c حسين البلادي – الصفحة 19 – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

الكاتب: حسين البلادي

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 16

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ(30)

     

    مواصلة في هذه الايت التي تتحدث عن وحدانية الله و اثبات و حداينته ، و هذه الايات تشير الى النظر و التمعن و التفكر في السماوات و الارض و دلالتهما على وجود الله سبحانه وتعالى ،

    اولا : المفردات

    أَوَلَمْ يَرَ تعني اولم يتفكروا و لكن يعبر بالرؤية عن التفكر إذا كان التفكر في امر مادي إذا كان عن امر مادي التفكر في هذه الماديات و في هذا الوجود الذي يدرك بالحواس يعبر بالرؤية و المقصود بها التفكر في هذه الامور التي تُرى بالعين

    الَّذِينَ كَفَرُوا هم الوثنيون هذه الاية و يساق الايات التي تتحدث عن توحيد الله سبحانه و تعالى و ليس عن اصل الخلق لان اصل الخلق مسلم عند الوثنيين و لكن الاختلاف في قضية الربوبية و ادارة هذا الوجود

     

    كَانَتَا رَتْقًا قال الراغب في المفردات الفتق الضم و الالتحام خلقةً كان او صنعا في الامر الذي يكون مسلتصقاً بعضه مع بعض

    كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا  و قال الفتق الفصل بين المتصلين وهو ضد الرتق الفصل بين السماء و الارض هنا في هذه الاية

     

    وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء  الجعل هو الخلق بمعنى الجعل مدخلية للماء في خلق هذه المخلوقات التي لها حياة و ترى بالحس .

    ثانيا : المعاني

    • الاية تبين و تدلل ان الخلق لا ينفك و التدبير لا ينفك عن الخلق ، الخلق ، و التديبر نتيجته واحده فإذا قلنا بان الخالق واحد فإن التدبير كذلك و خلق السماء و خلق الارض و خلق الامور التي في السماء و الارض من الجبال الرواسي كما في الايتين التاليتين لهذه الاية كله دليل على ان هذا الخلق هو نفسه التدبير ، التدبير و الخلق متحدان فالذي خلقهما واحد الذي يديرهما واحد ،

    معنى  رَتْقًا  قال المفسرون انهما تعني كانتا شيء واحد فلم تكن هناك سماء لوحدهل و لم تكن هناك ارض متميزة وانما كانتا شيء واحداً لم تكن هناك اجرام كالارض او غيرها وانما كان شيء واحد ثم وهذا ايضا تؤيده النظريات العلمية ثم اجتمع الغبار شيء فشيء الى تكونت كتل وهي الاجرام السماوية من الارض و غيرها و قيل غير ذلك

    و قيل كَانَتَا رَتْقًا  بمعنى كانتا متصله كل واحده لنفسها السماء لوحدها و الارض لوحدها فالسماء كانت رتقا بمعنى كانت متصلبه او نفسها لا يخرج منها شيء لا ينزل منها الماء ، و الارض كانت رتقا بمعنى لم تفتق ولم يخرج منها النبات كانت لوحدها صلبة لا يخرج منها شيء ففتقناهما جعلنا الماء ينزل من السماء ، و جعلنا النبات بنبت من الارض ويؤيد هذا قوله في نفس الاية  وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ

    • قوله تعالى وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ما هو المقصود بالماء في هذه الاية تحدثنا عن هذا المعنى في هذه اية مشابهة لهذه في سورة النور الجواب ذكر المفسرون اكثر من معنى و اكثر من تفسير لكلمة الماء التفسير الاول الذي ذكره المفسرون ان الماء يعني النطفة ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق عن طريق التناسل و التكاثر الخلق الحي خلقه عن طريق التكاثر من نطفة اعترض من اعترض من هو من الخلق الحي من هو بسيط الخلية خلية واحدة ، و بعضها ينقسم انقسام الخلية الى اجزاء ثم يتكون خلق حي اخر من انقسام نفسي الخلية من غير ان يرجع الى النطفه و اُجيب على بإن هذا و ان حصل إلا انه في مرحلة لاحقة و أما المرحبة الالى من خلق الاحياء بعد الخلق الاول طبعا الاولى قبل انقسام الخلايا الخلق من نطفة فيكون الخلق من نطفة ،

    التفسير الثاني هو ظهور اول مخلقٍ من الماء ظهور المخلوقات اول ما ظهرت المخلوقات من الماء ، و الاحاديث تشير الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى اول ما خلق هو  الماء و يقول تعالى وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ  (1)   فكان اول الخلق هو الماء لذلك  وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ  يعني خلقنا الخلق من الماء فيقال بدأة الحياة و اوجدت الحياة قبل ملايين السنين من الماء قبل ثلاث الاف مئة مليون سنة بدأت الحياة توجد من الماء وجد الماء ثم تكون شيء فشيء تكونت الوجودات الاخرى ،

    التفسير الاخير هو ان الماء يشكل العنصر الاساسي في وجود الاحياء فهو يشكل 70 بالمئة من وجود كل حي كل حي من الاحياء نسبة الماء فيه نسبة كبية فتوجد الاحياء من هذا الماء بمعنى ان يكون الماء عنصر اساسي في وجود الاحياء و هذه التفسيرات لا تعارض بينها كلها تؤيد و تاكد على ان الماء عهنصر اساسي في وجود المخلوقات الحية له دخل في وجودها .

     

     

    الهوامش

    • سورة هود الاية 7

     

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 15

    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27)يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)

    مواصلة للحديث حول الشفاعة التي اشارة اليها هذه الايات ،

    اولا : معنى الشفاعة

    الشفع هو ضم الشيء الى مثله ان يضم شيء الى شيء فيكون الاثنين ويقال المشفوع شفع عندما يتحقق ويكون اثنين يقال له شفع كقوله تعالى  وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ  (1) الوتر واحد و الشفع هو  الاثنان ، و الشفاعة الانضمام الى اخر ناصر له ، و سائل عنه ، و اكثر ما يستعمل في انضمام  ما هو اعلى درجة وحرة الى من هو دونه فيعطي من هو دونه قدرة او حرمة او درجة او يخلصه من شيء ،

    الشفاعة في المصطلح هي السؤال في التجاوز عن الذنوب ذاك المعنى اللغوي و بصورة عامه ان يضم شيء الى شيء ويقال شَفَعَ ، و يقال شَفع اما الشفاعة المصطلة فهو السؤال عن تجاوز الذنب عن شخص فالنبي صل الله عليه و اله يشفع يوم القيامه يعني يسال الله سبحانه و تعالى ان يتجاوز عن المذنبين من المؤمنين .

    ثانيا : اصل الشفاعة

    بصورة عامه الشفاعة لمن تكون ؟

    • الشفاعة لله هذا هو الاصل و  لا يشاركه فيها احد ابداً ، وانما هي الاصل لله سبحانه ، و تعالى متفرداً بها فهو الذي يخلص ، و هو الذي يعطي ، وهو الذي يرفع الذنوب ، و ليس لغيره ان يشاركه فيها ابداً ولذلك ما يقال في الشفاعة للنبي انما هو ترشح من الله سبحانه و تعالى فهو لا ينافي التوحيد لذلك يقول الله تعالى    قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ  (2)    فله الشفاعة جميعا كل الشفاعة و جميع انواع الشفاعة هي في الاصل لله سبحانه و تعالى ، و لكنه يتفضل بها على يعض عباده لبيان درجتهم ومكانتهم ، و اعطائهم و رحمة ايضا بغيرهم .
    • الشفاعة للنبي صل الله عليه و اله ولكن هي ترشح من شفاعة الله سبحانه و تعالى فالنبي صاحب الوسيلة و الشفاعة الكبرى فيشفع ايضا للمؤمنين المذنبين إذا اذنبوا و يشفع ايضا للصالحين بمعنى يأتي في الكلام ، وهو مثلا لادخال الجنه و لرفعة الدرجات .
    • الاولياء من الانبياء و الائمة ايضا الاولياء لهم شفاهة ، و هي مترشحة الله و شفاعة النبي صل الله عليه و اله قال رسول الله صل الله عليه واله الشفعاء خمسه ،

    القران الكريم ، و الرحم ، و الامانه ، ونبيكم ، و اهل بيت نبيكم  (3) شفعاء فتجد عدد الشفعاء قد يزيد ، وقد ينقص لماذا ؟ لان الشفاعة لله في الاصل و هي للنبي صل الله عليه واله بعده و ايضا يكرم بها غيره فقد تذكر مصاديق اخرى ؟

    • الشفاهة ايضا للمؤمنين المؤمنون يشفعون روي عن امير المؤمنين سلام الله عليه قوله ، لنا شفاعة و لاهل مودتنا شفاعة خصال الصدوق الذين يودون ، و يحبون اهل البيت لهم شفاعة و قال رسول الله صل الله عليه و اله من تعلم القرآن فإستظهر فاحل حلاله و حرم حرامه ادخله الله به الجنه وشفعه في عشرة من اهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار الذي يقرأ القرآن و يستفيد من القرآن ويعمل بما جاء به القرآن من الحلال و الحرام ايضا يكون له نصيبٌ من الشفاعة   .
    • القرآن نفسه ايضا شفيع القرآن يشع ايضا لمن يقرأه عن امير المؤمنين سلام الله عليه في ذكر فضل القرآن قال انه ما توجه العباد الى الله تعالى بمثله افضل شيء تتوجه به الى الله القرآن و اعلموا نه شافع مشفع و قال مصدق وانه من شفع له القرآن يوم القيامه شُفع فيه يعني شفاعة القرىن مستجابة فيشفع فيمن يقرأ و يعمل به .

    6- الملائكة مشفعون ايضا يشفعون يستغفرون للمؤمنين و يدعون للمؤمنين وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ  (4)      يعني هناك استثناء لا تنفع الكافرين ، و لكن لمن يشاء الله و يرضى الله يجعلهم شافعين ، و تقبل شفاعتهم .

    ثالثا: و قت الشفاعة

    الشفاعة المصطلحة بهذا اللفظ ، متى تكون ؟ هل تكون خاصة بيوم القيامه او انها ابعد من ذلك السيد الطباطبائي يقول الشفاعة مثلا لا تكون في القبر و لا عند الموت مع ان الائمة او النبي صل الله عليه واله يحضر عند الوفاة و يحضرون في القبر و يخلصون الانسان من اهوال البرزخ و لكن يقول هذه ليست هي الشفاعة انما الشاعة المصطلحة و التي قصدها القرآن هي يوم القيامه .

    • الشفاعة عند الحساب يوم القيامه عند الحساب تكون هناك شفاعة فيشفعون توجد شفاعة بصورة عامه .
    • قبل دخول انار تنجيهم من النار ومن الدخول في النار هذه الشفاعة ايضا تنجي من دخول النار  ومن عذاب النار .
    • و تكون لمن هم في النار و هي المعروفه و الاكثر الذين يدخلون النار فتنجيهم الشفاعة من النار كما جاء في الحديث عن ابي بصير قال سمعت ابا جعفر يقول ان قوم يحرقون في النار حتى اذا صاروا حمماً ادركتهم الشفاعة بعضها فحما ادركتهم الشفاعة و هم في النار .

    رابعا : في ما تكون الشفاعة ؟

    • قيل الشفاعة خاصة برفع العقاب ، و ربما مال بعض الشعة لهذا الرأي او  كثير منهم قيل الشفاعة خاصة برفع العقاب ، العقاب الذي استوجب لشخص مذنب ترفع العقاب عنه اثار الذنوب قال رسول الله صل الله عليه و اله شفاعتي لاهل اكبائر من امتي الشفاعة لاهل الكبائر من امة الرسول ترفع الذنوب عنهم و قال صل الله عليه واله إذا قمت المقام المحمود تشفعت في اصحاب الكبائر تجد تتكلم الروايات عن الكبائر و الذنوب تشفعت في اصحاب  الكبائر من امتي فيشفعني الله فيهم و الله لا تشفعت في من اذى ذريتي الشفاعة في اهل الكبائر في هذه الاحاديث  تقول .
    • قيل شفاعة النبي صل الله عليه و اله اشمل من ذلك و اعم و توجد فيها ايضا روايات و احاديث و لكن اذكر العناوين
    • شفاعة النبي صل الله عليه و اله في ادخال الجنه لا احد يدخل الجنه حتى من الانبياء وتوجد روايات عندنا في ذلك إلا بشفاعة النبي صل الله عليه واله الاحاديث تقول لا يستغني احد حتى من الانبياء عن شفاعة النبي صل الله عليه واله ايضا رفع الدرجات و اعطاء المقامات حتى ترفع درجة الشخص يحتاج الى شفاعة النبي هنا نجد الحديث كله عن شفاعة النبي و ليس الشفعاء إدخال الجنه بشفاعة النبي رفع الدرجات بشفاعة النبي و التخليص من الحساب و على الصراط ايضا بشفاعة النبي صل الله عليه و اله و هذه كلها خاصة بشفاعة النبي و التخليص من النار و الاخراج من النار هذه ايضا شفلعة للنبي صل الله و عليه و اله و ايضا يشاركه فيها غيره من الانبياء و الاولياء والمؤمنين فسائر الانبياء و المؤمنون فهم يشفعون في مكن دخل النار سائر الانبياء غير النبي محمد و الالياء يشفعون و لكن شفاعتهم في التخليص من النار الاخراج من النار  بعد يدخل الشخص الى النار  ، و يعذب في النار تاتي الشفاعة شفاعة الشافعين فتخلصه من النار .

    خامسا : إشكالات حول الشفاعة

    • ثنائية الحساب و العقاب هنا اشكال يقول الذنب واحد فكيف يكون للمذنب المؤمن يرفع عنه و يخلص منه و نفس هذا الذنب ارتكبه الكافر لكنه لا يشفع له و لا يخلص منه فاين العدل عند الله سبحانه و تعالى يعاقب شخص على فعل و لا يعاقب شخص على نفس الفعل بنفس الخصوصيات الجواب ان الخصوصيات تختلف وجود الايمان عند شخص يجعله يختلف عن الشخص الذي ليس عنده ايمان كافر او معاند او  مصر فهو خارج عن هذه الخصوصيات ذاك الذي عنده ايمان تجد قلبه يختلف فيه نور و يحتاج الى مساعده فيرفعهذا العقاب عنه
    • و يقول الإشكال الشفاعة ممكنه في الامور الاعبارية يعني ياتي شخص و يقول ارفع عن هذا العقاب الاعتباري و لكن كيف هو بالنسبة للامور التكوينيه  الامور  التكوينيه التي هي نتيجة للذنب تتحقق يتجسد في يوم القيامه الانسان الذي ارتكب  ذنوب في يوم القيامه تتحقق و تتجسد على شكلو اخر ثعابين نيران افات الى غير ذلك هذه كيف تكون الشفاعة فيها الجاوب ان الشفاعة تعتبر في الامور التشريعية و الاعتبارية و طلب رفع العقاب الذي هو اعتبار و ايضا في هذه الامور التكوينيه ان تخلق قوة عند المشفوع له تقاوم هذه الاثار التكوينيه مثلا الذنب الذي يرتكبه الانسان يولد عنده ظلمه في قلبه الشفاعة هي نور تولد ضياء و نور و ضياء في قلبه تطفئ تلك الظلمة  هذا تكوين و هذا تكويني و ليس هناك إشكال .
    • الشفاعة سبب للتجري المشكل يقول و هذه من غيرنا دائما يقول هكذا إذا قلتم بالشفاعة إذاً الانسان المؤمن يستطيع ان يرتكب المعاصي الشفاعة للذنوب الكبائر إذاً هذا سوف يزنيو سوف يعمل وسوف يسرق و ينتظر يوم القيامة الشفاعة ما هو الجواب ان الشفاعة ليست معلومة لمن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر الشفاعة لم يذكر انها سوف تشمل هذا او هذا قد يرتكب إثنان ذنب و احداً و لكن ذاك فيه خصوصية تناله الشفاعة و هذا ليست فيه الخصوصية و لا تناله الشفاعة ما هي الذنوب التي يشفع ؟ فيها هل شقع عن الزنا لم يذكر هل يشفع عن السرقة ؟ لم يذكر هل يشفع عن الغيبة ؟ لم يذكر إذاً ما دام لم تذكر خصوصية الذنوب التي يشفع فيها فيبقى الانسان خائفا و ليس له اطمئنان ان يرتكب كل ذنب و لكن يبقى عنده امل عندما يرتكب ذنب ان يحصل على الشفاعة فهي تجعله في حذر، و ترفع عنه اليأس القنوط و الاطمئنان بدخول النار لانه لو كان مطئناً لو ارتكب الذنوب فسوف يدخل النار فإنه سوف يفلت و يرتكب و يقول لا حاجة لي كالشخص الذي يقال له انت  مريض لا تاكل كذا إذا قيل له انتهى و ليس لك مجال ان تشفىى سوف تموت تجده مثلا يفلت و يأكل كيف ما كان لانه لا يرجوا شفاء ولا يرجوا استمرار ايضا هنا كذلك .

    الهوامش

    • سورة الفجر الاية 3
    • سورة الزمر الاية 44
    • (المناقب لابن شهرآشوب )
    • سورة النجم الاية 26
  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 13

    الذين يعتبرون الملائكة الهة و انهم اولاد الله بنات الله ، الله سبحانه و تعالى ينفي هذا القول و يرد عليهم و قالوا اتخذ الله ولدا و هنا لو كان الله سبحانه وتعالى قد اتخذ اولاداً فإما ان يكون هو من ولدهم فيكون دليل على جسميته وانه جسم و إذا قلنا انه جسم فيلد فهو باطلاٌ في وجوده كواجب الوجود له لاجزاء و تتفرع عنه لاجزاء ، وهذا يدل على حدوثه ، ولا يصح ان يكون إله خالق للخلق او انه اتخذ اولاداص بالتبني كما يقولولون وكما في عصر الجاهلية و هو يدل على ضعفه و جاحته لغيره فيكون ايضا باطلا لانه فيه دلاله على حاجة الله سبحانه وتعالى لغيره و ان يتخذه ولدا ليأنس به و يدل ايضا كما يقولون على نهايته لا الذي يتخذ الولد هو الذي يريد الاستمرار في ولده ، لذلك عقبه مباشرة بقوله سبحانه و هو لتنزيه الله سبحانه وتعالى  عما يقولون فالله سبحانه وتعالى اجل و اعلى  من ما يقولون بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ و هنا تبين وصف الملائكة و انهم عباد لله وليسوا اولاداً لله و انهم مكرمون ، مكرمون بطاعتهم و عبادتهم لله سبحانه وتعالى و بهذه الطاعة تترشح عنها الاثار فيبلغون كمال الطاعة ، وكمال العبوديه فيكونون كما يصفهم لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ      و هذا هو كمال عبوديتهم ان لا تكون لهم ارادة إلا ارادة الله و لا يعملون عملاً إلا في طاعة الله لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ القول اي الارادة يقولون الارادة لا يسبقونه في اردة إذا ليست لهم إرادة إلا ما يريده الله سبحانه و تعالى فإرادتهم ارادة الله خالصة ،

     وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ قدم الامر في هذه الفقرة وهم بامره يعملون في اللغة و طبيعة الحديث انه ويعملون بامره الامر يكون مفعول به مؤخر يقولون إذا قدم المفعول به على الفعل و الفاعل يدل على الحصر وهم بامره يعملون يعني لا يعملون إلا بامر الله سبحانه وتعالى لبيان حصر عملهم ، و ارادتهم بارادة الله سبحانه وتعالى فهم كما يقول السيد الطباطبائي لا يعرفون النهي لا يحتاجون للنهي لانهم فقط يطيعون و لا يعصون فهو يدل على عصمتهم ،

    يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ و هو بيانُ انه تعالى انما اكرمهم لعلمه باعمالهم و علمه باقوالهم و افعالهم لهذا العلم الله سبحانه وتعالى يعلم بهم فاكرمهم ، و خصهم بهذه الكرامه وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ  وهو ايضا رد على الوثنيين لان الوثنيين قالوا يعبدون الملائكة و يعبدون الجن و يعبدن الالهة المتفرقة لماذا ؟ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ  (1)   يريدون الشفاعة من خلالهم فيعبدونهم فيقولون مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ 3 الزمر  فهم يعبدونهم و لا ينكرون وجود الله ، و انما يتخذون عبادة الملائكة و الاوثان التي هي تماثيل للملائكة يتخذونها يتخذونها طريقً لتقربهم الى الله زلفى الله سبحانه وتعالى يقول هذا خطأ وهذا شرك لله سبحانه وتعالى فتبين الاية لمن يشفع الملائكة الملائكة يشفعون و لا تنفي الشفاعة و لكن يشفعون لمن ؟ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ    إلا الشخص الذي هو مرتضى من جهة دينه و عقيدته يشفعون له و لا يشفعون لمن يشرك ويشرك بمن ؟ يشرك بهم انفسهم الذين يطلبون منهم الشفاعة لله سبحانه و تعالى يشركون بهم الله إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ فان كانوا يؤمنون بالله و لا يشركون به الملائكة يشفعون لهم في بعض اخطائهم

    وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ  الملائكة ايضا مع ما مر من ذكر طاعتهم و اكرامهم من الله وعصمتهم إلا انهم أيضا يخشون الله و يخافون الله و هذا هو الامر الصحيح ان يكون المطيع لله مهما بلغ طاعته لله لابد ان يكون خائفا من الله و هذا ايضا نراه في الحديث و الايات عن الائمة وعن اهل البيت و عن الاولياء إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا  *  فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا  (2)    مع كل ذلك يقولون نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا   و الله يؤمنهم في نفس الايات و لكنهم يخشون الله فالطاعة لله الحقيقة لله سبحانه و تعالى لا تنفصل عن الخشية

     ثم تقول الاية ،

    وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ  (3)   

    يعني لو قال الملائكة انهم الهة من دون الله سبحانه وتعالى لان لهم العقاب و العذاب مع انهم لا يقولون ، و الاية لبيان ان الملاكئة لا يدعون ذلك الاية تقول الملائكة لا يدعون أنهم الهة من دوم الله ولو كانوا يدعون لاستحقوا العقاب ، و هذه شرطية و الشرطية لا تعني وقوعها كما في قوله تعالى مثلا وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  (4)   ليس معناه ان النبي يشرك وانه سوف يقع منه الشرك و لكن تقول هكذا انه لو كان الشخص المطيع مشرك لاستحق الملائكة لو ادعت انها الهة لاستحقت العقاب لمكنها لا تدعي ،

    اخر نذكر ايات في الشفاعة ،

    • من الايات الداله على الشفاعة بلفظها هل هناك ايات تدل على الشفاعة او لا ؟ هناك ايات من ضمنها

    يقول تعالى    لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا  (5) يعني إذا اتخذ شخص عهدا عند الرحمن و العهد هو الايمان كان مؤمن عند الرحمن مرضيا عند الرحمن فله ان يشفع يستحق ان يكون شفيعا

    ويقول تعالى يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا  (6)   من رضي له الرحمن قولا إذا كان مرضياً عند الله و قبل قوله يعني عمله فإنه يكون شفيعا يوم القيامة يستحق ان يكون شفيعاً هذه ايات ولكن البعض ربما يفسرها هكذا او هكذا

    نذكر ايتان في وقوع الشفاعة في الدنيا قبل الاخرة ،

    كما في قصة يوسف اخوة يوسف يطلبون من ابيهم ان يستغفر لهم  قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ  (7)  هذه الاية كيف تكون دليل على الشفاعة البعض يقول لا تحتاج الى شفاعة يكفي ان تتوب و تتوجه الى الله سبحانه و تعالى هناك بعض الذنوب ربما تحتاج الى مدخلية ايضا إذا كان الشخص يعصي او يرتكب بعض المعاصي ومن الكبائر يحتاج الى طرف اخر يعضده يسنده وهنا نجد اخوة يوسف يطلبون من ابيهم ان يستغفر لهم لا ان يعفو عنهم هو ، وانما يستغفر الله ، و يعقوب النبي يؤخر الاستغفار الى وقت السحر و يستغفر لهم و يطلب من الله سبحانه و تعالى ان يغفر لهم ،

    ايضا في ارجاع المذنبين للرسول صل الله عليه و اله الى يامر المذنبين إذا اذنبوا ان ياتوا للرسول و الرسول يستغفر لهم يعني يكون شفيعاً لهم واسطة لهم معهم الشفيع هو ان يضم شيء الى شيء فالنبي يضم دعائة و استغفارة فيستغفر الى الله فيغفر الله لهم وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا  (8) فإستغفر لهم الرسول هنا شفاهة ايضا و تقع هذه الشفاعة ايضا في الدنيا و ياتي الحديث ان شاء الله فلسسفة الشفاهة

    الهوامش

    • سورة يونس الاية 18
    • سورة الانسان الايتان 11-12
    • سورة الانبياء الاية 29
    • سورة الزمر الاية 65
    • سورة مريم الاية 87
    • سورة طه الاية 109
    • سورة يوسف الاية 97
    • سورة النساء الاية 64

     

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 12

    لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)

    في هذه الاية نواصل الحديث الذي هو مرتبط من جانب العقائد وإثبات حكمة الله سبحانه وتعالى

    اولا : ما هو السؤال و ما هي حقيقته لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ الجواب عن جهة الحكمه في الفعل ولماذا فعل كذا ولم يفعل كذا عندما تجد افعال يتبادر الى السؤال لماذا هذا الفعل هكذا فهل ان افعال الله يسأل عنها او لا يسأل عنها الاية تقول لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون غير الله سبحانه وتعالى يسأل عن فعله اما الله فإنه لا يسأل عن افعاله لان افعاله تقتضي الحكمة كما ياتي .

    ثانيا : لماذا لا يسأل  عن ما يفعل ؟

    • لان افعاله سبحانه وتعالى مبنيه على الحكمة فلا يتصور فيها الباطل الله سبحانه وتعالى في افعاله لا يُتصور فيه العبث و الباطل وغنما افعال الله كلها مبنيه على الحكمة ولو فرض فيها العبث او الباطل لانتفى وجود الله ولا يمكن اثبات وجود الله لان الباطل لا يمكن ان يكون من واجب الوجود الذي هوو خلق الوجود و هو غنياً عن الوجود فكيف ياتي بباطل و الباطل لا يمكن ان يصدر منه الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ (1)    الذي احسن كل شيء في خَلَقَه خلقهُ مبني على الحكمه لا يسألأ لان افعاله كلها مبنيه على الحكمة
    • او لانه لا غاية له خارج ذاته ليستكمل بها تبارك وتعالى وتنزه عن اية تكون خارج ذاته فهل الله سبحانه وتعالى في خلقه الخلق و إدارته الخلق و ربوبيته للخلق غاية يستفيدها هو من خارج ؟ ليس هناك غاية و إلا لو كانت هناك غاية  لكان نقص عند الله سبحانه وتعالى  فلا غاية له في خلقه  الا في ذاته هو فليست هناك غاية خارج ذاته فلا يسأل عن فعله في ذاته .
    •  البعض قال لان غير الله اذل من ان يسأله احقر من ان يساله هو صاحب الكبيرياء و العظمه وهو القادر و لا يمكن ان ياتي  غيره فيسأل وهذا الجواب هنا ليس دقيق والجواب الاول هو الصحيح لان افعاله مبنيه على الحكمه فلا يمكن   ان يسال لماذا فعل لان كل فعلٍ فعله انما هو فعله لحكمة فيه .

    ثالثا : وَهُمْ يُسْأَلُونَ لماذا وهم يسالون عكس ذلك

    • لان صدور الباطل و العبث ممكن لانه يمكن ان يصدر العبث و يصدر الباطل منهم لذلك يسالون لماذا تفعلون هذا ولماذا فيحتاج الى تبرير لافعالهم .
    • لا ن غايتهم مع نقصهم هي اتمام النقص مع كثير من الجهل لما له دخل في ذلك غية من ياتي بفعلٍ غير الله سبحانه وتعالى انما هو ليتم نقصه ليتكامل حتى الاولياء ليتكاملواث يُسال غير الله سبحانه و تعالى عن فعله ثلاثه لوجود التزاحم بين الماديات التي قد يرجح منها ما هو اسهل وما يحقق له هدف اكثر في تصوره لماذا اخترت هذا ولم تختر هذا

    رابعا :  المقصودون ب وَهُمْ يُسْأَلُونَ من هو الذي يسال ؟ الله سبحانه وتعالى لا يسال عن ما يفعل ومن هم الذين يسالون ؟

     

    قيل

    • الالهة مقابل لنفي الله لان الحديث عن الله في جهة و عن الالهة في جهة فقال القائل انه نفي السؤال لله سبحانه و تعالى و اثبات السؤال للالهة انه  وهم يسالون عن افعالهم  على فرض قدرتهم  على الافعال و الربوبيه و التدبير .
    • هم الناس الذين يسالون عن افعالهم لماذا ؟ لان الالهة لا تستطيع و ليس هناك الهة حقيقة ليس هناك من يدير العالم حقيقة فليس هناك سؤال لهم و انما السؤال للناس و هم يسالون يعني البشر يسالون عن افعالهم
    • الالهة و الناس و المعنى يكون الله سبحانه وتعالى لا يسال عن افعاله و غيره يسال عن افعاله كل موجود غير الله سبحانه و تعالى سواء عهو انسان او غير انسان او الهة هو الذي يسال عن فعله و الله لا يسال عن فعله

    خامسا : التحسين و التقبيح العقليين هذه اللاية ترتبط ببحث عقائدي و هو التحسين و التقبيح العقليين استدل بها الاشاعرة و من استدل بها على امكانية الافعال القبيحه من الله سبحانه وتعالى وهنا نتحدث في بيانها بإختصار ،

    • التحسين النقبيح العقليين هو ان العقل يدرك بعض الافعال انها حسنه و بعض الافعال انها قبيحه ، العقل يدرك ان الظلم قبيح و ان العدل حسن العقل يدرك هذا يعني لو جائك شخص مثلا   و قدم لك ورده و ضربته مقابل ذلك يقولون هذا فعل قبيح ليس صحيح و لا يحتاج الى ان يشرعه الله ، او تؤمن بشريعة الله حتى تدرك هذا يدركه المؤمن و الكافر المسلم و غير المسلم الجميع يدرك ان هذا الفعل قبيح و ذاك فعل  حسن هذا يذكره العقلاء و الفلاسفه و المتكلمون و العدليه ، العدليه يعني الشيعه و المعتزله يسمونهم العدليه الذين يقولون بالعدل و الاشاعرة الذين لا يقولون بالعدل و السنه و الجماعه  السؤال عن هذه الافعال علة التحسين و التقبيح يقولون الافعال تنقسم الى اقسام فعل يكون هو علة في نفسه لنحكم عليه انه حسن او نحكم عليه انه قبيح كالعدل ، العدل نحكم عليه انه حسن في كل زمان العدل حسن وضع الشيء في موضعه حسن الظلم قبيح في ذاته من كل احد الظلم قبيح يدركه الانسان فالفعل هو علة تامه للتحسين و التقبيح الفعل الثاني ما يكون مقتضيا للتحسين و التقبيح هو في نفسه مقتضي و لكنه ليس تام كالتعظيم و التحقير عندما تعظم اشخاص هذا التعظيم في ذاته ليس تاما يكون دائما حسن ولكن  كانما نقول قابليه يعني مقتضي ان يكون لو خلي و نفسه لحكمة على التعظيم انه حسن ولو خلي التحقير و نفسه لحكمة عليه انه قبيح و لكن لو دخلت عليه امور مثلا تعظيم الظالم او  المجرم تجده انه ليس حسن دخل عليه عنوان اخر فغير هذا المقتضي فغيره التحقير قبيح و لكن تحقير من يحقر الناس و يهين الناس لا يكون قبيح دخل عليه عنوان اخر وهناك افعال ليست هكذا و ليست هكذا  في نفسها لها قابليه ان تكون حسنه و لها قابليه ان تكون قبيحه كالضرب الضرب ، شخص يضرب انسان إذاء للناس يكون قبيح شخص يضرب ولده تاديبا يكون حسن فله قابليه هكذا و هكذا .
    • كيف يدرك العقل حسن بعض الافعال وقبحها يقال ان الانسان فيه جانب مثالي في روحه في ادراكه فيه جانب علوي يدرك هذه الافعال الله سبحانه وتعالى فطره على هذه الفطره وهو ديرك هذه الافعال .
    • استدلوا على نفي التحسين و التقبيح العقليين الاشاعرة و الذين لا يقولون بعدل الله استدلوا على نفي التحسين يقولون ليس هناك شيء اسمه تحسين و تقبيح بالعقل الله سبحانه وتعالى اذا قال هذا حسن نقول هذا حسن و اذا قال هذا قبيح نقول قبيح و قبل ان يقول الله ان هناك افعال حسنه او افعال قبيحه نحن لا ندرك شيء يقولون هكذا و استدلوا على هذا الرأي و قالوا بالامكان صدور الظلم من الله تعالى بماذا ؟ قالوا لان الله يفعل ما يشاء فيمكن ان يظلم و غير ذلك وقالوا ان قلت انه لا يفعل بعض الامور قيدت الله يعني جعلت قدرة الله محدوده إذا قلت ان الله لا يظلم يعني الله صار محدود القدرة فيقولون هكذا و استدلوا بهذه الاية لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ يقولون هو لا يسال ، وكل شيء يفعل و لا يسال  وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ  (2)  يقولون الله سبحانه وتعالى هو يختار  و يخلق ما يشاء و ليس لاحد ان يعارضه  الجواب باختصار ان هناك فرق بين القدرة و الفعل الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء و لكن ليس كل قادر على شيء لابد ان ياتي به كم من الامور القبيحه نحن لا نقوم بها وكم من الاكلات القبيحه نحن لا ناكلها العذر و القذارة ندرك قبحها و لا ناكلها ونحن نسطيع فليس معنى ان يكون قادر ان يفعل كل شيء و كما يقول امير المؤمنين سلام الله عليه وانما يحتاج الى الظلم الظعيف الذي يحتاج الى الظلم و التجاوز الذي يكون فيه خلل فيه نقص ليسد هذا النقص الله سبحانه تعالى غني عن ذلك كله غني قادر وهو يضع الامور في موضعها .
    • فوائد التحسين و التقبيح

    وجوب معرفه الله لماذا ؟ لانه نحتاج الى شكر المنعم تعلم اننا في نعم فلنشكر المنعم وجب علينا ان نبحث عنه لنبعد انفسنا عن الضرر المحتمل الذي يدعيه الانبياء  الانبياء قالوا هناك جنه و نار قالوا هناك نار ليس ب100  سنه و لا 200 سنه ملايين السنين ليس لها نهاية خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ  (3)  هذه النار محتمله العقل يقول هذا تركه قبيح كما انك لو خرجة في الشارع  وانت تسير في الشارع و قيل لك هناك يوجد حيوان مفترس هل تذهب او تتاكد العقل يقول تاكد ان الطريق آمن ثم اخرج هذا العقل لذلك تجب المعرفه ،

    لزوم التكليف ايضا نثبت انه لا بد ان يرسل الله انبياء لان الله خلق لهدف لانه ليس عابث فإذا كان ليس عابث فلا بد ان يخلق الناس لهدف و لا بد ان يرسل الانبياء و لا بد ان يكون اللانبياء معصومين ، ايضا اثبات الاخلاق لان الاخلاق ثابته في كل وقت عدل الخالق و عدم الظلم ومنه قبح العقاب بلا بيان انه لا يمكن الله سبحانه تعالى ان يعاقبنا لم يبين لنا الاحكام لم يبين لنا امور و ياتي يوم القامه و يعاقبنا على شيء نحن لم نفعله لاننا لم نعلم حكمه لم يبين لنا حكمه ،

    الاختيار و عدم الجبر لا يمكن ان يجبرنا الله كما يقولون ان الانسان مجبور ان يجعلنا الله مجبورين ( القاه في الايم و قال اياك اياك ان تبتل بالماء يلقينا و يجعلنا نرتكب المعصيه ثم ياتي ليضربنا و يعذبنا و يعاقبنا و يدخلنا النار هذا مستحيل ،

    لا تكليف بغير المقدور ايضا ، يثبت الله سبحانه وتعالى يكلف  انسان و لكن بقدرته .

     

    الهوامش

    • سورة السجده الاية 7
    • سورة القصص الاية 68
    • سورة هود الاية 107

     

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 11

    لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)

     

    لو كان في السماوات و الارض الهة متعدده لفسدت السماوات و الارض لوجود التنافي بين الالهة و التضاد في ارادتها و التضاد في متعلق ارادتها كما ياتي ،

    فحديثنا حول هذه الاية و توحيد الله سبحانه وتعالى ،

    • الايمان بوجود خالق واحد لا خلاف فيه انما الخلاف في تعدد الارباب لا يتختلف الوثنيون عن الموحدين في توحيد الخالق فيتفقون على الخالق و انه واحد وانما يختلفون على تعدد الارباب و الالهة التي تدير الكون و تدير و تدبر المخلوقات و لذلك يقول تعالى   وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ  (1)

     و قوله تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ  (2)  فهذه تبين ان المحور الحديث حول تعدد الالهة انما هو في تعدد الارباب و ليس في تعدد الخالق الواحد .

    • الالهة في نظر المشركين و الوثنيين الالهة هم  الملائكة و هم الجن و الكواكب و الارواح المقدسة فيعبدون الشمس و يعبدون القمر و يعبدون الجن و يعبدون الملائكة بتصورهم انهم هم الالهة و هم الارباب الذين يديرون العالم و يؤمنون في نفس الوقت ان هذا الالهة هم مخلوقون لله سبحانه وتعالى ، و لكن الله فوض اليهم ادراة العالم و الوجود و الخلق ، و انعزل عنهم فهم مستقلون في الادراة بعد تفويضه وهنا الاشكال الذي هو شرك ،

    اما ان يقال مثلا  الله سبحانه وتعالى  اوكل الى اشخاص ان يعملوا و لكن بتسديده هو وباعطائه هو وبقدرته هو فليس هناك اشكال ولكن الاشكال هو ان هؤلاء يقولون ان الله فوض تدبير الامور  الوجود والعالم الى الهة و انعزل عنهم فليست له سلطة في ذلك كما مر .

    • اول من ادخل الوثنيه الى مكه هو عمر ابن لحي كان من خزاعة و كان سيد مكه كان من سادات العرب يعد اول من غير دين ابراهيم الحنفيه و الذي كان يقوم على التوحيد حيث انه  ادخل الاصنام لتعبد من دون الله في الجزيرة العربيه عندما ذهب الى الشام ورءاهم يعبدون الاصنام فسالهم قالوا نستمطرهم فيمطروننا و نستنصرهم فينصروننا فطلب منهم ان يعطونه صنم و قيل انه هبل و جاء به الى مكه و وضعه للعبادة  فصارت الوثنيه
    • ما هي علاقة الاصنام بالالهة الاهلهة كما يقولون جن ملائكة كواكب اوراح مقدسه إذا ما هي إذاً ما هي هذه الاصنام ،الاصنام هي تماثيل تمثل الالهة فيعبدون هذه الاصنام باعتبارها واسطة و وسيله لتلك الالهة التي هي في السماء و لا يعتقدون ان الصنم نفسه هو الذي يضر و ينفع وانما يقولون انما هو تمثال لتلك الالهة التي هي في السماء فيعبدونها و تكون عبادتهم لتلك الالهة .
    • التوحدي في القران ، القران الكريم ركز على التوحيد وذكر انه يستحيل ان تكون هناك الهة متعدده فيقول تعالى  وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ  (3)  يثبت ان الاله و المعبود و الذي يستحق العبادة هو واحد و قال تعالى  وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ النحل 51 و قال تعالى  لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ (4) القران يثبت ان الاله واحد ثم في ايات كما هي الاية التي  نتحدث فيها تبين ان القول بالتعدد ينافي هذا الوجود  و يفسد هذا الوجود ،

    يقول تعالى    مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ    (5)  لو كان هناك الهة متعدده  لم يكن هناك انسجام و لكان يعلوا بعضهم على بعض و هناك اعمق من هذا الحديث في البراهين الفلسفيه انه لا يمكن انه لا يمكن ان يكون موجوداً من الاساس يعني لا يمكن ان يكون هناك واجب الوجود مع وجود هذا التنافي .

    • التوحيد في الحديث الاحاديث كثيرة في هذا المجال عن الامام الصادق سلام الله عليه قال فَلَمّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً وَالْفَلَكَ جارِياً وَالتَّدْبِيرَ واحِداً وَاللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَلَّ صِحَّةُ الْأمْرِ وَالتَّدْبِيرِ وَائْتِلافُ الْأَمْرِ عَلى أنَّ المُدَبِّرَ واحِد (6) عندما ترى الامور متناسقه كلها مع بعضها البعض تعلم ان الرب واحد و ان الذي يديرها واحد فلو كان هناك اختلاف لراية الاختلاف في ادراة هذا الكون .
    • برهانية الاية ، الاية تقول لو كان هناك الهة متعدده لابطل بعضها بعض لابطل بعضها فعل بعض كان هناك تنافي بينهم وفسدت القوانين قسم مثلا يريد ان يجعل الجاذبيه بهذه الطريقه الهة تريد بصورة اخرى فهذا يفسد بعضه بعضا و لتعميق اكثر باختصار يقال انه كان هناك الهة متعدده فيسال هذا السؤال هل هذه الالهة كل اله يستطيع ان يفعل ما يريد حتى لو كان منافيا للإله الاخر او لا يستطيع فإن كان كل واحد يفعل ما يريد حتى لو كان مخالف للاخر فيعني ان هذا قادر و قوي و ذاك ضعيف و يدل على العجر و إذا كان و إذا كان عاجزا إذا فليس هو اله ولو افترضا ان كل واحد عاجز امام الاخر ثبت العجز ايضا ولو افترضا ان اله واحد قادراً فقط الباقي عاجز ان يفعل ما يريد إذا ذاك ليس اله و ثبت المطلوب ان الإله واحد و هو الذي يدير و هو المتصرف في هذا الوجود وهو الله سبحانه وتعالى و تعقب الاية فتقول اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ فسبحان اللله و تعالى الله و تنزه الله عن هذا الوصف الذي يصف ان هناك الهة اخرى مع الله لانه مع الاعتقاد بوجود الهة لا يمكن ان يكون الله موجود لانه لمجرد ان يكون هناك اله مع الله يعني واجب الوجود لزم من كلٍ منهما كما يقولون في العقائد التركيب و إذا لزم التركيب لزم الافتقار في كل الهة افتقار و إحتياج الى اجزائه وإحتياج الى المكان و إحتياج الى تركيبه و مركبه و النتيجه ان لا يكون الاله أ موجود و لا الإله ب موجود فينفي وجود الخالق و واجب الوجود و الضرورة تقتضي ان هذا الوجود متحقق موجود فإذا كان موجود فكل هذه الاحتمالات باطلة فيثبت ان الاله واحد و هو الذي يدير الكون خلق الكون و يدبر الكون و هو الاحق بالعبوديه و الالوهية 

     

     

    الهوامش

    • سورة الزخرف الاية 87
    • سورة الزخرف الاية 9
    • سورة البقرة الاية 163
    • سورة المائدة الاية 73
    • سورة المؤمنون الاية 91
    •  الأصول من الكافي / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۸۱
  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 10

    وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (21لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)

     

    هذه الايات تعقب على هادفيه الخلق كان الحديث عن هادفيه الخلق وان الله خلق قاصداً لغاية و ليس عابثاً او لاعباً و هنا تبين ان الذي خلقها هو الله سبحانه وتعالى و هو رب واحد وهو مدبرها وربها و ليس هناك من يشاركه في ذلك ،

    اولا: المفردات

    • وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ

     

    ومن عنده هم المقربون من ملائكته او من ملائكته و اوليائة المقربين هم الذين يكونون مخصوصين بمنزلة القرب من الله سبحانه وتعالى ،

     

    وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ اي لا يعيون ولا يتعبون ولا يملون فهم دائمي العبادة لله سبحانه وتعالى لا ينقطعون ابدا ، ولا يظهر تعبهم و لا مشقتهم ولا يعيون في ذلك فهي مأخوذه من حسر عن ذراعه إذا كشفها فهم لا يكشفون و لا تنكشف تعبهم وانما هم دائمي العبادة و الانقطاع لله سبحانه وتعالى و يفسرها ما بعدها من قوله يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ دائم التسبيح لله سبحانه وتعالى لا يملون ولا يفترون من تسبيحه ،

     

    آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ اي الاصنام التي يظنون بقدرتها ، وحاكميتها ،

     

    هُمْ يُنشِرُونَ اي يحيون النسا و يبعثونهم يوم القيامه هذه المفردات

     

    ثانيا : المعاني

    وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ هنا رد على توهم محدودية قدرة الله سبحانه وتعالى لدفع هذا التوهم وان هناك اناس خارجون عن سلطة الله وقدرته فتجيب الاية بإن المالكية لله سبحانه وتعالى وكل شيء في وجوده قائماٌ بالله سبحانه وتعالى فليس هناك شيء خارج عن قدرة الله وانما كل شيئ تحت سلطة الله لانه هو الخالق كما يأتي فتبين انحصار المالكية في الوجود لله سبحانه وتعالى و ليس لاحد ان يشارك الله في مالكيته فهو المتصرف مالك ، ومتصرف في هذا الوجود ،

    مالكية الله سبحانه وتعالى هي مالكية حقيقة و ليس اعتبارية و المالكية الحقيقة تعني ان يقوم الوجود بمن اوجده دائما في العقائد نذكر مثال ونذكره من الامثله الموجوده الاضائة و الكهرباء هذه  الاضائة هي مستمرة وجودها و استمرارها  هذا الضوء  باستمرار الكهرباء فكل انٍ تجد فيه الضياء يختلف عن ما قبله لذلك لو انقطعت الكهرباء عنها انقطع فليست الكهرباء تبث هذا الضياء و تنتهي الكهرباء و انما هذا الوجود هو مستمر في خلق جديد يوجد وجود بعد وجود طبعا هذا المثال ليس دقيق وإنما هو للتقريب الله سبحانه وتعالى يوجد الخلق و يبث الوجود في كل آنٍ و في كل لحظة فليس الوجود مستقل و ليس الوجود باقيا في نفسه يعني ليس ان الله اوجد هذا الوجود و ذهب الله لا و إنما هذا الوجود  وجوده دائما قائم بالله سبحانه و تعالى و هذه الاية ايضا تجيب على توهم الحاجة للعبادة  فتقول كل من في السماوات من الملائكة و غيرهم يعبدون الله ولا يستكبرون ومع ذلك فهو غني عن عبادتهم و ليس بحاجة لعبادتهم ، وإذا امر الناس ان يعبدوا انما امره من اجل مصلحتهم هم ترجع الفائدة للناس وليس لله سبحانه وتعالى ،

    وفي هذه الاية دلالة ايضا على وجوب الطاعة و لا يعفى منها قريب ولا بعيد ليس هناك شخص بلغ مرحلة من المراحل بحيث يقول انا صرت قريب من الله فلا احتاج للعبادة بل العبادة على الجميع وكلما كان الشخص قريباً من الله كانت العبادة منه اكثر و الخضوع اكثر ،

    يقول تعالى لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ  (1)  فيها يبين ان العلاقة بين الخالق و المخلوق و المالك و المملوك الحقيقي تختلف عن العلاقة بين المالك و المملوك الاعتباري المالك و المملوك الاعتباري تجد المملوك خاضع لمالكه ما دام هو بعيد و لكن كلما حضي بمنزلة و قرب كلما قل خضوعه و لم يطلب من الخضوع اكثر  واما في الملك الحقيقي فإن الشخص الذي يكون قريباً لله سبحانه وتعالى يكون خضوعه اكثر ومطلوب اكثر  فالاولياء يخضعون لله اكثر من غيرهم الانبياء يعبدون الله اكثر من غيرهم و يفرض عليهم بعض الامور التي لم تكن واجبة على سائر الناس ،

     

    قوله تعالى أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ  (2)

    فيها ام اتخذوا آلهة من الارض اي من جنس الارض من المعادن و الفلزات يعني اصنام وهو نوع من التهكم و الاستخفاف بهم كيف اتخذتم الهة من الارض ما هذه الالهة التي هي من الارض هل هي تخلق و تحي وتميت ؟

     

    فهو نوع من الاستهزاء بهم التهكم ليرجعوا الى انفسهم كما قال ابراهيم فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ  _(3)  فهو ارجاع للنفس ليتفكر الشخص تعبدون فلزات تعبدون اصنام لا تحي و لا تميت او انه من جنس المخلوقات ،

     

    مِّنَ الْأَرْضِ بمعنى من جنس  المخلوقات و هذا الجنس الذي هو من المخلوقات لن يختلف عن سائر المخلوقات ، و عن الناس فكيف يكونون ارباباً و آلهة للناس وهم من جنس المخلوق الذي يسأل كيف وجد ومن الذي وجده و من الذي يديره ومن الذي يعطيه الحياة ومن الذي يميته

     

    همْ يُنشِرُون ايضا دفع لتوهم بوجود الهة غير الله يحيون ويميتون و يحاسبون و هذا ما يعتقده الوثنيون فهم يؤمنون بوجود الله الاحد الخالق و لكنهم يعقدون بوجود ارباب متعدده وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ  (4)

    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ  (5)

    يؤمنون بان الخالق الله سبحانه و تعالى و لكنهم يؤمنون ايضا بتعدد الارباب يقولون الله سبحانه وتعالى خلق الخلق و بعد ان خلقهم تركهم لالهة و لارباب يديرونهم و إذا كانت هناك الهة تدير و ارباب تدير  الخلق فهي تحيينا و هي تميتنا و هي تدير امورنا فلا حاجة لطاعة الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى اوجد الخلق و انتهى فلا حاجة له هنا ترد عليهم الاية و تقول

    هُمْ يُنشِرُونَ هل هم يخلقون

    تقول إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ (6)    فهي ترجع وتحصر حق العبوديه بمن يخلق و ليس بمن يدير توهماً و لا يمكن ان يدير الخلق إلا خالقهم حقيقةً و ليس توهماً .

     

    • سورة الانبياء الاية 19
    • سورة الانبياء الاية 21
    • سورة الانبياء الاية 63
    • سورة الزخرف الاية 87
    • سورة الزخرف الاية 9

    سورة الحج الاية 73

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 9

    وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ  *   لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

     

     

     

    • اللعب وهو الفعل المنتظم المرتب ولكن لغاية خيالية تناسب الصبيان و الاطفال انهم يتصورون امور و يلعبون من اجلها
    • اللهو هو ما تنشغل به عن ما يهمك اللهو هو ان يلهو الانسان عن أمر مهم وينشغل بامر  ليست له اهمية فيسمى لاهياً عن ما يهمه ،
    • نقذف ، القذف هو الرمي من بعيد
    • فيدمغه الدمغ وهو شج الرأس حتى يبلغ الدماغ دمغه إذا اصاب دماغه
    • بالحق الحق هو الثابت العين الشيء الذي يكون ثابتً مستقرً هو الذي يسمى حق و المتغير المتحول هو الباطل ، الباطل هو غير الثابت و ان تشبه بالحق بعض الاوقات ترى شيء يشبه الحق ، ولكنه باطل لذلك يقول امير المؤمنين سلام الله عليه سميت الشبة شبة لانها تشبه الحلق

     

    ثانيا : المعاني

     

    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ بل تقذف تشير الى قوة الادله كانها مقذوفه ، الادله بقوتها التي جاء بها النيب صل الله عليه و اله من بادئ هذه السورة في احتجاجه على الكافرين و ذكر لهم الادله الدامغه التى لا يمكن ان يقف منصفٌ امامها هذا الوجود وهذه السماوات و هذا التغير الى اين يكون فلا يمكن للعاقل ان يقول ان هذا من غير غاية ومن غير هدف

    و نقذف فعلٌ مضارع يدل على استمرار الفعل كسنه الاهيه ، سنة الاهية ان الحق كلما صادف الباطل  انتصر الحق بل ناتيكم بالبراهين و الادله لنثبت لكم ان وصفكم لا يصمد امام الحق ما تصفون من الباطل و ان الدنيا عبث لا يصمد ولا يثبت امام الحق ،

     

    وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ و هذا من لوازم الحق انه يدحض الباطل و يهزم الباطل و ينكل بالظالمين ، هناك هزيمة لباطل ، و انتصار للحق ن و هناك ترتب و لوازم اخرى ان الذي يكون في الباطل و يصر على الباطل بنكل به و الويل له و العذاب له و لجميع الظالمين الذي يكون ظالم فهو في طرف الباطل ولا بد ان يصله العذاب ،

     

    ثالثا : امثلة للحق و الباطل من القران

    • امثلة للحق

    ما هو الحق ؟  ذكرنا الحق هو الثابت و اكثر شيء يكون حق هو الله سبحانه وتعالى ،

    يقول تعالى بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ  (1)

    ليس هناك حق بعد الله سبحانه وتعالى الحق الحقيق هو الله فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ  (2)  الحق الحقيقي الذي هو ثابت لا يتغير و لا يتاثر الله سبحانه وتعالى ، و كل شيء له من الاحقيه بمقدار ما له من الإتصال بالله سبحانه وتعالى و بقدر و بقدر ما يكون مبتعد عن الله يكون باطل ،

     

     ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ  (3)

    وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ  (4)

    و الذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق  هذا إيحاء ، و علم ، و وحي من الكتاب ، وهو حق لانه من الله سبحانه وتعالى وهو اكثر شيء اتصال بالله ،

    أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ  (5)   

    و يقول تعالى   هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  (6)

    فهذه امثله للحق ان الحق يبتدأ من الله سبحانه وتعالى ، و كل شيء متصل بالله فهو حق ، و كل شيء بعيد عن الله فهو باطل

     

    • مثال للباطل

    الباطل هو المتحول المتغير و هذه الدينا هي باطل يقول تعالى عْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  (7)

      هذه الحياة الدنيا كمثال و امثله اخرى كثيرة الحياة الدنيا لعبٌ و اللعب مر في الاية التي نتحدث فيها انه باطل لانه له غاية خيالية و ليس حقيقي هو لعب الاطفال ، الاطفال يتخيلون امور و يسرحون ويركضون لعبً في ما يتخيلون فقط فالحياة الدنيا لعب و لهو يعني ينشغل الانسان بالحياة الدنيا عن ما يهمه و هو الحقيقي و الاخرة ،

     

    وَزِينَةٌ الحياة ايضا زينة ما هي الزينة ؟ الزينة هي التي توضع على الشيء ليقصد غيرها كما تضع المراة الزينة عليها لتقصد هي و ليس الزينة فالزينة هي تضليل فالزينة هي تزويق فقط ويراد غيرها فيقع غير ما قُصد و تفاخرٌ ايضا ثم من هذا التفاخر يتلاشى كل شيء ويكتشف الانسان كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ الكفار يعني الزراع يعجبهم النبات إذا سقط الغيث ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا و ينتهي و يتلاشى إذاً الاية تقول تعلقتم بأمر فانٍ و ليس له استقرار و ليس له ثبات وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ الحياة الدينا هي باطل متاع الغرور ما هو الغرور هو اما ان يكون المعنى انها متاع الخديعه المخدوع المغرور او انه متاع الفتاة المراهقة الغرور يعني البنت المراهقة يكون خداع للبنت المراهقة التي تتاثر بالامور بسرعه .

     

     

    • الحق يثبت و الباطل يزول دائما هكذا إذا صادف الحق مع الباطل الحق يثبت و الباطل يزول،

     

     يقول تعالى  أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ  (8)  

    هذه الاية تعتبر عند المفسرين كالسيد الطباطبائي و غيره من الايت التي تكون مرجع لكل شيء هذه الاية تبين ان الله سبحانه تعالى ينزل الفيض من السماء و هذا الفيض من السماء يسيل كيف يسيل ؟

    ياتي للناس  وكل انسان ياخذ من هذا الفيض بقدره كم عندك من استعداد تحصل ،

    (( الغيث كثير ينزل من السماء و لكن الناس ، القلوب اوعية))  و خيرها اوعاها السيول و الوديان مختلفه وما ينزل من الله الكثير و كل وادي يأخذ من فيض الله بقدره ثم تكون فيه الفوائد و يكون فيه الباطل ، الباطل يكون هو الظاهر زبد و لكنه يتلاشى و يثبت الحق فهذه الاية تشير الى انه إذا وجد الباطل و الحق يثبت الحق و يزول الباطل و فيها فوائد كثيرة هذه الاية و منها مثلا ان الانسان إذا وجد شيء في بعض الاوقات هذه خارجه عن الموضوع إذا وجد كلام او اشاعة دائما يقال هذه باطل فإن كانت حق ستبين وإن مكانت باطل تنتهي فإذا وجدت مثلا كلام عن شخص معين او اتهام لشخص يأي شيء هذا الاتهام صاحبه لابد ان يكون مستقر لانه يعرف انه حق ام باطل فإن كان باطل فهو كالزبد يذهب يُتحدث فيه اليوم و غداً و بعد غد ثم يتلاشى ، و ينتهي و يثبت ، و يرسخ ما هو الحق الثابت فإذا التقى الحق و الباطل ثبت الحق و ذهب الباطل

    الهوامش

    • سورة الحج الاية 62
    • سورة يونس الاية 32
    • سورة الانعام الاية 62
    • سورة فاطر الاية 31
    • سورة الرعد الاية 19
    • سورة الجاثية الاية 29
    • سورة الحديد الاية 20
    • سورة الرعد الاية 17

     

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 8

    وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ  *   لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

     

    في هذه الايت بيان ، و توضيح ان ما يصنعه الله ليس عبث ،

    بصورة عامة ما يخلقة الله سبحانه ، وتعالى من السماء او الارض ، و ما بينهما لم يكن عبثاً ، و لا لعباً ، و لا لهواً ، وانما هو لاجل غاية ، و في هذه الايات ايضا بيان لسبب العذاب الذي ينزله الله على الظالمين انه ليس عبثاً  بل هو سنة الله سبحانه و تعالى سنة كونية ان يقذف بالحق على الباطل فإذا التحق الحق ، و الباطل كان الحق منتصرا ، و الباطل مهزماً زاهقاً ، و في هذه الايات ايضا دليلاٌ على ان خلق الانسان بصورة خاصة ليس عبثاً خلق الانسان اظافة للصورة العامه في خلق المخلوفات كلها ليس عبث كذلك خلق الانسان الذي هو غاية الغيات بالنسبة لهذا الكون ، و لهذا لوجود انه ليس عبثاً بل هو لغاية ليس لعباً و في هذه الايات ايضا يستنتج منها دليلٌ لاثبات المععاد إذا لم يكن الخلق إذا لم يكن الخلق عبثاً وكان لغاية ما هي الغاية ؟ هل تكون الغاية من خلق الانسان هي فناءه ليس كذلك الانسان يستمر في حياته الى يموت فليست غاية الخلق ان يموت الانسان وإنما الغاية بعد ذلك ما يكون من الموت بعد البعث ، والنشور فتكون هذه الايت دليلاً لاثبات المعاد فهي تدعوا الكافرين الذين ذكرتهم الايات السابقة بإنهم لا يؤمنون بهادفية للخلق ان هذا الخلق خلق لهدف و غاية معينة و لابد ان  يصل اليها و هذه الغاية هي البعث و الجزاء  اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم فالغاية هي ان يصل الانسان الى حسابه فيرى اعماله الصالحه او الطالحة ، و بذلك يكون اثباتاً ايضا للنبوة فتكون طريقاً لاثبات النبوة و  وجوب طاعة النبي فتكون حجة على النبوة الذي يراد من الانسان بها و بمؤداها   قوله تعالى    وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ تبين ان هذا الخلق العظيم من السماء وما فيها و الارض و ما فيها وما بينهما لم يخلق من غير هدف هذه و ترد على الكافرين ايضا الذين يقولون ان الخلق من غير هدف انها تبين ان الخلق له هدف فليس الخلق عبثاً وانما خلق من اجل غاية  لابد ان يصل اليه الانسان

    قوله تعالى    لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ لو اراد الله ان يتخذ لهواً و اللهو كما مر في المعاني اللهو هو ما يشغلك عن ما يهمك فلو كان الله سبحانه وتعالى اراد ان يتخذ لهوا ما هو اللهو الذي يناسب ان يتخذه  الله ؟ لا يمكن ان يكون هناك لهو  يوجد في هذه الاية دلاله على امتناع اللهو ، وانه ليس ممكن من كلمة ( لو ) التي تدل على الامتناع لماذا لا يكون اللهو لله ممكناً لانه يكون سبب للنقس اثبات للقنص في ذات الله سبحانه وتعالى و اللاهي يسد نقصه و يرفع نقصه بلهوه و ان كان في تصورة ان يتصور انه يرفع النقص بهذا اللهو و هذا غير ممكن لله سبحانه وتعالى    لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ قيل في معنى لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا  كيف يتخذه الله سبحانه وتعالى من لدنه ؟

    • قيل اي لاتخذناه بقدرتنا و لكن هذا المعنى غير صحيح لانه لا ظهور في لفظة من لدنا في القدرة كلنة لدنا لا تدل على القدرة و فيه ان قدرة الله سبحانه وتعالى لا تعلق بالمحال و هذا محال فلا تتعلق به قدرة الله تعالى
    • و قال اخرون  لان المراد من لدنا اي بخفاء و ستر لا يطلع عليه احد  و هذا ايضا غير ممكن  لانه يستزم النقص الممتنع على الله سبحانه وتعالى ان يكون الله فيه نقص و يسد هذا النقص بهذا اللهو الذي يريده و  ايضا فيه لماذا يكون مستور ؟ هل الله سبحانه وتعالى يخشى ان ينظر اليه احد او يطلع عليه احد فيجعل لهوه مخفياً من ماذا يخاف ومن ماذا يخشى حتى لا يطلع عليه احد هذا كله لا يناسب ذات الله سبحانه وتعالى
    • و قيل المراد باللهو المرأة و الولد ان الله لو اراد ان يتخذ لهو يعني لو اراد ان يتخذ ولداً او امرأةً هذا المعنى و هو ايضا غير صحيح و الذي يقول بهذا الراي يشير الى الاية في قوله تعالى  لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ الزمر 4  و فيه انقطاع السياق سياق الاية ليس في هذا الجانب الاية تتحدث عن الخلق و ان الخلق لغاية ولا تتحدث عن اتخاذ الولد ، وعدم اتخاذ الولد الاية تناقش المشركين و الكفار ان هذا الخلق ليس عبثاً وانما هو من اجل غاية وحدده وهي ان يصل الانسان الى حسابه
    • وقيل لو اردنا ان نتخذ لهوا لوجب ان يكون مناسباً للمعنويات يعني هذا القائل يقول الله سبحانه وتعالى ليس مادي فإذا اراد ان يتخذ لهو يجب ان يكون هذا اللهو معنويا و هذا اللهو المعنوي ليس مرتبط بهذه المادية وهذا ايضا يرد عليه ان الله سبحانه وتعالى يريد من هذه الاية ان يثبت ان الخلق لهدف اللهو بصورة عامه وباي شكل من الاشكال غير ممكن  وهو ممنتع عن الله سبحانه وتعالى .
    • اخيراً من لدنا اي من ذاتنا وهو رأي السيد الطباطبائي و هو الظاهر من الاية اي لو اردنا ان نتخذ لعباً و عبثا لكان في ذات الله سبحانه وتعالى هذا رأي السيد الطباطبائي يقول لكن بكلمة ( لو ) تشير الى امتناعه وانه مستحيل ان يتخذ الله اللهو فهي تنفي اللهو باي صورة كانت فإذا كان اللهو في ذات الله غير ممكن فكيف يكون بخارج عن ذات  الله بيان هذا التفصيل إذا كان في خارج ذات الله فإن الله محتاج الى هذا اللو يعني هو في حاجة فيه نقص فيحتاج ان يرفع نقصه باللهو من الخارج إذا كان في ذات الله الللهو فيلزم منه التركيب في ذات الله يعني جزء منه يكون ما يلهو به و جزء ما يلهو بذلك الجزء فتكون ذات الله مركبة و هذا مستحيل لانه دليلاٌ على الحدوث دليلاٌ على النقص من جهة في ذات الله و هو غير ممكن و دليلاٌ على احتياج ذات الله لابعضها لاجزاءها وهو غير ممكن لان كل مركب حادث كما يقول علماء الكلام و الفلسفه فيثبت ان الله ذاته غير مركبة بسيطة فليس فيه نقص و ليس فيه احتياج ابدا وانما يثبت انه لا لهو في في ذات الله ولا لهو في غاية الله و انما غاية الله الخلق من اجل ان يوصل الخلق الى كماله و تنتهي بالخلق الى معادهم و الحساب يوم القيامه .
  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 7

     

    اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ *مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ*لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*

     

    الحديث حول هذه الايات في وصف المشركين و تخطيط المشركين ضد الرساله ثم جواب القران على ذلك

    اولا :  الجواب القراني على ما احتج به المشركون و إعترض به المشركون على رسالة النبي و الحجج التي اتخذوها لتكذيب الرساله ،

    • قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ النبي صل الله عليه واله يقول للمشركين هذه النجوى و التآمر الذي كنتم فيه الله سبحانه وتعالى يعلمه يعلم بنجواكم ، و يعلم ، و  بسركم و اكثر من ذلك يعلم ما في السماوات وما في الارض ولا يخفى عليه خافيه
    • مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (1) وهذا رد عليهم و تكذيب لوعدهم الضمني لانهم وعدوا ضمناً قالوا فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ هنا النبي صل الله عليه واله القران الكريم الاية تكذبهم وتقول حتى لو جائت الايات لن تؤمنوا لان الاولين الذين طلبوا الاية ان تاتيهم جاءتهم الاية فما زادتهم هداية انما اصروا ، وازدادوا ضلاة على ضلال ، وانتم مثلهم وكما يقول تعالى  فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ  (2)   طلبهم معجزة كما هي معجزات الانبياء في الوقت الذي هم لا يؤمنون بالانبياء فكيف يطلبون معجزة وهم لايؤمنون لا بالمعجزة ولا باصحاب المعاجز من الانبياء السابقين فهذا يدل على ان طلبهم ليس جدياً و ليسوا صادقين فيه ،
    • وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (3) و هذا جواب على إعتراضهم و قولهم هلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ لانهم قالوا ان هذا الا بشر فكذبوا النبي لانه بشر كما مر لانهم قالوا إذا كان بشر يكون نبي فنحن مثله ما الفرق بيننا وبينه ولو كان يحق ان يكون نبياً لكنا نحن لاننا نتحد معه في البشريه و هذه الاية  تتضمن جوابين  نَقضي و حلي كما يقول اهل المنطق الجواب النقضي هو ان يسالوا من كان من اللانبياء يسالون اليسوا بشرً كيف يكون هذا الاعتراض الان انتم تعترضون لانه بشر فكيف يكون الاعتراض لانه بشر و في الوقت نفسه تطلبون معجزة فالجواب النقضي انه كيف يكون بشر نبي انظروا للانبياء السابقين ماذا كانوا اليسوا بشرً ؟ فإذا كان الاشكال على كونه بشر فالاشكال على هذا النبي و على غيره من الانبياء لان جميع الانبياء بشر هذا جواب نقضي ،

    و الجواب الحلي ان النبي في صفاته البشرية بشر كغيره هو بشر كغيرعه و لا يفرق عن غيره من جانب البشريه ، ولكن هناك شيء اخر مَيزهُ وهو الاتصال بالوحي و إمكانية الاتصال بالوحي هي من الله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء و يختار من عباده و من البشر من يشاء .

    ثانيا : معنى الذكر فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ معنى أهل الذكر من هم المقصودون باهل الذكر هذه الاية تعطي قانون عاماً و هذا هو دأب القرآن التعامل مع القران كما يقول الاصوليون يقولون خصوص المورد لا يخصص الوارد يعني جاءت الاية في مورد معين وكلن ليس معناه انها محصورة في هذا فقط فالاية جائت واعطت قاعدة عامه اولا انه الجهل يرجع للعالم انتم تجهلون ارجعوا لمن عنده علم ، المراد بأهل الذكر هم  اهل الكتب السماوية فتقول اسالوهم ، و في الحديث و ورد ان اهل البيت هم اهل الذكر  بإسناده عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قوله فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ من المَعنونَ بذلك الراوي يسأل الامام الصادق سلام الله عليه قال الامام نحن قال فانتم المسؤلون ؟ قال نعم قُلتُ ونحن السائلون قال نعم قلتُ  فعلينا ان نسالكم ؟ قال نعم قلتُ فعليكم ان تجيبونا قال لا ذلك الينا ان شئنا فعلنا و ان شئنا تركنا ثم قال الامام  هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ   (4)

    هم اهل لذكر وهم اعلى مصداق لاهل الذكر و يجيبون إذا ارادوا و يمتنعون عن الجواب إن ارادوا ايضا إذاً ما هو معنى اهل الذكر في هذه الاية ؟  أهل الذكر في هذه الاية هم أصحاب اهل الكتاب يعني اليهود والنصارى  لانه في ذلك الوقت لايمكن ارجاع الناس و المشركين ليستدلوا على الكتاب و بان من جاء قبلهم من الانبياء بشر ان يرجع للنبي نفسه لانه هو محل الدعوه وهو المدعي بالرساله يهني صاحب الدعوة و أهل بيته هم مثله يطلبون و يدعون هذه الرساله إذا المناسب ان يكون إرجعوا لاهل الذكر من اليهود و النصارى في إثبات كون الانبياء بشر ولماذا يرجعون اليهم ؟ لانهم يتفقون معهم الاتفاق بين المشركين و بين اليهود والنصارى في مضاددة النبي صل الله عليه واله محاربة النبي معارضة النبي مخالفة النبي في رسالته لانهم يختلفون معهم و يرفضون هذه الرساله فيرجع اليهم وهذا امر طبيعي .

    ثالثا : وصف الانبياء و نتيجة الايات  يطلبونها

    • عنصر البشرية الايات الاتيه تصف النبي صل الله عليه و اله انه بشر وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (5) يعني هذا نبي ترونه جسد وما جعلنا وما جعلناه جسد يمشي في الاسواق و هو لايأكل الطعام بل حاله حال الاخرين من هذه الجهة و ليسوا خالدين لا يختلفون عن الناس اي هكذا جميع الانبياء لم ترفع عنهم صفات البشريه وانما حملوا الرساله
    • ان النبي مؤيد من الله سبحانه وتعالى و النصر حليفه ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (6)  و هذا تهديد ايضا للمشركين ان النصر سوف ياتي للنبي صل الله عليه واله و يتحقق النصر كما كان الانبياء السابقون جاءوا بدعوه وخالفوهم فجاء النصر يعني كان الاية تقول  إقرؤا و اسالوا عن من كان سابقا جائتهم الدعوات ولمن كان النصر ؟ يطلبون الايات ويصرون على العناد يأتي النصر للنبي و يهزم  المخالفون ثم صدقناهم الوعد ، و الوعد هو الوعد بالنصر على من كذبهم يقول الله تعالى

    وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ  * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ  (7)

     رابعا : القران رحمة و خير للناس ثم تعطف الاية و تاتي في سياق الايات و تقول انتبهوا هذا القرآن جاء لمصلحتكم وهذا دأب المخالفين و دأب للحق القران يقول انما جاء هذا القران من اجل خيركم ، و لكن الناس يصرون على الباطل كما نفكر مثلا في مَن حارب النبي هل يتوقعون من النبي ان يكون وجوده ضرر لهم عندما من خالفوا الامام علي عليه السلام الذي عاش اقصى درجات الزهد هل يتصورون انه سوف يأخذ لنفسه و يظلمهم  ؟ وجوده رحمه و خير لهم فقط ولكنهم يصرون على الباطل لذلك عندما صار الحوار في هذه الايات بعدها يقول الله تعالى لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (8) هذا الكتاب فيه ذكركم فيه خيركم فيه شرفكم كما يقول بعض المفسرين وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ  (9)    خير لك ولقومك ولكنهم لايقبلون و يصرون ،

    خامسا : مصير الظالمين

    الايات ترجع وتاتي للتهديد و ترجع تقول

    • وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً (10) القصم هو الكسر و التفتيت يعني اهلكنا القرية كناية عن الهلاك و لكنهم لا يتعظون
    • فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (11) صاروا يهربون خائفين  بيان لنتيجة التكذين انه سوف تحاولون الفرار ولكن نتيجته ان تكون هالكين  .
    • لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (12)  هذا توبيخ لهم واستهجان و استهزاء بهم تقول انتم تملكون الثروة تملكون الخيرات الان لما احسستم بالبأس هربتهم و صرتم تركضون ارجعوا الى مساكنكم ذكرت المساكن لانها محل الاستقرار للانسان ارجعوا الى هذا المكان لتستقروا وليسألكم الناس و يستجدوا منكم ويطلبوا منكم وتبقوا سادة يعني اين انتم من سيادتكم للناس ، وابين حاجة الناس لكم الان انتم الذين تهربون
    •  قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ(13)  ندامة غير صادقه ندموا عندما حل البلاء هذا ما حدث للأمم و لكن الندامه غير صادقه فلا مجال لهم فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (14) بقوا على ذلك ولم يوفقوا للتوبة و التراجع حتى صاروا حصيداً خامدين

    الهوامش

    • سورة الانبياء الاية 6
    • سورة الاعراف الاية 101
    • سورة النحل الاية 43
    • سورة ص الاية 39
    • سورة الانبياء الاية 8
    • سورة الانبياء الاية 9
    • سورة الصافات الايات 171-172-173
    • سورة الانبياء الاية 10
    • سورة الزخرف الاية 44
    • سورة الانبياء الاية 11
    • سورة الانبياء الاية 12
    • سورة الانبياء الاية 13
    • سورة الانبياء الاية 14

    سورة الانبياء الاية 1

  • تفسير سورة الانبياء الحلقة 6

     

     

     

    اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ  *  مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ   *  لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ 

    هذه الايات الى الاية 15 تتحدث عن وصف المشركين و تخطيط المشركين لإبطال دعوة النبي ومحاربة النبي صل الله عليه و اله و الحوار و النقاش  الذي يرد به القران الكريم على المشركين

    اولا : وصف المشركين

    • غفلة و إعراض و صفهم وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ هذا دأبهم و هذه حياتهم لاهون و غافلون .
    • لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ و هو حال للمشركين ان قلوبهم و اللهو من اوصاف القلوب القلب لاهٍ عن ما ينبغي ان يتوجه له و يلتزم به هذا وصفهم وانكارهم وما ترتب من اعتراضهم على رسالة النبي صل الله عليه و اله راجعً الى هذا الوصف .

    ثانيا : تخطيط المشركين ضد الرسالة المشركون يخططون ضد رساله النبي صل الله عليه و اله .

    • وَأَسَرُّوا النَّجْوَى هذا محل التخطيط وَأَسَرُّوا النَّجْوَى اي بالغوا في كتمان قولهم لانه اسرو تكفي انه بالسر بالخفاء و النجوى هي ايضا بالخفاء الشخص الذي يناجي شخص يعني يتحدث معه لوحده ولا يسمعه احد الشخص الذي يسر احد في حديث ايضا يتحدث معه لوحده ولا يسمع احد إذاً هنا تأكيد لهذه السرية في هذا التخطيط ،

    الَّذِينَ ظَلَمُوا الضمير في الذين ظلموا راجع الى الناس  لانه  قبلها وَأَسَرُّوا النَّجْوَى هو وصف للناس الناس في الاية قالت اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ   الحديث عن الناس اقترب للناس مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لازال الضمير يرجع للناس لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ الناس وَأَسَرُّوا النَّجْوَى و اسروا النجوى هذه مجموعه من الناس لذلك قيدتها و بينت الاية في قوله تعالى  وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا بمعنى ان الذين ظلموا هم  من الناس هم الذين تامروا وهم الذين يخططون و يتناجون و يجعلون الخطط في كيفية إبطال دعوة النبي صل اله عليه و اله

    • هلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ هذا فحوى نجواهم تحريكٌ و تحرضٌ لتكذيب النبي صل الله عليه وا له يتحركون لتكذيب رساله النبي و إبطال رساله النبي لماذا النجواى وهم يعلنون على علناً دائما المعروف ان المشركين كانوا يعلنون تكذيب النبي في كل مكان فلماذا قالت الاية هنا عن النجوى

    الجواب : انما تلك النجوى شورى فيما بينهم هي الشورى التي من خلالها انطلقوا بالاعلان اولا تناجوا و تشاوروا و خططوا ثم انطلقوا باعلان ما يردون به على النبي صل الله عليه و اله  َهلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ هل هذا ضمير او اسم الاشارة هذا لماذا استعملوه و لم يقولوا ان هو يقال هذا اشارة الى قرب النبي و معرفتهم التامه بالنبي لانهم يعرفون النبي عن حس

    •   إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ  وصفٌ لتكذيب النبي صل الله عليه و اله بحيث يقال انه بشر ولو كان البشر يستحق ان يرتبط بالسماء فنحن بشر فما الفرق بيننا وبينه حتى يتصل هو بالسماء و نحن لا نتصل هو بشر مثلنا ولاننا لم نتصل بالملكوت و اللاهوت إذا هو مثلنا فدعواه تكون غير صحيحة و كاذبة َ
    • أفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ متفرع على تكذيب النبي يعني بما ان النبي في تظرهم كذاب بما ان النبي دعوته غير صادقه إذاً هو بهذا القران فيه السحر يسحر قلوب الناس وعقول الناس فلماذا يخاطبون بعضهم البعض في نجواهم فلماذا تتبعون ولماذا تقبلون كلامه و انتم تعلمون ان سحر

    بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ هنا تدرج في تكذيب النبي يعني ينتقلون من مرحلة الى مرحلة بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ يعني هو صادق ربما يكون صادق ولكنه يرى رئى و تختلط عليه الامور فيدعوا لهذا الحلم الذي راه على انه وحي من السماء وهو حلم ثم يترقون الى اكثر من ذلك بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بعد ذلك افتراء الافتراء يختلف عن الاحلام ، الاحلام قد يكون الشخص حلم بشيء رأى رؤية و يتصور انها صادقه انها وحي ولكن افتراء يعني هو يعلم بكذبه يعني الرسول جاء برسالة كذب فيها و هو يعلم بها وهو مصر عليها ثم يترقون بَلْ هُوَ شَاعِرٌ احاسيس و تفاعلات عنده يطرحها ليخذع الناس ثم يقولون  فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ وهنا ترقي في تكذيبهم في من مرحلة الى مرحلة .

    • فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ  الاية المعجزة يطلبون اية كما الاولون و الانبياء جاءوا بايات مثل الناقة العصا و غيرها كالطوفان و غيرها من الايات يقولون فلياتنا باية حتى نؤمن به يتضمن وعد بالايمان لو جائنا باية لامنا به كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ  و لكن هذا دليلٌ على حيرتهم و تخبطهم لانهم لم يؤمنوا بالانبياء السابقين هم مشركون من الاساس  فيقولون ااتنا باية كما جاء بها الاولون وهل تامنون بما جاء به الاولون ؟ لا تؤمنون به إذاً هو تخبط في التكذيب فقط يعني يبحثون عن اي ذريعةٍ لابعاد الناس عن النبي و تكذيب النبي صل الله عليه و اله  تعدد الافتراءات و التكذيب ايضا يدل على تخبط ويدل على انه ليسوا باحثين عن الحق وانما هم فقط يبحثون عن اي حجة وذريعه تكذب النبي صل الله عليه واله و تبطل إدعاء النبي بهذه الرساله .