c admin – الصفحة 319 – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

الكاتب: admin

  • المساجد( 3 )

    المساجد( 3 )

    كلمة صلاة الظهر يوم السبت في مسجد أبي ذر المهدوم

    المساجد ( 3 ) 5/2/2012

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم 

    (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)

    أولا: شكر للمصلين وترحم لمن بنى وأسس هذا المسجد

    نشكر الإخوان القائمين على تعمير هذا المكان والصلاة فيه ونترحم أيضا على من قام بتأسيس هذا المسجد ومن قام بتجديده خصوصا ( الحاج خليفة رحمة الله عليه )

    ثانيا :الآية تبين :

    1-عدم شأنية المشركين في عمارة المسجد

     المشركون لا يستطيعون عمارة المسجد ؟

    لأن كل شون المسجد تحتاج إلى أن تكون قربة إلى الله تعالى في أصل إنشائه وفي كل الأعمال التي تعتبر من إعماره سواء كانت من الصلاة أو غيرها ، المشرك لا يمكن أن يكون محلا لعمارة المسجد .

    2- صفات مشترطة لمن يعمر المسجد

    قال تعالى:

    (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله)

    هذه الصفات المشترطة لمن يريد أن يعمرالمسجد ، أن يكون مؤمنا بالله ، ولكن لا يكفي أن يكون مؤمنا بالله وإنما يجب أن يكون مؤمنا بالآخرة ، مؤمنا برسول الله (ص) مؤمنا بأن كل ما جاء به النبي (ص) حق من عند الله وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع

     يؤمن بأن جميع أقوال النبي (ص) وأفعاله حجة ويجب أن تطاع إذا كان كذلك ويطبق جميع أقوال النبي فذلك هو الذي يعمر مساجد الله ،

    أما الشخص الذي لا يؤمن وإنما يقدم الظالم على الله وعلى رسوله ويستمع لأوامر الطغاة والظلمة ويقول لو أمرني أمير المؤمنين (يعني الخليفة أو الحاكم) أن أنقض الكعبة  حجرا حجرا لفعلت هذا لا يؤمن بالله وليس من عمار المساجد

    ثالثا:هجران المساجد من أهلها :

    قال الصادق (س) :(شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، فأوحى الله عز وجل إليها : وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، ولا نالتهم رحمتي ، ولا جاوروني في جنتي .)

    شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، جار المسجد ولكنه لا يشهد المسجد ، فأوحى الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة جار المسجد ولا يحضر المسجد ولا يشهدوا المسجد ، الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث يقول لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهرت لهم في الناس عدالة يعني يسقط إجتماعيا ليس له مكانة في المجتمع ، الذي لا يحضر ولا يشهد المسجد ، ولا نالتهم رحمتي يكونون بعيدين عن رحمة الله سبحانه وتعالى ، ولا جاوروني في جنتي ، من لا يشهد المسجد وهو جار المسجد لا يحصل على رحمة الله ولا يكون جارا لله في جنته .

    رابعا : أنواع من عمران المساجد:

    1- بناء المساجد ، وتنظيفها والمحافظة عليها .

    بناء المساجد ، وتنظيفها ، والمحافظة عليها ، هذه من عمارة المسجد

    أولا : تأسيس المسجد ، بناء المسجد ، الدفاع عن المسجد ، تنظيف المسجد ، هذه من عمارة المسجد

    إذا كان المسجد قائم عمارته بتنظيفه ، والمحافظة عليه، والبرامج فيه ، إذا هدم المسجد عمارته بالدفاع عنه ، وتشيده من جديد ، وإقامته من جديد .

    عن رسول الله (ص) في بناء المسجد قال:

    (من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى له الله بيتا في الجنة )

    الشخص الذي يؤسس مسجد ، يبني مسجدا ،

    النبي (ص) في هذا الحديث يقول ولو كان كمفحص قطاة يعني ولو بمقدار موضع بيض الطائر، كم عش الطائرفيه سعة ، موضع البيض ولو بهذا المقدار يشير إلى أقل شيئ ولو كان صغيرا بنى له الله بيتا في الجنة .

    ثانيا: من عمارة المسجد ، الصلاة في المسجد .

    عن رسول الله (ص) قال :(من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من  الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته ، ويستغفرون له حتى يبعث .)

    من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، من عمارة المسجد الصلاة فيه ، والصلاة جماعة هي أوضح شيئ أيضا .

    من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، يحصل سبعين ألف حسنة على كل خطوة

    كم خطوة حتى يصل إلى المسجد ؟

    ويرفع له من الدرجات مثل ذلك يعني أيضا سبعين ألف درجة يحصل

    وإن مات وهو على ذلك ، شخص من الذين يتراودون على المسجد ويذهب للمسجد دائما ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ، يزورونه في قبره ، مرة واحدة ؟ لا:

     ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث ، إلى يوم القيامة ، لأنه يمشي إلى المسجد ولأنه يريد الصلاة جماعة .

    وقال رسول الله (ص) : (ألا أدلكم على شيئ يكفر الله به الخطايا ، ويزيد في الحسنات ؟…قيل :

    بلى يا رسول الله !..قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى هذه  المساجد ، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة .)

    إسباغ الوضوء يعني الوضوء التام  , وعلى المكاره يعني مع الشدة كالوضوء في البرد أو الحر ,

    الذي ينتظر الصلاة يعني يشتاق إلى الصلاة يذهب للمساجد هذا شخص يكفر الله عنه خطاياه ويزيد في حسناته .

    وقال الصادق (ع):

    (عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتبه من زواره) صار من زوار الله سبحانه وتعالى

     لأنه يعود المساجد ، يزور المساجد .

    3- طلب العلم والتفقه في المساجد .

    من عمارة المساجد أيضا أن تكون فيها دروس تفقه في الدين ، قرآة القرآن ، تعليم القرآن ، أحكام الصلاة،

     قال النبي (ص):

    (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه ، فله أجر حاج تام الحجة )

    من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، حصل ثواب معتمر تام العمرة لأنه ذهب ، كم نسعى مثلا ونقول متى نوفق أن نذهب العمرة ، شخص فقط يذهب المسجد يقول مثلا في نفسه أستمع لكلمة ، أو أسأل الشيخ سؤال ، أو أتعلم شيئ في المسجد ، أو أعلم غيري ، أو أسأل سؤال للشيخ أثير السؤال للغير، فيحصل ثواب العمرة ومن راح إلى مسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة أيضا،

     تلك غدا وهذه راح الفرق يكون مثلا غدا في الصباح عادة ، أو راح في أوقات أخرى المهم أنه إذا تردد على المسجد حصل على هذا الثواب العظيم .

    خامسا : مسؤولية أهل القرية وبناء المساجد

    طبعا أذكر الإخوان الآن بمسؤلية بناء هذا المسجد مسؤلية تقع على المجتمع كافة ، علينا جميعا ، وإن كانت توجه لطلبة العلوم ، توجه أولا أيضا للمؤسسات المسؤولة عن المساجد

    المؤسسة المسؤولة عن المساجد في القرية يجب عليها أن تتحرك لبناء المسجد والمتابعة

    لا تبنى المساجد في المناطق الأخرى ونكون نحن متأخرين ،

    هل قدمنا التوثيق الكافي أو لا ؟

    للمجلس العلمائي ، للمؤسسات السياسية ، لكل مكان علينا أن نسعى ونسعى للمطالبة لبناء المسجد ونحمل الحكومة بناء هذا المسجد أيضا

    وأخيرا أختم بحديث عن النبي (ص)

    هذا الحديث أيضا نتذوق هذا الحديث والثواب الذي نحصل عليه ، يعني إذا شاركنا ولو كل شخص شارك بشيئ بسيط كم يحصل من الثواب

    الحديث يقول (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من السراج )

    شخص يشعل سراج ، يضع سراج في المسجد يجد إستغفار الملائكة له ، وحملة العرش يستغفرون له ما دام الضوء موجود ،

     أيضا نقول علينا جميعا أن نسعى وأن يكون لنا مساهمة في بناء هذا المسجد

    حتى يكون ما دام هذا المسجد قائم ، لنا من الثواب كما ترحمنا على من قام به ومن جدد له ، كم من الثواب ويبقى ثوابه مستمر وإستغفار الملائكة له مستمر نحن أيضا فلنساهم بذلك ونسأل الله أن يوفق الجميع للخير

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

  • مولد الإمام الحسين( ع )

    مولد الإمام الحسين( ع )

    مولد الإمام الحسين – مأتم كربابادي الغربي – 23/6/2012

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    مقدمة : نبارك للنبي (ص) وأمير المؤمنين ولفاطمة الزهراء والأئمة المعصومين ولبقية الله الأعظم الإمام القائم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بهذه المناسبة العظيمة ونبارك للأمة الإسلامية جمعاء لا سيما العلماء ومراجع الدين

    نقرأ أن الحسين وارث الأنبياء ،  الحسين وارث الأنبياء ،

    هذا الحديث وهذا المضمون يذكر في زيارة وارث أيضا .

    يرث الأنبياء في كل شيئ له قيمة ، له إمتياز  يرثهم فيه،  فالحسين (س) وارث الأنبياء مع إختلاف الأنبياء ودرجات الأنبياء ، والفضل المتفاوت بين الأنبياء ، الحسين (س) يرثهم جميعا في كل أمر عظيم يمتازون به.

    ونقرأ أنهم (القرآن الناطق) يعني الحقيقة الواقعية لمعاني القرآن التي هي أعلى من كل شيئ ، فالحسين (س) هو ممن يمثلها في هذا الوجود فهي أعظم حقيقة في هذا الوجود إذا هو أعظم موجود بشري على هذه الأرض.

    سيرة الأئمة (س) سيرة عظيمة تتسع لجميع جوانب ومرافق الحياة ، لا تبقى جهة في حياة البشر إلا وسيرة أهل البيت (س) أجمعين مستوعبة لتلك الجهة وتلك الجوانب ، جوانب الحياة بأكملها فهم قد عاشوا الحياة المختلفة والظروف المختلفة التي يتعرض لها الناس اليوم وفي كل وقت إلى قيام الساعة ، إضافة إلى ذلك من الجانب النظري فأهل البيت (س) أعطوا التعاليم الشاملة للحياة كاملة بحيث أننا كمدرسة أهل البيت (س) أجمعين لا نحتاج إلا إلى أحاديث أهل البيت ، لا نحتاج لى قياس ، لا نحتاج إلى إستحسان ولا نحتاج إلى مصالح مرسلة و لا غيرها

    نعتمد أقوال أهل البيت (س) لأن أهل البيت بتعاليمهم شملوا الحياة بأكملها ، فمن أراد أن يهتدي بهداهم ويقتدي بهم يستطيع أن يصل إلى الكمال كله ، ويكن من الكمّل إذا إقتدى بأهل البيت (س) و أراد أن يتخذ منهج أهل البيت (س)

    في هذه المناسبة نستفيد أمور كثيرة منها :

    أولا: الجانب الروحي

    ــ تطهير النفس والجانب الروحي ، التزكية الروحية عند الإنسان المؤمن ,  التركيز على هذا الجانب أمر مهم في حياة الإنسان , فلا يغفل ولا يقول أكتفي بمعرفة فكرية أو قرأت أو أصلي صلاة مستعجلة وهكذا

    يجب أن يركز على العلاقة بينه وبين الله ، العبادة يجب أن تكون مستمرة خصوصا في هذه المواسم التي هي مواسم العبادة ، يجب أن نركز عليها.

    فالإمام الحسين (س) الذي يركز على الإرتباط والإنقطاع إلى الله حتى عند سقوطه على الأرض يسجد لله شاكرا ويتفرغ للعبادة وقرآة القرآن في تلك الظروف القاسية ، فليس معذورا من يبتعد ويترك تصفية الباطن وتطهير الروح ، فليس لأحد العذر في أن يقول أكتفي بعبادة هشة ضعيفة ظاهرية جافة , ومن يكون كذلك فهو بعيد عن أهل البيت يجب أن يقتدي بهم ويعبد الله ، العبادة التي تزكي نفسه

    يجب أن يستفيد مما يطهّر الروح ويجلوا الصدى عنها ، من قرآة كتب الأخلاق والمعارف التي تطهّر الروح .

    العلماء الصالحون الذين إلتزموا بمنهج أهل البيت (س) لا تجد مرجعا من المراجع وله منزلة عظيمة إلا ويكون موضوع التزكية والعبادة والأخلاق أمرا أساسيا في منهجه وحياته

     حتى أن الشيخ الأنصاري وهو عالم عظيم من العلماء والمراجع الكبار الذي قال عنه السيد الخوئي يقول لم يسبقه ولم يلحقه أعلم منه لا قبله ولا بعده أعلم منه كما يقول السيد الخوئي

    هذا العالم بعظمته وهو يجلس للدرس وهو المرجع الأول للطائفة ، ويقول لتلامذته وأصحابه قوموا بنا نذهب لدرس فلان فقد صدأت قلوبنا ، ويذهب هو بنفسه ويحضر درس تلميذ بالنسبة له ويحضر.

     تركيز على تزكية النفس هذا أمر عظيم وأمر مهم

    ثانيا : الإخلاص في العمل

    أن يكون الإنسان مخلصا في عمله نستفيد من قضية أبطال كربلاء الإخلاص في العمل

    الحسين (س) في زمن الحسن ماذا كان ؟ كان ملتزما بالحسن (ع) وبقيادة الحسن ولا يهمه أن قال الناس عنه كذا أم قال عنه كذا

    كان الناس يقولون يا مذل المؤمنين ، يخاطبون الحسن ولكن لا يعير هذا التعبير إهتمام لأن الإنسان المخلص لا يهمه أن قال عنه الناس أنه رجل شجاع ، أنه رجل ثوري ، أم أنه رجل جبان ومنعكف على نفسه ومبتعد .

     الذي يريد وجه الله يريد الإخلاص ، يريد الإقتداء بأهل البيت (س) يبحث عما يرضي الله ، عمله لله سبحانه وتعالى ولا يهمه غير ذلك

    وكلما كان المؤمن واعيا لمستقبله في دار الخلود كان إخلاصه أكثر

     كما يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه

    (ما ثرنا لننتصر ) يقول لا يفرق عندي أن أنتصر أو أكون قائدا أو أكون في جبل وكهف من الكهوف  , إنما إنتفضنا لتكليفنا الشرعي فقط ، إذا كان الإنسان يعمل فقط من أجل أداء وظيفة شرعية فهو في الخير وإلى الخير ، وإذا لم يكن كذلك فهو الذي خسر الدنيا والآخرة

    الذي لا يريد الله ولا يجعل الإخلاص مقياسا له في عمله فهو الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا

    (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )

    الشخص الذي ليس مخلصا ، ليس قاصدا وجه الله في أعماله فهو يعمل ويعمل ويذهب عمله هباء منثور ، أما إن أراد الدنيا بالمعصية فهو في خسارة أكبر

    يقول الإمام الحسين (س) «مَن حاوَل أمراً بمعصية الله تعالى كانَ أفْوَتَ لما يَرجو وأسْرَعَ لمجي ما يحذَرُ»

    الشخص الذي يريد العافية ، يريد الراحة ، يريد السعادة ، ولكن بمعصية الله ، ليس بطريق الله ، ليس بالطريق الصحيح الشرعي فهو يخسر الدنيا ويخسر الآخرة معا

    ثالثا :البصيرة

    من الأمور التي يجب أن نستفيد منها البصيرة في كل شيئ ، هذا نستفيده من قضية أبطال كربلاء عندهم بصيرة في كل شيئ ومجتمع ليس عنده بصيرة ، مجتمع لم يكن بتلك البصيرة ، أما أصحاب كربلاء والذين كانوا في كربلاء بصيرة عالية وبلغوا الدرجات العالية بهذه البصيرة

    لأنهم يتحركون بوعي لا يروون الموت فناء ، لا يروون الموت خسارة ، وإنما يروون الموت إنطلاقا لهم ، فهم في طريق الصعود ، فهم في طريق العروج إلى الله سبحانه وتعالى ، أما المجتمع في ذلك الوقت لم يكن بوعي ، وأراد السلامة لم يكن بذلك الوعي،  مجتمع لم يكن عنده وعي كافي ، يريد الراحة

     عندما خوفه عبيد الله إبن زياد أراد الدعه وإبتعد ففرقه عبيد الله إبن زياد ،

    إذا المجتمع لم يكن بذلك الإدراك وذلك الوعي يأتي الظالم

    أول شيئ يعمد له تفريق المجتمع ، فرق المجتمع وجعل منه أداة لقتل المجتمع كما كان الحجاج ،

    يدخل الحجاج إلى المسجد لوحده والجميع معارض ، والجميع مخالف ، هو يأتي ويصعد المنبر متلثم ثم يضع العمامة( متى أضع العمامة تعرفوني ) ويشّكل منهم جنودا لقتلهم

     السبب ماذا ؟

    عدم البصيرة وعدم الوعي ، يقول السيد الخامنئي في هذه الحادثة يقول لو قام شخص رجل أو رجلان قاما له إلى منبره أخذاه  وإنتهى الأمر ، ولكن عدم الوعي ، لو كان في الكوفة وعيّ كافي لم يتمكن عبيد الله ابن زياد ولكن عدم الوعي ماذا أدى

    فالوعي أمر مهم يجب أن يكون الإنسان واعيا عارفا , العارف بزمانه لا تلتبس عليه الفتن أو اللوابس

    الشخص الذي يعرف وضعه ويعرف زمانه يضع نفسه في الموضع السليم

    رابعا : الشجاعة

    الأمر الآخر الشجاعة أن يكون شجاعا في ذات الله من أجل الله سبحانه وتعالى وليس جبان وإذا

    لم يكن عنده شجاعة ، يشجع نفسه ويعود نفسه على الشجاعة ليتخذ المواقف المناسبة

    فإذا لم يكن عنده فالخسارة الكبيرة وفي قضية كربلاء الكوفة واضحة ،

    كان شريح القاضي في الكوفة ، شريح القاضي محسوب من محبي أهل البيت ، عندما كان في الكوفة  وأخذوا هاني ومسلم إلى القصر وجاءت قبيلة هاني إلى طرف القصر

    خرج شريح يريد أن يخبرهم أن هاني ضّرب في القصر ، يقول خرجت إليهم نظر إلى جانبه وجد جاسوس, يقول لم أجرء ، يقول السيد القائد هذه الكلمة (لم أجرء ) غيرت التاريخ ، لو أنه تجرأ وقال كلمة لقلب الأمر ولكن هذه الكلمة في الموضع المناسب لم يأتي بها ، فالإنسان الذي يقتدي بأهل البيت (س) يجب أن يجعل من نفسه شجاع في الموقف المناسب ، عندما يراد منه موقف يقف ، عندما يراد منه أن يقف موقفا بقوة يقف ذلك الموقف وإلا فيكون وبالا على نفسه ووبالا على المجتمع ، هذا أمر مهم.

     ثم بعد ذلك ربما يقول هي كلمة وأنسحب لم يتخذ خصوصا الذي يجعل نفسه في مواضع حساسة ومهمة يكون مسؤولا عن كلامه ، إذا لم يتخذ موقف فيخطأ الخطأ ،

    خطأ يتلوه خطأ ، تنازل يتلوه تنازل ، هذه الحياة طبيعتها هكذا

    طبيعة الإنسان إذا إرتكب الخطأ يأتي خطأ بعده ، شريح القاضي خطأ أنه لم يبلّغ قبيلة هاني أن هاني بالقصر قد ضرّب هذا خطأ أوصله إلى أن يقول

    (الحسين خرج على دين جده يقتل بسيف جده)

    وهو الذي خرج ليدافع ويّخبر القوم ليدافعوا عن الحسين ، النتيجة وإذا هو يتنازل ويخطأ خطأ ثم يرتكب خطأ ثم خطأ ويصل إلى الخطأ الكبير

    خامسا : الظالم لا يتورّع  عن إرتكاب أي جريمة

    الذي يصل به الأمر أن يقتل الحسين فهو ظالم وظلمه وطغيانه يوصله أن يقتل إبن بنت رسول الله وهو أمر عظيم

     لذلك نقول إذا رأيت ظالما فهو مبتعد عن الله ، وما دام بعيدا عن الله فتوقع منه جميع الجرائم

      الظالم يسعى دائما لمحو الصلاح

     يحاربك في ثقافتك لا يقبل أن تبقى لك ثقافتك ، يحاول ترويج الفساد .

     ويجب علينا أن نكون بقدر المسؤولية في مواجهة جميع ما يطرح من فساد وتضليل في المجتمع

    2ـ يجب أن يكون للمجتمع فعل وليس رد فعل فقط

     كثير من الناس في المجتمع تكون لهم ردود فعل ودفاع , وهو أمر جيد في نفسه ولكن يجب أن تكون هناك مبادرة أيضا لأن ردود الفعل تعني تكون في يد الظالم يوجهك كيف يشاء ، مرة يطرح الأحوال الشخصية تدافع عنها ، مرة تغيير المناهج فتدافع عنها ، مرة يطرح كذا في الإعلام وتبقى تدور معه ، هو الذي يوجهك كيف يشاء ،

    فيجب أن يكون المجتمع أيضا والصالحون في المجتمع عندهم عمل وخطط هم يعملون ومبادرات يعملونها

    سادسا : الإلتزام بالقيادة

    الإلتزام بالقيادة مما يستفاد ويجب أن يستفاد الإلتزام بالقيادة  ، وقلنا أن المصيبة التي وقعت على أهل البيت (س) وخصوصا وأوضحها في كربلاء عدم الإلتزام بالقيادة هذه المصيبة العظيمة ، إذن الإلتزام بالقيادة أمر مهم

    القيادة الصالحة هي التي تقود الإنسان للخير نقول :

    1ـ معرفة القائد

     معرفة القائد الذي يهدي إلى الخير إلى الحق هي أكبر النعم

    عندما يقول القرآن (ولتسئلن يوم إذن عن النعيم ) يقولون هي ولاية أمير المؤمنين (س)

    لماذا؟ لأن أكبر النعم أن تكون مع قائد يأخذك للجنة للخير للصلاح هذه أكبر النعم

    2ـ في الغيبة لماذا نختار قيادة غير معصومة ؟

    يتسأل البعض هذا التسأل دائما  نستدل على المعصومين بالقيادة بأنهم يقودوننا للجنة وللخير

    في زمن غير المعصوم لماذا ؟ نختار غير المعصوم

    الجواب :

    1ـ ضرورة الإدارة

    ضرورة الإدراة في كل شيئ هذا أمر فطري أن يكون في المجتمع إدارة أمر فطري

    في البيت أن يكون له قيادة ، في السفر قيادة ، في كل جهة ، في العمل ، قيادة أمر فطري لا يمكن أن ينكره إنسان

    2ـ لتحقيق الخير الغالب ؟

    لأنه وإن كان قد يخطأ ويصدر منه الخطأ ولكنه بصورة عامة بحكمته بدينه بمعرفته يحفظ الخير الغالب ، لذلك نختار القيادة التي من خلالها يتحقق الخير الغالب للناس وإن وقع خطأ هنا أو هناك

    3ـ ما هي أوصاف القائد ؟

     1ـ الكفاءة والحكمة والتعقل بإختصار الكفاءة والحكمة والتعقل ، القائد هو الذي يكون حكيما ومتعقل متأني , عنده كفأة وليس الذي يتكلم بثورية فقط , قد يتطلب من القائد في وقت ما أن يكون في كلامه حماسيا وثوريا وقد يتطلب منه في وقت آخر وفي وضع مختلف موقفا هادئا ، المهم أن تكون عنده الكفاءة والحكمة والتعقل

    2 ـ الخبرة والتجارب التاريخية الناجحة عندما نقول فلان قائد ننظر إلى تاريخه كم مر عليه  من تجارب وكم  كان فيها النجاح ؟ هل فيها فشل أم نجاح ؟ تأخذ بعين الإعتبار في أن تعتبر فلان قائد أو لا .

    3ـ الدين والأمانة

    الدين والأمانة : شخص متدين وأمين لأنه إن لم يكن متدينا وأمينا فتوقع في أي وقت يترك المجتمع ويمشي أما إذا كانت عنده أمانة وكان عنده دين وكان يخاف من الله سبحانه وتعالى فأنت معه في إطمئنان

    4ـ التأييد الشرعي

     إذا كان مؤيد من العلماء فيكون مؤهل أن يكون قائدا

    4ـ ضرورة الإلتزام بالقيادة

    ضرورة الإلتزام بالقيادة أصبح أمرا واضحا أنه من غير الإلتزام بالقيادة , إذا كان كل شخص يتحدث بما يراه نقول المجتمع هكذا يتصور في بعض الأحيان ، في بعض الأحيان المجتمع يريد أن يكون هو القائد والقائد مقاد ــ وهكذا يكون المجتمع في كثير من الأحيان ــ يعني إذا كان خطاب القائد متناسب مع الناس يصفقون له ويشجعون وإذا كان خطابه يختلف معهم فيقولون يا مذل المؤمنين ويتركونه وهذا ليس صحيح وهذا يسبب النكسه على المجتمع بأكمله فأهمية الإلتزام بالقيادة أمر مفروغ عنه وهو أمر بديهي وضروري

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • مولد الإمام علي (ع)

    مولد الإمام علي (ع)

    (مولد الإمام علي)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    ــ تبريك

    التهاني والتبريكات إلى الرسول الأعظم وإلى فاطمة الزهراء والآئمة المعصومين لا سيما بقية الله في الأرض الإمام صاحب العصر والزمان .

    أتحدث حول امير المؤمنين سلام الله عليه في نقطتين

    الأولى : إرادة علي(ع) هي إرادة الله

    بماذا نثبت صحة هذا القول؟

    الجواب:

    قال رسول الله (ص)

    (من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع عليا فقد أطاعني ,ومن عصى عليا فقد عصاني )

    هذا الحديث يكشف التلازم بين طاعة رسول الله و طاعة الله , ويكشف التلازم بين طاعة علي (ع) وطاعة رسول الله (ص) (ولازم اللازم لازم )

    يعني طاعة علي تكون هي طاعة لله كما هي طاعة لرسول الله , وهذا يعني أنه لا يأمر ولا يطلب شيئا إلا أن يكون لرضى الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي يصححها الموافقون والمخالفون

    الثانية :علي(ع) هو المثل الأعلى في كل شيء

    الإقتداء بعلي (ع) في كل شيئ , فهوالقدوة والمثل الأعلى , لماذا ؟

    الجواب:

    لإلتزامه بكامل ما جاء به الإسلام في جميع الجوانب:

    جميع الجوانب الإسلامية التي وردت في القرآن عن رسول الله (ص) أفضل تطبيق لها وأفضل مبيّين لها هو علي (ع) ، فهو التطبيق العملي للإسلام حقيقة ويتبين ذلك في جوانب كثيرة منها:

    الأول: عدم المسايرة على حساب الطاعة لله تعالى

    علي (ع) لا يساير أحدا على حساب طاعة الله ، ليس مستعد أن يجامل أحدا ليصل إلى منصب ، ليحصل على مصلحة وإنما الهدف عنده هو رضا الله سبحانه وتعالى ،

    فقد قال عندما إجتمع الناس حوله وطلبوا مبايعته قال : (دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت و اعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم )

    أمير المؤمنين (س) يبيّن نهجه في هذا الحديث ، أنه يسير مع الحق ، لا يعتني بأحد إن كان في إعتنائه مخالفة لإرادة الله , مخالفة لحكم الله سبحانه وتعالى

    يفهم من هذا الحديث:

    أـ أنه لم يكن يرفض الخلافة

    يقبل الخلافة , وليس رافضا للخلافة كما يقول البعض أنه رافض للخلافة ولكنه يبين أن قبوله للخلافة ليس من أجل الخلافة ، هذا الحديث لا يبيّن أن علي (ع) يرفض الخلافة وأن يكون خليفة ، وإنما يبين أن خلافته يجب أن تكون في طريق الله ، فيذكر الأمور ويضع النقاط على الحروف بوضوح

    ب ـ الإصرار على العمل بما يقتضيه الدين

    من هذا الحديث يتبين أنه يعمل بما يقتضيه الدين فقط

    ج ـ إلقاء الحجة على الناس لعدم الإصغاء

    بعد ذلك لا يقولون بايعناك والآن تركتنا ولم تسمع كلامنا ، فهو يقول ما أعرفه هو القرآن وسنة النبي (ص) فقط

    د ـ التنبؤ بوقوع الفتن الكبيرة والشبهات

    أمير المؤمنين يخبرهم سوف تأتي فتن وأنا أعمل بكتاب الله وسنة النبي(ص)

    هـ ـ عدم مسايرة أهواء الفاسدين

    هناك من يريد أن يعمل على سيرة من سبق ولكن أمير المؤمنين يقول أعمل بكتاب الله ، فهو لا يساير أحد حتى لو لزم من ذلك أن لا يكون خليفة وهو أحق بالخلافة , ولكن الخلافة عنده أن يطبق حكم الله

    الثاني: علي (ع) هو الخليفة العادل

    1ـ هو الخليفة الذي لا يستغني أحد عن ذكر اسمه متى ما وصف العدالة

    العالم كله إذا أراد أن يتحدث عن العدالة الحقيقية وكان المتحدث منصفا تجده يأتي بذكر علي .

    في تقرير للأمم المتحدة ذكروا أن أفضل حكومة أقيمت على وجه الأرض هي حكومة علي إبن أبي طالب (ع) وأوصوا الحكام بتطبيق نهج علي خصوصا في عهد مالك الأشتر ، هذا يدل على العدالة المطلقة التي لم يتصف أحد بها

    2ـ علي(ع) مع الناس

    الناس عنده سواسية ,الذي يقتدي يجب أن يكون كذلك

    نحن نذكر علي إبن أبي طالب ونذكر منهج علي (ع) ليكون قدوة لنا قبل غيرنا الناس سواسية

    ( إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

    3ـ مع نفسه ومع الفقراء وهو الخليفة

    يقول :(وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ، إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ. وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي, إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ اليمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْص، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيِتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:

    وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة ,, وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِـدِّ ,

    أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: [هذَا] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكَهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ , الْعَيْش! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ، هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا ، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا ، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا)

    هذا أمير المؤمنين (س) يذكر لنا أن يكون الإنسان واعيا في كل شيئ ، مع نفسه ، مع غيره ، لا يغفل عن شيئ

    الثالث : علي (ع) هو الزاهد المتعفف

    حتى عن الحلال في هذه الدنيا يقول سلام الله علي : (ما لعلي ونعيم يفنى )

    علي (ع) لا يقبل بالنعيم الزائل

    1ـ النعيم الذي ينتهي لا حاجة لعلي فيه

    علي (ع) لا يقبل بأمر يزول وينتهي ، ومن يتخذ نهج علي يجب أن تكون عينه على الآخرة كذلك

    2ـ الخليفة وكل المقدرات في يده

    يجلس ويوزعها علي (ع) فيبيت ولا يبقى شيئ عنده

    وهو يقول (يا صَفراءُ! وَيا بيضاءُ! غُرِّي غَيْري)

    لا يقبل بالدنيا حريص على تطبيق الحق وإسعاف المحتاجين والوقوف معهم

    3ـ بيته كبيوت الفقراء وينام على التراب

    الخلفاء والملوك يعيشون وآلاف الجواري والخدم تحت أيديهم , وبيوتهم مرصعة بالجواهر والياقوت والمرجان , أما علي (ع) فيبيت كالفقراء ينام على التراب وهو قادر أن ينام على الحرير.

    الرابع: العلاقة بالله تعالى

    علي (ع) يجعل محوره كل شيئ الإرتباط بالله سبحانه وتعالى

    يقول (ما وجدت شيئا إلا وجدت الله قبله وفيه وبعده)

    يرى كل شيئ بنظرته لله سبحانه وتعالى

    ـ يبيت على فراش النبي وكله سكينه لأنه ناظر لله

    ــ يخوض المعارك وهو مبتسم مستبشر لأنه ينظر لله

    ــ وفي محرابه عابد يبكي

    وعندما يسأل الآئمة (س) عن عبادتهم يقولون ( أين نحن من عبادة علي(ع)

    الخامس : عدم الرضى بالظلم حتى لغير المسلمين

    لا يقبل بأن يظلم أحد ، بل يعبّر بتعبير عجيب عندما يقول (ع) : (..وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالأُخْرَى الْمُعَاهَدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدِهَا وَرُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ (تمنع) مِنْهُ إِلاَّ بِالاِسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ. ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ (موفورين) مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ; فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هـذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً)

    يقول أمير المؤمنين إذا تعرضت ذمية وليست المسلمة فقط إلى سلب خلخالها أو حجلها ،تعرضت لشيئ من ذلك وشخصا مات أسفا بسماع هذا الحدث فمن حقه أن يموت ، جديرا به أن يموت ، يعني يعطينا صورة أن نعيش حالة إنسانية ونتفاعل مع أي مظلوم في العالم ولا نقبل بظلم أحد أبدا

    السادس :الإلتزام بالعهود حتى مع المنافقين

    عندما وقعت حرب صفين وهي معروفة وهي حرب مع المنافقين , والمنافقون مشكلة كبيرة ولكن عندما يحدث الصلح أمير المؤمنين (س) يلتزم بالصلح ولا ينقضه وهذا يعطينا أيضا أن نكون صادقين في كل شيئ ، في عهودنا ، في معاملتنا ، مع أي إنسان إذا أعطيت كلمة تكون ملتزما بهذه الكلمة

    السابع : عدم القبول حتى بظلم الظالمين

    نحن نتعرض لظلم في هذه الدنيا في بلدنا وغيرها ، ولكن لو كنت قويا أو تسلطت أو وصلت إلى منصب هل يجوز لك أن تظلم ؟

    هل يجوز لك أن تقول كان هو ظالم لي كان يظلمني ؟

    هل تقول لقد ظلمني عندما كان هو المسيطر ؟

    الجواب:

    أمير المؤمنين يقول (س) الظلم حرام لا يكون أبدا ، قال أمير المؤمنين (س) عندما سيطر معاوية وجنوده , سبقوا إلى النهر , إلى الماء وسيطروا على الماء ومنعوا جيش أمير المؤمنين من الوصول إلى الماء ، أميرالمؤمنين (ع) يحفز أصحابه ويقول

    (قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتَالَ ، فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ، أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ، فَالمَوْتُ في حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ).

    فيتحرك الجمع , جيش علي (ع) ويسيطروا على الماء وينهزم معاوية وجنوده ثم يأتون لشرب الماء , وكانوا قد منعوا أصحاب علي من ورود المشرعة لشرب الماء , علي (ع) وقد أمسك بزمام الأمور ، وجاء القوم يستسقون قال أمير المؤمنين أفرجوا لهم إسمحوا لهم أن يشربوا الماء ، تعجب أصحاب علي (ع) قالوا له لقد منعونا ، كدنا أن نموت من العطش ، قال الماء مباح للجميع .

    فلا يقبل بظلمهم ولا يحاربهم في أرزاقهم ، هذا أمير المؤمنين (س)

    الثامن : المرونة والإنصاف حتى مع العدو

    حتى مع العدوا الظالم المرونة والإنصاف

    1ـ الخواج يخرجون على الخليفة (الإمام)

    الإمام إمام الزمان والخليفة بالإجماع ويخرجون عليه ، هل يحاربهم ويقتلهم ؟

    تجد الجواب لا ، الإمام يبقيهم ولا يحاربهم بحجة الخروج أو عدم القبول بإمامة الإمام أو ببيعته لم يحاربهم في ذلك

    2ـ يكفرون الإمام (ع) وكل من يخالفهم

    كفروا أمير المؤمنين (س) ولم يحاربهم ولم يقاتلهم

    3ـ يتطاولون على الإمام وهو على المنبر وفي الصلاة

    الإمام على المنبر ويقول قائلهم كافر ما أفقهه ، يخاطب أمير المؤمنين في وجهه ، أمير المؤمنين يصلي ويقول له إقرأ (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ )) يخاطب أمير المؤمنين بأنه مشرك ولكن أمير المؤمنين مع كل ذلك لا يطرده من المسجد ، وإذا قام وتكلم إليه احد أجلسه ، يجعلهم في أمان ولا يحاربهم ولا يأذيهم مع أنهم يأذونه

    4ـ يحللون دم الإمام (ع) الخليفة.

    أحلوا دمه ومع ذلك لا إقتصاص قبل الجناية ، لم يقتلوني فلا يتعرض لهم أحد هذا هو الإمام الحق والذي يريد أن يقتدي يكون كذلك , وغيره باطل أن كنا نقتدي بالظالمين بأفعالهم فنخن مثلهم ، أما إن كنا نقتدي بعلي (ع) نكون ثابتين حتى لو تحرش بنا أحد أو إعتدى علينا فلا نعتدي

    5ـ يشرعون في الإعتداء على المسلمين.

    هنا يقف أمير المؤمنين لهم ، طبعا هذا فكرهم ، كانوا يعتدون على المسلمين وقتلوا من الصحابة وبقروا بطون النساء الحوامل , هنا أمير المؤمنين وقف لهم ، تصوروا كم كانوا يحملون من الجفاف ومن الصلافة والفكر الضيق أن كل من يخالفهم يقتل ، حتى كان في زمن أحد آئمة المذاهب وهو واصل بن عطاء إمام المذهب المعتزلي وكان يسير في الطريق ووقفوا له في الطريق ، أوقفوه ، من أنت وما هو دينك و هو إمام ومعه حاشية قال أنا كافر ، مشرك ، ولكني سمعت آية تقول(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)

    قالوا صحيح إسمع كلام الله أسمعوه كلام الله ثم قالوا له تفضل ، إنصرف .

    أصحابه يسألونه لماذا أنت العالم وأنت إمام المذهب لماذا لم تقول أنك إمام المذهب ، قال لو قلت أني مسلم لقتلوني ، يستجير بالكفر حتى لا يقتل ، بدعوى الكفر لماذا ؟

    لأنهم لا يفقهون , وأمير المؤمنين (س) ما وقف لهم إلا بعد ان إعتدوا ومارسوا القتل في المسلمين .

     الإقتداء بعلي (ع) يجب أن نكون في جميع الجوانب في تعاملنا كأفراد ، في تعاملنا مع الله سبحانه وتعالى ،في عبادتنا ، في تعاملنا مع أعدائنا ، مع من نختلف معهم ، بل في الحياة بأكملها منهجنا يجب أن يكون علي (س) وإلا فنحن مع غير علي(ع)

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الإبتلاء (1)

    الإبتلاء (1)

    محاضرة في مسجد أبي ذر المهدوم – 18/2/2012

    (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))

    الإبتلاء (1) 

    محاضرة في مسجد أبي ذر المهدوم

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .

    رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))

    آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

    طبعاً حديثنا هو فقط تعليق فلا استعداد للحديث هذا اليوم

    ولكن في دقائق نقول الإبتلاء أمر طبيعي بالنسبة لكل إنسان في هذه الدنيا ، الدنيا هي دار اختبار , ودار امتحان , ودار ممر.

    كما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه ( الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر ،فخذوا من ممركم إلى مقركم ) الذي يعلم أن الدنيا هي دار اختبار يجب عليه أن يجعل جميع أفعاله ناظراً لهذه الأفعال على أنها موصلة للآخرة ، محققة للهدف الذي خلق له ، وليس أن يحقق فقط هذه الدنيا ، ولا يمكن أن يعيش الإنسان في هذه الدنيا حياته من غير اختبار ومن غير ابتلاء ، كما في الآية التي افتتحنا بها الكلام .

    الله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون الإنسان ويخلق في هذه الدنيا من غير أن يمر بالإمتحان و الإختبار ، الإمتحان في الدنيا له فوائد كثيرة ، من ضمنها :

    1- أنها تكشف صلاح الإنسان من عدمه ، تكشف معدن الإنسان هل أنه صالح أو ليس بصالح ، من غير هذا الإختبار لا تكون هناك حجة لإدخال أحد للجنة وإدخال آخر للنار ، من ينكشف أنه صالح يدخل للجنة ، ومن يكن غير صالح فهو للنار ، فلابد أن يكشف هذا الأمر بالإبتلاء والإختبار ، فهذه مزرعة للآخرة ، الدنيا مزرعة للآخرة ، يمر بها الإنسان ويختبر فينكشف معدنه ، الأمر الآخر ، من فوائد الإمتحان و الإختبار أو الإبتلاء بصورة عامة هو:

    2- أنه يصلح الإنسان ، الإنسان الضعيف الذي يعيش الضعف إذا تعرض للإبتلاءات ، يقوى معدنه ، ويتحمل المشاكل ، القضايا ، القضايا التي تمر عليه تصقله ، وتجعله إنسان قوياً ، لذلك من يعيش في أجواء فيها من الصعوبة ، يكون بقدرها ، والذي يعيش في مكان مرفه يكون بحسبه ، فالإبتلاء نفسه يجعل الإنسان قوياً كلما كان في شدة كلما كان أقوى ، هذه من فوائد الإختبار والإمتحان.

    3- ومن فوائد الإبتلاء أن الانسان الذي يتعرض للإبتلاء في هذه الدنيا ،ويرى في هذه الدنيا المنغصات فإنه ينظر للآخرة .

    بطبيعة الإنسان إذا وجد حياته فيها صعوبة فيقول انا لست لهذه الحياة ، أنظر لعالم آخر ، ذلك العالم هو الأفضل الذي يجب أن أسعى له وأصل إليه ، وآخذ منه أفضل الأماكن وأعلى الدرجات ، أما إذا كان يرى الدنيا فيها من النعومة والراحة والرفاهية ما تهواه نفسه ، فيتمسك بها أكثر ، في كثير من الأحيان يكون الإبتلاء في هذه الدنيا كما تشير اليه آيات كثيرة ، أنه من أجل أن يرجع الإنسان لله ، تجعل الإنسان يعود الى الله ولتفت إلى نفسه ويفكر في آخرته ، إنه لم يخلق لهذه الدنيا .

    يذكرون مثال يقولون: لو أن شخص مثلاً سافر لبلد ، واول ما نزل في تلك البلد أصابه مرض أو عنده أولاد مثلاً أصاب ولد من أولاده مرض ، وأنشغل بهذا الولد او بنفسه بين المستشفى ذاهب وراجع إلى أن قضى سفره .

    أما إذا سافر إلى بلد ووجد فيها الراحة والرفاهية والرخاء وكل الأمور متيسرة يشتاق إليها ، بل قد يحب أن يبقى فيها ويخلد فيها .

    كذلك الدنيا ، الإختبار والإبتلاء في الدنيا يجعل الإنسان يفكر أنه ليس لهذه الدنيا ، هناك عالم آخر يجب أن يسعى له وهو أفضل من هذه الدنيا .

    4ـ الإبتلاء أيضا يكون عقوبة للإنسان في بعض الأحيان ، ربما يكون التقصير في المجتمع فيكون هناك اختبار وابتلاء واختبار للمجتمع .

    5ـ وربما يكون لرفعة الدرجات .

    عناوين باختصار ، أن الإنسان معرض للإختبار .

    6ـ وفي حالة يكون تطهيرا للإمؤمن من بعض الامور والذنوب ، ففوائد للاختبار كثيرة.

    إبتلاء شعب البحرين

    طبعاً عندما نتحدث عن واقع في البحرين ، الشعب يوالي أهل البيت سلام الله عليهم ، ذنبه بالنسبة للكثير وبالنسبة للحكام ذنبه أنه مرتبط بأهل البيت ، فيتعرض للإختبار ، و يتعرض للإبتلاء ، و يتعرض للإعتداء ، تعرض شعب البحرين من زمن المروانيين للإبتلاء الكثير ، وصبر ، تعرض بحيث ان المروانيين جاءوا للبحرين وحاولوا أن يتركوا نبعا للماء ، آبار الماء ، لم يتركوها للناس يشربوا منها الماء ، تعرض شعب البحرين للإختبار و الإبتلاء الكثير ، وهُجر من شعب البحرين أعداد أشبه بالخيالية ، لو نظرنا لتاريخ البحرين أو قرأنا عدد سكان البحرين سابقاً ، تجد أن العدد كان كبيراً بمستوى خيالي . كما ينقلون والآثار تدل على صدقه ، يقولون : أنه من عسكر إلى الدراز ، البيوت مع بعضها البعض متلاصقة ، الآن إذا رجعنا ونظرنا للآثار ، التنقيبات والآثار الموجودة ، نجد آثار بيوت موجودة في جميع مناطق البحرين ، في جميع مناطق البحرين ، المناطق الفارغة ، مما يدل ان شعب البحرين كان عدده كبير ، لكنه تعرض للظلم والإعتداء ، والإعتداءات المستمرة ، حتى وصل إلى هذا العدد ، لكن نقول ما هو الحل ؟

    شعب البحرين الثابت صبر ، وحقق وطرد من اراد اذلاله ، ولم يرضخ ولم يكن ذليلاً ابداً ، الان ايضاً نحن كذلك ، نعرض لهذا الظلم الشديد والهجمة الشرسة ، من جميع حكام العرب ، بل من جميع العالم بصورة عامة ، على هذا الشعب وهم يعلمون بانه مظلوم ومضطهد ، وحقوقه مغتصبة ، و مع ذلك يتعرض لما يتعرض له ، ماهي الوظيفة ؟

    الوظيفة هي أولاً : التوكل على الله ، الصبر و التوكل على الله ، أن يكون الإنسان مرتبطاً بالله سبحانه تعالى ،( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، أن يغير الإنسان ما بنفسه ويجعل ارتباطه بالله ، هذا أول شيء ، كيف يكون ؟

    إذا ارتبط بالله لا يعمل من أجل شيء زائل ، وإنما يقول أعمل لله ، يعني بعبارة الإمام الراحل يقول رضوان الله عليه : ما انتفضنا لننتصر ، انتفضنا لتكليفنا الشرعي ، يتحرك لأداء الواجب الشرعي ، يتحرك لأداء الواجب الشرعي ، يقول أريد رضى الله سبحانه وتعالى في حركتي ، فإذا كان كذلك أصلح نفسه .

    أختم بحديث ، الحديث يقول : (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه ) الذي يعمل للدين يكفيه الله الدنيا ، الذي يخلص لله سبحانه وتعالى الله يتكفل به ، فعلينا أن نعمل لله سبحانه وتعالى ، ونصلح أنفسنا ونصلح سريرتنا ( ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله مابينه و بين العباد ) تصلح أموره كلها إذا كان مرتبطاً بالله وأصلح ما بينه وبين الله ، ويحقق ما يريد ، علينا أن نكون كذلك ، وأن نرابط في مطالبنا أيضاً ، وفي ساحات المطالب ، ولا نتنازل أبداً ، والنصر حليفنا .

    والحمد لله رب العالمين ، وصل الله على محمد و آله الطاهرين .

  • المساجد ( 1 )

    المساجد ( 1 )

    صلاة ظهر السبت في مسجد أبي ذر الغفاري كرباباد

    3/3/2012

    عوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ، من الآن الى قيام يوم الدين.

    رب اشرح لي صدري و يسر لي امري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ،

    بسم الله الرحمن الرحيمن

    كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ “

    صدق الله العلي العظيم

    نحن نصلي في هذا المكان ، في هذا المسجد المهدوم ، عدواناً و ظلماً ، صلاتنا فيه هي من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، لأننا نرفض أن يعتدى على بيوت الله ، وندافع عن بيوت الله سبحانه وتعالى ، ولا نقبل بالتعدي عليها بأي حال من الأحوال ، لذلك سوف نواصل الصلاة فيه إن شاء الله ، والمطالبة أيضاً ببنائه وإعاده تشييده ، ونحمل الحكومة هذا التعدي السافر الظالم ، على هذه المساجد ، بيوت الله في البحرين ، ونبين للعالم كله ، أننا تعرضنا ونتعرض لتمييز طائفي بغيض ، واعتداء منظم من قبل النظام في البحرين ، بحيث أنه يهدم المساجد ويعتدي على الأعراض ، ويهدم دور العبادة ويعتدي عليها ، و أوضح دليل أننا اليوم نصلي في هذا العراء ، في هذا المسجد ، محل مسجد بني ربما من مئات السنين ، وقبل أن يوجد النظام في البحرين ، ولكن لأن الحكومة في هذا البلد ، أمعنت في ظلم هذا الشعب و في الإعتداء على مقدساته ، وهدم مساجده ، لأجل إثارة الطائفية البغيضة ، والتحريض الطائفي ، وإثارة الفتنة في ذلك ، ونحن نعلم و العالم كله يعلم ، أن شعب البحرين لا يقبل الإثارات الطائفية ، ولا ينجر وراء الفتن الطائفية ، مهما سوقت لها الحكومة ، و مهما أمعنت في ذلك ، فكل اعتداء نواجهه بالصبر وبالإلتزام بتعاليم الإسلام ، الذي يأمرنا أن نتحلى بالصبر وأن نحافظ على وحدتنا ، ونرفض أي اعتداء من أي أحد .

    إضافة إلى ذلك نقول أيضاً ، نحن خرجنا من أجل المطالب العادلة والمشروعة لهذا الشعب ، وتصوروا واهمين أنهم بتجاوزاتهم ، واعتداءاتهم ، وهدمهم للمساجد التي نصلي فيها ، واعتداءهم على بيوتنا ، وأعراضنا ، أنهم يوقفوننا عن مطالبنا ، ونقول أبداً لن يكون ذلك ، نحن ماضون في طريقنا وفي مطالبنا ، ولا نتنازل أبداً ، ولو تنازلنا لأذلونا ، ولمحوا وجودنا ، لا يقبلون لنا بوجود بعد ذلك ، فنحن صابرون ، و صامدون ، وثابتون في طريق مطالبنا.

    و الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد و آله الطاهرين .

  • المساجد (2)

    المساجد (2)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)

    أولا: شكر للمصلين وترحم لمن بنى وأسس هذا المسجد

    نشكر الإخوان القائمين على تعمير هذا المكان والصلاة فيه ونترحم أيضا على من قام بتأسيس هذا المسجد ومن قام بتجديده خصوصا ( الحاج خليفة رحمة الله عليه )

    ثانيا :الآية تبين :

    1-عدم شأنية المشركين في عمارة المسجد

    المشركون لا يستطيعون عمارة المسجد ؟

    لأن كل شون المسجد تحتاج إلى أن تكون قربة إلى الله تعالى في أصل إنشائه وفي كل الأعمال التي تعتبر من إعماره سواء كانت من الصلاة أو غيرها ، المشرك لا يمكن أن يكون محلا لعمارة المسجد .

    2- صفات مشترطة لمن يعمر المسجد

    قال تعالى:

    (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله)

    هذه الصفات المشترطة لمن يريد أن يعمرالمسجد ، أن يكون مؤمنا بالله ، ولكن لا يكفي أن يكون مؤمنا بالله وإنما يجب أن يكون مؤمنا بالآخرة ، مؤمنا برسول الله (ص) مؤمنا بأن كل ما جاء به النبي (ص) حق من عند الله وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع

    يؤمن بأن جميع أقوال النبي (ص) وأفعاله حجة ويجب أن تطاع إذا كان كذلك ويطبق جميع أقوال النبي فذلك هو الذي يعمر مساجد الله ،

    أما الشخص الذي لا يؤمن وإنما يقدم الظالم على الله وعلى رسوله ويستمع لأوامر الطغاة والظلمة ويقول لو أمرني أمير المؤمنين (يعني الخليفة أو الحاكم) أن أنقض الكعبة حجرا حجرا لفعلت هذا لا يؤمن بالله وليس من عمار المساجد

    ثالثا:هجران المساجد من أهلها :

    قال الصادق (س) :(شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، فأوحى الله عز وجل إليها : وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، ولا نالتهم رحمتي ، ولا جاوروني في جنتي .)

    شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، جار المسجد ولكنه لا يشهد المسجد ، فأوحى الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة جار المسجد ولا يحضر المسجد ولا يشهدوا المسجد ، الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث يقول لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهرت لهم في الناس عدالة يعني يسقط إجتماعيا ليس له مكانة في المجتمع ، الذي لا يحضر ولا يشهد المسجد ، ولا نالتهم رحمتي يكونون بعيدين عن رحمة الله سبحانه وتعالى ، ولا جاوروني في جنتي ، من لا يشهد المسجد وهو جار المسجد لا يحصل على رحمة الله ولا يكون جارا لله في جنته .

    رابعا : أنواع من عمران المساجد:

    1- بناء المساجد ، وتنظيفها والمحافظة عليها .

    بناء المساجد ، وتنظيفها ، والمحافظة عليها ، هذه من عمارة المسجد

    أولا : تأسيس المسجد ، بناء المسجد ، الدفاع عن المسجد ، تنظيف المسجد ، هذه من عمارة المسجد

    إذا كان المسجد قائم عمارته بتنظيفه ، والمحافظة عليه، والبرامج فيه ، إذا هدم المسجد عمارته بالدفاع عنه ، وتشيده من جديد ، وإقامته من جديد .

    عن رسول الله (ص) في بناء المسجد قال:

    (من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى له الله بيتا في الجنة )

    الشخص الذي يؤسس مسجد ، يبني مسجدا ،

    النبي (ص) في هذا الحديث يقول ولو كان كمفحص قطاة يعني ولو بمقدار موضع بيض الطائر، كم عش الطائرفيه سعة ، موضع البيض ولو بهذا المقدار يشير إلى أقل شيئ ولو كان صغيرا بنى له الله بيتا في الجنة .

    ثانيا: من عمارة المسجد ، الصلاة في المسجد .

    عن رسول الله (ص) قال :(من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته ، ويستغفرون له حتى يبعث .)

    من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، من عمارة المسجد الصلاة فيه ، والصلاة جماعة هي أوضح شيئ أيضا .

    من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، يحصل سبعين ألف حسنة على كل خطوة

    كم خطوة حتى يصل إلى المسجد ؟

    ويرفع له من الدرجات مثل ذلك يعني أيضا سبعين ألف درجة يحصل

    وإن مات وهو على ذلك ، شخص من الذين يتراودون على المسجد ويذهب للمسجد دائما ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ، يزورونه في قبره ، مرة واحدة ؟ لا:

    ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث ، إلى يوم القيامة ، لأنه يمشي إلى المسجد ولأنه يريد الصلاة جماعة .

    وقال رسول الله (ص) : (ألا أدلكم على شيئ يكفر الله به الخطايا ، ويزيد في الحسنات ؟…قيل :

    بلى يا رسول الله !..قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى هذه المساجد ، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة .)

    إسباغ الوضوء يعني الوضوء التام , وعلى المكاره يعني مع الشدة كالوضوء في البرد أو الحر ,

    الذي ينتظر الصلاة يعني يشتاق إلى الصلاة يذهب للمساجد هذا شخص يكفر الله عنه خطاياه ويزيد في حسناته .

    وقال الصادق (ع):

    (عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتبه من زواره) صار من زوار الله سبحانه وتعالى

    لأنه يعود المساجد ، يزور المساجد .

    3- طلب العلم والتفقه في المساجد .

    من عمارة المساجد أيضا أن تكون فيها دروس تفقه في الدين ، قرآة القرآن ، تعليم القرآن ، أحكام الصلاة،

    قال النبي (ص):

    (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه ، فله أجر حاج تام الحجة )

    من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، حصل ثواب معتمر تام العمرة لأنه ذهب ، كم نسعى مثلا ونقول متى نوفق أن نذهب العمرة ، شخص فقط يذهب المسجد يقول مثلا في نفسه أستمع لكلمة ، أو أسأل الشيخ سؤال ، أو أتعلم شيئ في المسجد ، أو أعلم غيري ، أو أسأل سؤال للشيخ أثير السؤال للغير، فيحصل ثواب العمرة ومن راح إلى مسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة أيضا،

    تلك غدا وهذه راح الفرق يكون مثلا غدا في الصباح عادة ، أو راح في أوقات أخرى المهم أنه إذا تردد على المسجد حصل على هذا الثواب العظيم .

    خامسا : مسؤولية أهل القرية وبناء المساجد

    طبعا أذكر الإخوان الآن بمسؤلية بناء هذا المسجد مسؤلية تقع على المجتمع كافة ، علينا جميعا ، وإن كانت توجه لطلبة العلوم ، توجه أولا أيضا للمؤسسات المسؤولة عن المساجد

    المؤسسة المسؤولة عن المساجد في القرية يجب عليها أن تتحرك لبناء المسجد والمتابعة

    لا تبنى المساجد في المناطق الأخرى ونكون نحن متأخرين ،

    هل قدمنا التوثيق الكافي أو لا ؟

    للمجلس العلمائي ، للمؤسسات السياسية ، لكل مكان علينا أن نسعى ونسعى للمطالبة لبناء المسجد ونحمل الحكومة بناء هذا المسجد أيضا

    وأخيرا أختم بحديث عن النبي (ص)

    هذا الحديث أيضا نتذوق هذا الحديث والثواب الذي نحصل عليه ، يعني إذا شاركنا ولو كل شخص شارك بشيئ بسيط كم يحصل من الثواب

    الحديث يقول (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من السراج )

    شخص يشعل سراج ، يضع سراج في المسجد يجد إستغفار الملائكة له ، وحملة العرش يستغفرون له ما دام الضوء موجود ،

    أيضا نقول علينا جميعا أن نسعى وأن يكون لنا مساهمة في بناء هذا المسجد

    حتى يكون ما دام هذا المسجد قائم ، لنا من الثواب كما ترحمنا على من قام به ومن جدد له ، كم من الثواب ويبقى ثوابه مستمر وإستغفار الملائكة له مستمر نحن أيضا فلنساهم بذلك ونسأل الله أن يوفق الجميع للخير

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

  • عيد الغدير

    عيد الغدير

    عيد الغدير – 14/11/2011

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

     

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    نبارك للنبي (ص) ولأمير المؤمنين (ع) ولفاطمة الزهراء   وللأئمة المعصومين لا سيما بقية الله في الأرضين الإمام  القائم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بهذه المناسبة وهذا العيد  العظيم .

    ثم نبارك ونهنئ المؤمنين وجميع المستضعفين في العالم بيوم الغدير الأغر

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )

    عظمة الغدير

    يوم الغدير يوم عظيم وعظمته تتجلى في جهات كثيرة ولكن نذكر شيئا منها بشكل سريع

    عظمة الغدير في نواحي كثيرة منها:

    أولا: حديث الرسول (ص) لتبين يوم الغدير أنه يوم مهم ويوم عظيم

    فقد روى أبو هريرة عن رسول الله (ص)

    (أن صيامه يعدل عبادة ستين سنة ) صيام يوم الغدير يعدل عبادة ستين سنة ، وهذا يدل على أهمية هذا اليوم

    ثانيا: أهمية الغدير بأهمية صاحبه

    أهمية هذا اليوم ليس بما هو يوم وإنما هو بأهمية أمير المؤمنين (س)

    سئل الخليل إبن أحمد ماتقول في علي فقال:

    (ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسدا وأخفاها محبوه خوفا وظهرمن بين ذين وذين ما ملأ الخافقين )

    الشخص الوحيد الذي كان الجميع وفي طوال هذا التاريخ يخفي فضائله متعمدا في ذلك ، سواء كان محبا له , بسبب الخوف على النفس أو معاديا له حاقدا عليه , ومع هذا ظهر منها ما ملأ الخافقين , بحيث أن أئمة المذاهب تكلموا وقالوا لا توجد فضائل لأحد من الصحابة الذين سعى العالم على مدى العصور ليبرز لهم شأنا وفضائل , بل لبعض من يحسب على الصحابة توضع لهم الفضائل , يصطنعها الطواغيت ، ومع ذلك كله لم يوجد أحد له فضل ومنزلة في أحاديث الرسول (ص) , أو ما ينسب للرسول (ص) كما لعلي (ع)

    ثالثا: علي في حديث الرسول (ص)

    نقرأ شيئا من حديث الرسول كأمثلة تبين فضل علي (ع)

    أــ في صحيح مسلم ومسندأحمد وسنن الدارمي والبيهقي وغيرهم أن رسول الله (ص)

    قام خطيبا بماء يدعى (خمنا) بين مكة والمدينة ثم قال :

    (ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب :وأني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وإستمسكوا به وأهل بيتي) وفي تعابير أخرى وألفاظ أخرى مختلفة تدل على أن هذا الحديث قد كرر من رسول الله (ص) في مواطن كثيرة

    النبي (ص) بصياغات أخرى يقول :

    (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض , فأنظروا كيف تخلفوني فيهما ) ثم يقول

    (ولا تقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتغرقوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم )

    فالنبي (ص) يجعل أهل البيت هم المحور، هم الركيزة , هم القطب , الذي يجب أن يدور العالم كله حوله لا يتقدم ولا يتأخر، إن تقدم هلك ، وإن تأخر غرق وإن إدعى علما من غير طريقهم , فإنه جاهل بجهل مركب ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .

    ب: في ذلك اليوم قال رسول الله (ص)

    (من كنت مولاه فعلي مولاه)

    فنهض الصحابة يبايعوا علي (ع) وقام عمر بن الخطاب وقال بخ بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة , هذا يؤكد ويبين منزلة أمير المؤمنين (س)

    ج: قال رسول الله (ص)

    (من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع عليا فقد أطاعني , ومن عصى عليا فقد عصاني )

    النبي (ص) يبين العصمة التامة لأمير المؤمنين (س) , أن عليا في هذا الحديث الذي يصححه أشد الناس إسقاطا لفضائل علي (ع) وأهل البيت كالذهب هنا النبي (ص) يقول

    إن إرادة علي هي إرادة الله فيستحيل أن يدعوا علي (ع) لشيئ فيه باطل أبدا ويستحيل أن يأمر بشيئ مخالف لإرادة الله فهو الحق التام والذي يطيعه يطيع الله سبحانه وتعالى ومن يعصي عليا فقد عصى الله ولا يقول أنه غافل أو جاهل أو لا يعلم

    موارد تنصيب علي (ع)

    موارد تنصيب علي(ع) كثيرة وكثيرة و أذكر أمثلة منها

    أولا: حديث الدار

    النبي (ص) في حديث الدارالمعروف والمشهور والآحاديث هذه ليست مشهورة فقط وإنما كثير منها متواترة

    النبي (ص) عندما ينزل قوله تعالى

    (وأنذرعشيرتك الأقربين ) يجمع عشيرته ويطلب منهم أن يآزروه ولكنه يعقب على ذلك ويقول:(يؤزرني على أن يكون أخي ووزيري وخليفتي من بعدي )، فلا يقم أحد، ثم يقوم علي (ع) ويقول أنا يا رسول الله ، ويعينه وزيره وخليفته من بعده , هذا في حديث الدار، حتى يقول قائلهم يخاطب أبا طالب لقد أمر عليك إبنك , هنا الرسول (ص) يثبت عليا (ع) وزيرا وخليفة لما لعلي من المنزلة العظيمة والإرتباط بالسماء

    ثانيا: حديث المنزلة

    حديث المنزلة : أيضا رسول الله (ص) عندما يخلف عليا في المدينة المنورة ويقول:( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) في هذا الموضع وغيره

    ثالثا:آية الولاية

    في آية الولاية عندما تصدق علي (ع)بخاتمه على فقير فنزلت الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذينآمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فبينت إنما هي حصر للولاية في علي (ع) ليس لأحد أن يشاركه فيها أبدا

    رابعا: في غدير خم

    وفي غدير خم الرسول (ص) يبين للناس خلافة علي والولاية لعلي (ع) وقد رووا حديث الغدير بطرق متواترة

    فعن سعيد ابن جبير قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَازِلا بِغَدِيرِ خُمٍّ فَأَمَرَ بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ نَازِلا فِيهِ أَنْ يُكْنَسَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ حِجَارَةٍ ، أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، ثُمَّ دَعَا النَّاسَ فَكَلَّمَهُمْ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ )

    وحديث الثقلين , وأحاديث كثيرة كلها بين النبي (ص) فيها منزلة علي (ع) وأن له المقام العالي وهو الخليفة في الحكم وفي الأرض وفي السماء

    الغدير تنصيب لكل كمال :

    تنصيب ولكن أي تنصيب ؟

    تنصيب الشخص الذي تتوفرفيه جميع القيم , وجميع الكمالات الإسلامية ، والخصال الحميدة ليكون إماما للمسلمين ، وليس تنصيب قريب على المسلمين ، وإنما هو تنصيب أفضل البشر بعد رسول الله(ص)

    من تجتمع فيه جميع الفضائل ، أعلم الناس ، أحلم الناس ، أتقى الناس ، أشجع الناس ، ليكون خليفة للمسلمين , وهذا ليكون سّنة للمسلمين إذا أرادوا أن يجعلوا أحدا عليهم أن يكون أفضلهم وأتقاهم وأورعهم .

    الغدير هو يوم النجاة , ولكن لم يعرفه المسلمون

    لو إهتدى المسلمون حقيقة وإلتزموا بدينهم وإتبعوا رسولهم وإتبعوا نبيهم (ص)الذي نصب عليا ليكون محورا للأمة تجتمع حوله وتترك الخلافة والشقاق لتكون الأمة الناجية بحقيقية الولاية لعلي (ع) الذي هو الهادي ، وهو النور المبين ، والصراط المستقيم ، وهوالميزان للخير ، والحق ، ليبين الحق من الباطل ويحمل الناس في سفينة النجاة ولكن الأمة تجتنب عن ذلك بجهالة وتذهب هنا أو هنا وتتبع المتملقين والمتنفذين

    الخلافة أمر من السماء وليسى أمرا من رسول الله (ص)

    رسول الله (ص) في وقته ووجوده هو النبي (ص) وهو الخليفة لله في هذه الأرض ، على الأمة أن تطيعه وهو الحاكم لهم ولم يكن حكمه من عنده

    النبي (ص) ليس لأنه جاء بهذه الرسالة ثم عين نفسه ونصب نفسه على الناس وإنما وجوده بأمر من الله وأمر من السماء وليس من عنده وكذلك تنصيب علي إبن أبي طالب (ع) وقد نصبه بأمر من الله في موارد ومواطن عديدة وفي ذلك الموطن وفي غدير خم عندما يأمره الله (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)فيبلغ الرسالة ويتم النعمة ويكمل الدين ويرتضي الإسلام للناس بولاية أمير المؤمنين (س)

    فعندما يبلغ يقول :

    (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )

    الدين التام والكامل والمرضي إنما هو بولاية أمير المؤمنين (س)

    قيمة الغدير

    قيمة الغدير ليس بتنصيب شخص وإنما قيمة الغدير بما لهذا الشخص من قيمة (س) الذي أضفى على الغدير قيمته لا أنه حصل القيمة بالتنصب ، لأن أمير المؤمنين (س) تنصيبه إنما يكشف عن باطن علي (ع) ، إنما يكشف عن ملكات علي ، إنما يكشف عن سجايا علي ، إنما يكشف عن رفعة علي ، إنما يكشف عن الحق والنور المبين ، لا أنه يوجد له قيمة وفرضه على الناس هكذا

    الغدير تنصيب الحكم والخلافة بعد النبي(ص)

    الغدير تنصيب في جانب الحكومة ، الولاية في الغدير هي الحكومة فأمير المؤمنين (س) عندما نصّب يوم الغدير يعني جعل حاكما على الناس جعل خليفة على الناس لا أنه بيّن مقامه المعنوي ، المقام المعنوي لأمير المؤمنين (س) ثابت وواضح ودرجته عالية والنبي (ص) بيّنها في مواطن مختلفة ، لكن في ذلك اليوم  في يوم الغدير إنما هو تنصيب بمعنى جعل الحكومة والخلافة بعد رسول الله (ص)

    إنما ينص على الخلافة وأنها بعد النبي(ص) تكون في علي (ع)

    الغدير والسياسة

    الغدير والسياسة تعيين علي (ع) هو السياسة ، بمعنى أن أن يكون الإسلام مرتبطا بالسياسة ، أن يكون الإسلام مرتبطا بشؤون المجتمع في كل شيئ في الصغير والكبير، لا يفوت شيئا ولا يبقى شيئا ,لا يكون الخليفة بعيد عن الواقع , فأميرالمؤمنين (س) يمثل الإسلام حقيقة ويمثل المرجع الديني حقيقة والمفسر للإسلام والمطبق للإسلام والمطبق للإسلام , والمنفّذ للأحكام الشرعية ،

    حكومة تنفيذية وببيان أوضح أن الخليفة الشرعي المستمد شرعيته من السماء يجب أن يكون له جانبان :

    1ـ جانب التشريع وكشف الأحكام الشرعية

    2ـ وجانب آخرهوجانب التنفيذ في المجتمع

    وهذه هي الولاية التي نعتقدها في علي (ع)

    فالنبي (ص) في يوم الغدير لم يأت ليبين للناس جانب التشريع وأن علي يمتاز بهذا الجانب فقط  ، و لم يأت ليبين الجانب الملكوتي والجانب المعنوي والمنزلة الرفيعة  لعلي (ع) عند الله فقط ، وإنما في يوم الغدير حكومة تنفيذية ، حكومة تنفيذية إضافة لكونه حاكما وإضافة لكونه مشرعا ، فأمير المؤمنين (س) هو المستنبط للقرآن،  مستنبط للأحكام ، يكشف حكم الله في الأرض ويبين مصاديقه ويطبقه على الناس في ذلك اليوم ، أما جانب الفتيا فأن أمير المؤمنين (س) من جانب الفتيا من جانب بيان الأحكام كان المرجع للناس يرجعون له وكان الخلفاء يرجعون له (ع) ولكن الجانب الذي نكروه , أن يكون هو الخليفة وهو المطبق للدين وليس مبين للأحكام بصورة عامة

    هذا يعطينا أيضا أن الإسلام مرتبط  بالسياسة والدين مرتبط بالسياسة والمرجع الديني الذي له المقام أو المنزلة بعد النبي (ص) القائم بعدهم في غيبتهم له منزلة أيضا معنوية عند الله وله جانب التشريع

    الولاية وهي الإستنباط ، وإن كان بصورة مصغرة ظنية , وله جانب الحكم أيضا في المجتمع الإسلامي ، ويدخل في السياسة في كل شيئ ، يبين ويعترض ويطالب ويقيم حكومة الله في الأرض ، هذا الواقع الذي يكون إمتدادا للنبي (ص) وللأئمة المعصومين له هذه الدرجة ، له المنزلة أن يكون في جانب الإستنباط ، وفي جانب بيان الدين ، وفي جانب تطبيق الدين ، أيضا ويكون رقيبا على الدين ورقيبا على الناس ومطبقا للدين في المجتمع .

    فصل الدين عن السياسة

    وأما الذين أرادوا فصل الدين عن السياسة إنما هم جاوؤا إستجابة لدعوات الغرب ، الذي يريد أن يسيطر على المجتمع الإسلامي طرح فكرة الفصل بين الدين والسياسة ، وإلا فإن الدين والسياسة كان معمول به بل كان حتى في زمن الخلفاء وإن لم نكن نعترف بفلان خليفة أو فلان ونقول أنه ليس على حق ، لكن بصورة عامة ما دار وما كان بين المسلمين أن يكون الخليفة ومرجع الدين له شأن سياسي أيضا

    الغدير وصلاح الناس

    يثبت أيضا تعظيم الغدير من قبل رسول الله (ص) يثبت أهمية شيئ وهو أنه إذا كانت الخلافة في يد صالحة ، في يد أمينه ، كيد أمير المؤمنين (س) فإن المجتمع يسير إلى الأمام ، وتزول العثرات ، وتزول الزلات ، والإنحراف ينتهي ، ويتوجه الناس للخير، ويعم العدل في المجتمع ، الصلاح في جانب المعاملة والإقتصاد بين الناس ، وأيضا الجانب الشخصي بين الناس ، تصلح أمورهم ، وتصلح نفسياتهم ، ويرتبطون إرتباطا حقيقيا بالسماء .

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

     

  • مولد الامام المهدي (عج)

    مولد الامام المهدي (عج)

    حديث الجمعة

    الإمام المهدي (عج) ـ 2 ـ

    6/7/2012

    النصف من شعبان

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد والى محمد

    قال سبحان وتعالى في كتابه الكريم:

    (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

    نبارك للرسول (ص) مولد الإمام الحجة المنتظر ولأمير لمؤمنين وفاطمة الزهراء والآئمة المصومين ونبارك للأمة الإسلامية جمعاء لا سيما مراجع الدين العظام

    مقدمة : الحديث حول المنتظر المهدي (عج) في نقاط

    الأولى : الوعد الإلهي الذي لا ينتقض وهو حتمي

    الله سبحانه وتعالى وعد في هذه الآية وفي غيرها من الآيات كما في قوله تعالى:

      (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)

    فوعد من الله سبحانه وتعالى أن تكون الخلافة في الأرض للصالحين ، وعد منه لاينتقض ولا يتغير وهو حتمي الوقوع ، وهذا الوعد ذكر في الكتب السماوية كما ذكرنا هذه الآية و في القرآن الكريم أيضا .

    أولا: الإستخلاف في الأرض

    الإستخلاف قي الأرض ماذا يعني ؟ ومن هو المستخلف ؟

    أـ قال بعض المفسرين أنها خاصة بزمن النبي (ص) أو بزمن الخلفاء الأربعة أو الثلاثة.

    فالإستخلاف الذي يكون في الأرض هو إستخلاف للنبي (ص) أو أنها خاصة بزمن الخلفاء الأربعة بعد النبي (ص) فهم المستخلفون في الأرض الذين قصدتهم الآية بل قيل أنها خاصة بالخلفاء الثلاثة بعد النبي (ص) فيكون المعنى الإستخلاف بالخلفاء بعد النبي هو ما تعنيه الآية وما ورد في الكتب السماوية من الإستخلاف في الأرض كما يقولون

    ب ـ أنها خاصة بزمن المهدي المنتظر الذي  يملأ الأرض عدلا كما نصت على ذلك آحاديث كثيرة

    والجواب على الفرض الأول : أنها خاصة بزمن النبي (ص) أوأنها خاصة بزمن الخلفاء هذا المعنى لم يستطع المتأمل في الآية نفسها أن يقبل هذا المعنى ، حيث أن الآية جاءت في سياق خاص :

    أ ـ أن سياق الآية تتحدث عن بعض الأمة وليس كل الأمة وهم المؤمنون .

    فإذا كان الإستخلاف لزمن الرسول (ص) وجميع أفراد الأمة هذه خلافتهم أو كان في زمن الخلفاء ، الأمة صارت مستخلفة وكما يقولون بأنها أستخلفت وحققت إنتصارات وفتوحات مختلفة فتكون هي المقصودة من الآية (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ) نقول الآية تختلف في سياقها عن هذا المعنى وفي ألفاظها حيث أنها لم تذكر الأمة كاملة وإنما ذكرت بعض الأمة ، (وعد الله الذين أمنوا منكم ) وليس جميع الأمة. ذكرت (الإيمان) الإستخلاف في الأمة يكون شرطه الإيمان أن يكونوا مؤمنين فمن آمن بالله سبحانه وتعالى هو الذي يستخلف ،

    فلا يكون المعنى صحيح أن الخلفاء في زمانهم خلافتهم هي الخلافة التي تعنيها الآية المباركة ، لأن الأية المباركة تتحدث عن الإيمان ، تتحدث عن الصالحين ، تتحدث عن من له إرتباط بالله سبحانه وتعالى ، إيمان بالله وعمل صالح وفي ذلك الوقت كانت الإنحرافات وإرتكاب المعاصي منتشرة لم يكن المجتمع كله مؤمنا فيقال أنه أستخلف لأنه مؤمن

    ب ـ الإستخلاف كما استخلف الذين من قبلهم ولكن مع إختلاف الإيمان

     كيف يكون الإستخلاف ؟

     وهل تحقق الإستخلاف قبل مجيئ الإسلام؟

     الإستخلاف بالمعنى الذي تشير إليه الآية هل له وجود حقيقي في ذلك الزمن؟

     الجواب : أن الإستخلاف عنيّ به من جهة ، أنه كما كان هناك إستخلاف بصورة عامة ، كما كان هناك أشخاص لهم السيطرة في الأرض والتمكن من الأرض ، أنتم تمكنون من الأرض ولكن متى ؟

    في زمن الموعود الذي يكون الإستخلاف فيه بشروط وقيود تذكرهم الآية , مع الإيمان والأمن والأمان وليس إستخلاف لوحده

    ج ـ المجتمع الذي ليس فيه شرك وكله أمان لم يتحقق.

    هذا المجتمع الذي تذكره الآية ، بأوصافه الخاصة  

    (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم )

     1ـ الإيمان

    2ـ تمكين الدين من الدنيا ومن الوجود بأكمله

    3ـ الأمان

    4ـ إخلاص التوحيد والعبودية

    إيمان وأمن وأمان وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا ذهاب الخوف من الخارج ومن الداخل في المجتمعات الدينية والإيمانية ، في المجتمع بأكمله أن يكون مؤمنا وليس عنده خوف وليس عنده شرك ، وإنما إيمان خالص يكون  في هذه الأرض لا يشوبه إنحراف ولا نفاق ولا شرك وإنما هو إيمان خالص لله سبحانه وتعالى ، هذا لم يتحقق ، لم يتحقق في عصر من العصور يقول تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) ، أكثر الناس إيمانهم الذين فيه شرك خفي أو شرك ظاهري ، والآية تتحدث عن إيمان خالص وآمان ، إيمان ليس فيه شرك وليس فيه إنحراف وأمان مطلق ، هذا لم يكن موجودا في زمن جميع الأنبياء ، إيمان يعمّ الأرض بأكملها ، إيمان بالله ليس فيه شرك ، وآمان ليس فيه خوف من أحد لا من عدو خارجي ولا من عدو داخي لم يتحقق في زمن من الأزمان .

     إذا لا زال الإنتظار لزمن يأتي يكون فيه هذا الإيمان الحقيقي و الخالص  

    إشكال يذكرونه أيضا: الخطاب لمن في زمن النبي(ص) وليس لمن يأتي في زمن متأخر!

    نقول في زمن المهدي (س) يقولون الخطاب كان يخاطب الناس فكيف تقولون في زمن متأخر

    الجواب: الخطاب على نحوين

    1ـ خطاب أشخاص بما هم أشخاص

     بعض الأوقات تخاطب أشخاص بما هم

    2ـ تخاطب أشخاص خطاب لمن يحمل الوصف وهو يتعدى لمن تخاطب

     فأنت لا تشير إليهم وإنما بما يحملون من الأوصاف ، و الخطاب في الآية المباركة بما يحملون من الاوصاف وإلا لم يتمكن أولئك العدد الذي كان في بادئ الإسلام لم يتمكنوا من الارض بأكملها ويطبقوا الإسلام كاملا في أرجاء الأرض بأكملها ، وإنما أقصى ما يقال أنه طبق الإسلام في مكان معين ، ولم تتحقق الصفات الأخرى، إذا يبقى النظر إلى وقت يأتي يعمّ فيه العدل والإيمان والأمان في المجتمع ، وهو لم يتحقق ولن يتحقق إلا في زمن المهدي (س) 

    ثانيا:تمكين الدين الإسلامي من الأرض بأكملها.

    تمكين الدين الإسلامي من الأرض كما تبين الآية المباركة تقول :

     (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم )

    متى تمكن الدين الإسلامي من الأرض بأكملها ؟

    ماذا يعادل العالم الإسلامي بالقياس إلى الأديان الأخرى ؟

    هذه الآية تشير إلى تمكّن الدين الذي إرتضى لهم (الدين الإسلامي ) متى تمكن الدين الإسلامي من الأرض بأكملها ؟ هل حدث ذلك في زمن من الأزمان ؟

    لم يحدث ولم يتحقق بل أن المسلمين بالقياس إلى غيرهم هم جماعة قليلة بالقياس إلى الأمم الأخرى خصوصا في صدر الإسلام و في زمن الخلفاء ، واليوم العالم كثير وكبير والمجتمع الإسلامي المتناحر لا نقول العالم اليوم تمكّن فيه الدين الإسلامي ، من يستطيع أن يقول في هذا العصر الذي زاد أو إزداد عدد المسلمين أن الدين الإسلامي متمكن من الأرض ، الدين الإسلامي ليس متمكن من الأرض

    بل من يحكم المسلمين ومتسلط على المسلمين هو من يحارب المسلمين ويحارب الإسلام .

     الذي يريد أن يكون الإسلام حقيقة متحركة في وجود الناس يقتل ، يسجن ، ينفى ، ولا يبقى له وجود أو مكان في بلد الإسلام ، هذا بإضافة المجتمعات الأخرى غير الإسلامية في بلاد الإسلام والمسلمين الفجور والفواحش والخمور وغيرها من الإنحرافات ظاهرة علنا، فهل هذا هو تمكن الدين الإسلامي ؟

    طبعا ليس هذا تمكن الدين والآية المباركة تشير إلى تمكن الدين الإسلامي من الوجود الدين الإسلامي الذي ليس فيه إنحراف ، الدين الإسلامي الخالص .

    ثالثا: الأمن والأمان

     الأمن والآمان الذي يكون في الأرض ،الأمن والآمان هل كان في زمن الخلفاء هناك أمن وآمان ؟

     أم في هذا الزمن أمن وآمان ؟ وتجد الإعتداءات المستمرة على جميع الناس وبمختلف توجهاتهم  ومشاركهم ومذاهبهم , ولا تقول هذا مذهب مثلا يعيش آمان أو تلك طائفة تعيش في آمان ، العالم كله في ضوضاء وفوضى وكله إعتداءات , وكم تسمع من سفك الدماء !

     أعداد خيالية ووحشية وصور وحشية لا يمكن أن يتقبلها إنسان ، فأين الأمان في المجتمع  الآمان الذي تصفه الروايات الذي يفسر الآية ويشير إلى الآية المباركة أنه لا يخاف أحد على شيئ ، تخرج المرأة من مكان إلى مكان ، تسافر تتنقل لا تخاف ، الرجل ، الضعيف ، الفقير الغني ، لا أحد يخشى من شيئ ولاإعتداء , ولا يوجد شخص محتاج أو يطلب المال ، الكل مستغنيا وليس هناك إستئثار وليس هناك ظلم ، أوصاف لا تذكر في زمن من الأزمان إلا في زمن الإمام القائم (س) , لم يطبق شيئ من هذا الأمن والأمان والسعادة في زمن مضى أبدا وليس له إلا زمن الإمام القائم (س)   

    رابعا: الإيمان الخالص وعدم الشرك بالله تعالى

    الإيمان الخالص الذي تشير إليه الآية (يعبدونني لا يشركون بي شيئا )

    المجتمع الإسلامي ، لو جئنا للمجتمع الإسلامي وتأملنا فيه فقط هل المجتمع الإسلامي يعيش حالة الإيمان الحقيقي ، هل ليس عنده شرك ظاهري أو شرك خفي ، المجتمع بصورة عامة العالمي هناك من هو مشرك ظاهرا ،هناك من يعبد النار ، وهناك من يعبد الأوثان ومن يعبد البقر وغيرها ،

    وهومشرك ظاهرا وهناك من هو مشرك باطنا يحمل في داخله الشرك ، يحمل في باطنه الشرك ، الشرك الخفي الذي يكون الإنسان ليس مرتبطا بالله حقيقتا ، ليس متوكلا على الله ، الإنسان الذي يرائي يكون مشركا ، فهل هذا منعدم في المجتمع؟

    لا ليس منعدما..

     الذين لا يؤمنون بالإسلام ويؤمنون بديانات أخرى وفيها من الشرك كما أشار القرآن إليها لا زالت موجودة ومتمكنة من جزء كبير من الأرض ، إذا الأمن والأمان والإيمان لم يتحقق ، الإيمان الخالص عند المجتمع بأكمله لم يتحقق ، ولكن في آخر الزمان (يعبدونني لا يشركون بي شيئا)  

    الثانية : عوامل تقوية العلاقة والإرتباط بالإمام المهدي:

    العلاقة بالإمام المهدي (س) من الأمور المهمة لمن يوالي أهل البيت (س) لمن يرتبط بالإمام المهدي ويعتقد بالإمام المهدي أن ينظر في علاقته بالإمام وأن يكون على الدوام في تقوية هذه العلاقة ، في طور التقوية والنظر في علاقته وإصلاح العلاقة بينه وبين الإمام .

     عوامل لتقوية العلاقة بالإمام  

    أولاـ دراسة آثار الإمام عليه السلام

    أن يدرس الشخص ويقرأ عن الإمام ، لا يكون بعيدا عن الإمام ولا يعلم شيئ إلا فقط إسم الأمام أنه الإمام المهدي المنتظر ، نحتاج كمجتمع ينتظر ويقول أو يزعم الإنتظار للإمام (س) أن نّطلع ونقرأ عن الإمام ولو شيئا يسيرا ،

    دراسة آثار الإمام لها فوائد منها :

    1ـ زيادة المعرفة وفيها :

     تزيد معرفتنا بالإمام ، نتعرف على الإمام أكثر فأكثر ، وفي زيادة المعرفة أيضا فوائد منها :

    أ ـ سلامة العقيدة وقوة الإيمان

     سلامة العقيدة لا يكون الإنسان عنده إنحراف ولا يضلّل فيما لو ادعى شخص في يوم من الأيام أنه الإمام المهدي فينجرف إليه  من غير معرفة ومن غير بصيرة ومن غير دليل , قوة الإيمان أيضا يقوي الإيمان ، لأن الإيمان هو إيمان بالله سبحانه وتعالى وإيمان بالنبي (ص) وإيمان بالآئمة وإيمان بالعقيدة بأكملها ، فمن ضمنها الإيمان بالإمام المهدي والإيمان درجات إذا زادت المعرفة زاد الإيمان وقويت العقيدة عند الإنسان    

    ب ـ والأجر والثواب.

    أيضا هناك أجر وثواب على زيادة المعرفة ، كلما قرأ الإنسان عن الإمام (س) حصل أجر وحصل ثواب على هذه المعرفة 

    2ـ الإحساس بوجود الإمام وله آثار منها

    إذا كنا نطّلع ونحاول المعرفة ، دراسة آثار الإمام تجعلنا نشعر بوجود الإمام وأن الإمام حي موجود معنا ، ولهذا الإحساس أيضا بوجود الإمام المستمر معنا آثار :

    أ ـ الشعور ببركة الإمام(ع)

    نشعر أن هذا العالم كله مرتبط بالإمام ، وكله بفضل الإمام ، بقاؤه بفضل الإمام ، مانحصل عليه من سعادة أو رخاء بفضل الإمام (س)

    ب ـ الإستقامة حيث تعرض أعمالنا على الإمام

    إذا كنا نطّلع على الإمام ونقرأ نشعر بوجود الإمام ونحس بوجوده ، يحدث عندنا أيضا إستقامة لأننا نعلم أن أعمالنا تعرض على الإمام ، فإن كان الإمام ينظر إلى أعمالنا ويشملنا لطفه فنحن إلى خير، وإذا كانت أعمالنا تغضب الإمام فنحن إلى سوء ، إذا كانت أعمالنا ترضي الإمام الإمام يدعوا لنا فنوفق وهذا من فوائد المعرفة

    ثانيا: الدعاء للإمام (عج)

     أن ندعوا الإمام باستمرار وهناك أحاديث توصي بالدعاء للإمام (س) ومن فوائده :

    أـ تقوية العلاقة بالإمام

    تقوي علاقتنا مادمنا ندعوا له من قلوبنا تتقوى العلاقة بيننا وبين الإمام

    ب ـ إستجابة الدعاء .

    من الفوائد عندما تدعوا، إذا أردت أن تدعوا لنفسك ، أردت أن تدعوا للمؤمنين ، فدعوا أولا للإمام (س) ثم ادعوا لنفسك تحصل الإستجابة ، عندما تهدي الثواب للإمام (س) ويشملك لطفه,أنت تحصل على الفائدة والإستجابة    

    ج ـ تربية النفس على نهج الإمام

    تتربى على نهج الإمام وتجعل كل شيئ في نظرك للإمام الحجة ، ومن يجعل ذلك في نفسه يكون إلى خير ويستفيد فوائد كثيرة .

    ثالثا: زيارة الإمام (ع) ومناجاته.

    العلاقة بالإمام ، كما أن زيارة النبي مستحبة ، كما أن زيارة الآئمة مستحبة ، كذلك زيارة الإمام الحجة (س) مستحبة أن يزور المؤمن إمام زمانه الذي يعتقد به ،

     وهذه لها فوائد أيضا :

    أ ـ إظاهر العلاقة بيننا وبين الإمام

    توجد العلاقة كما أن بيننا وبين الإمام الحسين (س) علاقة ، بزيارة الإمام والمدوامة والمواظبة عليها تكون هذه العلاقة وإظهار العلاقة

    ب ـ توثيق العهد في نفوسنا

     نحن مع الإمام (س) وهو إمام زماننا الذي له بيعة في أعناقنا ونحن مسؤولون عن هذه البيعة ، بزيارتنا له تتقوى العلاقة والإرتبط بالإمام ونشعر بالميثاق الذي بيننا وبين الإمام ، وبالعهد بيننا وبين الإمام  

    الثالثة : البشر تنتظر النبوات

    العالم بصورة عامة من أول ما خلق الله الأرض ينتظرون الأنبياء والنبوات تنتظر خاتم النبيين ، الأنبياء كانوا ينتظرون النبي الخاتم (ص) والنبي الخاتم يتطلع الى ظهور المهدي ويبشر بالمهدي , وأن الحق والهدف من خلق هذه الأرض سوف يتحقق بظهور الحجة (س)

    فكان النبي (ص) في أحاديثه المستمرة والدائمة يوصي ويقول : ( لو لم يبق من الدنيا ٍإلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا..)

    النبي (ص) يؤكد على هذه الحقيقة وأن الهدف من خلق ومن بعثة الأنبياء يتحقق في الدولة الخاتمة الخالدة التي بها العدل  ولا يوجد فيها ظلم ويكون في زمن القائم المهدي(س)  كما قال النبي (ص)

    ــــ قال أبو ذرّ: ( قال رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): أتدرون ما غمّي؟ وفي أي شيء تفكيري؟ وفي أي شيء اشتياقي؟

    فقلنا: لا يا رسول الله، أخبرنا عن ذلك، فقال: أخبركم إن شاء الله.

    ثم تنفس الصعداء، وقال: هاه شوقاً إلى إخواني من بعدي! فقلت: يا رسول الله أوَ لسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، وإخواني يجيئون من بعدي، شأنهم شأن الأنبياء، قوم يفرّون من الآباء والأمّهات، ومن الأخوة والأخوات، ومن القرابات كلّهم، ابتغاء مرضاة الله، يتركون المال لله، ويذلون أنفسهم بالتواضع لله، لا يرغبون في الشّهوات وفضول الدنيا، يجتمعون في بيتٍ من بيوت الله كأنّهم غرباء، تراهم محزونين لخوف النار وحبّ الجنّة، فمن يعلم قدرهم عند الله؟ ….

    اعلم يا أبا ذرّ أن للواحد منهم أجر سبعين بدرياً….

    يا أبا ذرّ! إن الواحد منهم أكرم على الله من كل شيء خلق الله على وجه الأرض. قلوبهم إلى الله وعملهم لله….

    يا أبا ذرّ! إنّي إليهم لمشتاق، ثم غمض عينيه فبكى شوقاً. قال: اللهم احفظهم وانصرهم على من خالف عليهم، ولا تخذلهم، وأقرّ عيني بهم يوم القيامة (ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • مقدمات للزواج وحل المشاكل الزوجية

    مقدمات للزواج وحل المشاكل الزوجية

    لمشاكل الزوجية تفاديها وعلاجها

    ــ مدخل: إختلاف ثقافة الناس ومروايثهم الوراثية والتربوية وإختلافاتهم الجسمية ووو تجعل حياة الناس لاتخلو من المشاكل والخلافات لكن العاقل وهو الذي لاتكويه المشكلات بنيرانها

    ــ الحياة الزوجية كغيرها غالبا تمر بها غيوم الإختلاف وتكدرها
    المحاضرة الأولى :

    المشاكل الزوجية تفاديها وعلاجها

    ــ مدخل: إختلاف ثقافة الناس ومروايثهم الوراثية والتربوية وإختلافاتهم الجسمية ووو تجعل حياة الناس لاتخلو من المشاكل والخلافات لكن العاقل وهو الذي لاتكويه المشكلات بنيرانها
    ــ الحياة الزوجية كغيرها غالبا تمر بها غيوم الإختلاف وتكدرها أنواع من المشكلات نظرا لوجود سنة الإختلاف التكويني والبيئي والثقافي والتربوي ووو, ومع كل هذا فالعلاقة الزوجية أكثر شيء قابل للترميم ورفع المشكلات وطرفا الحياة الزوجية من الرجل والمرأة أكثر من يبديء التنازلات من أجل هذه العلاقة المقدسة شرعا وعرفا وفطريا
    ــ من المهم في تحقيق السعادة الزوجية عدم ترك المشاكل تتراكم لأن تراكم الخلافات بين الزوجين وإن كان من قبيل الأوهام إلا أنه يأسس قاعدة المشاكل ويزرع بذورالبعد الروحي ويرسخ أسلوبا سيئا في التعامل بين الزوجين , والذي اذا إستمر كثيرا قد يصعب حينها علاج أي خلاف أو أي مشكل بين الزوجين.

    مقدمات عامة:
    المقدمة الأولى:

    ـ المرأة وقيمتها:
    ( ومن آيته أن خلق لك من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيت لقوم يتفكرون)
    وقال أبو عبد الله (ع) : (من أخلاق الإنبياء صلى الله عليهم حب النساء)*1*
    الآية واضحة وأنها تصف الحياة الزوجية وأهمية الحياة الزوجية بكونها سكن للإنسان من الرجال والنساء واستقرارا للإنسان لايمكن أن يستغني عنه أبدا , السكن الذي لايمكن أن يعيش الإنسان خارجه بل لابد له من الرجوع الى سكنه وهذه حياة الزوج والزوجة مع بعضهما البعض تكون سكنا واستقرارا لهما.

    المقدمة الثانية :
     ــ المرأة و النظرة السلبية لها :
    يوجد من يرى ويتعامل مع الزواج ومع المرأة على أنها ضرورة وشر لابد منه فهي شر ومن يقترن بها إنما يقترن بالبلاء والسوء والشر وربما يبرر أصحاب هذه النظرة كلامهم بأمور منها ما يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: ( المرأة شر كلها وشر منها أنه لابد منها) ولكن هناك من العلماء من يوجه هذه الرواية أو لايقبلها لأنها تخالف تكريم المرأة , أو أنه يوجهها بأنها ليست ناظرة لجنس المرأة وإنما المقصود بها إمرأة معينة في حادثة معينة ولايمكن تعميمها لتشمل كل النساء حتى النساء المؤمنات الصالحات العفيفات.
    وربما الموجب لهذه النظرة هو المشاكل الزوجية وإنتشارها بين الناس المشاكل التي توجب وتجعل المرأة تفقد عزتها ومكانتها لدى الرجال.

    المقدمة الثالثة :
    ــ وجود المشاكل الزوجية بين الناس:
    ــ هل توجد مشاكل؟؟ لا نستطيع أن ننظر لداخل البيوت ونرى هل هذا يختلف مع زوجته أم لا ؟ ولكن نعرف وجود المشاكل من آثارها , فإذا رأينا نسب الطلاق في العالم رأينها شبحا مخيفا ومنها نعرف أنها معلولة للمشكلات الزوجية فهي نتيجة , إذن المشاكل موجودة وأكثر بكثير من حالات الطلاق بدون إشكال , نرى نسب الطلاق في العالم نسب خيالية مما يؤكد كثرة المشاكل وتفاقمها بين الأزواج مما يؤدي للطلاق فضلا عن النسبة الأكبر التي يعايشها الناس ويحملونها مع مرارة وغصة في حياتهم فيقولون المهم أن نحفظ أولادنا ووو , وكلما تقدمت التكنلوجيا ووسائل الإتصال تزايدت المشاكل لعدم المعرفة بحقيقة الإستفادة من إيجابيات التطور الصناعي .

    المقدمة الرابعة:

    ــ الطلاق أو ظاهرة الطلاق:
    1ـ مصر 246ألف حالة طلاق كل سنة.
    2ـ السعودية 33 حالة طلاق يوميا.
    3ـ عموم دول الخليج بالنسبة للمتزوجين من 34 الى 46 بالمائة , وبهذا نعرف أن هناك مشاكل متفاقمة وليست مشاكل عادية وعلى هذا لابد من النظر في مشاكل الحياة الزوجية وكيفة نتوقاها قبل وقوعها وكيف يعالجها من وقع فيها ومن هو يعاني منها , وكذلك توجد ظاهرة العنوسة في العالم وهي بحاجة ملحة لعلاجها علاجا واقعيا وليس مثاليا لايمس الواقع.

    المقدمة الخامسة :

    ــ ظاهر العنوسة في العالم: أذكر أمثلة فقط من دول العالم وليس حصرا لظاهرة العنوسة في العالم:

    1ـ الجزائر وتسمى بلاد العوانس فيها 11 مليون ممن فاتهم قطار الزواج بين شاب وشابة و5 مليون منهم تجاوزوا سن الـ 35 سنة وفي كل سنة 200ألف فتاة تدخل سن العنوسة ويطوفها قطار الزواج .

    2ـ مصر 9مليون عانس .

    3ـ السعودية مليون ونصف عانس, مكة المكرمة وحدها فيها 396ألف عانس.

    المقدمة السادسة :

    ــ أساليب علاج خاطئة وغير صحيحة:

    هناك مشاكل ولابد من علاج وليس صحيح ان نقف نعدد المشاكل ولا نضع علاج مناسب لكل مشكلة حسبها وحسب خصائص أصحابها

     المجتمع يريد حلول لهاتين الظاهرتين فأين يذهب وماذا يصنع؟ هناك مشاكل كبيرة وهناك مشاكل صغيرة لكنها مشاكل فيأتي لعلاجها بصورة خاطئة فتتحول من شيء عابر ومشكلة صغيرة هامشية الى مشكلة كبيرة وخطيرة تدمر حياة الزوجين وتفتت الأسرة من الأساليب الخاطئة كأمثلة فقط :

    1ـ اذا حدثت لشخص مشكلة مع زوجته يتصل للشيخ ويقول شيخنا أريد أن أستخير ويستخير له الشيخ والشيخ لايعلم لماذا هذه الخيرة ولا ترى صاحب الخيرة الإ أنه أخذ زوجته لبيت أبيها أو أنه لم يرجع أو أنها لم ترجع لبيت زوجها لأن الخيرة نهي ويعجز زوجها يريد أن يرجعها للبيت يتوسل لها ترفض وكذلك العكس.

    2ـ البعض يلجأ للشعبذة وهي محل إستغلال البسطاء من الرجال والنساء وربما يمارسون محرمات ويرتكبون كثيرا من الإخطاء وهي محرمة شرعا.

    ـ أذكر قصة تنسب لأحد المشايخ فيها إلتفاتة جميلة لتبين للزوجين أن كثير من العلاج لايحتاج أكثر من معرفة الجنس الآخر فقط وفقط ومفاتيح التعامل معه تختلف عن التعامل مع نفس الجنس لإختلاف المشاعر والأحاسيس ووو

    يقول جائت إمرأة
    قالت شيخنا عندي مشكلة أريد جلبة لزوجي حتى يحبني.
    قال لها الشيخ أنا لا أعتقد بهذه الأمور, فأصرت عليه مرة تروح ومرة ترجع اريد من جنابك شيخنا أن تعمل لي جلبة فلما عجزالشيخ منها.
    قال لها آتيني بشعرة من عين قرد فتحيرت.
    قالت من أين آتيك بشعرة ومن عين قرد؟!
    قال اذا أردتي فبالشعرة فقط أعمل لك جلبة.
    أراد الشيخ أن يصرفها حتى لا ترجع له مرة أخرى , ذهبت وبعد مدة رجعت وعندها شعرة تقول أنها من عين قرد.
    قال لها الشيخ هذه ليست شعرة من عين قرد إن الذي أعطاك إياها غير صادق وخدعك فليست من عين قرد.
    قالت بل هي شعرة من عين قرد أنا أخذتها بيدي من عين القرد.
    قال لها الشيخ إذن قصي علي كيف استطعتي أخذها من عين القرد .
    قالت طلبت من الناس من أصحاب القردة ولكن لم يستجب لي أحد فذهبت بنفسي للحديقة وطلبت من الحارس فيها أن يعطيني فرفض وقال لا يستطيع فاستأذنته أن يسمح لي بأن أقترب من القفص الذي فيه القرد وصرت أعطي القدر الحبوب من خارج القفص الى أن ألفني وبعدها طلبت من الحارس أن يفتح لي باب القفص وانا أدخل يدي للقرد الى أن وضعته في حجري وأنا أمسح على جسمه وعلى رأسه وعلى عينه وأخذت منه هذه الشعر فهذه شعرة قرد حقيقية أنا أخذتها من القرد .
    قال لها الشيخ زوجك لايريد منك هذا كله زوجك ماذا يريد منك ؟ إنما يريد كلمة طيبة من الصباح وكلمة حلوة في المساء ولا يريد منك كل هذه المعانات أنتي استطعتي أن تروضي حيوان !! أعتني بزوجك قليلا فقط وسوف ترين كم هو يحبك وكم ينجذب قلبه لك بدون جذبة ولا عمل ولا دجل.

    ــ علاج المشاكل بأن تعرف خصائص الجنس الآخر كجنس آخر وخصائصه الشخصية كشص معين وتتعامل معه بحسب خصائصه هو وليس بحسب خصائصك أنت , اذا تعاملت مع الزوجة بخصائصها على أنها أنثى سوف تعرف الطرق الى قلبها وعقلها واذا تعاملتي مع زوجك على أنه أنثى بحسب خصائصك لن تستقر لكما حياة فمعرفة الجنس الثاني أول محور لعلاج المشاكل بل هو الركيزة لحياة زوجية سعيدة وهانئة كلها حب كلها عاطفة كلها حنان كلها وئام

    المقدمة السابعة:

    ــ نقاط عامة لعلاج أي مشكلة:

    1: الهدوء: ونعني به التخلص من التوتر والغم بحيث يستطيع صاحب المشكلة أن يدرك ماحوله ويدرك فعله وردود فعله فإذا إطمأن أن عقله هو الحاكم في هذه المرحله ينتقل الى المرحلة الثانية.
    2ـ الصبر والتصبر : الصبر وسعة الصدر له أثره البالغ في إستيعاب الطرف الآخر وعلاج المشكلة وأما مع النفس القصير وسرعة الهيجان تزداد المشكلة سوء بدل علاجها وتنقلب الموازين فبدل الإصلاح إفساد وبدل التقرب للطرف الآخر تباعد عنه.
    3ـ الرفق في العلاج: كالمداوي للجروح المشفق فإنه لايلامس الجرح إلا برفق وعطف وحنان وكما في الحديث بالمضمون(ما وضع الرفق على شيء إلا زانه وما وضعة الشدة على شيء إلا شانته)
    4ـ الإستعداد لقبول الآخر: تقبل الحقيقة والعزم على تغييرها إن كانت سيئة وتقبل عذر الآخر.
    5ـ ترك التخمينات وعدم ترتيب أي أثرعلى الإفتراضات مالم ترها أوتسمعها من الطرف الآخرأو يكن لها مصدرها الطبيعي العقلي الشرعي
    6ـ الإعتراف بشخصية الآخر: بأنكما شخصان تشتركان في الحياة الزوجية ولستما شخصا واحدا فلكل واحد مساحة تخصه ( بمعنى قبول شيء من الإختلاف في الأفكار) .

    7ـ الإستماع الصادق والمجد للطرف الآخر وما يقوله في المشكلة .

    8ـ معرفة المشكلة :

    أـ وتكون بحصر المشكلات الحقيقية الكبيرة.

    ب ـ إختيار المشكلة الأهم فقط من بين هذه المشكلات وعدم التشعب حتى تعاج المشكلة تماما ولا تفتح مشكلة غيرها مباشرة وإنما تدرس المشاكل من جديد و تدرس متى تطرح المشاكل الآخرى.

    9ــ معرفة سبب المشكلة وخلفياتها, فإنه ذا عرف السبب الذي به وجدت المشكلة و أزال السبب فقد أزال المشكلة كلها أو جلها وتبقى فقط التبعات

    10ــ معرفة توابع وما يترتب على وجود المشكلة وبقائها حتى يكون دافع لعلاجها بجد ودافع لقبول الطرف الآخر وموجب لقبول بعض التنازلات في حل المشكلة.

    11ـ علاج المشكلة:

    أـ البحث عن الحلول المحتملة لأن المشكلة قد يكون لها أكثر من حل وأكثر من علاج.
    ب ـ إختيار أولا الحل الذي تكون آثاره السلبية أقل إن وجدت.
    ج ـ دراسة سلبيات هذا الحل إن وجدت ولو من الطرف الآخر والموازنة بينها وبين الحل وإمكان تخطيها .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    *1* الكافي ج5 كتاب النكاح باب حب النساء : عن علي ابن إبراهيم بن هشام , عن أبيه عن محمد ابن أبي عمير عن اسحاق ابن عمار قال ) قال أبو عبد الله من أخلاق الانبياء صلى الله عليهم حب النساء)

  • التكافل الاجتماعي ( 1 )

    التكافل الاجتماعي ( 1 )

    التكافل من القيم الإنسانية الفطرية و الإسلاميةالأصيلة.

    ــ يقول النبي (ص) : «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم».

    وقال رسول الله (ص) : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

    أولا: المقصود بالتكافل الاجتماعي: أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة, ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية وتلبية الحاجات المادية والمعنوية.

    ثانيا:مجال التكافل الاجتماعي:

    1ـ إدخال السرور على المسلمين بالإحسان إليهم وتفريج همومهم.

    2ـ السعي لقضاء حوائج المحتاجين.

    3ـ إطعام الجائعين.

    4ـ التكافل في جانب الثقافة والفكر والأخلاق.

    5ـ التكافل يتعدى الإحسان إلى الإيثار والتضحية.

    ــ فلا يقتصر التكافل على تأمين الحاجات الطبيعية واليومية فقط للمحتاجين، بل يمتد إلى عملية التمكين للفقير حتى يستغني،

    ثالثا: مفهوم التكافل لا ينطلق من الإحساس بالشفقة أو المنّة على الآخرين، بل هو شعور إنساني نبيل ينبع من قوله تعالى: (وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم)

    ويقول(ص) : (مثل المسلمين في توادهم وراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعا له سائر الجسد بالسهر والحمى)

    يقول الإمام الباقر(ع): «ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أشبع جوعهم وأكسو عريّهم وأكف وجوههم عن الناس، أحب إليّ من أن أحج حجة وحجة، حتى انتهى إلى عشر وعشر ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين».

    وفي حديث آخر عندما يقول له أحد الأشخاص إن الشيعة عندنا كثير، قال: «هل يعطف الغني على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيء؟ وهل يتواسون؟ فقلت: لا، فقال(ع) : ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هكذا».

    رابعا:فوائد التكافل الإجتماعي ( غير الحكومي):

    1ـ تشجيع المحسن والعامل بالخير.

    يقول أمير المؤمنين : (لايكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء فإن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ).

    2ـ التكافل يطور المجتمع روحيا أخلاقيا نفسيا ثقافيا

    3 التكافل يزرع الحب بين الناس.

    4 التكافل مطهر للنفوس ويكرس الفضيلة فيها.

    5ـ تسد الطريق أمام أفاعي الجشع المستغلين.