع) هذا أمر مطلوب و مقرب

    ثانيا: التفاعل مع أحاديثهم والمحاولة لتطبيق شيئ منها

    نؤمن بأهل البيت (س) ؟

    يجب أن يكون بيننا وبينهم شيئ من الإرتباط ، نطبق شيئ من أحاديث أهل البيت ، إذا أوصونا بشيئ يجب أن نقترب منه ، وإذا نهونا عن شيئ وأمرونا أن نجتنب شيئ ، أن نجتنب ، أما أن يكون كلامنا عن الحب لأهل البيت والولاء لأهل البيت ولكن العمل والتطبيق ليس له صلة بمنهجهم ، هذا لا يعد الولاء الحقيقي لأهل البيت (س)

    بعض الأمثلة على ذلك

    وجدنابعضها وتنقل قصص في هذا المجال ,

    العزاء وتأخير الصلاة يذكرون شخصا يقيم العزاء على أبي الفضل العباس (ع) ، ينقلها الأستاذ المظاهري , يقول شخص يقيم العزاء لمدة أيام فجلس مع صاحبه بعد العزاء ومد رجليه

    قال له صاحبه : لماذا تمد رجليك

    قال : من التعب صار لي كذا يوم أقيم العزاء على أبي الفضل العباس ولم أخلع حذائي

    قال له : إذا كيف تصلي إذا لم تخلع الحذاء طوال هذه الأيام ؟ فكيف تصلي؟

    فقال : إذا كان أبو الفضل العباس عاجز عن محو سيئتي مضمون كلامه أونجاتي من هذه السيئة فليس لي حاجة من ولائه .

    هذا تصور خاطئ للأهل البيت (س) كأن أهل البيت يدعون للفساد !!

    أهل البيت لا يدعون لذلك ، أهل البيت يدعون للإلتزام بالدين والقيم ، نقيم مراسم أهل البيت ونقيم العزاء ونقيم الإحتفالات بذكراهم والمناسبات الخيرة ، لتدعونا لعمل الخير لا لتجنب الخير لتدعونا للإلتزام بالدين لا الإبتعاد عن الدين .

    الشاب والفجور مرة نقل لي شخص قضية مشابهة لذلك قال لي أحد الإخوان يقول معه شخص في العمل يرتكب بعض الفواحش وعنده علاقات غير شرعية مع النساء

    يقول قلت له: ألا تخاف أن يأتيك مرض يصيبك المرض الفلاني ؟!

    فقال : كيف أخاف هل أنا مثلك أنا عندي الإمام الرضا وأخاف ؟! ، فكأن الإمام الرضا هو حامي للزناة ولأصحاب الدعارة والعياذ بالله،

    طبعا هذه أمثلة لشواذ من المجتمع , لا نقول مجتمعنا هكذا, شواذ في المجتمع بعض الناس

    ولكن نقول ما هو المنهج الحقيقي لأهل البيت (س), يجب على من يدعي الولاية أن يلتزم منهج أهل البيت ويعرف أن أهل البيت يدعون للخير , وإذا كنا نقدم على عمل يجب أن يكون هذا العمل كله منسجم مع الدين ملتزم بأوامر الإسلام

    لا نؤخر صلاة ولا نرتكب مخالفة لا في إقامة مأتم ولا بإقامة عزاء ولا في خروج عزاء ولا في سهر متأخر لتفوتنا صلاة الصبح مثلا

    الإلتزام بمنهج أهل البيت(ع) الحقيقي هوالتطبيق الحقيقي, يجب علينا أن نقترب من هذا التطبيق الزوار والسياحة بعض الزوار مثلا عندما يذهبون للزيارة في بلدان مختلفة أيضا يخرجون في رحلات سياحية ويذهبون لبعض السواحل في الوقت الذي هم يزورن المعصوم أو يزورن فردا من أفراد أهل البيت (س)ولكنهم يذهبون للسياحة ويدخلون في سواحل ويرون مثلا نساء ورجال شبه عراة هذه الزيارة ليست الوصل لمنهج أهل البيت ، منهج أهل البيت هو الإلتزام ، أن نلتزم بالحق ولا نرتكب مخالفات شرعية , لا تجعل هذا العمل المستحب طريقا للمخالفة والمعصية ، وإلا فإننا نكون بعيدين عن أهل البيت (س) أجمعين أكتفي بهذا

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الباقر (ع) والسياسة

    الباقر (ع) والسياسة

    حديث الجمعة 4.11.2011 م – جامع كرباباد

    الباقر(ع) والسياسة

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة إمامنا الباقر (س)

    أتحدث هذا اليوم حول منهج الإمام الباقر (س) ودوره في حفظ الإسلام ودوره في الجانب السياسي

    الدور الأول:هو حفظ الدين

    للإمام (س) الدور الذي لا غنى عنه في الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل ، هذا الدور الذي مارسه الإمام ، وهو ما كان يطلع به النبي الأكرم (ص) والأئمة الطاهرون بعد النبي (ص)

    الإمام في هذا الدور يركز:

    أولا : في حفظ التوحيد بغير تشويه

    نعلم أنه في ذلك الزمان قد تعرض التوحيد لصور من التشويه حيث أنه دخل في الإسلام أناس لم يكونوا مؤمنين بالإسلام من الدول المختلفة والفتوحات المتعدد , دخلوا في الإسلام ولم يكن عندهم تبني حقيقي للدين وإنما دخلوا في الإسلام تحت القوة والقهر والسيف ، فأظهروا الدين وهم يحملون ويبطنون عقائدهم السابقة فأدخلوها في المجتمع الإسلامي وجعلوها من ضمن الدين ، لم يقولوا أنها من غير الإسلام وإنما جعلوها من ضمن هذا الدين الإسلامي ، لأنهم لم يكونوا مقتنعين حقيقة بالدين الإسلامي فأرادوا تشويه الإسلام ، فجسموا الله سبحانه وتعالى و جعلوا له صفات التشبيه والتشويه التي يرفضها القرآن .

    وحيث كانت الرواية للحديث عن النبي (ص) ممنوعة والتفسير والشرح للقرآن من خلال سنة النبي ممنوعا ، فاستطاعوا أن يدخلوا بعض التشويه على الإسلام

    دور الإمام الباقر(س) عندما سنحت له الفرصة هو أن يزيل هذا التشويه ويرجع الناس إلى التوحيد الحقيقي

    قال الإمام (س) في هذا المجال يصف الله سبحانه وتعالى قال (لم تره الأبصار بمشاهدة العين ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان )

    حيث صارالبعض يصفه تعالى بالجسم وأنه يرى ،

    الإمام يقول تراه القلوب لا الأبصار, (لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ليس له شبيه ولا مثيل معروف بالآيات) يعرف الله سبحانه بآياته وآثاره (منعوت بالعلامات لا يجوز في قضيته، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه) يعني ليس هو في الشيئ ولا الأشياء فيه ، فهو سبحانه وتعالى أجل من كل الأشياء المادية والتي تجسم أو ترى أوتلمس وغير المادية أيضا

    ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)

    الإمام يبين السيرة الصحيحة التي سار البني (ص) بها وعمل بها , وتخليصها مما ألصقوه فيها من تشويه ، وهذا التشويه قد نال التوحيد قبل ذلك لأنهم عندما وصفوا الله جسدوه ، كذلك نسبوا للنبي (ص) الأخطاء نسبوا له بعض الأمور التي لاتتناسب مع شأن النبوة ورفعة النبوة ودرجة النبوة ومقام النبي (ص)

    فالإمام يحافظ على سيرة النبي (ص) ويحافظ على مكانة النبي (ص) ويحافظ على مقام النبوة بعيدا عن كل تشويه

    ثالثا: بيان الإمامة

    وهي نقطة التأسيس التي إبتدأ الإمام بترسيخها وترتيبها للناس بوضوح وهي الإمامة ومكانة الإمام(ع) , ومكانة الإمام علي (ع) بالخصوص ومظلومية الإمام علي

    فقال (ع) : (بني الإسلام على خمس ,

    على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية , ولم ينادى بشيئ كما نودي بالولاية )

    الولاية أعظم شيئ نودي به بعد الإيمان بالله تعالى وبرسوله (ص)

    وقال الباقر (ع) عن رسول الله (ص) يروي عن النبي (ص) هذا الحديث

    (ما من مؤمن إلا وقد خلص ودي إلى قلبه) كل مؤمن لا بد ان يكون للنبي حب في قلبه( وما خلص ودي إلى قلب أحد إلا وقد خلص ود علي إلى قلبه)

    يعني حب النبي (ص) وحب علي (ع) متلازمان لا يفترقان ، ثم يقول في هذا الحديث

    (كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك )

    لا يمكن أن يكون صادقا , يدعون حب النبي مثلا يقولون نحب النبي ولا يحبون أهل البيت بل ويحاربونهم ويقتلونهم فهذاحب كاذب بنص الحديث

    وقال الباقر (ع)

    (ما ثبت الله حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبتها الله , وثبت له قدم أخرى )

    يعني يكون له فوق ثباته ثبات ما دام في قلبه حب لعلي (ع)

    فالإمام الباقر(ع) في هذه المرحلة يركز على هذه الأمور

    أولا: الحفاظ على التوحيد السليم

    ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)

    ثالثا: ترسيخ قضية الولاية لعي (ع)

    رابعا: جعل أصحابه وهم شيعة أهل البيت (س) جماعة متميزة فيإطارها التفصيلي(شيعة)

    هذا المعنى لم يكن موجودا بذلك التفصيل كان هناك أتباع لأهل البيت ويسمون بالشيعة ولكن ليس بهذا التفصيل المفصل الذي قام الإمام بترسيخه ورتبه(س)

    أ:الولاء العقائدي والفكري

    الإمام ركز أن يكون أتباع أهل البيت (ع) عندهم فكر وعقيدة

    الولاء العقائدي والفكري عند أتباع أهل البيت(ع)

    يجب أن يكونوا مرتبين عقائديا , عندهم عقائدهم الخاصة التي تمثل الإسلام الحقيقي الأصيل والفكر الحر الذي يمتلكونه , لا العقيدة التي يمليها عليهم الحاكم , فتتغير عقائدهم بتغير عقيدة الحاكم كما هو الحال قبل المعتزلة وبعدها.

    قال الباقر (س)

    (إعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهمفإن المعرفة هي الدراية للرواية) ، هي الدراية للرواية يعني المعرفة لما تحتويه الرواية

    الإمام يقول

    المعرفة هي المائز المعرفة للرواية , المعرفة لأحاديث أهل البيت , لسنة النبي (ص) ، الشيعي حقيقية هو الذي يكون عنده هذه المعرفة (وبالدرايات للروايات يعلوا المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان )

    إذا صار عنده رواية وعنده معرفة للرواية يرتقي إلى الدرجات العالية , وبغير ذلك فهولا ينسب للشيعة بحسب ما وصف الإمام (س) في هذا الحديث

    وقال (ع) (إنما شيعة علي (ع) المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاورهم ، سلم لمن خالطهم) في نقل أخر (سلم لمن خالفهم) يعني حتى الذي يكون على خلاف معهم يأمنهم , فمحبوا أهل البيت(ع) أمان ، محبوا أهل البيت الملتزمون بأهل البيت يجب أن يكونوا مأمونين للجميع لا يخشى منهم أحد , لا يخاف منهم أحد أن يظلموه

    ب: بيان الفقه الإسلامي الأصيل

    مقابل ما وضعه الحكام من القياس والإستحسان أيضا في تلك الفترة

    الإمام (س) أسس هذا الأساس

    كيفية الإستنباط ، أصول الفقه ، المنهج الصحيح للوصول للحكم الشرعي فيكون أصحاب الإمام يتمثلون ويتميزون عن غيرهم بقاعدة رصينة،

    ومعرفة حقيقية ، وطريق للوصول لحكم لله سبحانه وتعالى وليس إلتقاط هنا أو هنا

    خامسا: التنظيم المتقن مع خواصه

    أيضا في تلك الفترة , فترة الإمام الباقر (س) صار هناك تنظيم متقن بين الإمام وبين أتباع الإمام(ع)

    قال الباقر(س) (والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقهم وأكتمهم لحديثنا )

    الذي يكون ورعا متفقها في الدين وكتوما للسر يأخذ أحاديث أهل البيت(ع) ويكتم سرهم .

    وأمثلتهم كثيرة منها :

    جابر الجعفي (ره)من حواريي الإمام الباقر (ع)وجنود الله الخاصين ,من تلامذة الإمام (س) و له منزلة عظيمة.

    فقد روى الصدوق في الإختصاص أن المفضل سأل الإمام الصادق (ع): (يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله (ص))

    وكان مسلما للإمام كل التسليم , لكن بمعرفة ووعي لا بجهل وتقليد أعمى , فيطيع الإمام وهو فقيه عالم بل هو من العرفاء ، فهو الذي يخرج مع أحد أصحابه ويقول لصاحبه هل تريد رؤية الإمام الصادق (س) ؟ فيقول صاحبه نعم ولكن أين الكوفة من المدينة , نحن في الكوفة والإمام في المدينة, فيخرج معه جابر ويقول له إغمض عينك فيغمض الرجلعينه , ثم يقول له إفتح عينك , حينها يجد نفسه أمام بيت الإمام (ع) , يقول له جابر ادخل البيت للإمام (ع) , وأنا أذهب السوق وأرجع.

    يشك الرجل في الأمر , فيقول في نفسه , ربما هذا سحر وليس له واقع , فلكي أتأكد وأطمئن فلأجل مسمار في جدار لأراه في موسم الحج عندما أذهب المدينة المنورة بينما هو يفكر وإذا بجابر يمد يده له ويعطيه مسمار ويقول له ثبته في الجدار فيتعجب الرجل , وبعد زيارة الإمام (ع) يرجعه بنفس الطريقة ،هذا المستوى العالي الذي بلغه جابر إنما هو بولائه الصادق للإمام (ع) ، وطاعته للإمام ،وإخلاصه للإمام ،وإعتقاده بالإمام (ع)

    روى في الكافي: ،عن النعمان بن بشير قال: (كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفي ، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر (ع)فودعه وخرج من عنده وهو مسرور ، حتى وردنا الأُخَيْرجة أول منزل نعدل من فيد إلى المدينة ، يوم جمعة ، فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طويل آدم معه كتاب ، فناوله جابراً فتناوله فقبله ووضعه على عينيه ، وإذا هو: من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد ، وعليه طين أسود رطب ! فقال له: متى عهدك بسيدي؟ فقال: الساعة . فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة ! ففك الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه ، حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب ، فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتى وافى الكوفة ! فلما وافينا الكوفة ليلاً بتُّ ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليَّ وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة ، وهو يقول: أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور ، وأبياتاً من نحو هذا ، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه ، فلم يقل لي شيئاً ولم أقل له ، وأقبلت أبكي لما رأيته واجتمع عليَّ وعليه الصبيان والناس ! وجاء حتى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون: جُنَّ جابر بن يزيد جُن . فوالله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلاً يقال له: جار بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه ، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا: أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث ، وحج فجن ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم ! قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله . قال ولم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر)

    تبين بعد ذلك أن الإمام هو الذي أرشده وقال له تظاهر بالجنون لتفوت على السلطان القتل ,

    كان هناك تنظيم وإرتباط بين الإمام وأتباعه وهم يحفظون السر

    سادسا: الولاء العاطفي أيضا

    الإمام زرع في تلك الفترة الولاء العاطفي , الولاء الروحي لأهل البيت (ع) ركز هذا الأمر لتتكون الجماعة الممثلة للإسلام الحقيقي الممتد من زمن النبي (ص) إلى قيام القائم (ع) إلى قيام الساعة.

    الإمام أصل هذا الولاء العاطفي :

    أ:في الحديث

    قال (ع):(أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين (ع) إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلا إستقبلوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه ، ولا يموت أحد إلا شيعوه) كل من له علاقة بالحسين الملائكة يقفون له ويعيدونه , ويوم القيامة يستقبلونه

    ب: في الجانب العملي

    يجعل نوادب يندبنه ثمان سنين بعد وفاته في منى ويبكين عليه أمام الناس ، الناس يجتمعون في منى ويجدون البكاء ويسألون من هذا الميت ؟

    ومتى مات ؟

    هل هو قتيل ؟

    وما هي قضيته ؟

    فينتشر الولاء لأهل البيت والمعرفة بأهل البيت.

    ج: تبني الشعراء

    الإمام أيضا في زمنه يتبنى الشعراء ويدفع إليهم الأموال

    ربما العض يستشكل ويقول لماذا الإمام يدفع الأموال للشعراء ، وما الفرق بينه وبين غيره؟

    هنا نجد أن الذين يدفع إليهم الأموال

    1: هم حقيقة يمثلون الإعلام الحقيقي الصادق القوي في زمانهم.

    2:أنهم عندما يقرأون الشعر في الإمام ويمدحون الإمام ويذمون أعدائه ، هم أيضا يحاصرون ويحكم عليهم بالإعدام ويمنع توظيفهم , وتمنع مخالطتهم .

    الإمام(س) يعطيهم من هذا الباب وهم أيضا كانوا يرفضون ، ويتمسكون فقط بولائهم للإمام والتبرك بالإمام كما كان الكميت .

    الكميت مطارد لهشام عشرين سنة يطارده هشام من مكان إلى مكان يريد قتله لماذا؟

    لأنه عندما يصف أهل البيت (س) ويقول في شعره: ساسة لا كمن يرعى الناس .. سواء ورعيه الأنعام يصف أهل البيت(س) أنهم ساسة وقادة الأنام ليس كمن هو حاكم لا يفرق بين الناس والأنعام ، يرى نفسه يملك الناس كما يملك الأنعام ويتعامل معهم على حد سواء

    الدور الثاني : الدور السياسي للإمام (س)

    جواب شبهة :هناك شبهة تثار أن الإمام ليس له دور سياسي

    الإمام ليس له وجود سياسي والجواب عليها واضح وبكل سهولة

    وهو لماذا يعتقل إذا ؟

    لماذا يسجن ويؤخذ من مكان إلى مكان ؟

    الإمام سجن ، الباقر (س) أخذ للشام ثم بعد ذلك بعد أن بان أثره على المساجين أطلق سراحه وعندما أطلق سراحه أيضا وهو في رجوعه إلى المدينة أمر هشام إبن عبد الملك أن لا يتعامل معه أحد في الطريق كانوا يخبرون المدن التي يمر عليها الإمام أن لا يعاملوه ولا يبيعوه

    حتى نفذ ما عنده نفذ ما عنده من الماء والشراب والأكل ولم يجد أحد يعطيه أو يبيعه شيئ ، كلما ذهب لسوق تمتنع وقف على مدينة وقرأ عليهم آيات وتوعدهم أن ينزل العذاب عليهم , فبعد ذلك باعوا له ،

    هذه المضايقة والإعتقال ثم أن يسم ويقتل كلها تدل على أنه له وجوده السياسي ، والحركة الساسية التي لا يرضى بها الحكام

    دور الإمام في الجانب السياسي

    التربية السياسية وهي في نقاط

    أولا: توضيح وبيان فكرة الإمامة

    الإمام إبتدأ بهذا البيان يوضح فكرة الإمامة والخلافة ماذا تعني

    ومر الكلام فيها , ركز للناس أن يكون هناك إمام حق ، وهذا الإمام الحق المتمثل في علي (ع) والأئمه من بعده في وصية النبي (ص) عادل لا يظلم أحدا

    ثانيا : تربية الناس على كره الظلم ورفضه ومقاومة الظلم

    أيضا الإمام تحرك في هذا المجال يبين للناس أن الظلم أمر بشع مرفوض وعلى الناس أن يرفضوه ويمجوه ويحاولوا تغيره

    قال الباقر (س) بصورة عامة في الأحاديث لما حضر أبي علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره وقال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ومما ذكر أن أباه أوصاه به قال (يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله )

    فركز الإمام في أحاديث كثيرة أن الظلم بشع مرفوض

    ثالثا: زرع مفهوم العدل في المجتمع والمطالبة بهجعل الناس يشتاقون للعدل وأن العدل إذا عم المجتمع تساوى الناس في المجتمع فصار الناس يعيشون عيشة سعيدة رغيدة لا يظلم بعضهم بعضا ولا يستأثر بعضهم بالثروات على الآخر

    رابعا: إيقاظ الحس السياسي والتوعية السياسية

    الإمام يوقظ روح السياسية عند الناس لماذا ؟

    ليشعر الناس أن لكم وجود , و(أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ) و(من رأى سلطانا جائرا فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حق على الله أن يدخله مدخله كما عن رسول الله (ص) )

    الإمام يبين في أحاديثه هذا المعنى

    خامسا: دفع الأمة للتغيير والإصلاح

    يدعوا الأمة أيضا إذا رأت الظلم من الحاكم الظالم أن تغير ، لا أن تبقى متفرجة فقط

    قال (ع) (من مشى إلى سلطان فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين من الجن والإنس ومثل أعمالهم)

    الشخص الذي يذهب للحاكم ليس ليتملق له , لا يتملق للحاكم ولا يرجوا عطاءه ، وإنما يذهب لوعظه وإرشاده وإصلاح الوضع , له هذا الثواب

    سادسا: مقاطعة الظالمالإمام(س) يعلم الناس مقاطعة الحاكم الظالم ويدعوا الناس الإبتعاد عن الظلم والمشاركة مع الحاكم .

    روي عن الباقر(س) أن شيخا من <..> قال : (قلت لأبي جعفر (ع) إني لم أزل واليا من زمن الحجاج إلى يومي هذا

    فهل لي من توبة ؟ قال فسكت (ع) ثم أعدت عليه فقال لا حتى تؤدي لكل ذي حق حقه)

    الإمام يبين أن الذين يرتبطون بالنظام الظالم وتكن هناك مظلمة هم يشاركون فيها

    ولا تبرأوا ذممهم حتى يعفوا عنهم من ظلموه أو يعطوه حقه

    فالإمام يبين ضرورة الإبتعاد عن الحاكم والمشاركة مع الحاكم الظالم في ظلمه أبدا .

    المشاركة لا تكون إلا في الإصلاح للإصلاح وفي الإصلاح فقط ، أما أن يشاركه ليكون واليا له ويمارس الظلم معه أو يظفي عليه الشرعية فهذا هو الظلم بعينه ويكون شريكا له في عمله

    سابعا: المقاومة السياسية

    الإمام (س) كما هم الأئمة كل إمام يشكل المقاومة السياسية والمعارضة السياسية في زمنه

    ويدل على ذلك أن الأئمة كل إمام عندما يصل إلى الإمامة تجد الخليفة الوالي يريد عزله وإبعاده عن الأمة لماذا ؟

    لأنهم يعرفون أنه كل حركة مطالبة أوحركة تدعوا للإصلاح يكون وراءها الإمام

    فالإمام هو القائد لكل حركة إصلاح

    ثامنا : التحرك الثوري

    الإمام تحرك ثوريا أم لا ؟

    لم يكن في زمن الإمام مباشرة أن يكون متحركا في الساحة ثوريا علنا ، وإنما كان يعمل بالتقية لكن كانت هناك ثورات ، وفي نظر الإمام (ع) للثورات أنه لم يكن قد حان وقت القيام فيها , ليكون الإمام قائما مباشرة

    ولكن أيضا كان الإمام يترحم عليهم ويقول لهم الجنة كثورة زيد بن علي وهو أخو الإمام طبعا لما بلغ قتل زيد الإمام الصادق (س)

    قال الإمام الصادق : (إنا لله وإنا إليه راجعون

    عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم ، إن عمي كان رجلا لديننا وآخرتنا مضى والله عمي شهيدا كشهداء إستشهدوا مع رسول الله (ص) وعلي والحسين صلوات الله عليهم ) وقال أيضا (أن الباكي على زيد فمعه في الجنة فأما الشامت فشريك في دمه )

    الإمام الصادق يبين أن الذي يبكي على زيد فهو معه في جهاده ، وأما الذي يشمت فهو شريك في دمه وقتله

    والإمام الباقر عندما سمع أيضا قال (صدق أخي زيد ولونال وفى )

    فالإمام يرى أن الحركة الثورية التي كانت وإن لم يحن وقتها إلا أن الإمام يؤيد مقاومة الظلم ومقارعة الظلم وهو يؤسس لما هو أكبر من ذلك الإمام يقول في بعض كلماته أن الثائر الذي يتحرك قبل وقته هو كالطير الذي يخرج من وكره أو من عشه فيسقط قبل أوانه ولكن الإمام يدعوا للتهيئة وترتيب المجتمع عقائديا وفكريا وتأهيل المجتمع من هذه الجهات ليخرج بعد ذلك بثورته العظيمة والإنتصار الأكبر

    موضوع البلد الحبيب

    أنتقل إلى موضوع البلد نعزي أهالي الشهيد الديهي وعلى رأسهم سماحة الشيخ حسين الديهي ونعزي أيضا أهالي الديه والبحرين جميعا بهذا الشهيد الغالي وهو دخل في ركب الشهداء ليسقي الأرض ويحي الأرض وشعبها بدمه الطاهر فهنيئا له

    نسأل الله أن يحشره مع الشهداء والصالحين وحسبن أولئك رفيقا

    وهنا نقول أيضا الشعب مستمر والنصر آت ولا تنازل عن المطالب

    هاهم يرون شهيدا يأتي تلو شهيد والشعب يتحرك ويطالب بحقوقه لا يتراجع ولا يتنازل ولا بد للنصر أن يتحقق ولا بد أن يحاكم كل جلاد وكل من نال من دماء هذا الشعب الشريف لا بد أن يأتي يوم ويقتص منه ويحاكم حاله كحال أي مجرم إرتكب جرائم في العالم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الجواد ( ع ) المولود المبارك

    الجواد ( ع ) المولود المبارك

    ديث الجمعة 28.10.2011 م – جامع كرباباد

     

     

    في رحاب الجواد (ع)

    حديث الجمعة

    28/10/2011

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدوآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي

    عن يحيى الصنعاني قال:

    دخلت على أبي الحسن الرضا (س)وهو بمكة وهو يقشر موزا ويطعم أبا جعفر(ع)

    فقلت له جعلت فداك هو المولود المبارك ؟

    يعني هل هو المولود المبارك ؟

    قال (ع): (نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله ، أعظم بركةعلى شيعتنا منه )

    لم يولد في الإسلام أعظم بركة على شيعة أهل البيت من هذا الإمام الجواد (س)

    لمناسبة إستشهاد الإمام (س)أتحدث في أجواء أحاديث عن لسان الإمام (س)

    وهذه مقدمة

    الإمام المبارك الذي هوأعظم بركة على شيعة أهل البيت (ع)

    النقطة الأولى : بركة التمهيد للإمام المهدي (ع)

    الإمام في وجوده تمهيد للإمام الحجة (س) الغائب حيث أنه صار إماما وأمام الجميع وهو لم يتجاوز السابعة، سبع سنين وأشهر ففي صغره (س)وهو لم يحضر عند أستاذ ولم يدخل كتاتيب ولم يكن يتعلم في مدرسة ، ومع ذلك فهو يناضر العلماء والفقهاء والقضاة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم

    ويتحدث عن كل شيئ ويستخرجه لهم من القرآن ويقول يوجد في هذا في كتاب الله تعالى

    هذا يعطي الناظر المتأمل أن هذا الإمام له علاقة بالسماء وأنه لايأتي من عنده ولم يكن لأحد أن يعلمه وهو صغير، يعني عمره لا يكفي لهذا العلم وهو يتحدث بالعلوم الإلهية كلها ويعرف ما هو موجود وما هو كائن وما يكون ، ويعرف النظريات المنحرفة الخارجة عن الإسلام ونظريات أهل الزندقة وغيرهم ويرد عليهم بالردود التي يجد

    العالم نفسه صغيرا أمامها ، هذا يدل على أن الإمام مرتبط بالسماء فيبقى المتأمل المفكر الناظر بوعي

    يقول أن هذا الجواد (ع) مع صغره صار إماما فيتقبل أن يكون الإمام المهدي (س) إمام وهو صغير

    هذه النقطة الأولى

    النقطة الثانية: الإمام بركة في وجوده أيضا ،

    في إفشال تشويه الواقفة ، الفرقة الواقفية التي وقفت على الإمام الكاظم (س) ولم تؤمن بالإمام الرضا وصارت ترفض الإمام الرضا وتدعي ان الإمام الكاظم (ع) هو المهدي، رفعه الله إليه ويخرج في آخر الزمان

    ظروف سياسية وملابسات كانت موجودة ربما شجعت على هذه الفكرة المنحرفة منها :

    1ـ أن الإمام الرضا (ع) صار وليا للعهد فأتى دور من يشكك.

    2ـ أيضا كون الواقفة من رموز المجتمع شخصيات كبيرة ليسوا أناس عاديين، بل هم محسوبون من العلماء ويتخذون هذا المنحى من الوقف, فيقع التشكيك عند الناس بسببهم .

    3ـ إضافة لذلك يصل عمر الإمام الرضا (س) إلى الأربعين ولم يولد له ولد

    الناس يقولون نعلم أن الإمامة مرتبطة بإثني عشر إمام , فإذا لم يكن هذا الإمام له ولد ليكون إماما في سلسلة متسلسلة أذن ليس هو الإمام الحق فيحدث التشكيك .

    فعندما يولد الجواد (س) يقضي على هذا التشكيك ويرجع الموالون لأهل البيت إلى السكينة والطمأنينة التامة بالإمامة وذلك :

    أولا: بأصل وجود الولد للرضا (ع) فينتهي التشكيك في قضية تسلسل الإمامة حيث كان الرضا (ع) يخبر بأنه سوف يولد له المولود المبارك , وقد ولد .

    ثانيا: الإمام الجواد (ع) وعلمه الغزير

    عندما يكون الإمام وهو في صغره وهويناقش وهو يرد على جميع الشبهات ويبين كل شيئ من القرآن من كان في نفسه تزلزل يجد أن هذا هو الحق أن الجواد (ع) هوالإمام الحق, وأنه حقيقة مرتبط بالسماء وهو إمام وإلا لا يمكن أن يكون شخص بهذه العمر يحصل على هذه العلوم كلها، فيطمئن الناس وتستمر الإمامة بعد الإمام الرضا (س)

    أيضا من يعتقد بإمامة الإمام الرضا تجد الإستقرار عنده ويعتقد بإمامة الإمام المهدي (س) فتكون الإمامة كاملة في عقيدته، فكل من يعتقد بالإمام الرضا يكون إثني عشري

    في رحاب أحاديث الجواد (س) والأحاديث الكثيرة الكثيرة

    أقتطف بعضا منها

    أولا:عدم نصب العداء للأخرين

    ينهى عن نصب العداء للأخرين في أحاديث كثيرة أقرأ بعضها

    الإمام يدعوا للإلفة ، ومحاسن الأخلاق

    قال الإمام الجواد (س) : (لا تعادي أحدا حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى

    فإن كان محسنا فإنه لا يسلمه إليك ــ الإمام يقول إذا كان شخص مرتبط بالله فإن الله كافله ــ فلا تعاديه وإن كان مسيئا فإن علمك به يكفيك فلا تعاديه ) أنت تعلم بأنه مسيئ إتركه أيضا فلا تعاديه

    إجعل لنفسك في كل الإمور في علاقتك بالناس, اجعل الميزان هو الإرتباط بالله، فمن كان مرتبط بالله فيجب عليك أن تحترمه وتقدره ومن كان بعيدا عن الله فإن لم يكن فيه ضرر عليك ، فإن لم يكن فيه ضرر على الدين فلا تعاديه

    ثانيا: كف الأذى عن الأخرين

    قال الإمام الجواد (س) (من حسن خلق الرجل كف آذاه ، ومن كرمه بره من يهواه ، ومن صبره قلة شكواه ، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه ، ومن رفق الرجل بأخيه ترك توبيخه بحضرة من يكره ، ومن صدقه صحبته إسقاطه المؤونة ، ومن علامة محبته كثرة الموافقة وقلة المخالفة )

    كف الإذى عن الأخرين أمر مطلوب

    الإمام (س) يقول إن أردت أن يكون لك أخلاق وتتمثل فيك محاسن الأخلاق عليك:

    1: لا يصل لأحد منك سوء.

    2: البر لمن لك هوى ومحبة فيه , الشخص الذي تهواه أو تحبه يجب أن يكون لبرك عنده أثر , يعني أنت تحب أباك يجب أن يكون هناك أثر ظاهر في هذه العلاقة , يجب أن يبين البر لأبيك لأمك لزوجتك ، الزوجة لزوجها، لأخيك للمجتمع لمن تهواه وتحبه يجب أن يكون هناك بر ظاهر

    3: قلة الشكوى من المرض والنوائب والمصائب

    تخفف وطأتها ، قلة الشكوى لا يشتكي الإنسان دائما أنني أعاني أنني مريض هكذا

    فإذا قلل من شكواه ومن تبرمه مما يعانيه قلت وطأة المرض والمصيبة عليه

    4:من النصيحة الصادقة أن ينهى الأخرين عما لا يهواه يعني الأمور التي تكرهها ولا تحبها وتنهى نفسك عنها ، يجب عليك أن تنهى الأخرين عنها أيضا.

    الحديث الذي نكرره دائما أمير المؤمنين (س)قال

    (إجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك وأحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لها )

    مع الأخرين تعاملك يجب أن يكون مبنيا على هذا الأساس إذا كان شيئ لا ترضاه لنفسك إنصح الأخرين بتركه وإن كان شيئ تحبه وترغب إليه إدعوا الأخرين إليه

    5: عدم التوبيخ في مكان غير مناسب

    عدم توبيخ الأخرين ، هذه نقطة ذكرنا مثلها سابقا أيضا أن الشخص الذي ينتقد، إذا وجد شخصا يتصرف تصرفا غير مقبول متى ينصحه ؟

    هل أمام الأخرين ؟

    يجب أن لا يكون في المكان المناسب ,في المكان الذي ليس فيه إحراج ,ليس فيه إستنقاص له ، فتختار المكان المناسب ، الإسلوب المناسب ، الزمن المناسب

    حتى مع الولد (ابنك) يعني مثلا لو ذ هب شخص بأولاده إلى مجلس أو مكان وتصرف الولد تصرفا فيه شيء من الفوضى أوشيئ مما لا يناسب المكان , أو لا يناسب عمره ,أو شخص آخر كبير صدر منه خطأ يجب أن لا توبخه في مكان تستنقصه فيه خصوصا أمام الأخرين.

    6: المرونة مع أصدقائه

    أن يكون الشخص مرنا مع أصدقائه ليس شديدا في تعامله مع الأصدقاء يسقط الكلفة يعني إذا تصرف شخص ما تصرفا عفويا أمامك إترك هذا التصرف له ، لا تقول كيف يصدر منك هذا الكلام .

    فلا تستنقص الأخر ولا تفرض عليه أن يتعامل معك تعاملا رسميا دائما ، فالتكلف تسقطه مع الأحبة لكن من غير أخطاء , من غير أن تنجر للخطأ.

    7: الموافقة مع الأخرين

    ماذا تعني الموافقة مع الأخرين يعني في تعاملك مع الناس لا تكن شاذا

    الإمام يقول (ومن علامة محبته كثرة الموافقة وقلة المخالفة )

    كثرة الموافقة وقلة المخالفة ماذا تعني ؟

    يعني إبحث عن القدر المشترك الذي تتفق مع الآخر لاتبحث عن الخلاف، كثير من الأمور الخاطئة التي نتعامل بها أو الأساليب الخاطئة عنما نتعامل مع بعضنا البعض ،ربما أجد في أخي أو في ولدي أو في صديقي أخطاء كثيرة ولنفترض وجدت أربعة أخطاء خمسة أخطاء وبعضها كبيرا وبعضها صغيرا إذا أردت أن أنصحه لا أثقل عليه فأختار الخطأ الكبير الذي يحتاج للنصيحة وليس أن أقدم الملاحظات على كل شيء وبإستمرار ملاحظة تلو الأخرى ملاحظة تلو ملاحظة حتى يصيبه النفور مني

    الملاحظات يجب أن تكون قليلة ، بإسلوب محترم من غيرإسلوب التوجيه المباشر.

    قدر الإمكان أبحث عن الموافقة مع أخي وأترك المخالفة

    ثالثا: إنصاف الأخرين

    قال الإمام الجواد(س)( حسب المرء من كمال المرؤءة أن لا يلقى أحدا بما يكره ومن عقله إنصافه قبول الحق إذا بان له )

    هذا الحديث علقنا على المعنى له في حديث سابق أن الإنسان من كمال المرؤءة أن لا يلقى أحدا بما يكره ، لاتلقى أباك ، لا تلقى أمك , لا تلقى أخاك , لا تلقى زوجتك ، لا تلقى صديقك ، لا تلقى أحدا من المجتمع ، ومباشرة تقدم له ما يخالفه .

    دائما لإلفة المجتمع إبحث عن الموافقة وإبتعد عن المخالفة ، هذا فن التعامل ، فن المعاشرة في المجتمع ، كيف يكون الإنسان في المجتمع

    وفي ذلك أحاديث كثيرة ذكرنا منها (ما أفاد المسلم أو المؤمن بعد الإسلام أوالإيمان بأفضل من ثلاث (من ضمنها في بعض الأحاديث) ولايتنا أهل البيت وزوجة صالحة , وخلقا يمشي به في الناس)

    قرن هذا الحديث الولاية والزوجة الصالحة والخلق الذي يمشي به في الناس وفي بعضها يداري به الناس ، يعني كيف يتعامل مع الناس

    كيف يتعامل مع الناس ؟

    يبحث عن الأمور التي يوافق بها الأخرين

    لا يركز على الإختلاف وإذا وجد شيئ لا يرضاه ولكنه ليس كبيرا ، ليس هو من المحرمات وليس أمرا خطيروإنما لهذا الشخص وجهة نظر تختلف، لا يجب علي مباشرة أن أقف في وجهه .

    حتى تكون معاملتي في المجتمع ناجحة لا أكون بصورة إذا إختلفت مع شخص في فكرة يسيرة ليس لها قيمة أقف في وجهه ، وإنما إختلافي في الإمور الكبيرة والإمور الصغيرة أتركها

    رابعا: التواضع من أهل العلم

    قال :(ع) (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه ، والشكر زينة الرواية ، وخفض الجناح زينة العلم ، وحسن الأدب زينة العقل ، والجمال في اللسان ، والكمال في العقل )

    أحاديث كلها درر وذهب ونحن بحاجة لأن نستفيد منها نحتاج أن نتأمل دائما فيها

    زينة الإنسان العلم والمعرفة التواضع أن يكون من له معرفة وعلم متواضعا أن يكون لسانه يتكلم بالإنصاف , بالأمور الصحيحة ولايجرح

    خامسا: الإنصاف في المعاشرة تجلب المودة قال(ع)(ثلاث خصال تجلب فيهن المودة الإنصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشدة، والإنطواء على قلب سليم )

    هذا الحديث يذكر أمورا مهمة منها:

    1ـ سلامة القلب

    يجب أن يركز المسلم على قلبه بأن يكون قلبه سليما بعيدا عن الإمورالسيئة، والتعلقات المذمومة شرعا , فيحفظ قلبه منها ومن كل الإمور التي تسبب قسوة القلب , يجب عليه أن يتجنبها يبحث عما يحيي القلب من المواعظ من العبادة من الخير ويجتنب كل ما يسيئ إلى قلبه

    2ـ الإنصاف في المعاشرة

    الإنصاف في المعاشرة إنصف الأخرين

    كيف أنصف الأخرين في المعاشرة والمعاملة؟ نتصور نحن نعيش في هذا المجتمع نجد أخطاء عند الأخرين ،وربما نقف موقف شرس إذا أخطأ شخص أمامنا , ولكن لو رجعت لنفسي ووجدت نفس الأخطاء ربما تتكرر عندي بل وأكثر , ربما بيني وبين الله أنا أرتكب الأخطاء وأكثر منها، ولكن إذا وجدت خطأ من الأخرين أقف موقفا شديدا هذا غير إنصاف , الإنصاف أن أجعل كما أحكم على الأخرين أحكم على نفسي ,أكن منصفا بيني وبين الله .

    3ـ المواساة في الشدة

    قال (ع) : ( والمواساة في الشدة )

    المواساة في الشدة نحن مطلوب منا المواساة ــ وكان في بالي أن أتكلم عن التكافل في آخر الموضوع ولكن الحديث قال المواساة والمواساة في الشدة هنا محلها ــ

    نذكر الإخوان أيضا في هذه الوقفة بالنسبة للتكافل الإجتماعي

    لا زال هناك شباب مفصولين من العمل وموقوفين معتقلين ، توجد حاجة هنا واضحة , فهل توجد عندنا مواساة في الشدة أو لا؟

    يعني هذه الأحاديث التي تبين صفات حسنة وتبين مكانة عالية لأشخاص إذا إتصفوا بها صاروا من شيعة أهل البيت (س)

    هل هي موجودة عندنا أم لا ؟

    نذكر أنفسنا بقضية المفصولين من العمل والموقوفين ،علينا بالتكافل الإجتماعي , إذا شخص منا وجد نفسه وقد مر عليه شهر ولم يدفع ولو دينار أو خمسة دينار أو أكثر أو أقل فليوبخ نفسه

    أنت من المجتمع يجب أن تكون من المجتمع حقيقة (المسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فإذا كان جارك يعاني وأنت لم تدفع دينار قل لنفسك أنك مقصر وأن هذا التصرف مخالف للمرؤءة ومخالف للشيمة الإنسانية فضلا عن المخالفة للدين

    ربما في يوم من الأيام أنت تفصل من العمل أو تعتقل لا سمح الله , مع هذه الإعتقالات العشوائية ألا يحتاج أهلك لكفالة ,عليك أن تكون جزءا من المجتمع , فليس من الصحيح أن يقول ظرفي فيها شيئ من الصعوبة ولا يساهم ، علينا أن نكون فعلا أخوة متحابين متكافلين متكاتفين , نتواصى ونتكافل

    سادسا: أثر لين الجانب في التعايش

    قال الإمامالجواد (س)

    (ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى كثرة الإستغفار ولين الجانب وكثرة الصدقة وثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم)

    هذه إمور :

    1ـ الإستغفار

    كثرة الإستغفار الإنسان الذي يستغفر بإستمرار فهي مفتاح لرضوان الله وهي مفتاح كل خير(فقلتاستغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموالوبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً (يعني طريق للخير والغنى والصلاح

    2: لين الجانب

    لين الجانب أن يكون لين الجانب في تعامله لا يكون فيه شدة في تعامله مع إخوانه

    تجدون هذه الأحاديث التي قرأناها تقريبا كلها تركز على هذا الجانب ، كيفية التعامل مع الأخرين لين الجانب في المعاشرة مع الأخرين

    3: الصدقة

    كثرة الصدقة أن يركز الإنسان على كثرة الصدقة يخرج الصدقة بإستمرار فيها شفاء فيها دفع بلاء فيها إستقرار فيها توفيق من الله سبحانه وتعالى فيها علاج للأمراض

    أحاديث تقول عالجوا مرضاكم بالصدقة

    (وثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم)

    1: ترك العجلة

    أن لا يتعجل الإنسان العاقل في تصرفاته, في أموره, في كل شيئ يقدم عليه يتروى

    2: المشورة

    أن يكون كثير المشورة لغيره من الناس فكما أثر( من شاور الناس شاركهم عقولهم)

    يشاور أصحاب الخبرة والإنصاف في هذا المجال الذي يريده

    3ـ ترك التردد

    الإبتعاد عن التردد إذا عزمت فتوكل على الله تعالى , فعند العزم لا تتردد , إذا عزمت فتوكل على الله وقم بعملك بواجبك

    سابعا: ما يهدم الدين

    قال الإمام الجواد (س)

    (ما هدم الدين مثل البدع ولا أزال الوقار مثل الطمع )

    ثامنا: الحذر من الشتم والتهور

    قال (ع):( من شتم أجيب ومن تهور أصيب ) يعني الشخص الذي يشتم الأخرين ، الشتيمة ترجع إليه , ليس في جانب غيبي ملكوتي لا مباشرة يتجرأ عليه الآخرون , كما في أحاديث من ضمنها مثلا يقول ( لا تمازح فيجرؤ عليك غيرك )

    و(لا تماري فيذهب بهاء وجهك)

    هذه أحاديث تشير إلى كيفية التعامل في واقع الإنسان ، لا تستنقص الأخرين إذا إستنقصت أحد أو شتمته سوف يشتمك ويتجرؤ عليك وتسقط مرؤتك وتسقط مكانتك إحفظ ماء وجهك إحفظ نفسك بإحترامك لغيرك .

    أنتقل إلى موضوع البلد

    أولا: الدين والسياسة

    ما يثار دائما من قضية علماء الدين والسياسة ,علماء الدين يتدخلون في السياسة وأن هذا أمر مرفوض ومخالف لماذا مخالف ؟!!! لا نعلم

    هل هو مخالف للدين ؟

    هل هو مخالف للعقل ؟

    مخالف لماذا إذا ؟

    عندما نتسأل يقولون تدخل الدين في السياسة أمر مرفوض , وأمر غير صحيح

    إذن يجب على المجتمع ليحق له أن يدخل في السياسة لكي يدخل في أمور حياته السياسية ويقرر مصيره ,أولا أن يتخلى عن الدين هذا الطرح الواضح إذا تخلينا عن ديننا , صار من حقنا أن نقول نريد حقوق نريد حكومة منتخبة ، إذا كنا نقول نحن مسلمون لنا عقيدة فهذا يعني أننا مستحيل في نظرهم أن نحصل على شيئ من الحقوق أذا تمكنوا من منعها إيانا , ولكن الله سبحانه وتعالى هو الناصر وهو المحقق ومن كان مع الله كان الله معه , فلا خوف لمن توكل على الله لا على غيره.

    لماذا هذا الهوس من الدين ، كأن الدين يدعوا للفتنة والقتل .

    الدين يدعوا لوحدة الناس .

    الدين يدعوا للم الشمل .

    الدين يدعوا للمحبة .

    الدين يدعوا للإخاء .

    الدين يدعوا لتعاطف الناس بعضها مع بعض

    الدين يرفض الإعتداء على أي أحد , على أي كان هذا هو الدين .

    ثم نقول ما بال الذين يمدحون الحاكم ويمدحون الملك ويمدحون السلطة وهم محسوبون من علماء الدين , نجدهم في ألسنة من يرفض دخول الدين في السياسة مبجلين ويحترمين ومقدمين , السبب أنهم يدعون للطاعة العمياء للسلطان.

    إذا كان الدين دخوله مرفوض في السياسة فيجب أن يكون الجميع مرفوض كما يدعون

    أما إذا كان يمدح الحاكم ويثني على الحاكم فهو مقدم , وهو الحق , وإذا كان يقول هناك خلل و هنا ملاحظات , فهذا خروج عن الدين نفسه وكأنهم نسوا حديث رسول الله (ص)

    (أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )

    الحديث الذي يقول (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم )هذا هو الإسلام وهذه الأحاديث المجمع عليها عند المسلمين وليست خاصة بطائفة هذه الأحاديث كلها تؤكد ضرورة أن يكون الدين وعالم الدين والشاب المتدين لهم إشارات إصلاح للنظام ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إذا وجد خلل يقفون له ويصلحون هذا الخلل لا أنهم يقولون كل ما جاء به الحاكم فهو حق ولا تجوز مخالفته ولا يحق لنا إلا أن نتخلى عن ديننا حتى نكون شريكا في المجتمع هذا كلام لا يقبله حتى الجاهل

    ثانيا:الإعتقالات

    الإعتقالات العشوائية والمستمرة للأحداث أيضا لا زالت , إعتقالات عشوائية ومن الشوارع ورأينا بعض الصور ومقاطع الفيديو التي بها ضرب لأشخاص صغار بالحطب من قوى الأمن فهل هذا هو الإصلاح؟!

    وهل هذا هو الذي يرضاه الدين ؟!

    أم أن هذا هو الإنتهاك للإنسانية وحقوق الإنسان ؟

    والحدث الشاب الصغير والطفل لا يضرب حتى في القوانين الوضعية.

    لا يؤخذ ويعذب بهذه الطريقة إذا إخطأ أوإرتكب خطأ يؤخذ ويرشد يعطى إرشادات وتأهيل لا أنه يؤتى له بهذه القوة والضرب المبرح يراد من ذلك التخويف والتهويل حتى لا يفكر الناس بحقوقهم ، ويقول كل شخص أحافظ على أولادي وأبتعد عن المطالبة ، وهذا وهم وهيهات أن يقع

    المجتمع سار في طريقه ومستحيل أن يتنازل مستحيل أن يتنازل إنسان له حمية وشرف وكرامة أن يرى هذا الإنتهاك وهذا التعدي ويقول إنتهى الأمر ، لا لم ينتهي الأمر والأمر مستمر حتى تحقق جميع المطالب .

    نحن نقول ماذا نطالب حتى يكون مرفوضا؟!

    بماذا؟

    نجيب : حقوق متساوية فيقولون طائفية

    ونقول : إخوان سنة وشيعة

    ويقولون : إيران

    متى تحدث أحد من العلماء أوالرموز أو القيادات السياسية أننا نريد دولة فلانية

    كيف يتحدثون بهذه الكلمات الرخيصة

    ولكن يخرج الرمز منا والعالم منا ويقول نريد حقوق متساوية

    نطالب بالحقوق للجميع

    ويقولون له أنت تريد حكومة إسلامية تابعة لإيران وولاية الفقيه

    الذي يتكلم ويصف المجتمع بأنه مغسول الدماغ وأنه تابع لولاية الفقيه وإيران ، هذه سخرية وإستهزاء بعقول الناس المجتمع إنما خرج يطالب فقط بالحقوق الشرعية لا تبع للدولة الفلانية ولا غيرها وإنما يطالب بحقه كمواطن

    وليس بحقه هو فقط ويعزل الأخرين بحقوق جميع المواطنين هذا هو المطلب

    أما ما تعمله الحكومة من القمع والضرب والإعتداء والإعتقال لن يجدي نفعا

    الحل الحقيقي هو الحل السياسي الذي يخرج البلد من الإزمة

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • اليأس

    اليأس

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأن إلى قيام يوم الدين

    رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .

    قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

    بسم الله الرحمن الرحيم(إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

    آمنا بالله صدق الله العلي العظيم .

    نواصل الحديث حول موضوع اليأس وعلاجه .

    اليأس من الذنوب الكبيرة:

    ذكرنا سابقا أن اليأس من كبائر الذنوب , وهو ذنب عظيم عند الله سبحانه وتعالى ويجب على صاحبه أن يتوب ويرجع لله عن يأسه الذي يستبطن أمورا فاسدة , فهو لازم من لوازم الكفر , الكفر وإن كان كفرا خفيا

    لذلك فاليأس من صفات الكفار كما وصفه القرآن الكريم

    في قوله تعالى(إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

    فهي صفة للكافر , الذي ييأس من روح الله هو الشخص الكافر

    الروح هو الأمل والنسيم:

    الروح هو الأمل والنسيم الذي يهب على الإنسان ويعطيه الراحة والطمأنينة وإنتظار الفرج والرحمة والمزيد من التوفيق في جميع أموره

    اليأس يساوي عدم الإعتقاد بقدرة الله وكرمه:

    اليأس يساوي عدم الإعتقاد بقدرة الله وكرمه .

    في الواقع أنه من لا يطمئن بالله سبحانه وتعالى ،

    لا يطمئن بوجود مخرج له في أزمته في حياته في مشاكله في ضيقه المادي في مرضه في كل شيء

    اليائس هو الذي لا يعتقد بقدرة الله سبحانه وتعالى في كل ذلك

    فلذلك عد اليأس من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى

    الذي ييأس من روح الله , ييأس من رحمة الله يرتكب أعظم ذنب على الإطلاق بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى

    اليأس طريق للمعصية:

    لأن الشخص الذي لا يعتقد بوجود رحمة , وإمكان التدارك فهو يرى نفسه قد إنتهى أمره ، وأمر الصلاح والإصلاح في نفسه وما يرتبط به ليس له معنى , فيخلي بينه وبين نفسه للمعصية لأنه لا يأمل أن يصل للخير أبدا

    الشخص الذي إرتكب معصية صغيرة أو كبيرة , اذا كان يائساً فهو يرى نفسه من اهل النار , واذا رأى نفسه من اهل النار فهو يتوجه للمعاصي ويرتكب و يقول لا حاجة لي في التوبة فالتوبة لا تنفعني .

    الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان الفكر والنظر والتفهم والإستيعاب لقضايا الدين وواقع الحياة .

    وجعل له وقاية عن مرض اليأس أولا وقبل أن يقع في مرض اليأس.

    أولا:الوقاية من اليأس:

    ليتكأ الإنسان على قدرة ربه ورحمته الواسعة التي وسعت كل شيئ , بين للإنسان ما يجعله في يقظة ووعي لأمور دينه ودنياه.

    أن السبب أو مسبب الأسباب هو الله سبحانه وتعالى وإذا أعتقد الإنسان أن الله هو مسبب الأسباب فهو يرى كل شيئ بيد الله ولا يخرج شيئ في هذه الحياة في هذه الدنيا عن إرادة الله وقدرته .

    الله متصرف في الوجود في هذا الكون في هذه المجرات في هذا العالم في نفس الإنسان في حركته في صحته في سقمه في كل ما يحيط بالإنسان .

    الله سبحانه وتعالى هو المتصرف وهو المسيطر وهو مسبب الأسباب بل ذكر القرآن الكريم أمثلة لذلك.

    القرآن الكريم أشار إلى بعضها وأن الله سبحانه وتعالى

    مع وجود بعض الأسباب المادية , هناك أسباب مادية والإنسان يرتبط بها , هذا الإنسان الذي ييأس من كل شيئ يعول على الأسباب المادية

    الأسباب المادية التي يرتبط بها ويقول هي السبب الأول والآخير

    فإن الله سبحانه وتعالى يجعل السبب في بعض الأحيان لا يؤثر بفضل الله لكي لا ييأس المؤمنون ، يجعله غير مؤثر ليثق الإنسان بأن السبب الحقيقي هو الله وأن الأسباب التي يراها

    ليست هي مستقلة عن الله وليست هي المؤثر الأول والآخير في الواقع وإنما المؤثر الحقيقي هو قدرة الله وإرادته فيسلب التأثير عن بعض الأسباب لأنها ليست مستقلة

    ومن الأمثلة على ذلك:

    المثال الأول: قضية إبراهيم(ع) ونار نمرود

    القرآن الكريم يذكر قضية إبراهيم ونار نمرود

    عندما يأتون بالنبي إبراهيم ويلقونه في النار هنا يقول النظر الطبيعي الظاهري المادي أنه سوف يحترق ويهلك بهذه النار ولكن الله هو المسيطر لأنه هو المتصرف في الوجود

    يقول(يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )

    فتصير بردا وسلاما

    وأثرها الإحراق لا يؤثر يمنعه الله سبحانه وتعالى من هذا التأثير بل تتحول إلى تأثير معاكس بردا، ثم يقول وسلاما لتكون سلاما على إبراهيم

    الأثر الذي يترتب على هذه النار لم يقع فهي سبب لكن لم تؤثر لأن الله سبحانه وتعالى هو مسبب الأسباب

    المثال الثاني: قضية النبي إبراهيم (ع) وذبح إبنه(ع):

    سكين لا تقطع فالنبي إبراهيم عندما يقرب إبنه ويريد ذبحه ويجعل السكين على رقبته السكين لا تقطع

    وقد ورد في بعض النصوص: أنه سمع صوت السكين تقول: (الخليل يأمرني، والجليل ينهاني).

    لأن الأثر الحقيقي والمؤثر والمسبب الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى

    المثال الثالث: قضية النبي موسى (ع) في بيت فرعون

    موسى (ع) في بيت فرعون , وفرعون هو جبار متسلط

    الملك الذي بيده كل شيئ كما هو في الظاهر ولكن في الواقع ليس هو كل شيئ , فهو يريد أن يمنع وجود موسى ، ويمنعه حتى وهو نطفة أن لا يكون ، ولا تحمل به إمرأة ، ولا يولد

    ولكن الله سبحانه وتعالى

    الذي هو المتصرف يجعله في بيت فرعون ، ويتربى على يد فرعون، ويكبر على يد فرعون ، ويحارب فرعون ، ويسقط فرعون .

    فالمتصرف بالوجود هو الله سبحانه وتعالى وليس الإمور المادية وليس فرعون

    الأمور المادية ليست مستقلة لها وجود ولكن مع مشيئة الله سبحانه وتعالى

    ثانيا: علاج اليأس:

    اليأس الذي هو مرض إذا وجد في المجتمع فهو يهلك المجتمع فيحتاج إلى علاج

    أولا:العلاج في الأمور المادية والمشاكل

    اليأس المرتبط بالمشاكل والأمور المادية التي يتعرض لها الإنسان في حياته ما هو علاجها؟

    التفكير بقدرة الله وإدارة الله لهذا الكون الذي يدير الكون ويتصرف في هذا الوجود هو الله

    إذا كنا حقيقة نؤمن بأن الله هو الخالق علينا أن نؤمن

    أنه هو المتصرف لأن كل تصرف , وكل إحداث في الكون هو خلق ، وهذا كله مرتبط بالله وليس لغير الله أن يتصرف فيه

    فإذا جعلت في نفسي وأيقنت في نفسي وروحي وعقلي وقلبي

    أن الله هو المتصرف بالوجود وليس لأحد غير الله أن يتصرف .

    هنا يصير عندي الأمل والإرتباط بالله لا بغيره

    2: إرتباط الدنيا بالحوادث

    يجب أن نعلم أن الدنيا مرتبطة بالحوادث والإبتلاءات

    إن الدنيا مرتبطة بطبيعتها بالحوادث والإبتلاءات .

    الشخص الذي تصيبه مشكلة يجب عليه أن يعلم أن الدنيا هكذا طبعها ، الدنيا هي دار الإبتلاء هي دار الإختبار ، لا بد أن يمر بضيق وإبتلاء وإلا لم تكن دنيا إختبار ، ودنيا إمتحان

    يقول تعالى:

    (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون)

    و يقول أمير المؤمنين (ع) :

    (الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر)

    لا يمكن لأن الدنيا بطبيعتها هي إختبار يزورها الإنسان ليمحص وليخرج على حقيقته وليتبين معدنه وصلاحه ثم ينتقل لما يناسبه في الآخرة .

    فالدنيا دار إختبار ،إذا جعل الإنسان في نفسه إنه لا بد أن يمتحن ويختبر، هذاعلاج لما يراه من مشاكل أمامه

    3:النظر في النماذج الخارجيه

    النظر في النماذج الخارجية فكم من أمثالنا لهم قضايا وعندهم مشاكل وقد قضيت حوائجهم , هم في مشاكل ، في أزمات ، في إبتلاءات ، وقد قضيت حوائجهم

    هناك أشخاص كثيرون يتعرضون للإبتلاء والإختبار ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يسهل ، وهو الذي يخلص ، وهو الذي ينجي الإنسان من البلاء والإبتلاء والإختبار , ولكن إذا توكل على الله سبحانه وتعالى والتزم بالإيمان وبتعاليم الأنبياء والرسل

    لا أنه يخرج عنها ، لا أنه يسيئ الظن بالله سبحانه وتعالى.

    الله يستطيع أن يفعل كل شيئ هناك مثال يذكره

    القرآن الكريم وهو مثال إبراهيم (ع)والإنجاب

    إبراهيم عمره 120 سنة

    وزوجته عمرها 99 سنة

    ولكن الله سبحانه وتعالى أراد لهم الإنجاب فقال تعالى : ( … وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ )

    قالت عجوز عقيم عجوز كبيرة في السن ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى أراد لها الإنجاب وأراد لها الذرية

    بمشيئته وإرادته تكون .

    وزكريا (ع) (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً)

    يدعوا وإمرأته كبيرة في السن

    يدعوا والله سبحانه وتعالى أن يقسم له وليا يرثه فيكون.

    فالأمل بالله سبحانه وتعالى .

    الإمور المادية وإن كان لها تأثير ولكن مشيئة الله أكبر

    وكما ذكرنا من الأمثلة السابقة أن الأمور المادية والأسباب المادية ليست مستقلة،

    السبب الحقيقي والمستقل عن كل شيئ هو الله سبحانه وتعالى

    4:النظر لمن هم أشد بلاءا منا

    أن ينظر لمن هم أشد منهم إبتلاءا لتهدأ نفسه ويتخلص من البلاء عليه أن ينظر لمن هم أشد منه إبتلاءا

    شخص يعيش حالة من الفقر وينظر للأغنياء فيعيش التعاسة

    ويقول عندهم وعندهم ، أما إذا كان ينظر لمن هم دونه فينظر لمن أشد منه إبتلاء ، إذا نظر إليهم وقال أنا في خلو من ذلك كله عاش حالة من الإطمئنان والإستقرار فيتخلص من حالة اليأس شيئا فشيئا

    ثانيا: علاج اليأس في الأمور المرتبطة بالأخرة

    الأمور الدينية:إذا أصبح الشخص معتقدا أن توبته لا تنفعه ، هذا الشخص اليائس من الأخرة , يئس من الآخرة وإعتقد أنه عمل أعمال وإستحق بها جهنم وإنتهى أمره .

    هنا هذه مشكلة عظيمة والإسلام يرفضها هنا عليه أن يعلم:

    أولا: سوء اليأس

    أن اليأس أسؤا من كل ما صدر منه من الذنوب ،

    مهما إرتكب من المعاصي الكبيرة أو الصغيرة

    مهما إقترف من الذنوب اليأس أعظم منها.

    هناك قصة نسمعها دائما وباستمرار وهي:

    قصة حميد إبن قحطبة

    حميد بن قحطبة كان واليا على خراسان من قبل الرشيد

    وقد ارتكب من الجرائم ما ارتكب

    يقول عبد الله بن البزاز

    زرته في شهر رمضان في وقت الصيام فجاء بأكل(مائدة)

    وجعل الطعام أمامه وقال:اكل

    فقلت له:أنا صائم ربما أنت مريض الأمير مريض وهو معذور ولكن أنا صائم

    فقال:لست مريضا ولا شيئ ولكني لست بحاجة للصيام ، والصلاة لاتنفعني

    فقلت:لماذا

    فقال:بعث إلي هارون الرشيد في ليلة من الليالي

    فأخذني ووقفت أمامه

    قال: بماذا تفدي أمير المؤمنين؟

    قلت: بنفسي والمال.

    ضحك ثم قال انصرف.

    انصرفت ذهبت إلى بيتي .

    بعد ساعة في نفس الليل وإذا بجلاوزته يأخذوني.

    وقفت أمامه.

    بماذا تفدي الأمير؟

    قلت: بنفسي ومالي وأولادي والأهل والأولاد.

    ضحك ثم قال إنصرف .

    انصرفت بعد ساعة جلبوني مرة ثانية.

    بماذا تفدي الأمير ؟

    قلت: بنفسي ومالي والأهل والأولاد والدين.

    فقال اخذ هذا السيف وإذهب مع الخادم وأطع ما يقول.

    ذهبت معه ، أدخلني في سجن فيه ثلاث غرف في كل غرفة فيها عشرون من العلويين

    أخرجهم واحدا واحدا وأمرني بقتلهم

    قتلتهم وقطعت رؤوسهم .

    يقول قطع رؤوسهم وألقاها في البئر.

    الأخير منهم قال له:

    بماذا تقابل رسول الله يوم القيامة؟

    يقول عملت هذا العمل , فأي توبة أرجو وأي صلاة تنفعني وأي صيام .

    يقول عبد الله بن البزاز قصصت ذلك على الإمام الرضا(ع)

    فقال الإمام الرضا (ع) إن يأسه أعظم ذنبا من قتله ستين علويا

    أعظم من قتل العلويين فالذي ييأس من رحمة الله ذنبه أكبر ذنبا من قتله ستين علويا

    ثانيا:غفران الله وعفوه أكبر

    الله يغفر: يجب أن يعلم أن الله يغفر ويعفوعن كل الذنوب

    قال سبحانه وتعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)

    الذي ارتكب معصية أو معاصي ومخالفات ووجد في نفسه أنه يائس من رحمة اللهولايفكر في الآخرة عليه أن يقرأ هذه التعاليم الدينية هذه الآيات المباركة.

    أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا

    ينقل جابر إن إمرأة جاءت إلى رسول الله (ص)

    وقالت إمرأة قتلت ولدها ييفق

    فهل لها من توبة؟

    فقال لها النبي (ص)لو أنها قتلت سبعين نبيا وعلم الله منها التوبة والندامة لعفا عنها وتاب عليها

    (مضمون الرواية)يتوب الله عنها حتى لو قتلت سبعين نبي وليست أنها قتلت ولدا مع كل فضاعة وعظم القتل إلا أن اليأس أعظم.

    العبرة كل العبرة أن يتوب الإنسان ويرجع لله سبحانه وتعالى

    فمن تاب في الحديث نفسه وفي نفس الرواية

    (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)

    الذي يتوب عن الذنب كمن لا ذنب له

    إذا جعل الشخص في نفسه هذا

    فإنه يتخلص من مرض اليأس .

    وضع البلد

    أنتقل إلى موضوع آخر

    الإعتدءات على النساء صورة قذرة , وفضيحة بكل المقاييس فضيحة عظيمة بكل المقاييس .

    لو أن من إقترف هذه الجريمة وهذا الإعتداء يحمل شيئا من الإنسانية والكرامة لنكس رأسه , ولم يستطع أن يقف أمام أهله فضلا عن وقوفه أمام الناس وهو يعتدي على نساء .

    فضيحة بكل المقاييس

    لا تقبلها المقاييس الإنسانية القانونية الدولية الدينية ،

    مرفوضة بجميع ما يقبله الإنسان .

    أن يعتدى على نساء السبب ماذا؟

    أنهن خرجن يطالبن بحقوقهن بطريقة سلمية ليس فيها إعتداء وليس فيها أي مخالفة للقانون أو للشرع أو للعقل أو للإنسانية ليس فيها شيئ ينبذ

    وإنما خرجن يطالبن بالحقوق

    ويقمعن بتلك الطريقة ويرمين على الأرض ، إضافة للتعذيب والإعتداء , فهذه فضيحة على الدولة بكل المقاييس .

    وهنا نقول نحن كمجتمع الإعتداء على النساء خط أحمر لايمكن أن نرضى ولا يمكن أن نقبل بمثله أبدا ولن يثنينا عن مطالبنا أبدا ولن نتراجع.

    بل هو يؤكد (هذا الإعتداء يؤكد) ضرورة المطالبة والمضي في المطالبة , وعدم التنازل بأي حال من الأحوال

    هذا يؤكد وجود الفساد المستشري ، وجودالإعتداء ، وجود الإستبداد ، والإنتهاك لحقوق الإنسان .

    في كل العالم النساء لا يمكن أن يتعرض لها ، لم يوجد مثل هذا الحدث في العالم كله ،أن يعتدى على النساء وبهذه الصورة

    وهذا يؤكد على ضرورة المواصلة في المطالبة وعدم التنازل بأي حال من الأحوال .

    لا يمكن للمجتمع الشريف المجتمع العفيف الذي فيه نساء مخدرات عفيفات أن يرى الإعتداء الذي حدث على النساء ويسكت أو يتنازل .

    ربما يتصور من يتصور أنه بهذا الإعتداء وبهذه الإنتهاكات السافرة أن المجتمع سوف يتراجع أو سوف يخاف ويتنازل

    والواقع عكس ذلك .المجتمع بهذه الفضيحة يرى نفسه ملزوما عقلا وشرعا وأخلاقيا وإنسانيا أن يطالب ويواصل في الإستمرار ولا يتنازل أبدا عن مطالبه , بالطريق الشرعي القانوني السلمي المتحضر.

    وأيضا هنا نقول البحرين فيها جمعيات نسائية

    الجمعيات النسائية والتي ترفع شعار النساء والمطالبة بحقوق المرأة

    أين هي من هذا الحدث ؟

    هل أن هذه الجمعيات هي مؤسسة فقط لضرب قداسة المرأة وعفة المرأة ؟

    لتطالب بالأمور المخالفة للدين فقط؟

    وإذا إنتهك حق المرأة أين صوتها ؟

    أم أن هذا ليس إنتهاك لحقوق المرأة؟

    الجمعيات تقول لا ترضى بالعنف ضد المرأة

    أليس هذا عنف ؟

    أليست هذه فضيحة عظيمة ؟

    أليس هناك بيان ؟

    أليس هناك إستنكار؟

    أم أن هذه الجمعيات هي في يد السلطة تعمل ما ترغب به السلطة ,وهي لقمع أمن النساء وليس لحقوق المرأة .

    أيضا الأحكام الجائرة والجائرة والظالمة والمخالفة لأبسط حقوق الإنسان التي صدرت على الطاقم الطبي , والحكم بالإعدام على علي الطويل

    هذه الأحكام هي رسالة إلى العالم كله

    أن حكومة البحرين لا ولن تصغي لأحد ولن تخطو أي خطوة في طريق الإصلاح والديمقراطية .

    عندما يقولون منهجنا الديمقراطية ولن نتنازل عنه

    نقول:هذه الديمقراطية !!

    محاكم عسكرية!!

    حكم بالإعدام!!

    محاكمة أطباء!!

    محاكمة أطباء لأنهم عالجوا !!

    لأنهم عالجوا مرضى !!

    في أي دولة فيها شيئ من الديمقراطية يحاكم طبيب لأنه يعالج ، يعالج مريض سواء كان هذا المريض عدوا أو صديقا

    الطبيب هذه وظيفته ، وظيفة إنسانية مهنة إنسانية

    ولا يحاكم لأنه يعالج مرض.

    فهذا يعني أنه لن يسمع النظام لنصيحة أحد ولن يصغي لإنتقادات أحد

    وفي المقابل نقول لن يتنازل الشعب

    ونقول أيضا:

    التخوين والتعدي لا يصلح البلاد

    لن تصلح الأوضاع بالسب والتخوين والإنتهاك لحقوق الإنسان سواء كانت في أجهزة الإعلام وغيرها

    والتعدي السافر على البيوت في كل الليالي ويريدون أن يسكت الشعب عن مطالبه

    وهو كلما رأى زيادة في الإنتهاك والتعسف والخروج عن القانون رأى أنه لزاما عليه أن يطالب أزيد وأكثر وإلا سحق نفسه بنفسه .

    الحكومة الناجحة حقيقة هي التي تسمع شعبها وتحترم شعبها وتطبق القانون عليها أولا

    وهي التي يستمر وجودها.

    أما الحكومة التي تقدم البندقية وتقدم القتل لشعبها فهي حكومة فاشلة ولا يمكن لها النجاح ولا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة .

    الرسالة واضحة الشعب خرج في مطالبه ولا تراجع عن المطالب بأي حال من الأحوال .

    وكل إنتهاك يراه المجتمع يزداد إصرارا على مطالبه لا أنه يزداد خوف .

    الخوف إنتهى والإصرار هو الباقي والمطالب العادلة هي المستمرة ولا تراجع عنها .

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • اليأس والأمل

    اليأس والأمل

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) وقال تعالى(ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون) وقال تعالى على لسان يعقوب(يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأسوا من روح الله الا القوم الكفرون)صدق الله العلي العظيم

    حديثنا حول اليأس والأمل في نظر الإسلام أو في النظرية الإسلامية

    اليأس:آفة في المجتمع إذا أصابت المجتمع أهلكته وأخذت خيراته ولن تبقى في المجتمع قوة تحركه نحو التقدم والإزدهار والتطور , وإنما يعيش حالة التراجع للخلف والانكفاء على النفس .

    اليأس مذموم في الإسلام :

    الإسلام يرفض أن يعيش الفرد حالة من اليأس , يرفض من المجتمع كجماعة أو كأمة أن تعيش حالة اليأس , فيجب على المجتمع أن يكون في نفسه وروحه الأمل ، أن يحمل الأمل والنظرة المشرقة لكل يوم يأتي , إنه مستقبل أفضل مما سبق , فالآيات الكريمة واضحة , والحديث الشريف للإمام علي (ع) يقول: (من تساوى يوماه فهو مغبون ـ مغبون يعني مخدوع وهو الذي لا يتقدم , فاليأس سبب لعدم التقدم ـ ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون ، ومن لم يرى الزيادة في دينه فهو إلى النقصان ، و من كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة (لانه يصير في تراجع .

    الاسلام يرفض التراجع:

    أولا:اليأس هو خروج عن فطرة الإنسان السوي.

    الإنسان السوي بحالته الاعتيادية الصغير والكبيرمن صغر الإنسان وهو يعيش حالة الضعف ثم يتطور إلى قوة بعدها قوة , ومن مرحلة إلى مرحلة , يتقدم فيختلف عندما كان طفلا صغيرا عن مرحلة المراهقة , وتختلف مرحلة المراهقة عن مرحلة النضوج , وتختلف هي عن مراحل متقدمة أيضا في تحصيله ومعرفته. فالانسان السوي هو الذي يتطلع لهذا السير الطبيعي أن يكون متقدما , يتقدم يوما بعد يوم أما اذاعاش حالة الانكفاء فهو ليس طبيعيا, فاليأس الذي يسبب الانكفاء على النفس والإنطواء والتراجع , فهو مرفوض فطرة أيضا

    ثانيا:الجانب العقيدي:

    الأمل واليأس مرتبطان بإيمان الإنسان وكفره.هذه الآيات المباركة اللتي قرأتها تبين أنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكفرون فالذي ييأس من روح الله , يأسه كفر فهو يرتكب المخالفة الكبيرة بل يصير كافرا , فاليأس كفر وإن لم يكن كفرا صريحا , هو يكفر بالله لا يؤمن بالله , لأنه يرتبط بأمور تبعده عن التوكل على الله ولايرى الله في كل شيئ , أما لو كان ينظر لكل شيئ أن الله حاضر فيه وأن الله متصرف فيه وأن الله قادر على تغييره للأفضل والأحسن فهو لاييأس , إنما الذي ييأس هو الشخص الذي يعيش حالة الكفر لله سبحانه وتعالى

    الآيات المباركة جعلت الإنسان أو اعتبرت الإنسان الذي ييأس من تحصيل أمر خارجي أنه كافر , والإنسان الذي ييأس من تحصيل غفران الله سبحانه وتعالى أنه كافر.أما الإنسان الذي يحمل الأمل فهو مؤمن بالله سبحانه وتعالى , لأن الله له رحمة , ورحمته وسعت كل شيئ , وفي كل شيئ له وجود ووجوده مسيطر على العالم كله , فلا يبقى هناك شيئ يجعل الإنسان يخاف ويتصور أن الحياة بهذا قد انتهت لأمل والرحمة إيمان يقول تعالى :(رحمتي وسعت كل شيئ) الرحمة موجودة في كل شيئ فلا يحق لنا القنوط لأن القنوط يساوي نظرة التشاؤم في كل الأمور, النظرة بعدم وجود الخير في كل شيئ يقول تعالى:(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) ( فهو الرحمن الرحيم) (وهو الغفور الرحيم) في كل شيئ له رحمة , ولكن أيضا هناك عنوان آخرمسألة التوازن في الامور ,عندما نقول الرحمة والتوكل على الله لا يعني الإغترار وإنما يعني التوازن ووضع الشيئ في موضعه لايرتكب الإنسان المخالفة والمخالفة ويستمر في مخالفته , ويقول أنا أعصي الله ولكن الله غفور رحيم ليست كذلك وإنما يرجع عن غييه وعن مخالفته بينه وبين الله ويقول أن الله غفور رحيم , لا أنه يصرعلى المعصية. عليه أن ينظر أن الله سبحانه وتعالى في وقت رحمته أيضا أنه شديد العذاب فيوازن بين نظرة الخوف والرهبة من الله سبحانه وتعالى , وبين الرجاء وطلب الرحمة منه

    ثالثا :الأمل واليأس سبب لتقديم واقع الانسان وتقلبه إذا كان يائسا فهو لا يتقدم .

    الإنسان اليائس لا يتقدم في شيئ لأنه في كل شيئ لا يرى إلا ظلمة لو نظر إلى الشمس طالعة والنور مشرقا , لا يرى إلا المكان المظلم فهو لا يبحث عن النور وإنما يبحث عن الظلام والخوف والشقاءهذا اليائس اللذي لا يمكن أن يتقدم ولا يحرك ساكنا , وأما من يحمل الأمل والتوكل على الله (س)فهو اللذي يغير في الحياة .

    ما تغير في واقع المسلمين إلابأملهم , ماإنتصر الاسلام في صدر الإسلام إلا بالتوكل على الله وبالأمل وعدم اليأس وإلا ما كان مع النبي (ص) في بادئ الإسلام إلا فئة قليلة أعداد قليلة ولكن لوجود الإرتباط بالله والتوكل على الله إستطاعوا أن يتقدموا وما نراه من تقدم في المجتمع في أي مكان في أي دولة , انظر له قبل أن يكون هذا التقدم ماذا كان , كان قليلا بإصرار أفراد يتقدمون لا يتخادلون , وبتخاذل المجتمع ينحسرون ويخسرون التقدم هو مرتبط بالأمل وبالإيمان بالله سبحانه وتعالى

    رابعا: بعض أعراض اليأس :الإنسان اليائس الذي يعيش حالة اليأس ماذا يكون؟

    1 ـ التوتر, تجده متوترا منزويا،فردا كان أو جماعة.

    الانسان اليائس هو الذي يعيش حالة الانزواء والانعزال لا يختلط بالناس كثيرا , يتقوقع على نفسه يعيش حالة التوتر.

    2 ـ الخوف والقلق الشديد دائما يعيش حالة القلق لايعيش حالة الانفتاح النفسي وإنما يعيش حالة قلق في نفسه

    3 ـ التشاؤم , يتشائم من يحمل اليأس من كل شيئ , كلما أراد شيئا , أو أراد أن يقدم على شيئ فهو لا يرى إلا نتيجة سيئة سوف تستقبله , فيعيش حالة التشاؤم يعيشها كأنه يعشق الشقاء , يقع في الشقاء قبل أن يرى الشقاء , يوقع نفسه بنفسه في الشقاء أما الشخص اللذي يعيش حالة من الإرتباط بالله من الأمل فهو لايعيش شقاءا حتى لو وضع في السجن حتى لو وضع تحت التعذيب , فهو يرى الأمل في كل لحظة , أن هناك انفراج هناك تغيير , أما الشخص الذي يعيش حالة الياس فإنه لو كان في بيته فهو في حالة قلق دائم .

    يعيش حالة الخوف والتوتر ويعيش كل شدة وهو لم يقع في شدة , هذه بعض أوصاف من يعيش حالة اليأس

    ماهي الأسباب؟

    رابعا : أسباب اليأس الأسباب التي توجب اليأس في المجتمع

    أولا:سوء التربية وسوء التعليم ,فبعض الآباء يفتقدون التوازن والمعرفة في تربيتهم لأولادهم , فاذا عمل الولد خطا أو خالف يقولون له هذا خطأ وبتعنيف شديد ولكن في المقابل إذا عمل الولد شيئا حسن لا يجد تشجيعا ولا ترغيبا ومعنى ذلك أن لا يكبر نظره للخير في نفسه , ولا تكبر ولا ترتقي نظرته أنه قادر أن يحقق خيرا , وإنما يكبر ويترسخ في نفسه أنه كلما أقدم على عمل عمله فهو خطأ وتظهر نتيجته خطأ , فيعيش حالة في عقله الباطني أن لا يقدم على شيئا وإلا فسيكون فاشلا وهذا سبب من أسباب اليأس عند الإنسان

    ثانيا:الفشل في تغيير الواقع , قد يفشل الإنسان في تغيير واقع حياته , سواء كان هذا واقع فردي أوإجتماعي أو سياسي في الواقع اللذي يعيشه الإنسان إذا كان الإنسان يعيش واقعا وهذا الواقع يحتاج لتغيير سواء كان واقعا فرديا, في معيشته الإقتصادية أو المادية ,أو في حياته الزوجية مثلا عنده مشاكل تحتاج إلى علاج ولم يفلح في علاجها يصاب ويؤسس في نفسه لليأس مع أن القضية أو المشكله عنده قد تحتاج إلى أسلوب , ولكنه إذا لم يتمكن من تغيير ما يعيشه من الواقع فيصاب بمرض اليأس وهو المرض الخطير إذا كان الواقع الإجتماعي أو السياسي

    أشخاص يريدون تغيير الواقع ويعيشون تحت الظلم ولكنهم لم يتمكنوا من رفع الظلم والمعانات. أيضا يدخل عليهم اليأس ويصابون باليأس في بعض الحالات , فهذا سبب من أسباب اليأس أيضا.

    ثالثا: دعاية الأعداء , سبب آخر أيضا الأعداء الذين يحاربون المجتمع , دائما يركزون على زرع اليأس في المجتمع , المجتمع بحركته بمطالبه بكل ما يعيشه يحتاج إلى فترات ويحتاج إلى عمل وجد وإجتهاد وعمل دؤوب وجهاد ,ويسمى جهاد لأن فيه جهد ولكن ما يعمله عادة أعداء المجتمع المطالب بحقه أنهم يصورون له الفشل أمامه ويعملون له إعلام مضاد , وكلما عمل أوتحرك في شيئ يظهرون له صورة معكوسة أنك فشلت في مطالبك لم تحقق ولم ترى إلا البؤس أمامك فيعيش حالة اليأس هذه أيضا من أسباب اليأس

    علاج اليأس

    طبعا هذه بعض العناوين وباختصار العلاج لليأس

    القرآن الكريم طرح موضوع اليأس واعتبره موضوعا مسلما , بأنه مرفوض وأعطى العلاج له

    أولا:عبر عن اليأس أنه كفر , كفر بالله أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكفرون وهذا كفر بالله

    ثانيا:عبر عن الإرتباط بالله تعالى أنه هو المخرج لكل شيئ الإيمان بالغيب . الإيمان بالغيب فمن سبل العلاج لليأس أن يؤمن الإنسان بالغيب فقال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)اللذي يتق الله بكل شيئ أمر مطلق يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب , هنا يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب يعني أنك تحسب لأمر مادي والله تعالى يقدر ويقدر وإذا كان التغيير موجود في نفس الإنسان (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) حينها يتكفل الله تعالى بتغييرظاهرالإنسان وواقعه فمن يرتبط بالله ويتوكل على الله عليه أولا أن يعمل بكل ما بيده من إمكانيات وقدرات والباقي على الله سبحانه وتعالى الله هو المتكفل فلا يمكن أن يخذل الإنسان لذلك قال :(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)الذي يتوكل على الله يكتفي هذا وكفاية أن يتوكل على الله ويعمل بما في وسعه

    ثالثا:النظر في واقع الحياة ,الله (س)أمر الإنسان أن ينظر بواقع الحياة إن مع العسر يسرا في كل شدة في كل وقفة تصيب المجتمع بلاء يصيب المجتمع يكون هناك فرج هناك خير يستبدل هذه الشدة نحن لا نراه ولكن الواقع أن هناك فرج .

    والشدة والإرهاصات التي يتعرض لها المجتمع دائما أنها تنبيء عن فرج قريب , الإنفراج موجود فعلى الإنسان أن يعيش حالة الأمل وأن يعمل وينظر لهذا الواقع أن الواقع الذي يعيش فيه , وضع متأزم صعب فهو ….. إلى فرج هناك كلمة لأمير المؤمنين (ع) (لا تكرهوا الفتن فإن فيها هلاك الظالمين)أنه أي فتنة وصعوبة على المجتمع تكون النتيجة في صالح المؤمنين بإذن الله

    رابعا:قراءة التاريخ

    قراءة التاريخ ونجاح المتوكلين على الله : إذا نظرنا لتاريخ المسلمين من الذي تحرك متوكلا على الله ولم يحقق إنتصاره على عدوه ويحقق أهدافه؟!

    الأمثلة كثيرة من المعاصرة وغير المعاصرة يخرج شخص متوكلا على الله ويتحدى العالم كله ويستطيع أن يحقق لأنه متوكل على الله ……فيه…..وتخرج مجموعة وفئة وعصبة مؤمنة متوكلة على الله…ويعيشون العزة والكرامة .

    في التاريخ القديم كذلك من توكل على الله ينتصر ومن ابتعد عن الله تعالى ونظر للإمور ماديا فقط وإرتبط بأمور المادة فقط يخسر ويسقط وينكسر ولو بعد حين

    في الثورات السابقة قديما ما الذي يجعل الثورات تنتصر وما اللذي يجعلها تخسر ؟

    الإرتباط بالله أولا والإخلاص وعدم النفاق وعدم الخيانة في الأفراد

    ولنا نحن هذا الكلام وواقعنا يوجب علينا الوعي وأخذ العبر,عندما يطالب شخص بمطالبه وأنا أعلم أنه إنسان مخلص رفع راية المجتمع راية الحق يطالب بالحقوق بالمجتمع وهو مخلص في مطالبه صادق ونعرفه إذا لم نقف معه ….ليس أمامنا بعد الخذلان إلا السقوط والخسران , سقوط المجتمع وتمكن الظالمين من الناس أما إذا كنا نقف الوقفة الحقيقية ولا نتقاتل فيما بيننا و نتوكل على الله تعالى وندعم ونساند من يرفع لواء الحق وهو حق وليس باطل , ندعمه ونقف معه بكل ما نستطيع لا بد أن يكون النصر هو الحليف فمن يتوكل على الله فهو حسبه بتكاتف المجتمع بعضه مع بعض , مرتبطا بالله النتيجة أنه ينتصر في الختام .

    طبعا أذكر موضوع مرتبط بالأمل وعدم اليأس

    المستقبل موضوع الدراسة يتسرب كلام من هنا وهناك من بعض الناس أنه لن يذهب مثلا للجامعة ويترك الدراسة وأنه لا يستفيد من الدراسة , بل يستفيد من الموقف السلبي أكثر وهنا نقول حول هذا الكلام بيننا وبين الله أنه كلام غير صحيح وخاطئ , الموقف , الذي يكون فيه مقاطعة لو كان موقفا من المجتمع كاملا دعت له القيادات مثلا , والمجتمع كله وقف هذا الموقف ذاك موضوع آخر , يشكل ضغط يشكل قوة أما أن يبتعد الشخص وينسحب من الدراسة ولا يواصل دراسته فهو خسران الموقف والتقدم تكون متفوق متقدم في جميع المجالات الإجتماعية الإقتصادية المهنية في كل شيئ تكون متقدم هو النجاح.

    الإفراجات والقمع:

    نبارك للكادر الطبي ولأهليهم ولشعب البحرين الإفراج عن الكادر الطبي , ولكن الذي حدث أنه صارت إفراجات وكان بإمكان النظام أن يستفيد من هذه الإفراجات لتحسين سمعته , ولكن بماذا يفكر النظام يتعجب الإنسان صارت إفراجات وكان بإمكان النظام أن يجعلها في التلفزيون والقنوات والصحف أن هناك إصلاحات مثلا ولكن لتفكير سطحي وساذج لا ندري من أين ينطلق أنه عندما يفرج عن مجموعة من الشباب أو الأطباء يتعرض لمن يستقبلهم بالقمع الشديد يتعرضون لهم بقمع شديد وبالتنكيل وتحدث الإصابات الكثيرة التي تفضح المسئولين في هذا النظام.

    هل هذا هو الإصلاح؟

    هل تستطيعون أن ترفعوا للعالم في الخارج وفي كل مكان أنكم أصلحتم وأفرجتم عن المعتقلين وأن البلد تسير في طريق الإصلاح؟!

    الإصلاح في إطلاق مسيلات الدموع ؟!

     

    هذا ليس اصلاح بل هو شدة التعسف قوة التعسف و الاضطهاد و انتهاك لحقوق الانسان ونذكر اخيرا المؤمنين بالمسيرة الجماهيرية بالساعة الرابعة والنصف عصرا التي دعت لها جمعية الوفاق ونذكر المؤمنين ايضا المؤمنات ايضا المشاركة ليكون الحل حقيقيا ومؤثرا كثيرا اذا نظر اليها الاعلام يقول ان المجتمع غير راض عن ماحدث من حوار وغيره والمجتمع مواصل في مطالبه ولن يتنازل ابدا

    علينا قدر الامكان ان يكون لنا حضور ومشاركة فاعلة ونظرة بمسؤلية ووعي

    والحمدلله رب العالمين و صلى الله على محمد واله الطاهرين

     

  • عزة المؤمنين

    عزة المؤمنين

    حديث الجمعة 2.9.2011 م – عزة المؤمنين

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين

    قال تعال: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)

    العزة والكرامة لا الذل والهوان:

    هذا هو شعار الإسلام أن يعيش المسلم بكرامته أو يموت بكرامته عزيزا, كما أعزه الله وأراد له الشرف والكرامة والفضيلة. وبئس العبد الذليل الخانع الذي يفضل الذل على الموت , وفي الموت حياة , وفي حياة الذل ألف موت.

    طلب العزة من المستعمر والتحرر باستعمار جديد:

    توهم بعض الناس في أوائل دخول الإستكبار العالمي , أن ينتصروا بولائهم للأجنبي , للمستعمر ,ليتخلصوا مما يعانونه من ظلم ذوي القربى, وأبدى المستكبر رفقه بالشعوب ,من حكم العثمانيين , وإستمر في تقديم المساعدات , حتى تستقل الدول المنتمية للدولة الإسلامية (العثمانية ) , ولم يكن ذلك إلا تشجيعا على التمرد والإنفصال , وبذلك إستقلت بعض الدول , لتكون هي أول فريسة في قبضة الإستعمار , ولم يكن لأحد الحق في الدفاع عنها , وقعت تحت نير استعمار جديد , استعمار ظالم ومستكبر لا يرحم , وهذا هو شأن من يتخذ عدوه وليا له.

    أولا: العزة ليست قضية شخصية , لماذا ؟

    لم يقبل الإسلام لمسلم أن يقول أنا حر في إختيار كرامتي , وفي التنازل عنها , فأنت عندما تقول أنا مسلم , فكأنك قلت أنا عزيز, وليس لك التخلي عن الكرامة والعزة وذلك:

    1ـ لأن العزة منطق الفطرة :

    العزة منطلق الفطرة والإسلام دين الفطرة ولا يقبل الإسلام لمسلم أن يتخلى عن إسلامه , وببداهة الإدراك نجد أن الذل قبيح ممجوج لا يرتضيه عاقل .

    2ـ القرآن والعزة ( ولله العزة ولرسوله ..)

    القرآن يأمرنا بالعزة وينهانا عن الذل والهوان , فالعزة لله , والعزة للرسول , والعزة للمؤمنين , وحري بالمسلم أن يحفظ هذا الوسام وهذا الشرف لنفسه وأن لا يحيد عن العزة والكرامة ولا يقبل عنها بديلا أبدا .

    3ـ الحديث: الإمام الصدق(ع) (إن الله فوض الى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يذل نفسه , إن المؤمن أعز من الجبل إن الجبل يستفل منه بالمعاول , والمؤمن لا يستفل من دينه شيء)

    وهذا أمامنا الصادق (ع) يبين لنا أنه لا إختيار في أمر العزة والكرامة , فلو أن الجبال تزول , لا تزول ولا تتزلزل كرامة المؤمن وعزته.

    فالعزة من خصائص المؤمنين , كما هي من خصائص النبي , كما هي لله سبحانه وتعالى.

    ثانيا: لمذا هذا الإصرار على العزة؟

    ربما يتسائل البعض لمذا هذا القدر من الإصرار على العزة والكرامة ؟ لماذا لا يقبل المسلم إلا أن يعيش مكرما ويرفض كل ما هو دون كرامته؟

    الجواب:

    1ـ لأن الخضوع والذل له أثره على روح الإنسان وإيمانه وأفكاره , وأي إيمان يبقى مع فقد الثقة بالله ؟ وأي إيمان يبقى مع النظر للضعفاء وكأنهم يملكون مصير العباد؟

    فأول أثر للخضوع لغير الله سلب الإيمان من قلب المؤمن , وبه لا يبقى معنى للتوكل على الله.

    من يعيش حالة الذل يعني انه لا يملك إيمانا حقيقيا بالله

    لايمكن ان يكون له الإايمان الحقيقي بأن الله سبحانه وتعالى هو مالك الملك , وهو المتصرف بالوجود , وانه الوحيد الذي يجب أن يخضع له الخضوع التام بالإستقلال ومع ذلك

    تجده ذليلا لغير الله سبحانه وتعالى , من يكون كذلك لا بد أن يتأثر إيمانه , وتتأثرافكاره الدينية وقيدته بالله , يكون فيها خلل مادام قابلا بالخضوع لغير الله .

    2ـ أن الرضا بالذل لفرد من المجتمع هو إطلاق الذل للمجتع كله.

    ان الرضى بالذل لفرد من المجتمع هو رضا بالذل لجميع افراد المجتمع ,فالانسان جزء من المجتمع , وكل فرد من المجتمع يشكل جزءا من هذا المجتمع

    فان كان يقبل أن يكون ذليلا في المجتمع فقد قبل بالذل لجزء من المجتمع وجزء صغير ذليل ثم جزء وهكذا يتلاشى المجتمع الكبير بذل يصغره ويضعفه.

    ومع ذلك يزداد الى ان يكون المجتمع كله ذليلا وهذا ليس هو المجتمع الإسلامي الذي يريده الله سبحانه وتعالى

    الله يريد العزة والكرامة للناس انما جاء بالدين وبعث سيد المرسلين من اجل اصلاح وضع الانسان واعطاء الانسان كرامته وحقيقته فليس له ان يكون ذليلا

    النتيجة ان المؤمن ليس مخيرا في ان يكون ذليلا يجب عليه ان يكون عزيزا

    ومن يجد في نفسه انه ذليل ,انه يذل للمستكبرين والمتسلطين فليعلم ان في ايمانه خلل ,ان فيه خلل في أمر التوكل على الله , ولذا لا يكون ولا يجتمع الايمان الحقيقي بالله والذل والخضوع لغير الله سبحانه وتعالى .

    ـــ وقفة توضيحية فقط

    طبعا هذا الخضوع لغير الله يختلف عن تعظيم الاولياء

    ان الخضوع او التعظيم لاولياء الله انما هو تعظيم لله لانه في طول تعظيم الله , عندما نقدس النبي صلى الله عليه واله إنما ذلك لأن الله أمر به ودعا إليه.

    ونقدس المعصومين لانهم يمثلون الله سبحانه وتعالى ـــ

    اما الخضوع لغير الله الذي هو بعد وإنكار لله سبحانه وتعالى كما قدمنا , ومثاله الخضوع للمستكبرين للمستعمرين

    ثالثا الضعف هل هو مبرر للمسلم ليقبل بالتبعية والخضوع لهذه القوة او تلك؟

    المجتمعات الاسلامية نجد فيها شيئا من الضعف

    نجد فيها مثلا عدم تقدم في التكنولوجيا او في كثير من الامور, فهل من الصحيح ان تخضع وتذل امام من لديه هذه الامور المتقدمة فتكون ذليلة تبعا لهم ؟

    الجواب :

    أولا: تخيل حصول العزة بالتبعية وهم , لانه من يتصور بتبعيته يكون عزيزا , اذا تبع الغرب إذا تبع الغربين والكافرين المستعمرين الظالمين ,يتصور أن يكون قويا وعزيزا ولكن الواقع غير ذلك بل عكس ذلك التصور الخاطيئ.

    انما ذلك وهم , فهو كلما ارتبط بهم كلما ازداد ذلا واحتقارا منهم يحتقرونه , ويرى نفسه صغيرا , ويستفيدون منه ولا يحصل على شيئ من العزة ابدا .

    يقول الله سبحانه وتعالى ” الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنينأيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا “

    العزة لاتكون لغير الله الذي يريد العزة والكرامة من المخلوقين البعيدين عن الله سبحانه و تعالى يجني من الذل والهوان .

    ثانيا : مايملكه المستكبر

    لا شيء للمستكبر من دون الله

    كل شيئ في يد المستكبر إنما هو من الله سبحانه وتعالى وهو مسيطر عليه , الله هو القوي المطلق وكل قوة في الارض ذليلة امام قوته سبحانه وتعالى

    فالذي يريد القوة فليطلب القوة والعزة والكرامة من مصدرها , ومن القوة الحقيقية وهو الله سبحانه وتعالى

    ثالثا : التبعية في واقعها هي سلب العزة وجعل الانسان يعيش الشعور بالذل , هذا الانسان يعيش الشعور الذل

    لا انه يعيش الكرامة والعزة

    التبعية للمستكبرين للظالمين

    من الذي عرفتموه في هذه الدنيا كلها , وعلى مدى التأريخ ارتبط بظالم بحكومة ظالمة وصارعزيزا ؟ انما هو ذليل يزرع ذلا ويجني حصاده من الذل , الذي يتسكع على ابواب الحكام والملوك والسلاطين تجده ذليلا حقيرا يبصق الظالم في وجهه وهو يقول سمعا وطاعة ووو

    أما الشخص الذي يكون مرتبط بالله حتى لو نام في العراء , حتى لو نام على الرصيف

    يعيش بينه وبين نفسه كرامة افضل من ذلك الذي يتسكع على ابواب الحكام

    رابعا : المستكبر يختلف في مصالحه مع الاسلام والمسلمين و المؤمنين

    انت تحمل ايها المسلم عقيده خاصة وهي الاسلام

    وترى أن الدين هو الحق وهو الذي يجب ان يكون ويتبع

    وارتباطك بالغربي او بالمستكبر لن يصب في هذا المصب

    وانما المستكبر الكافر الظالم يسعى بكل جهده ان يمحو هذه العقيدة , ان يحارب عقيدتك وكل ماتتمناه

    هو يجعلك طريقا للوصول إلى مآربه واهوائه ومصالحه الذاتية , لا انه يسعى من اجلك ومن اجل سواد عينك

    اذا ليس هناك اتفاق بين التبعية للمستكبر وبين مصالح المجتمع الإسلامي .

    لاتتوقع ان يكون المستعمر المستكبر الظالم في العالم هو الذي يقدم النصيحة , صادقا من اجلنا, وانما يقدم مافيه مصلحته هو وان عمل بعض الامور فهي للمحافظة على مصالحه هو في المنطقة في البلد وليس من اجل الناس فيها.

    ماهي حقيقة إذلال بالنفس ؟

    عندما نتحدث عن الإذلال ـ الذي هو مرفوض شرعا ـ

    , ماهو الطريق لهذا الاذلال ؟

    الجواب:

    الطريق لهذا الاذلال هو نفس الانسان , فهي اساس عزة الانسان وهي اساس ذله وهوانه.

    اذا كان الانسان يروض نفسه , وبعقله يديرغرائزه , وبعقله يحكم  أهوائه يعيش عزيزا مكرما .

    واذا كان يخضع لنزواته ورغباته المادية وغرائزه , فهو الذليل حقا.

     عندما يريد الظالمون دخول منطقة يشترون بعض من في المجتمع فيبحثون عن اي شخص له ميول مادية , يريد اموالا , ويقدم الدرهم والدينار , على دينه وقومه واهله وعشيره ,يعطونه , الفتات فيخضع لهم ويشترونه

    شخص يطلب الانحرافات الجنسية يبعثون لهم من يقدم له في هذا الطريق  شيئا ما , الى ان يبيع كل شي فيخضع لهم ، فنفس الانسان وغرائزه هي الطريق لكل ذل اما من سيطر الانسان على نفسه  وروض نفسه وحفظ نفسه ,عاش عيشة حقيقية عزيزا عند الله سبحانه وتعالى ، يقول الامام الباقر سلام الله عليه “بئس العبد عبد له طمع  يقوده “

    انه من جعل الاطماع او رغبات تقوده , تجد نفسه تسيره ,أهواؤه  وغرائزه ورغباته تسيره يمينا ويسارا

    يقول الامام بئس هذا العبد , ليست له قيمة , {وبئس العبد عبد له رغبة تذله} له رغبة تذله يطلب شيئ ولكنه يحتاج للوصول الى هذا الشي ان يذل نفسه ويحط من كرامته, ويحتقر نفسه , هذا ليس انسانا من تسيطر عليه نفسه يكون عبدا وطريقا لاستعباد المجتمع بدخول المستكبرين واستعمار واستعباد المجتمع كافة , لذلك الذل حرام على الانسان ,حرام على الانسان المؤمن العاقل  , فطرته ترفض الذل , دينه يرفض الذل , عليه ان يكون عزيزا .

    وأوضح قول قول الامام الحسين واصدق تعبير قاله الحسين (ع) :{ الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز  بين اثنتين بين السلة والذلة ــ يعني اما ان السيوف تقتلني او أن أعيش ماديا مرفها , لكن أعيش ذليلا عبدا  في أيديهم ــ وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون  وحجور طابت وطهرت من ان نؤثر طاعة اللئلام على مصارع الكرام }

     

    يعني الموت هينُ ونعيش اعزاء , نعيش بكرامة , لا نقبل بالذلة أبدا , وهذا هو منهج الاسلام الأصيل , منهج أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين ..

     

     

    اخيرا بالنسبة لماحدث واستشهاد الشهيد علي جواد الشيخ وهو لازال في الرابعة عشر من عمره

       في يوم العيد وكان في المقبرة في زيارة قبور الشهداء فهاجمتهم القوات الحكومية واطلقت عليهم مما ادى الى استشهاده ، وهو ثامن شهيد من منطقة سترة وثاني طفل يقتل في الشارع , وهذا تطور خطير خصوصا انه جاء بعد خطاب الملك , بعد هذا الخطاب الذي تحدث عن اصلاح , اين هو الاصلاح ؟

     

     الذي تحدث عن محاسبة من اساء من تجاوز اين محاسبة من تجاوز ؟

     

    ماهو موقع الخطاب من هذا القتل المتعمد ؟

    اين انصاف المتضررين ؟

    فهذا اعتداء واعتداء ويستمر الاعتداء على الجميع ويقتل ويضرب من مسافة قريبة وهذا لا  يمكن ان يقال انه ضرب خطأ قتل خطأ وانما هو تعمد القتل .

    نطالب بتحقيق مستقل في هذه القضية , لا التحقيق الذي يترأسه القاتل و يتزعمه القاتل , ويبحث عن من حمل الشهيد وجاء به للمستشفى ليعتقله  وينفي الدليل ,هنا نطالب ان يكون هناك تحقيق مستقل في هذه القضية وغيرها من قضايا الظلم والإنتهاكات , وان ينصف كل شخص تضرر او اصيب, وأن يحاسب القتلة

    وأخيرا ايضا نطالب المنظمات الحقوقية  ان تتحمل مسؤليتها في هذا الصدد ,الآن وجود تعتيم اعلامي عالمي عن احداث البحرين والانتهاكات في البحرين ممنهجة وفي كل المناطق ومستمرة ولا تتوقف المنظمات الحقوقية العالمية يجب ان تحمل مسؤليتها وان يكون لها عمل مؤثر , عمل جدي  متحرك له اثر ووجود يلتمس ، وأن تضغط على الحكومات التي تبيع الاسلحة وتبيع الغازات السامة وغيرها  لقمع هذا الشعب الاعزل ,

     على المنظمات الحقوقية ان تتحمل مسؤؤليتها

    والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانياء والمرسلين.

     

  • التخويف وزيادة الإيمان والنصر

    التخويف وزيادة الإيمان والنصر

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين

    {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم

    {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

    صدق الله العلي العظيم

    رحيل الزهراء(ع) :أتحدث اولا عن قضية الزهراء سلام الله عليها ونعزي النبي صلى الله عليه واله وعن امير المؤمنين والائمة المعصومين بذكرى رحيل فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعليهم أجمعين.

    للزهراء مقامات عندالله وهذه المقامات عنده تعالى , مقامات عالية فهي تشارك جميع الانبياء من اولي العزم , الانبياء الذين هم بالدرجة الاولى , وكذلك الأئمة سلام الله عليهم أجمعين ,ماعدا النبوة والإمامة , فهي سلام الله عليها كمايقول العلماء لها المقام العالي كما للانبياء سلام الله عليهم وكما في الحديث : ((أن لنا مع الله حالات، لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل)..

    العلماء يقولون هذه المقامات.. كما هي للأنبياء سلام الله عليهم , فهي للزهراء سلام الله عليها, تشارك الائمة في مقامها العالي الذي لايشاركهم فيه سوى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.

    بمعنى ان لها مقاما عاليا تشارك الانبياء وتزيد على الانبياء , فهي تشارك النبي صلى الله عليه واله والائمة الطاهرين في مقاماتهم العالية .

    والزهراء سلام الله عليها ايضا كما هو مذكورومروي انها كانت محدثة ينزل عليها جبرئيل ويخبرها بما سيحدث بعدها وهذا ايضا دال على مقامها العالي .

    فليس جميع الانبياء يرى جبرئيل وليس جميع الانبياء يحدث جبرئيل

    فانما للحديث والمتحدث سخية وتناسب بين الاثنين فان لم تكن ذات مقاام عالي, والروح عاالية لما كان هذا الامر للزهراء سلام الله عليها دون غيرها.

    رحيل الشهيد المطهري: ونعزي الامة ايضا والمؤمنين برحيل الشهيد المطهر العالم العظيم الذي خدم العالم بعلمه واسس اساسا قويا الى الانتصار العظيم وهو الثورة المباركة في إيران الإسلام.

    وهو عالم اسس للفكر ومحاربة الاستعمار والقوى والافكار السطحية هنا وهناك وهو الذي يحمل همة دؤؤبة وعالية , ولم يشكو من الملل والكلل ولا الفتور والكسل صفته الجد والاجتهاد طول وقته بل طوال عمره الشريف , وكان المعتمد عند جميع العلماء , يعتمدون عليه ويتحدث باسمهم لما يعرفونه من علمه وتقواه وحكمته في كل الأمور, رضوان الله تعالى عليه.

    حتى يقول الامام الراحل قدس سره :

    ان الشخص الوحيد الذي استطيع ان اقول ان جميع اثاره حسنة هو الشهيد المطهر

    يعني كل ماقاله أو كتبه الشهيد المطهر , يقول عنه الامام انه أثر حسن ونرتضيه بصورة عامة.

    ويقول الإمام الخميني (رض) :

    اوصي الشباب المثقفين والجامعيين ان لا يدعوا دسائس الاستعمار تنسيهم كتب الشهيد المطهري

    وفاة الشيخ علي العصفور:

    ونعزي المؤمنين والعلماء بوفاة الشيخ علي العصفور رحمه الله, الذي له تاريخه في الجهاد وقد اختاره الله سبحانه وتعالى نعزي أهله والمؤمنين والعلماء برحيله رحمة الله عليه

    نعود للاية المباركة” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَااللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

    هذه الاية المباركة واضحة :

    ونتحدث في ما يرتبط بها من بعض الجهات ,

    نحن نعيش هذه الأيام ونرى ان هناك حملة شرسة على المجتمع من جهات مختلفة من العالم كله من السلطات المتخلفة في العالم , في الدول الرجعية الدكتاتورية ..

    ولكن هذه الاية تقول ان المؤمن الذي يرى التهديد والذي يرى العالم كله وقف ضده ويحاربه , والذي يرى الاعتداء والذي يرى التخويف يزداد ايمانا ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

    السر في زيادة الإيمان:

    اذا ماهو السر في زيادة ايمان المؤمنين مع التخويف ؟

    هناك تخويف عندما جيئ بهذا الجيوش إلى البحرين , بقوات من الخارج انما المقصود بها هو احد أمرين أو كلا الامرين :

    الأول :تخويف للمجتمع

    ليجعلوا هذا المجتمع في حالة من الرعب و الخوف انهم ياتون بقوات من الداخل ويشاركه درع الجزيرة بقوات متغطرسة حاقدة لماذا؟

    ليرهبوا المجتمع ويخوفوا المجتمع وليستسلم المجتمع ويرفع يده عن مطالبه وحقوقه.

    لكن المجتمع أجاب وهو صادق لقد مات الخوف وإنتهى (فالحياة في موتنا قاهرين والموت في حياتنا مقهورين)

    الثاني : النظام يخاف من التفرد ووقوع اللوم والمحاسبة عليه وحده.

    الجهة ثانية انه لاتريد الحكومة ان تقع هي لوحدها ثم تلحقها تبعات أي تغير في الموقف الدولي.

    اذا صار الكلام عنها وعن احتلالها فهي تقول انا لست لوحدي وانما بمشاركة قوات درع الجزيرة ودول مجلس التعاون

    فبزيادة القوات والتخويف والتكاتف والتلاحم الخليجي على المجتمع لإذلال المجتمع والتخلص من المحاسبة.

    هنا الاية الكريمة تقول ان الذين يتعرضون في هذا اليوم من الايذاء من الاعتداء من التهديد انهم يزدادون ايمانا

    ماهو السر ؟

    الجواب الاول : يقول بعض العلماء انها ردة فعل للمجتمع طبيعية ان المجتمع اذا تعرض الى التهديد وكان

    التهديد ممن لايثق به تحصل عنده ردة فعل فيزداد ايمانا هذا رأي

    وطبعا يلحظ علي هذا ان اكون ردة الفعل من شخص لايثق ولايطمئن إليه أن لايبالي بما يقول , ولكن يزداد ايمانه هذا امر اضافي , ان يزداد ايمانه فعل آخر.

    الجواب الثاني:

    اما الجواب الاخر فهو يقول ان الايمان يزداد عند الانسان المراد تخويفه وتهديده

    اذا كان الايمان في المجتمع موجود وحدث اعتداءات في المجتمع يزداد الايمان

    السر هو:

    اولا: الايمان ان يكون المجتمع يؤمن بقضيته يؤمن بهدفه

    جاء المجتمع يرفع قضية معينة له ايمان بهذه القضية له مستوى من الايمان بها

    هناك قضايا ربما تكون في بعض الاحيان جزئية هامشية

    لاتستحق ان نضحي من اجلها

    وهناك قضايا تستحق ان يفديه نفسه لها وبأهله وبأمواله وبكل شي

    فإذا كانت القضية بأمها بحجم القضية وما تستحق القضية

    اذا كان يؤمن بها بما تستحق الضحية وبأمها ثم زادوا وعيا وازداد عليهم مطالب هنا الانسان بطبيعته عندما يرى المصائب يلتجأ لله سبحانه وتعالى يركع لله

    الانسان اذا كان حدثت له مصيبة بطبيعته انه يلجأ لله بمطالبه ويتوجه لله واذا توجه لله قاربه الاعتماد على الله وفي اعتماده على الله زيادة في الايمان

    هنا نقول انه اولا الانسان يكون مؤمنا بقضيته مؤمنا بأهدافه مؤمنا بتحركه فإذا صار كذلك ورأى تهديد ورأى وعيد ورأى اعتداء ورأى تجاوز ورأى اعتداء على حقه وشرفه وكرامته هنا الانسان لامحالة ان ينقطع عن الله سبحانه وتعالى ولا يجد له مخرجا ولا ملجا غير الله سبحانه وتعالى فيتوجه لله فيزداد الايمان والتقرب بالله سبحانه وتعالى فاذا اقتربت من الله و ازداد ايمانك يأذن الله مطلبك وقضاها

    هنا نحن ايضا نجد النتيجة والنتيجة الاخرى لابد من زرع الاطمئنان بأنفسنا بحقانية القضية

    نحن في قضية البحرين والاحداث التي تحدث في البحرين نعاين ونقول نعاين نحن من الفقهاء نحن على حق من المطالبة او غير الحق

    لو سأل كل شخص نفسه نحن على حق او لا !

    لايمكن ان يقول نحن لسنا على حق لايمكن ان يكون شخص يطلب شي زائف

    نحن في مجتمع وتحت سلطة وحكومة

    لانتنفس لانستطيع ان نتكلم لانستطيع ان نقول نحن لنا وجود

    بل نحن اكتشفنا ان الشخص او طالب فلنفرض انه طالب ان يخالف النظام او انه ارتكب مخالفة مايحدث من الاعتداءات او الانتهاكات هل يمكن ان تعطي الانسان فرصة ان يقول انا ليس لي حق في المطالبة !

    الاعتداءات التي تحدث في البحرين والتجاوزات التي تحدث في البحرين ليس لها مثيل في العالم

    مما يجعل الانسان يفكر بينه وبين نفسه يوم اني مئة بالمئة انه لهذا الوجود خطأ انه بهذا الوضع ليس بوضع صحيح

    الوضع صحيح ان يكون الانسان له كرامة الوضع صحيح الانسان لو كان ارتكب جريمة وطالب لايعتدى عليه وعلى بيته وعلى زوجته وعلى ارضه تضرب النساء الاولاد

    يقتل من في الشارع القمع في الشوارع الاعتداءات التجاوزات الاهانات تصل الى نهاية الى مالا يستطيع الانسان ان يذكره في كلامه

    شرف الانسان يعتدى عليه لا يفرق بالاعتداء بين رجل وامرأة

    هنا في هذا الوضع من يمكن ان يقول انسان انه الصح والحق ان تجد

    ساكت ولاظالم هل يمكن ان يقول انسان ان الوضع طبيعي في البحرين وضع المجتمع في البحرين وضع النظام في البحرين هو الوضع الامثل والطبيعي والصحيح ولاحقوق ولاجهة ..

    لايمكن هذه ولو كانت لم يكون بهذه الهمجية في التعدي على حقوق الناسوالاعتقالات والتعذيب الى الموت

    لو لم يكن كل هذا يجعل بينه وبين الله يقول انا مسؤول وانا واجب علي ان اطالب يجب علي ان اطالب

    وضع وحشي وضع مأساوي وضع غير طبيعي على الانسان ان يقدم مسؤوليته

    نحن امام مسؤولية بيننا وبين الله لايمكن ان نقول ان الوضع اخذ يهدأ اونه سيبقى طبيعي

    لن يبقى طبيعي الا ان يكون مرفوع الرأس

    لهذا لوقال ان الانسان اذا اراد ان يحقق نحن امام حقوق وامام مطالبات مشروعة حقة او لا

    الجواب انها مشروعة حقة وعلينا اولا ان نطمئن بيننا وبين الله

    نقنع ليس نقنع انفسنا بالواقع نقنع انفسنا بالتفكر بقراءة الواقع بقراء العالم بقراءة المستجدات والأحداث العالمية نحن على حق وحقنا مغتصب

    فعلينا ان نفكر ونطالب فنحن مؤمنون ممايدل على العقلية طبعا هوواشتراك اطياف المجتمع في المطالبة هو اشتراك جميع اطياف المجتمع في الظلم والاعتداء عليهم فلم يفرق بين احد لابين الكبير ولابين الصغير ولا بين المتعلم ولا غير المتعلم ولا بين الانسان العامي ولا غير .

    الجميع يتعرض للاعتداء

    وهذا يدل على عقلية المطالب والمطالبة

    لذلك الواقع الذي يجب ان نقدره بانفسنا بقناعة بيننا وبين الله ان نستمر بالمطالبة وان نعيش شرفاء ان نعيش شرفاء بحقوق الناس بحقي بحقك

    ولما يصبح الانسان في الحالة الطبيعية الانسان يكون في مجتمع يطلبه ويفرضه الوجود يحقق لهذا البلد ولو بيسير منه لا ان عيش هكذا بعيشة اذلال واذلال واذلال

    نقول وان استمر سوف يستمر انشاءالله هنا تتعقد الامور وربما تصل الى ابنائنا ان كنا نخنع ونخضع ونرضى بالظلم ونتجاوز عما حدث

    نحن نطالب مطالبتنا سلمية مطالبنا سلمية نستمر بالمطالبة نحن لسنا اهل فوضى نحن لسنا اهل اعتداء نحن لسنا اهل انتقام نطالب بحقوقناا المشروعة بحقوقنا العادلة مطالبنا شرعية حقوقنا شرعية عادلة طريقنا وسائلنا مشروعة حقة عالمية الكل في العالم جميع الاديان جميع القوانين لاتستطيع ان تؤشر على اسلوب من اساليبنا المطالبة انها خطا نحن نطالب بأسلوب حضاري بأسلوب مكين بأسلوب عقلائي بأسلوب سليم لنا قيادتنا السياسية في هذا البلد لانتجاوز القيادة المجتمع امام مرأى العالم بأكلمه انه يطالب في اطار سلم بتوجيه من قيادته السياسية لا يخرج عنها ولا يتجاوز عنها ولا يخرج لاعتداءات وتجاوزات حتى لمن يعتدي عليه هناك اشخاص يخرجون ويلبسون الاقنعة وربما يعرفهم بعضنا ولكنه لايتعدى وانما يقول نحن سلميون نطالب مطالبة سلمية فنستمر ونستمر ونوصي بالاستمرار ان تكون المطالب ملتزمة بتوجيهات القيادة السياسية السلمية ولا تخلي عن هذا المطاف واذا استمررنا وثبتنا على المطالب بهذه الصورة لامحال ان النصر يأتي من عند الله سبحانه وتعالى شخص يؤمن بالله شخص يرجع لله يدعو الله وهو على حق الله سبحانه وتعالى لا يصرفه

    وان النصر ات من عند الله تعالى

    الحمدلله رب العلمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • أمير المؤمنين(ع)

    أمير المؤمنين(ع)

    نرفع أحر التعازي لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ، بمناسبة إستشهاد أمير المؤمنين سلام الله عليه وللأمة الاسلامية جمعاء

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.

    نرفع أحر التعازي لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ، بمناسبة إستشهاد أمير المؤمنين سلام الله عليه وللأمة الاسلامية جمعاء .

    أتحدث حول امير المؤمنين سلام الله عليه

    أمير المؤمنين سلام الله عليه قال عندنا إجتمع الناس حوله وطلبوا مبايعته قال : (دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه والوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت و اعلموا اني إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم ) .

    من هذا الكلام لأمير المؤمنين سلام الله عليه يُعلم انه لم يكن يرفض الخلافة وإنما الخلاصة من هذا الكلام أنه يريد ان يقول : إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، يعني أعمل في أمر الخلافة والناس بما أراه أنا واستنبطه واستنتجه من الدين ، من القرآن الكريم ، من سنة سيد المرسلين ، فأعمل بما أعلم ولا أُصغي لأحدٍ بعد ذلك أبدا ، بمعنى آخر أنه أراد ان يلقي الحجة على الناس ، وأنه إن تولى خلافتهم فإنه يعمل بكتاب الله ، بعد ذلك ستظهر الإعتراضات كما يظهر في نفس هذا الحديث له سلام الله عليه ، قال : (إنا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان )، يعني ان هناك مشاكل وان هناك فتن سوف تأتي ، و(إنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقدم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ) هناك زلات سوف تحدث في المجتمع لِما سوف ينتهي إليه الأمر بعد مبايعة علي عليه السلام ــ عدالة لا يطيقها كثير من المترفين على حساب غيرهم ــ في هذه الظروف يقول امير المؤمنين سلام الله عليه سوف اعمل بما أراه إن اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ، لن اصغي لأحد ان يعترض هنا او هناك على أمر اصله في الدين يؤخذ من كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، لا تقل لماذا لم تعمل على اجتهاد من سبقك لم لم تعمل على سنة من سبقك من الخلفاء؟ إنما اعمل بما أراه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .

    علي(ع) هو المثل الأعلى في كل شيء

    الإمام أمير المؤمنين ، ليس هو الخليفة فقط وإنما هو الامام والقدوة والمثل الأعلى , لماذا ؟ لإلتزامه بكامل ما جاء به الإسلام ، هو المثل الأعلى في جميع الجوانب لِما كان يعيشه حقيقة من الاسلام ,فهو لا يعيش جانب من الاسلام ويغفل جانب , لايركز على جهة ويفرط في جهة ، ليس عنده إفراط أو تفريط وإنما هو التزام تام بالإسلام وبمعالم الدين كاملة من جميع الجوانب وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر:

    الجانب الأول: علي (ع) هو الخليفة العادل

    فإن نظرت إليه في أمر الخلافة ، تجده الخليفة العادل ، الذي لا يستغني أحد عن ذكر إسمه وجعله مثال العدالة المطلقة في الدنيا بأكملها ، حتى قال بعض الغربيين قبل فترة من الزمان منظمات حقوقية وغيرها ، تكلموا أن الكرة الأرضية والعالم لم يشهد حكومة عادلة كحكومة علي ابن ابي طالب (ع)، ودعوا جميع حكام العرب والمسلمين ان يجعلوا عهد علي ابن ابي طالب سلام الله عليه ، هو المنهج لهم في حكوماتهم وتطبيق وإدارة أمور الدولة وفي العلاقة بينهم وبين الناس ، فهو الذي لا يفضل قريبا على بعيد ولا عربيا على أعجمي , الناس عند سواسية , ( إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق) يقول : (وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ، إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ. وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي, إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ اليمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْص، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيِتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:

    وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة ,, وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِـدِّ ,

    أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: [هذَا] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكَهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ , الْعَيْش! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ، هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا ، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا ، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا)

    فهذا علي (ع) لا تستطيع أن تصف العدالة من غير أن تذكره أكبر مثال له .

    الجانب الثاني : علي (ع) هو الزاهد المتعفف

    حتى عن الحلال في هذه الدنيا يقول سلام الله علي : (ما لعي ونعيم يفنى ) النعيم الذي ينتهي لا حاجة لعلي فيه , فهو أزهد الزاهدين في نعيم الدنيا , فهو في الوقت الذي هو خليفة وجميع مقدرات الأمة الاسلإمية في يده ، يجلس لها ويوزعها لايستثني منها درهماً وينظر ويتابع كل شيئ هل وصل لمستحقه أولاً ؟

    في ذلك الوقت وجميع المقدرات في يده يسكن في بيت إذا وقف رأسه يصل الى سقفه او يده تصل الى سقفه لماذا ؟ لآنه يعيش حاله الزهد يعيش حالة القناعة أن هذه الدنيا لا تسوى شيء ، وكم نقرأ أن هناك من الخلفاء من يكون في قصره ألف جارية وخلفاء يملكون ويملكون والناس يموتون جوعاً , وأمير المؤمنين سلام الله عليه ينام على التراب، فهو قدوة في جميع الجوانب في جانب الزهد ، في جانب العدالة والتعامل مع الآخرين.

    الجانب الثالث: العلاقة بالله تعالى

    في جانب العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، منقطع النظير متوجه لله خالصاً لله ، لايرى أحد غير الله ، لايعمل ولا يقدم على شيء إلا كما يقول : ـ مضمون كلامه ـ ( ما أقبلت على شيء إلا وجدت الله قبله وفيه وبعده )، في كل شيء عمله لا ينظر فيه إلا لوجه الله سبحانه وتعالى ، يبيت على فراش رسول الله (ص) وكل سكينة وإطمئنان يخوض المعارك وهو متبسم , وفي محرابع عابد يبكي, عبادته ليس لها نظير ، حيث ان الأئمة سلام الله عليهم عندنا يقال لهم او يتعجب من عبادتهم يقولون : أين نحن من عبادة علي ، فهو منقطع النظير في كل هذه الجوانب في جانب تعامله في كل شيء .

    المشاكل التي إعترضت خلافة علي(ع)

    أمير المؤمنين في خلافته واجه مشاكل كثيرة ، عندما إجتمع الناس حوله وجائوا يبايعونه كانت تعترضه مشاكل وتستقبله فتن:

    المشكلة الأولى : مقتل عثمان

    فهو جاء بعد خلافة ، الخليفة فيها مقتول والثوار مؤيدون لعلي عليه السلام ، فالأمر صعب فكأنه هو القاتل او انه راضٍ بقتلهم مع انه كان السفير بينهم وبين الخليفة ويريد الاصلاح ولكن كانت هذه مشكلة

    المشكلة الثانية : النفاق

    التي لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وآله والفارق بين زمن النبي وخلافة علي عليه السلام ، كان النبي صلى الله عليه وآله يحارب كفاراً يجهرون بكفرهم وبعدائهم للاسلام ، ولكن في زمن امير المؤمنين عليه السلام الامر مختلف اناس يحملون القرآن ويتكلمون بالقرآن ولكن هم منافقون يبطنون النفاق في نفوسهم ، فإذا معاوية بعد قتل عثمان ينادي الإسلام لا يعمل به ، فلقد قتل عثمان مظلوماً ويرفع هذا الشعار ، عندما قتل عثمان طبعا كان من ضمن حاشيته جماعة يريدون الفتنه ، يريدون ضرب الإسلام فكانوا على استعداد لقتله او ان يقتل .

    عندنا قتل عثمان ، معاوية كان قد بعث جواسيس وعيون له الى بيت عثمان فعدنا يقتل يأخدون قميصه يوجلبونه للشام ويأخدون أصابع او إصبع زوجته لانها في دفاعها قطعت اصبع او اصابع منها ، فجيئ بها الى الشام , ثم يجعلونه على خشبة طويلة ويثبتونه ثم على المنبر ، ويذهب معوية اليه في كل يوم في كل وقت من الزمان ويجلس عنده ويبكي ، ويقول لقد اصبح الإسلام لا يعمل به ، قتل الخليفة مظلوما , ويبكي والناس تبكي معه وبعد ذلك لايدعي على أحد أنه القاتل الى ان يهيج الناس ثم يقول قتله علي ابن ابي طالب ، فيأتي لمحاربة علي ابن أبي طالب وتتهياً الامور لمحاربته انه يصيره في نظرهم أنه هو القاتل هذا الوضع كان مشكلة من المشاكل التي واجهها علي عليه السلام (مشكلة النفاق) ، فالكثير في المجتمع يظهرون الإسلام والايمان ولكنه يبطنون في نفوسهم الكفر ، لا يصرحون به ولكنهم يحملون في انفسهم وفي باطنهم الكفر ، ويظهر على فلتات ألسنتهم ومن تتبع التاريخ وجد كلمات المنافقين واضحة ، يستهزئ ويستنقص من حق النبي , ومنزلته صلى الله عليه وآله ، هذا الكلام ليس من كتبنا وإنما هذا واقع موجود في كتب كافة المسلمين ، لذلك بين قوسين : (قضية ان يخرج مسلسل باسم الحسن والحسين ومعاوية ويقال انهم على وئام اهل البيت وبني امية على وئام والتئام وان من شوه الصورة هم الشيعة ، هذا ليس صحيح إنما في الواقع الخلاف كان موجود والحرب كانت قائمة في كتب المسلمين كلها معروفة) .

    المشكلة الثالثة : إصرار الامام علي عليه السلام على تطبيق العدالة

    وهي المبدئية ، يقول عليه السلام : والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويمكر ، اي ان هناك غدر ومكر وأمير المؤمنين سلام الله عليه على الجادة السليمة لا يخدع احد ولا يداهن احد , يعامل الفاسد انه فاسد , ويعامل المؤمن انه مؤمن لا يثبت شخص في منصب وهو ليس أهلا له لايستحق هذا المنصب ولايبقيه في منصب وهو كذلك، فأمير المؤمنين سلام الله عليه جاء لتطبيق العدالة الكاملة التامة ، من كان متنفذاً من كان مسيطراً من كان واليا في مكان ، في دولة في مدينة وله سيطرة وله قدرة في سلب الاموال , فامير المؤمنين سلام الله عليه مجرد ان يرى شخصاً ينتهك حقوق الناس وحقوق الله يأمر بعزله ويرفضه ، فكانت مواقفه صارمة ، لذلك كان البعض يقول له لماذا لا تداهن لماذا لا تساوم لماذا لا تؤخر لماذا لا تبقي ، بل اتهمه البعض بأنه قليل السياسة وقليل الخبرة وقليل الدهاء فأجاب : وما معاوية بأدهى مني ، المسألة’ ليست قضية دهاء وانما قضية مبدأية ، فأمير المؤمنين سلام الله عليه مبدأيته ايضاَ كانت عائق في مجتمع تعود فترة من الزمان على التفضيلات والتقريب للأقارب والمتنفذين ومن يبيع دينه من اجل على ان يحصل على بعض الأموال .

    المشكلة الرابعة : الخوارج

    يقول الشهيد المطهري ، مشكلة الخوارج لأمير المؤمنين سلام الله عليه هي المشكلة الاساس التي واجهها امير المؤمنين

    لماذا ؟ لانه اذا جئت ونظرت للخوارج

    جائوا من كل حدب وصوب كما يصفهم امير المؤمنين ، طغان اقزام قلوب قاسية ولا يستوعبون شيء من الاسلام إلا ظاهره وهذا كله بسبب الفتوحات العشوائية وكما يسميها بعض العلماء العامة الذين يختلفون معها سموها بالإجتياحات ،لأنها فتوحات وفتوحات ولكن هذه الفتوحات ترغم الناس أن يدخلوت في الاسلام بالقوة ثم يشاركون في حروب وغيرها ويفتحون دول ودول وهكذا كلما دخلو منطقة فتحوها صارو جزء من المسلمين من غير ان يعرفو الاسلام ومن غير ان يتثقفوا بتقافة الاسلام الحقيقية فبعد ذلك يشكلون بأفكارهم بأفكارهم التي يحملونها وعقائدهم التي لا يجهروا بها يشكلون خطرا على الاسلام لانهم يحملون عقائدهم ويحاولون زرع الافكار التي يتبنونها ، ومن أخد منهم بالاسلام من غير تعليم ولا تثقيف فصار يأخذ قشور الاسلام فقط .

    لذلك يقولون لا حكم إلا لله ولا يريدون بزعمهم لأحد ان يحكم ، كيف لا حكم الا لله ؟! هل ان الله سبحانه وتعالى يحكم مباشرة بين الناس ؟ او انه يجعل واسطة يجعل بشر يحكم . فصاروا يأخذون ظاهر الاسلام فاضروا بالاسلام أكثر وكفروا جميع المسلمين . الخوارج في وقتهم جائوا بثقافة هزيلة ، وهي ظاهر الاسلام فكفروا جميع المسلمين وقاتلوا وقتلوا من أصحاب رسول الله من التابعين ولم يستثنو أحدا حتى انه ينقل أن امام المعتزلة واصل ابن عطاء: عندما مر في مكان في طريق اعترضه بعض الخوارج فقالو له : من انت ؟ مادينك ، فقال : انني مشرك كافر ، وهو إمام السنة في وقته وليس شخصاً غير معروف ، ولكن إتفاقا لم يكونوا يعرفونه فقال : انا مشرك انا كافر لكني سمعت أن في قرآنكم آية تقول (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون( قالوا له : صحيح , فاسمع كلام الله وأسمعوه له بعض الآيات ثم قالوا له انصرف توكل على الله انصرف , بعد ذلك اصحابه يسألونه ,الذين معه حاشية عالم كبير رئيس المذهب قالوا له : لماذا لم تقل لهم انك فلان ؟ وانك مسلم ؟

    فقال : لو قلت بأني مسلم لقتلوني فالحل بأني أتبرأ من هذا المعنى ظاهراً لأنجو بنفسي لأنهم لا يقبلون شخصاً ليس منهم كل شخص يختلف معهم فهو كافر ويقتل ، فكانت هذه مشكلة كبيرة و هو الجمود والتحجر والوقوف على ألفاظ ظاهرية فقط من غير فهم ومن غير تمعن .

    النبي صلى الله عليه وآله في هذه الدعوة كان يربي ويعلم ويدرس ولم يأذن بالحرب او الجهاد ثلاثة عشر سنة وانما أذن بالهجرة فقط الى ان يقوى المسلمون ويعتنقوا دينهم بوعي ودراية بعد ذلك صارت الغزوات اما مباشرة يدخل بالاسلام ويتظاهر بالدين خوفاً من السيف ثم يقال له انت قائد المسلمين ويذهب يحارب بعقيدته وبأفكاره فإن ضرره على الإسلام أكثر من نفعه ,فهذا كان موجوداً وكانت مشكلة لأمير المؤمنين سلام الله عليه .

    معاوية طبعاً إستفاد منهم في قضية التحكيم والكل يعلمها ، إستفاد من بساطة الخوارج ، هو داهية يفهم والخوارج سذج ، واذا بهم عند الهزيمة ، هو منافق لا يتبنى الإسلام حقيقةً ، عندما رأى نفسه مهزوماً قال ارفعوا القرآن ، رفعوا القرآن ، أُولئك في الطرف الثاني قالوا نقاتل مسلمين وينقلبون على أعقابهم فيكتشفون المؤامرة و الخديعة ، فيكفرون معاوية ويكفرون علي (ع) لأنه وافق على الصلح ، وتبقى المشكلة لعلي عليه السلام.

    فهذه هي المشكلة الأساسية التي كان يمر بها امير المؤمنين سلام الله عليه

    لذلك اذا اردنا ان نعلق عليها من جانب واحد وهوعدم التفهم ، عدم المعرفة الحقيقية في الدين أين تؤدي بالشخص في الملابسات والشبهات ، إذا مر الإنسان بأمر له وجوه وألوان كما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه ، فإن لم يكن يفهم وإن لم يكن يعلم بحقائق الأمور ، ولم يكن يعلم بأمور زمانه ، ولم يكن يعلم بدينه فإن اللوابس تلتبس عليه.

    علينا أن نكون بقدر المعرفة نحن ننتمي لهذا الدين ، ننتمي للإسلام ، ننتمي لأمير المؤمنين سلام الله عليه يجب أن نكون على دراية ووعي كبير ، وإلا إن لم نكن بذلك القدر من المعرفة والوعي يستطيع من يريد أن يدخل فتنة علينا ـ كما فعل معاوية ـ يستطيع بكل سهولة ، أما إذا كنا على معرفة وعلى وعي فلا نخدع ولا يستطيع أحد أن يوجد فتنة بيننا , فعلينا ان نعرف من هو صديقنا ويريد خيرنا ومن الذي يخالفنا ، بهذه المعرفة لن تكون هناك فتنة لن يحارب بعضنا بعضاً ، يجب ان نكون على قدر من المعرفة ، لانكون بسطاء وسذج ، نحمل شعار و نهتف ولاندري مع من ولماذا ومن يختلف وكيف أتعامل مع المختلف معي في أُمور إذا كان هو من إخوتنا ، إذا كان هو من جلدتنا إذا كان هو من أصحاب المطالب معنا ، الوعي والمعرفة أمر مهم.

    الامر الأخير، أمير المؤمنين سلام الله عليه ، مسلكه مع الخوارج الذين كانوا يحاربونه كانو يكفرونه يرون عليا عليه السلام أنه كافر ، وكانوا يصرحون بذلك حتى أنه عندما قتل أمير المؤمنين سلام الله عليه كان يقول شاعرهم:

    يضربة من تقي ما أراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

    إنهم يتقربون الى الله سبحانه تعالى بقتل أمير المؤمنين (ع)، يعيشون السطحية ، يكفرون عليا عليه السلام , أمير المؤمنين على المنبر يخطب ويقول أحدهم عندما يسأل أمير المؤمنين فيجيب ببذاهة واضحة على أسئلتهم ، فيقول أحدهم كافر ما أفقهه ، فيكفرونه ويتهجمون عليه , وأمير المؤمنين يصلي وآخر يقول ويخاطب عليا (ع) يقول له اقرأ….( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) يعني أنت وإن كان لك سابقة في الإسلام ولكن بعد أن كفرت بقبولك التحكيم الآن فليس لك شي تعمله.

    أمير المؤمنين على ذلك ماذا كان يصنع ، كان لايقبل من أحدٍ أن يتعرض لهم ، لم يقبل أن يقتلوا ، عندما قام في نفس المجلس الذي كان يرد على أمير المؤمنين ويقول له كافر ، يقوم له البعض وامير المؤمنين يقول دعوه ، ولا يرضى أن يتعرض له احد ، ولم يقطع عليهم العطاء من بيت المال ولم يمنعهم من الإختلاط بالمسلمين والعمل مع المسلمين ، وإنما يقول هذا حقهم ، إلا أن يتعرضوا للمسلمين ، فنحاسبهم ونجازيهم ونحاسبهم على فعلهم ، ولكن لانتعرض لهم ولمعيشتهم ولا لعوائلهم ، هذا امير المؤمنين عليه السلام الذي يريد ان ينصف ، الذي يريد أن يقتدي بأمير المؤمنين سلام الله عليه يستطيع ان يبلغ خيرا كثير سواء كان من الناس ، فحياة أمير المؤمنين سلام الله عليه تشمل جميع جوانب الحياة ، إن كان حاكماً والياً أو في منصب أمير المؤمنين سلام الله عليه المثل الأعلى والعلامة العظمى في هذه الدنيا.

    الموضوع الثاني: من يريد التأزيم

    لازال الحديث في وضع البلد ، يقولون ويكتبون أن الجميعات السياسية ، الوفاق وغيرها و الناس يريدون تأزيم الأوضاع في البلد ولايريدون الإصلاح

    هنا نتسائل ، هل الذي يطالب بحرية هو الذي يريد التازيم ؟

    لو تسأل أي إنسان عاقل في الدنيا ، هل أن الذي يطالب بحرية الشعب بحرية المجتمع بإعطاء كل ذي حقٍ حقه لازيادة ولانقصان هل هذا الذي يريد التأزيم ويريد المشاكل؟

    ام أن الذي يطالب بالإستبداد وإبقاء الحكم الفردي وإبقاء التسلط والتجبر والإنتهاك والإعتداء والتعدي على الناس في بيوتهم في كل مكان هو الذي يريد الحل ويرفض التأزيم ؟

    هذا السؤال إذا سألناه لأي إنسان في العالم جوابه يكون واضح ، الذي يريد الخير للبلد ، يعطي للبلد كرامته ، يعطي الشعب كرامته ، يقدر الإنسان في المجتمع ويعطيه حقه وإذا كتب أن الشعب مصدر السلطات ، يقول أنت مصدر السلطات ، لك أن تقبل ولك أن ترفض ولك كل شي ، لايكون الشعب محروماً من القرار السياسي ، محروماً من الحياة الاقتصادية المناسبة ، محروماً من التكلم ، محروماً من التعبير عن حقه واضطهاده

    فأين تجدون التأزيم؟؟!!.

    نحن نرى الأمور في بلدنا معكوسة ، إذا كان شخص يعمل معك في العمل ويوشي بك الى السلطة بإنه وجدك في يوم ، وجد لك صورة تحتج ، وجد لك صورة تقول أنا مواطن انا أطالب بحقي ، فوشى عليك ، يزاد راتبه ، وأنت تفصل من العمل ، هذا هو الحل ، هذا هو الذي يرفع التأزيم ؟! ، أم أنه يزيد في التأزيم ويدمر المجتمع والأمة معاً.

    الليلة الماضية ، البارحة الناس إحتفلت باستقلال البحرين ، الذي يحتفل باستقلال بلاده يحتفل بذكرى حرية في بلاده ، يكرم , لكننا نرى ورأينا الأمر مختلف ، رأينا القمع الوحشي الغريب في جميع مناطق البحرين ، رأينا قمعاً لا يمكن أن يقبله إنسان عاقل ولا يستطيع تبريره بأي صورة كانت ، حتى لو افترضت ان هناك أناس يخربون ، مهما حاولت أن تفترض ، فالقمع الوحشي الذي كان البارحة أمر لا يمكن تقبله او تعقله أو تبريره، إذا كان هناك أشخاص يتظاهرون أو يطالبون في المنطقة , في هذه المنطقة في هذه القرية في تلك القرية ، إذا كان عدد من الناس يتظاهرون ويطالبون أو يصرحون أنهم مظلومون أو انهم فرحون بإستقلال بلادهم ، فيأتي القمع بحيث أن أهل المنطقة لا يستطيعون وهم في بيوتهم ، من يغلق المكيفات ، من يخاف على أولاده من دخول الغازات السامة ويعيش حالة من الرعب والخوف لماذا؟ هل هذا هو الذي يحد التأزيم ، أم أنه يدمر البلد ويجعل الجميع معارضاً ، حتى لو كان هناك شخصاً غير معارضاً ، يقول العقوبة على الجميع ، لم تستثني حتى أطفالنا في البيوت ، أنت في البيت جالس وأنت خائف على أولادك ، تخاف أن تنام ويمتلئ البيت بالغاز الخانق وتموت أنت مع عائلتك ، الوضع كله تأزيم وكله وحشية وانتهاك وليس إصلاح ، الذي يقول نحن نريد الإصلاح ، الإصلاح عبر الشعب ، الشعب مصدر السلطات ، يجب أن يرفع حقه ، يستجاب لمطالبه وينظر فيها نظراً حقيقياً بصدق واقتراب مع الشعب ، والواقع ان الأمر مختلف تماماً ، فندعوا ونوجه أيضاً رسائلنا لجميع الجهات وللحكومة انه لماذا لا تلتفتون لواقع الإصلاح وحقيقة الإصلاح ؟

    ماتعملون به ليس إصلاح ، إنما هو إضرار بالمجتمع وإنتقام من المجتمع بأكمله لن يطول ولن يستمر وسوف تكون النتيجة عكسية عليكم أيضاً ، كما ان الشعب يتضرر ، سوف تتضررون ، وسوف تجدون وتكسبون الأعداء في الداخل والخارج ، عليكم النظر لهذا الشعب المسالم ، الذي لا يصدر منه أي شيئ مخالف للسلمية ، ولم يستطع أحد في العالم أن يقول الشعب خرج في مطالبه عن سلميته ، شعب متحضر واعي ، عليكم ان تستجيبوا له وتسمعوا مطلبه وإلا فالخسارة تكون على الجميع

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

  • التوبة( 3 )

    التوبة( 3 )

    حديث الجمعة 12/8/2011 

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .

    حديث التوبة :

    مر الحديث حول  التوبة وشروط التوبة الحقيقية وآثار التوبة

    اليوم هنا نتحدث  حول اقسام التوبة بالنظر الى  للتائبين

    فتنقسم التوبة الى اقسام نظرا لأحوال التائبين وعن ما رجعوا عنه

    فالتوبة تنقسم إلى:

    أولاً: الرجوع من الكفر الى الإيمان:

    هذا قسم من اقسام التوبة

    ان لايكون الانسان موحداً قبلها وبعد ذلك يرجع للتوحيد ويرجع لله سبحانه وتعالى عن الكفر ، عن كل

    معتقد باطل ، عن كل عقيدة تجافي الحق وتخالف الحق

    ثانيا: الرجوع من المعصية:

    الرجوع عن المعصية كبيرة كانت او صغيرة وهذا القسم هو الذي دائما نتحدث ويكون الحديث عنه.

    توبة الانسان العاصي الذي يرتكب المخالفات وبرجع عن هذه المخالفات نادماً عازماً على  أن لا يعود

    لمثلها أبداً وأن يتوجه لله سبحانه وتعالى في جميع اعماله المستقبلية بعد ان اقترف تلك

    المخالفات وتلك المعاصي.

    ثالثا: التوبة عن القصور والتقصير:

    العودة من القصور من التقصير في المعرفة والعودة في أداء الأعمال لما يناسب مما لا يناسب الى ما يناسب العمل ومن نعمل لوجهه تبارك وتعالى.

    فالتوبة في هنا القسم هي توبة عن الجهل ,توبة عن عدم المعرفة الحقيقة لله سبحانه وتعالى  ,توبة لعدم بلوغ الكمال في المعرفة .

    فالتوبة والرجوع عن الجهل والتقصير والقصور في المعرفة أيضاً تسمى توبة

    والاعمال التي يعملها الإنسان ويزاولها الإنسان في حياته من العبادات وغيرها إن كانت بغير

    المستوى المطلوب

    وهو كذلك لجميع الناس طبعاً بصورةٍ عامة أن الإنسان في أعماله لا يعطي العمل حقه فإذا صلى لاتكون صلاته الصلاه الحقيقية المطلوبه فهنا أيضا يتوب عن هذا القصور إن كان قصوراً وعن التقصير إن كان تقصيراً أيضا .

    رابعاً: التوبة عن الغفلة:

    العودة من الغفلة إلى الذكر ومن الجفاء الى الوفاء والقرب من الله سبحانه وتعالى كذلك هو توبة

     (توبة الأولياء).

    كم يستغرق الانسان في حياته الطبيعية من الارتباط بالماديات وكم يستغرف من وقته من الذكر والارتباط بالله سبحانه وتعالى ؟

    كثيراً مايكون الإنسان مرتبطاً بأمورٍ مادية بأمور الدنيا أكثر من ارتباطه بالله أكثر من عيشه الحضور واستشعاره الحضور مع الله سبحانه وتعالى ، فهو يستشعر ويأنس بالماديات التي تحيط به ويستشعر ويأنس ويلتذ بالملذات الزائلة في أكثر أوقاته ولا يعطي إلا القليل القليل من الارتباط بالله والإنقطاع له سبحانه وتعالى

    التوبه عن ذلك ايضاً والرجوع لله بمعنى ان يذكر نفسه ويستشعر البعد عن الله ويرجع لله سبحانه وتعالى هذا ايضا توبة.

    و يعلم من هذه النقاط الاربع :

    اولا: ان التوبة واجبة على جميع البشر لأن كل مقام  فوقه مقام :

    هذه النقاط التي ذكرناها وهي انواع التوبة تبين ان التوبة واجبة على الجميع بغض ان النظر عن كونه إنساناً عاصياً او غير عاصي  كافراً او مؤمناً

    من كان في القسم الاول وهو الشخص الكافر عليه ان  يتوب ويرجع لله

     القسم الثاني الذي يرتكب المعاصي عليه ان يقلع ويبتعد عن المعاصي  ويرجع لله

    القسم الآخر اذا كان في معرفته لله قصور او تقصير أوعدم الإدراك الحقيقي لوجوده سبحانه وتعالى وقيمومته في هذه الدنيا وحضوره ايضاً يتوب ويرجع ويستشعر هذا الحضور

    القسم الرابع: ان يتوب الانسان ــ من كل أصناف البشر ، حتى الأولياء حتى الانبياء ايضا ــ ويرجع لله سبحانه وتعالى ، من كان اخذته غفلة أو سهو او أنساه الشيطان ذكر ربه ولو في لحظة معينة ,ايضاً عليه أن يتوب ويرجع لله سبحانه وتعالى ، فهذا يعني ان التوبة واجبة على جميع الناس من غير إستثناء.

    ثانياً:ما هي توبة الأولياء:

     ان توبة الأولياء التي تذكر في القرآن  إنما هي من  القسم الثالث والرابع من هذه الأنواع للتوبة وهي ان يكون الولي أو النبي الذي ذكر في القرآن  الكريم انه عصى او أذنب أو إستغفر أو نسي ذكر ربه ، هذه تكون من هذه الاقسام ، القسمين الأخيرين ، ان يكون قصور  في قضية  المعرفة  التامة والحضور الإلهي

    قصور في الارتباط الدائم والالتصاق بالله سبحانه وتعالى وهذا ليس هو المعصية بالمصطلح الشرعي ، هناك  معصية بالمصطلح الشرعي وهي ترتبط في القسمين الأولين ، القسم الأول الكفر و القسم الثاني المعصية وهي ارتكاب الذنوب ، أما المعصية التي هي من جهة القصور أو ترك  الأولى فهي تختلف عن المعصية في القسم الشرعي , وهي المخالفة للاحكام الشرعية فتُذكر المعصية  في القرآن الكريم في بعض الأحوال مع الأنبياء لترك الأولى أو لعدم بلوغه المعرفة التامة ، أو أنه لم يكلف ، لازال غير مكلف انما خالف الإرشاد الأمر الارشادي وليس الأمر المولوي الأمر التكليفي ، على اي حال فالتوبة واجبة على الجميع ، كل إنسان عليه ان يتوب ويرجع لله سبحانه وتعالى مهما كان ولياً من الأولياء ، من الصالحين أو كان من البشر العاديين لأن جميع المراتب التي يصل إليها الإنسان ، هناك مراتب أرقى منها  وأعلى منها ويتوب الإنسان بمعنى  يندم أنه لم يصل و يتأسف ويتحسر على المرتبة التي لم يبلغها ، هذه هي التوبة بالنسبة لأصحابها .

    ثالثاً:كمال التوبة:

     كمال التوبة بقدر معرفة الذنب ومن نعصي وومن نخالف  وبقدر معرفة العقوبة ، الشخص الذي يعرف حقيقة الذنب ، ندمه على الذنب يكون أكثر ، والشخص الذي لايعي ولا يعرف ماذا إرتكب فهو يرتكب ويجهر  ويعمل  ويخالف من غير وعي ، أما الشخص الذي يكون عنده معرفة كبيرة بمن يعصي وهو الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين مالك الملك الذي أعطى كل شي حقه الرحمن الرحيم صاحب القدرة المطلقة في الوجود ، ومع ذلك ، المخالف اذا انتبه فندمه يكون اكثر من الجاهل الذي لا يعي من يخالف ، إذا التفت إلى أثر الذنب والعقوبة المترتبة على الذنب الذي يخالفه  فسوف يكون ندمه أيضاً أكثر

    عن النبي (ص):

    “لو أن رجلا أخرج من نار جهنم ووضع في نار الدنيا لاستطاع ان ينام في راحة

    نارجهنم التي يدخلها الإنسان العاصي والمخالف لربه مراحلها كثيرة وكثيرة وكثيرة وأعماقها غائرة ، عقوبات وعقوبات لا يعلمها الا الله ، وإذا قرأنا أن الإنسان إذا ارتكب ذنب كان في جهنم وكان وكان ,هكذا مثل الذنوب ، ذلك العالم لا يقاس بنار الدنيا ، إذا كانت الرواية تقول الشخص لو أُخرج من نار جهنم يعني في اي جهة كان في جهنم ، في قعر في أعماق عذابات جهنم ،أم في أقل درجاتها شدة , هذا الشخص الذي في تلك النار يتعذب إذا أُخرج الى نار الدنيا يستطيع ان ينام مرتاح ، يعني ليس هناك قياس بين النارين ، فالعالم الواعي الذي يدرك قضية الآخرة والعقاب هو الذي يندم على كل مخالفة ، لو كان الشخص يعد أيامه ولياليه ويعد السنين التي عاشها ويعد كم ارتكب من مخالفة طوال هذه السنين ويسأل نفسه بهذه المخالفات أين يكمن الحكم والمصير؟ ، هذا الشخص الذي يكون حسابه هكذا ، إذا كان عاقل لا بد أن يقول أتوب ، إذا كان ذنب صغير كما نتصور ونسميه صغير وهو ليس صغيرا وإنما صغير في نظرنا كبير في عين الله

    لأننا نعصي الله ونخالف الله ، انظر إلى من تعصي وتخالف  فإنه يكون كبيراً بقدر من تخالف فإذا نظرنا لذلك وأن هذا الذنب والمعصية مصيره جهنم ، فكم عشنا في هذه الدنيا يوم ويوم ويوم… سنة وسنة وسنة… وبلغ من السنين كذا وفي كل سنة ارتكبنا كذا , المصير يكون في مكان في جهنم في الوادي الفلاني في جهنم ، هنا الإنسان العاقل يجب أن يتريث وينتبه لنفسه ويقول أرجع لله وأتوب من ذنوبي وإذا لم يتب من ذنوبه فإن فيه خللا في عقله في إدراكه

    رابعاً: كثرة الندم وتوبة الأنبياء:

    نجد أن التوبة تتكرر على لسان الأنبياء والأولياء ، لماذا؟؟؟ لأن التوبة هي الكنز العظيم للإنسان لأنها باب الخيرات للإنسان ، لأن التائب من الذنب يخرج بعد توبته من ذنبه كمن لاذنب له ، كيوم ولدته أمه بل يكون في بعض النقولات أنه ربما أكثر مما كان قبل الذنب والتوبة ، قبل ارتكاب المعصية والتوبة عنها، أن يتوب الإنسان كما كان الأنبياء يكررون التوبة باستمرار ويداومون على التوبة ولا يتوقفون ، إمامنا زين العابدين سلام الله عليه  يقول“وان تنقلني الى درجة التوبة اليك

    إنقلني الى درجة التوبة اليك ، والتوبة درجة عالية والانسان العاقل هو الذي يسعى لهذه التوبة لهذه الدرجة.

    خامساً: التوبة ومستحباتها بعد تحقق شروطها طبعا:

    ذكرنا شروط التوبة الحقيقية .هناك ايضاً مستحبات للتوبة ، الشخص الذي وجد نفسه إرتكب معصية رأى نفسه ارتكب معصية سواء كانت في عبادة أو في معاملة مع أحد أساء لجار أساء لصديق أساء لأب أساء لأمه أساء لزوجته أساء لأبناءه ، في عمله ، في  أي مكان ، إرتكب مخالفة يجب عليه ان يصححها ، شروط التوبة مطلوبة ، إضافة إلى ذلك هناك مستحبات لها أثر كبير وتذكر روايات فيها ، أذكر عناوين لها فقط

    1ـ صيام ثلاثة ايام: مستحب للتائب ان يصوم ثلاثة ايام إذا ارتكب معصية ورجع لله يصوم ، حتى أن هناك روايات تفسر قوله تعلى : ( توبو إلى الله توبة نصوحاً )تفسرها بالصيام ثلاثة ايام

    2ـ غسل التوبة: مستحب إذا ارتكب المعصية وتاب ان يغتسل وان  يستغفر من جميع آثار  الذنب التي ارتكبها

    3ـ صلاه ركعتين: مستحبتين ايضاً او اربع ركعات اذا ارتكب الذنب

    4ـ تكرار التوبة والاستغفار: يكرر ويداوم على الإستغفار والندم ، يشعر نفسه الندم من الذنب الذي ارتكبه ، لماذا؟؟؟ لأن الانسان عندما يرتكب الذنب يدرك ان لذة المعصية انتهت ولم يبقى إلا أثر المعصية ، العقوبة فيذكر نفسه باستمرار ويستغفر باستمرار

     يقول الامام الصادق سلام الله عليه “كان رسول الله (ص) يتوب إلى الله ويستغر في كل يوم مائة مرة ، من غير ذنب’’ النبي (ص) لا يرتكب مخالفة ولكنه يتوب ويستغفر

    ’’وكان (ص) لايقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله عز وجل خمس وعشرين مرة,,حتى في جلوسه و جلساته العادية الخفيفة لا يقوم إلا أن يستغفر ، وآثار الاستغفار وبركة الإستغفار  مرت وذكرناها كثيرة وكثيرة على الإنسان من نزول الخيرات والبركات وما شاء الله ، كلها بسبب الإستغفار إذا داوم على الاستغفار بينه وبين ربه.

    5ـ الإستغفار أوقات السحر:

    ان يختار أيضاً أوقاتا للاستغفار أوقات السحر ” ومن الليل  فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا

    يختار هذه الاوقات ليرتقي عند الله ، ليرتفع مقامه وشأنه عند الله  ، ان يداوم الانسان عليها ويلتفت لنفسه ولا يغفل عن امور إرتكبها عن حقوق لم يؤدها ، يصلح جميع ما فسده بينه وبين الله ، بينه وبين الناس عليه ان يعمل ويلتفت لنفسه ويصلح نفسه.

    الموضوع الثاني :

    اشارات الى موضوع الوطن الذي نعيش فيه  ولازال الوضع متأزمنا  وأسال الله الفرج للمومنين ولشعب البحرين كافة بجميع اطيافه و ألوانه ولكن للأسف اننا نرى التأزيم المتعمد الذي ينال المجتمع بصورة عامة ولا يستثني أحدا والدعاوى انهم يريدون إصلاح وهنا نسمع كثير يقال محاكمات مثلاً بصور سرية وهل هي أكباش فداء أم هي لتحصين المنتهكين لحقوق الناس والمعتدين والظالمين للمجتمع ، ماذا نقول في هذا الأمر الذي نسمعه ، واضح من هذا الطرح الموجود او مايسمى بمحاكمات الآن أو تقديم بعض الشرطة او بعض العسكريين او بعض الضباط بصورة خفية هو من أجل إلتفاف ، خصوصا في وقته هذا مع وجود حركات منظمات حقوقية دولية في الخارج وفي الداخل لجنة تقصي الحقائق وتسمع هنا انه يوجد محاكمة وتوجد محاكم ، ثم بعد ذلك لماذا ؟

     أولا: المحاكمات بعيدة عن الإعلام ولم يذكر فيها اسم المتهمين الذين إرتكبو المخالفات الذين إرتكبو الانتهاكات الذين اعتدو على الشعب والمجتمع ، لمذا لم يعرضوا على الإعلام لماذا لم تذكر أسمائهم ماهي المفارقة بين هؤلاء الذين إرتكبو الجرائم في حق المجتمع وقتلوا واعتدوا وبين المشكوك فيهم في تقصير أو نقل خبر يعرضون في تلفزيون البحرين ويشهر بهم ، أين العدل وأين السعي للإصلاح و بالنسبة لهؤلاء القتلة لاتعرض اسماؤهم ولا يناقش فيهم علناً ولا يسلط الإعلام عليهم والمظلوم  في جهةٍ ثانية والمنتهك حقه بأقل شك في أنه نقل خبر او انه عمل شغب او مشاغبة او تجمهر غير مرخص واذا به في التلفزيون في بالجرائد بالصورة بالإسم ويتعرض هو وأهله ، أين العدل.

    هذه الأمور توحي وتكشف على انه يوجد هناك التفاف ولا توجد محاكمة ولا يوجد عدل ، من يقتل من مسافة قريبة وهو متخصص ، حمل واستخدام السلاح , يحمل السلاح ويوجه السلاح الى رأس رجل عجوز ويفجر رأسه بالكامل ثم يوجه له انه قتل بالخطأ ، إشتباه ! كيف يقبل هذا التفاوت وهذا التعمد في الإنتهاك لحقوق الانسان وكيف نقبل هذا ونقول أنه يوجد إصلاح ، الواقع انه ليس هناك إصلاح ،إنما هذا  إلتفاف ، إنما هذا من أجل حماية القاتل نفسه حماية من قتل وأين من أصدر الأوامر بالقتل ، واذا هو يُسكت عنه ، لماذا لا تسلط الاضواء عليه؟؟ لماذا لم يذكر إسمه؟؟ أين من تستر عليهم ، كلها أمور تحتاج لإجابة

    ماهو الموقف ممن كرمهم الذي كرمهم ، وذكر انهم أتموا مهمتهم بإنجاز صحيح ومن غير تعدي ، ان يحاسب ؟، لا ! أنه يأخذ المظلوم ويشهر به في كل مكان لأنه تجمهر وعمل وعمل وهو إرهابي ومن يقتل ومن يتعمد في القتل قال انه قتل بالخطئ ، إشتبه.

    هذه الإنتهاكات التي حدثث كلها تحت نظر ومرآى من الدولة والنظام ، تحت مرآى ونظر من المسؤلين ، تحت مرآى ونظر من جميع الاجهزة  ,والإعلام في كل يوم يكشف المزيد , لايمكن ان نقتنع أو نصدق انهم يقولون لانعلم ، وان هذه تصرفات شخصية ، تصرفات شخصية كلامكم مأخوذ خيره ، يوم أو يومين قتلوا وتابعوا واستمروا  ولازال مستمر في كل يوم وفي كل ليلة إعتداء وإنتهاك لحقوق الانسان ولا يعلمون ولايرون أين هي  الحكومة أين هذا التواطئ ، هذا كله يكشف أن جميع رموز النظام وجميع المسؤلين في النظام هم مسؤلون واقعا بل ومتورطون في القضية ولا يمكن التخلي او قول غير ذلك ، إلا ان نخدع أنفسنا ونقول لانعلم اونقول يوجد إختلاف أونقول كما قال بعضهم أن هناك أشخاص لا يسمعون للقانون ، هناك اشخاص لايلتزمون بالقانون

    كم هم؟؟؟

    الذي جاء بالجيوش من الخارج؟

    الذي ضرب من في الدوار؟

    الذي ضرب من في سترة؟

    الذي دخل جميع القرى؟

    من هو الذي تصرف تصرفاً شخصياً ؟

    الذي قتل من في السجون؟

    الذي فصل من الأعمال؟

     لازال الفصل مستمرا إلى يومنا هذا

     إلى أمس الى قبله كل يوم هناك فصل من الأعمال وإنتهاك الحقوق ، لذلك لايمكن ان نقتنع او نصدق او نقبل او يقبل هذا الشعب الواعي أن هناك تصرفات خارجة عن الارادة ، ارادة الدولة ، تصرفات شخصية ، وسوف يحاسب المرتكب ثم يقال له انت مخطأ باشتباه قتلت ، مشتبه ، قتلت عن خطأ ، فصلت عن خطأ ، تسجن اليوم أو تدفع دية ثم تأتي مكرمة ويخرج من السجن ، هذا الكلام كله غير مقبول ولكننا نقول ، نحن المجتمع يستمر في مطالبه ويصر على اموره ومطالبه ولا تراجع أبداً عن المطالب ، ولا تراجع عن المطالب هو الحسم ،الإستمرار في المطالب وعدم الخضوع وعدم التراجع وعدم الإختلاف مع بعضنا

    البعض هو الذي يحقق ..

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين