c حديث الجمعة – الصفحة 3 – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

الوسم: حديث الجمعة

  • المرأة(1)

    المرأة(1)

    حديث الجمعة – 27.4.2012 م – المرأة(1)

    مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة

    ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك…

     

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    حديثنا هذا اليوم حول المرأة، لكون هذه الأيام تمر بها ذكرى فاطمة الزهراء (س) وذكرى أم البنين

    مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة

    ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك

    أولا : أصل الرجل والمرأة واحد بلا فرق

    في أصل وجود ونشأة الرجل ، وأصل وجود ونشأة المرأة شيئ واحد ولا فرق بين الإثنين

    قال الله سبحانه وتعالى ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( خلقكم من نفس واحدة ،فهي نفس الإنسان بلا فرق بين الرجل وبين المرأة .

    القرآن يتحدث عن نشأة الإنسان أنه متحد بلا فرق بين الرجل والمرأة في أصل هذه النشأة ،

    وقال سبحانه وتعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى *ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلقفسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )

    هنا أيضا يتحدث عن نشأة الإنسان ، وأن هذه النشأة واحدة وأنه من نطفة بلا فرق بين الرجل وبين المرأة في ذلك ، في أصل هذه النشأة .

    ثانيا :المرأة والهداية في القرآن الكريم

    قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) تحدث القرآن عن نفسه وعن وقت نزوله وعن الهدف من نزوله وأنه هداية للناس ، والناس سواسية، بين الرجل والمرأة لا يوجد فرق بين رجل وإمرأة وإنما الإنسان إنسان بإنسانيته وبروحه

    وقال تعالى: (الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان)

    فتحدث :

    1ـ الهداية للناس

    القرآن هدى للناس، الهداية للناس كافة ليس للرجل لوحده أو بإمتياز، وليس للمرأة وحدها أو أرقى من ذلك

    2ـ الخلق للإنسان

    تحدث عن خلق الإنسان أيضا بصورة عامة يشمل الرجل والمرأة

    3ـ التعليم للإنسان

    علمه البيان ، أيضا التعليم للإنسان , الرجل والمرأة على حد سواء

    ثالثا: الدعوة للهداية بلا فرق بين الرجل المرأة ، ينتج منها :

    1ـ أن الأنوثة والذكورة تتعلق بجسم الإنسان لا بالروح

    ، لا بروح الإنسان ولا بنفس الإنسان والكلام للهداية أو عن الهداية والدعوة للهداية لروح الإنسان ،وليس لجسم الإنسان ، والقيمة الحقيقية للإنسان بروحه وليس بجسمه

    2ـ أن التربية والتعليم والتزكية إنما هي للنفس والروح وليست للجسم،

    ليس الجسم الذي يتربى ويهتدي ، يربى ويعلم على تعاليم الإسلام تربى الروح وتربى النفس على تعاليم الإسلام وليس الجسم

    3ـ أن النفس والروح غيرالجسم

    يقول تعالى ( ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها)

    ويقول تعالى( يا أيها الإنسان أنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)

    فألهمها فجورها وتقواها هذه النفس نفس الإنسان وما يترتب على عمل الإنسان حتى بجسده وجوارحه قيمته بما يعرض على روحه وقلبه ونفسه وليس على الجسد

    رابعا:المرأة مثال في القرآن للجميع

    عندما يكون الحديث هل أن للمرأة شأن أو أن المرأة دون الرجل

    نجد أن القرآن تحدث عن المرأة وأعطى المرأة مكان بل وجعل المرأة مثالا للرجل الصالح ، ومثالا للرجل الصالح بصورة عامة وللرجل الطالح ، فالمرأة تستطيع أن تكون أرقى إنسان وأيضا تكون أخس إنسان وأدون إنسان بماذا ؟

    لمى يعرض روحها من الرقي أو الإنحطاط

    1ـ لمن يضل وهو في كنف المؤمنين ذكرا أو أنثى

    كمثال لمن ضل عن الحق وهو في أجواء الصالحين

    قال سبحانه وتعالى🙁ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )

    القرآن يذكر مثل للكافرين ، ويكون مثالا أو تمثيلا للكافر , إمرأة نوح نبي من أنبياء الله وأمرأة لوط وهو نبي , ولكن هذه الصحبة مع النبي لم ينفعها شيئ لماذا ؟

    لأنها لم ترتقي بنفسها و تلتزم بالحق ، فجعلها مثالا للكافرين ، وذكرها الله في القرآن الكريم كمثال ينظر ويضرب على مر العصور

    2ـ مثال للتقوى في أصعب الظروف للذكر والأنثى

    أيضا المرأة مثال للتقوى ، ومثال للمتقين ، وهي في أصعب الظروف أيضا

    قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ )

    المرأة أيضا مثال للمتقين ، وكأن القرآن يخاطب العالم كله أن يقتدي بالمرأة الصالحة ، وأن المرأة يمكن أن تكون أعلى الدرجات ، وحتى لو كانت في ظروف سيئة كزوجة فرعون وما عانت من العذاب والويلات ، ولكنها أيضا بلغت أعلى الدرجات بصبرها وهي ليست نبي لكنها توجهت لله ورجت ما عند الله فهي مثال للمؤمنين

    خامسا : الزهراء (س) قدوة في عصر الإسلام

    1ـ الزهراء في سن السابعة أو الثامنة من عمرها وهي تشارك النبي (ص) همومه ودعوته في شعب أبي طالب

    عندما كان الحصار على النبي (ص) وكانت الزهراء تحمل الهموم ، وتشارك النبي (ص)حتى قال عنها أنها (أم أبيها ) وتفسير أم أبيها له جهات مختلفة، منها أنها كانت ترعى النبي (ص) ومنها أنها إمتداد واقعي لوجود النبي (ص) في ذريته

    2ـ سر عظمة الزهراء (س) وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها

    الزهراء رحلت عن هذه الدنيا وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ولها من العظمة و الشأن العظيم لماذا ؟

    هل أن الله جبرها على ذلك ؟

    يقول الإمام الخامنئي حفظه الله يقول لم تعطى الزهراء هذه المكانة إعتباطا ومن غير عمل , لا ينال الإنسان منزلة ومقاما عند الله سبحانه وتعالى من غير أن يتحرك , من غير أن تكون عنده القابلية والفعل والعمل , والزهراء (س) بلغت هذه المنزلة ، بحيث يقول العلماء

    يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه

    أنها تشارك الأئمة في جميع الكمالات والمقامات ما عدى قضية الخلافة ،وإلا في كل شيئ هي تشارك الأئمة ولها مقام أعلى من مقام سائر الأنبياءعدى النبي (ص)فما هو السر في هذا ؟

    لا نعلم السر الواقعي ولكن نعلم بالصدق والإنقطاع لله الذي كانت تحمله الزهراء ، الذي يؤهل أي إنسان أن يتقدم ويرتقي عند الله وتكون عنده منزلة عظيمة

    3ـ فاطمة الزهراء محدثة

    وماذا يعني أنها محدثة ؟

    الملائكة تحدثها ، هذا يعني أن الزهراء لها نشأة ولها شأن وعظمة كبيرة بحيث أنها تكون تلتقي مع الملائكة ، تسمع الملائكة ، والملائكة يحدوثنها ، ينزل عليها جبرائيل ويحدثها

    يقول الإمام رضوان الله عليه هذا يحتاج إلى سنخية بين الإثنين بين الملائكة وبين الزهراء يجب أن تكون روحها بتلك العظمة والشفافية والإنقطاع إلى الله ، بحيث أنها تستطيع أن تكون كذلك بل لها مقام أعلى ، فكانت تلتقي وكان الملائكة يحدثونها

    4ـ مصحف فاطمة

    بماذا يحدثونها ؟ يحدثونها بأمور يسلونها ، والروايات في ذلك كثيرة من طرقنا ، ومن غيرنا أيضا , يحدثونها بما يقع على ذريتها

    يقول الإمام الصادق (س) عندما يسأل عن مصحف فاطمة

    (أما أنه ليس فيه شيئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون)

    علم ما يكون إلى قيام الساعة ، الأحداث التي سوف تقع كانت الزهراء (س) تعلمها

    الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الزهراء والعبادة التي لا يشوبها حجاب

    عبادة الزهراء لا يشوبها حجاب ، وإنقطاع إلى الله ليس كمثله إنقطاع ، فمن يسأل كيف أن الزهراء تحصل على هذه المنزلة أو هذه الدرجة ،هناك أمور غيبية لا نعلمها، وهناك أمور ظاهرية ، ومن ضمنها مسألة العبادة ، العبادة هي عمل بالأركان بالجسم ، بأعضاء الجسم يقف الإنسان ويعبد الله ولكن هذا ليس هو كل شيئ ،هناك شيئ آخر وهوالمستوى الروحي و الإنقطاع الروحي ومستوى الإرتباط والإنقطاع لله سبحانه وتعالى في العبادة

    يقول السيد القائد حفظه الله ، يقول يمكن لكل إنسان أن يأتي بما كان يأتي به النبي (ص) عمليا في الخارج ، كفعل يصلي عدد من الركعات أو يقرأ القرآن يمكن أن يأتي به الإنسان ، ولكن ما يحمله من الإنقطاع الباطني والإنسجام مع الله سبحانه وتعالى الروحي هو المائز، وهو محور ومقام التفاوت بين الناس ، يعني هناك من تعرض مثلا عندما يكون الحديث عن تعرض الصالين أو أهل البيت (س) للبلاء والإبتلاء والعذاب ، غيرهم تعرض جسديا ربما لمثل ذلك وربما لأكثر ولكن لما يحمله هذا الإمام المعصوم أو الولي الصالح من الإنقطاع لله يكون الأثر عليه أكثر ، فعندما يكبر ويقول الله أكبر يقال أن تكبيرة أمير المؤمنين (س) ثوابها لا تساويه أعمال الثقلين لماذا؟

    لأنها تحمل الإخلاص والصدق والإرتباط والإنقطاع لله مالا يحمله أحد غير المعصومين (ع)، أيضا للزهراء (س) في عبادتها .

    ظروف صعبة تعيشها الزهراء ولا تنقطع عن عبادتها وتوجهها لله سبحانه وتعالى

    يقول الحسن البصري ( بأن فاطمة بنت النبي (ص) عبدت الله ووقفت في محراب العبادة إلى درجة تورمت قدماها)

    تعبد الله إلى أن تتورم قدماها ، وهذه الطاهرة هي قدوتنا , فهل نحن نعبد لهذه الدرجة , أو دونها ؟ أم أننا دائما نقول القول المشهور الذي ينقل عن أمير المؤمنين (س)

    (النفس لها إقبال وإدبار ) ولا نأخذ من هذا القول إلا الإدبار

    دائما نعيش حالة الإدبار ، في العبادة إدبار! في الأعمال الصالحة إدبار !

    فلا يوجد عندنا شيئ لنبني به مستقبلنا لعالم الآخرة ، فإذا نحن لسنا من المقتدين بالزهراء وبأهل البيت (س) نحن لا نكلف أنفسنا أن تتورم أقدامنا ،لا نكلف أنفسنا حتى أن نجلس ونأتي بركعتين من جلوس ، إذا نحن لا نقتدي بالزهراء (س)

    6ـ الزهراء (س) تدعوا للناس ولا تدعوا لنفسها

    دعاؤها مستجاب مائة بالمئة ، عندما تدعو الزهراء دعاؤها يحقق

    يقول الإمام الحسن (س): ( أنه سمعها دائما تدعو للناس , وعند الصباح قال لها : ( يا أماه أما تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟! فقالت يا بني الجار ثم الدار)

    الإيثار حتى بالدعاء ، والذي يدعوا للأخرين يحصل كثير ،

    طبعا بالنسبة للدعاء وإشراك الأخرين في الدعاء يكون سبب للإستجابة ، بعض الناس يتوهم توهما خاطئا أنه مثلا عندما يأتي بركعتين مستحبتين أو يقرأ الفاتحة ويقول هذه هدية لفلان يتصور أنه لو أشرك أخرين في ثوابها قل ثوابها وهذا المعنى خاطئ بل هو يتضاعف ، يقول العلماء كلما زاد عدد من تهدي لهم الثواب وتشركهم بالثواب حصلت أنت أضعاف أضعاف وهم حصلوا أيضا ولا ينقص الثواب

    الفقر والحياة الصعبة وهي بنت الشخص الأول في العالم الإسلامي

    بنت النبي (ص) وماذا كانت حياتها ، كل شيئ تحت أمرها وتحت يدها ولكنها تعيش حالة صعبة من الفقر ، وهذا إشارة لنا ولأهلنا ولأزواجنا أن نكون مقتدين بالزهراء لا أن الإنسان يكون مملوكا للمادة لا ضير ولا عيب ان يملك ولكنه لا يكون أسيرا لما يملك ، عليه أن يكون هو المالك وهو المتصرف والمستغني عن الأمور المادية .

    علاقتها بزوجها قال أمير المؤمنين (ع) :

    وعن أبي سعيد الخدري قال : أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغباً فقال : «يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه ؟» قالت : «لا ، والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اُطعمناه مذ يومين إلاّ شيء كنت اُؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين ( الحسن والحسين ) فقال عليّ (عليه السلام) : «يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً ؟» فقالت: «يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه)

    هكذا هي فاطمة ومن تقتدي بها عليها أن تكون كذلك , ترى بعض النساء تصر المرأة مثلا على زوجها ، تستطيع أو لا تستطيع يجب أريد كذا وأنت مسؤول ان تعطيني .

    القدوة والإقتداء بالزهراء (س) أن تنظر الزوجة لظروف زوجها وتقدر وضعه وتخفف عليه لا أن ترهقه بما يستطيع وما لا يستطيع.

    يقول علي(ع) (ما أغضبتني ولا عصت لي أمرا)

    9ـ حياة الزهراء مليئة بالعمل والسعي والتكامل (ومركزا لمراجعة الناس)

    هي تعمل و تعبد الله بلا انقطاع ، وفي جميع الميادين تجد لها بصمات . مراجعة الناس لها في قضاياهم ومشاكلهم ، الزهراء(س) هذا وجودها ووجود من يقتدي بها يجب أن يكون كذلك

    وتتعرض لما تتعرض له وهي تستطيع أن تطلب الدعه والراحة ولكنها تقبل بكل ذلك رضى لله وإرتباطا به سبحانه وتعالى

    11ـالزهراء (ع) تربي أبنائها أفضل تربية

    أي تربية يمكن أن تقاس بتربية الزهراء (ع) لتخرج سيدي شباب أهل الجنة , وتربي العقيلة الطاهرة العالمة من آل محمد (ص) , فأي تربية كتربية الزهراء (ع) وهي مدرسة لكل العالم في كل فنون التربية والتعليم (سلام الله عليها)

    12ـالزهراء (ع) لم تأخذ من الفتوحات شيئا من زينتها

    هل سمعتم أن الزهراء في فتح من الفتوحات أخذت أموال أو طلبت أموال ؟

    لم تأخذ شيئا وعندما أهديت فدكا من النبي (ص) بأمر من الله تعالى , هل سمعنا مثلا أن بيتها صار من الرخام أو غيره؟!

    قرأنا و سمعنا أنه عرض عليها قبل أمير المؤمنين ذلك ,عرض عليها ولكنها (س) آثرت الإرتباط بالله والعيش مع من يختاره الله تبارك وتعالى بحالة وإن كانت ضعيفة ماديا , لكنها قريبة من الله وهذا هو المطلوب في حياة الإنسان الواعي والعارف بالدنيا والآخرة.

    وضع البلد

    أولا : الشهيد صلاح عباس حبيب

    شهيد يسقط في درب الشهداء ومع قافلة الشهداء ليرتقي عند الله وليكون دمه محفوظا ومكفولا عند الله هو وذووه وأهله وأبناؤه .

    وهذا في سياق الأدلة الواضحة للتعدي الفاحش والبطش الشديد من السلطة وإستمرار البطش والإعتداء والقتل ، فقد بانت على جسده آثار التعذيب الواضحة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكر هذا التعذيب بل لم يوجد مكان سليم من التعذيب في جميع جسده , بل قال البعض أنه سحل على الأرض بالسيارة وهذا يعني التعذيب شديد والإعتداء الشديد , بتصور أن هذا هو الحل للبلد ،هذا يدل على وحشية النظام والدكتاتورية والإستبداد وعدم الإنسانية

    إذا كان النظام يعمل هذه الأعمال أي إنسانية تبقى أو إصلاح في بلده بعد ذلك.

    ثانيا: تعديلات دستورية لتكريس الدكتاتورية

    ليزداد النظام في دكتاتوريته يقال تعديلات دستورية هذه التعديلات الدستورية التي هي تعديلات ديمقراطية

    هل إختارها الشعب ؟

    هل صوت عليها الشعب ؟

    هل قبلها الشعب ؟

    أم أنها جاءت من أناس وضعهم النظام كألات وكأدوات يحركهم كيف يشاء ، فهي ترسيخ للظلم والإعتداء على الناس وسلب الحقوق من الناس وليس الإصلاح في البلد

    الحكومة تضع خطة أمنية للقضاء على كل من يطالب بالحقوق

    نسمع خطة أمنية ماذا يريدون بالخطة الأمنية ، يقولون تطبيق القانون على الجميع والقانون يطبق على الجميع ماذا يطبق من القانون ، إذا تظاهر أناس وقالوا نطالب بحقنا ، قالوا قانون يمنعهم ويحتاجون لتصريح ، وإذا خرج أناس يحطمون ويعتدون على أماكن من ينتسب للمطالبين فهل هي ديمقراطية وحرية ؟

    عندما يخرج أناس من المدارس مثلا أو في المدرسة ويرفعون شعار نحن نريد الإصلاح يقال هذا تسييس للمدارس وللطلبة وهو أمر مخالف للقانون ، وعندما يخرج من المدرسة والمدارس والجامعات, بل يخرجون أناسا يخربون أو يتظاهرون أو يطالبون برئيس الوزراء وغيره يقال هذه حرية وإصلاح والشعب يقف مع فلان ، هذا كله إزدواجية في المعايير ، إزدواجية في المعايير وظلم لهذا الشعب بل إستخفاف بالشعب و بالعالم كله وبالمنظمات الحقوقية في العالم أيضا ، ولكن عندما يضعون خطة أمنية لإيقاف المطالب، هل تتوقف المطالب ؟

    طبعا مستحيل بل كلما وضعوا إزدادوا في الإعتداء على الناس وكلما زاد إنتهاكهم لحقوق الإنسان في البلد صار الشعب يرى لزاما عليه وواجبا عليه أن لا يسكت ، وأن يطالب ويقول لا يمكن أن أتراجع عن مطالبي لأن الحكومة تعمل هكذا وتمارس الديمقراطية بالضرب والإعتداء والأسلحة المحرمة دوليا والغازات ، هذه ديمقراطيتها يجب أن تتغير ، والشعب لن يتراجع وسوف يواصل ومسيرته في المطالب

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الشهادة(1)

    الشهادة(1)

    الشهادة(1)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

     قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)

    وقال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

    أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

    نعزي ونهنئ أهالي الشهيد

    نعزي ونهنئ أهالي الشهيد الحاج عبد الرسول حسن إسماعيل وأهل البحرين وجميع الشهداء أهالي الشهداء في البحرين

    أولا : الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى

    الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء ، ويختار بها من يشاء ، ويصطفي بها من يشاء ، فهي نعمة ومنة من الله سبحانه وتعالى ، وليس إنتقالا من حياة إلى موت

    ثانيا : دفع توهم ما يصفه الماديون حياة الذكرهناك توهم يصفه الماديون بأن الشهادة هي حياة الذكر وليس الحياة الحقيقية .

     يقولون الشهيد هو حي يذكر بعد موته ، حياته بذكره  ,عندما يجاهد أو يحارب المحارب في ساحة الحرب ويقتل فهو قد إنتهى ، إنتهت روحه ومات وفنى إلى الأبد , لأن روحه هي أيضا مادية وليس له وجود حقيقي خلف هذا الجسد , وإنما الوجود فقط هو في هذا الجانب المادي الجسدي ، فإذا مات الإنسان إنتهى وبذلك لا يبقى محفز للإنسان أو للمجاهد أن يجاهد في ساحة الحرب ، فإخترعوا فكرة الشهادة ( والحياة بعد الموت ) لكن هي حياة الذكر بين الناس فقط .

    الماديون يصفون هذا المعنى ويقولون إخترعوا فكرة الشهادة والحياة بعدها .

    الجواب : سبب هذا الإدعاء

    وهو لا يغني عن شيئ ليشعر الإنسان أنه سوف يذكر بعد موته ويرتاح بهذا الذكر فيحارب ويقاوم الأعداء فيحقق بمقاومته وحربه وجهاده بقاء الآخرين مع فنائه هو ، يقولون هذا المعنى.

    فهم يطرحون هذا المبرر وهذه الفكرة من أجل أن يكون هناك حافز و محرك للإنسان ليحارب ويدافع عن وطنه ويقولون أنت تموت وتنتهي ولكن يبقى أخرون ويسعدون بالحياة ، لذلك نسميك شهيدا ونذكرك بالخير وهذا طبعا ليس صحيح ، وإن كان الإنسان يدافع عن وطنه وأهله ولكن المعنى ليس صحيح، لأن الإنسان بفطرته يبحث عن وجوده وسعادته مع الأخرين ولا يقبل بفنائه وإنتهائه كاملا ، ينتهي وجوده ويتلاشى كل شيئ ، لذلك لو كان هذا المعنى حقيقي ،

    والشخص يتصور أنه بإستشهاده أو بموته إنتهى لا يمكن أن يتقدم للموت إلا إذا كان يرجوا وجودا بعد الموت ، فهذا الجواب ليس صحيح

    ثالثا : روايات العامة أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش

    روايات العامة في قضية الشهادة أنه ماذا تعني هذه الآيات (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

    يروون روايات كثيرة ويقولون الإنسان بعد إستشهاده ،  فإن الله سبحانه وتعالى يجعل روحه في حوصلة لطيور خضر تكون في قناديل معلقة بالعرش، وهذا المعنى أيضا ليس صحيح  

    الجواب : أجاب عنه أئمتنا (س) فقال الإمام أبو عبد الله الصادق (س) متعجبا من هذا

    وقال سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير) ، المؤمن له مقام أعلى لا أن يكون بحوصلة طير ، وإنما يكون في عالم البرزخ يكون حيا يرزق عند الله سبحانه وتعالى ، في أجساد شبيهة بأجسادنا في هذه الدنيا , أجساد مثالية يعني الوجود المثالي ولكن له وجود برزخي بين هذه الدنيا وبين عالم الآخرة (القيامة )، ويرزق في ذلك العالم

    رابعا : المراد بالموت بطلان الشعور والفعل والآيات تنفيه عن الشهداء

    الموت المراد به بطلان الشعور والفعل والآية تنفيه عن الشهداء ، الآية تخصص الشهداء بهذه الخاصيات التي ذكرتها الآية أنهم ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فذكرت

     1: الحياة

    قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللهأمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

     فهم أحياء وليسوا أمواتا كما يتصور الناس

    طبعا هذه الحياة هي خاصة بالشهداء ، الأخرون أيضا لهم برزخ , المؤمن والكافر، ولكن بالنسبة للمؤمنين لهم خصوصية أيضا ، وهذه الخصوصية في حياة البرزخ يذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الآية

    فأولا : أحياء عند الله

    2: الإرتزاق وهو الفعل  

    الإرتزاق وهو فعل وليس توهم كما يقول الماديون ، أنه حي ولكن هذه الحياة إنما هي بالذكر ، هذا الكلام غير صحيح ، فليست الحياة بالذكر وإنما هي حياة حقيقية.  الذي يستشهد في سبيل الله يكون حيا حقيقة وليس إعتبارا ، ليس إعتبارا يكون حيا ، وإنما هو حي حياة حقيقية ، لها فعل يقوم به هذا الشهيد بعد هذه الدنيا في عالم البرزخ ،

    فقال تعالى (بل أحياء عند ربهم يرزقون )

    3: والفرح شعور

    أيضا ليس الفعل فقط وإنما الإحساس والشعور

    فقال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله )

    فهم أيضا يشعرون فرحين ، في ذلك العالم يكونوا فرحين بما أتاهم الله من فضله

    4:الإستبشاروهذا كله شعور

    قال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

    فهم في حالة إدراك وشعور فحياة موجودة عندهم يعيشونها في ذلك العالم ويرزقون من الله سبحانه وتعالى ويستبشرون بمن يأتي بعدهم من الشهداء والمؤمنين.

    خامسا: من ذلك يظهر أيضا أمور أو نستفيد أمورا

    أولا: أن هؤلاء المقتولين في سبيل الله تأتيهم وتتصل بهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا

    فهم يرون المؤمنين وينظرون لأعمال المؤمنين ، أن المؤمن في هذه الدنيا يعمل ويرون مقامه بعمله وأن هذا الشخص الذي يقوم بالأعمال الفلانية من الطاعات والصلاح سوف يكون له المنزلة الفلانية ،

     الذي يجاهد في سبيل الله سوف تكون له درجة عند الله سبحانه وتعالى ، سوف يكون في هذا العالم الذي هم رأوه بعينهم وعاشوه , يرون صاحبهم في الدنيا وماذا يعمل في هذه الدنيا ويرون مقامه وأنه إلى خير

    ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

    فهم يرون ذلك ويستبشرون فيعيشون حالة الرزق والوعي والشعوروالفعل فهم في حياة

    ثانيا: البشرى بمستقبل المؤمنين

    إن هذه البشرى هي ثواب أعمال المؤمنين وهي أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس ذلك إلابمشاهدتهم هذا الثواب في دارهم التي هم فيها مقيمون فإنما شأنهم المشاهدة على ذلك الواقع .

    الأعمال التي يراها الشهيد بعد إستشهاده يرى ما يتحقق في ذلك العالم البرزخي من ثواب ومنزلة وعطاء وفضل ونعم من الله له ولمن يأتي بعده فهو يستبشر بهم وينتظرهم أن يقدموا عليه

    ثالثا: معنى أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، أنهم لا يحزنون على شيئ فقدوه ,( تصور هذه المنزلة الخاصة للشهيد) لا يحزنون على شيئ فقدوه ، ولا  يخافون من فقدان شيئ ، فهذه النعم  ليست في معرض الزوال ولا هم منتقلون عنها ، وهذا يعني هو السعادة الأبدية الخالدة أن الشهيد الذي يستشهد عندما يصير في عالم البرزخ ويرى النعم بعد ذلك لا يحتمل أن تزول هذه النعم ، فهو يعيش سعادة أبدية مطمئن وهذا يعني الخلود الدائم الأبدي له في السعادة والسعادة والنعم والمنن من الله سبحانه وتعالى ملازمة له لا تفارقه أيضا

    طبعا هناك آثار أيضا للدنيا

    حديثنا في هذا اليوم بهذه الصورة المختصرة وسنتحدث إن شاء الله في أسابيع أخرى

    طبعا الفوائد كثيرة للشهادة التي تعود على الشهيد وتعود على المجتمع ، الله سبحانه وتعالى يميز الشهيد ويعطيه ميزة ويخلده ، الذي يقتل في سبيل الله تكون له آثار حسنة

    مثال من العصر الحديث

     من ضمن ما يذكر طبعا في هذه الأيام هي مناسبة في التاسع من إبريل في سنة ألف وتسعمائة وثمانين كان إستشهاد المرجع الديني الكبير والمفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليها إستشهدا في هذا الشهر في سنة ثمانين وكانت شهادته منذ ذلك الوقت تجد الآثار له والحفظ له بعد أن قام بواجبه وقدم وفدى الدين وقدم في سبيل الله سبحانه وتعالى الكثير الكثير ، بعد ذلك إستحق كل ما يذكر أو يذكره الماديون من الذكر الحسن صار يذكر بالذكر الحسن , عندما جاؤوا لقبره وأرادوا نقل جسده الطاهر وجدوا جسده سليما ورأينا الصور قبل كم سنة ، يعني بعد أن مضى عليه أكثر من عشرين سنة أو ما يقارب العشرين سنة وإذا هو لا زال طريا وهذا يدل على شرف من الله سبحانه وتعالى ، شرفه وكرمه فهو الذي جاهد في سبيل الله وبنى الفكر الديني القويم والعزة بالله سبحانه وتعالى ليعتز المؤمنين بدينهم و يرتبطوا بالصراط المستقيم ، كان شجاعا جريئا لا يخاف من أحد أبدا إلا الله سبحانه وتعالى وكذلك ربى أجيالا على هذا المنوال فهم يعيشون الشجاعة والصلابة والثبات ومنهم سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله ،

    الذي يعيش أيضا الصلابة والجرأة والإقدام ويعمل لله ولا يخشى لومة لائم أبدا ، كان من ضمن من كان مع الشهيد الصدر الشهيد عارف البصري الذي كان يحمل الثبات والقوة الشديدة ، عارف البصري تعرض للتعذيب وعندما تعرض للتعذيب أرادوا منه بعض أسرار حزب الدعوة ، فكان يقول أسرار حزب الدعوة كلها في صدري وأتحداك يخاطب المحقق أتحداك أن تخرج سرا واحدا منها ، هذا الثبات العظيم لماذا ؟

    لأنه إرتبط بالله سبحانه وتعالى ومضى شهيدا في سبيل الله

    موضوع البلد

    الحاج عبد الرسول نحتسبه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى لما تعرض له من خوف ومن غاز ، هذا الموضوع أو هذا الطرح لم يكن متداولا كثيرا أو يذكر كثيرا ولكنه واقع , أن أسباب الشهادة تختلف وكثير من الأشخاص الذين إستشهدوا في البحرين كانوا بسبب الرعب الشديد الذي أصابهم ولم يذكر هذا المعنى ولم يركز عليه

    نقل بعض الإخوان عن أشخاص إستشهدوا أيضا بسبب الغازات وكان أهلهم أيضا يخافون أن يذكروا أسماءهم أو يقولوا أن هذا الفرد من عائلتهم شهيد هذا الخوف الذي تعرضوا له ، لماذا ؟

    لاننا نعيش في بلد حكومتها في الواقع أشبه بالعصابة لا تلتزم بقانون وإنما تعتدي وتفتك بالمؤمنين والذي يقول أن ولده إستشهد أو أن أباه إستشهد أو تعرض لضرب أو لإختناق يتهم  هو القاتل لذلك الخوف يكون شديد من جهتين ، من جهة نفس الشخص الذي تعرض للرعب وربما بسبب رعبه وخوفه تتعطل بعض الأجزاء في جسده فيموت بذلك السبب ، وأيضا أهله يخافون أن يفصحوا أو يصرحوا بأنه تعرض لما تعرض له ، ومن ذلك ما تعرض له الحاج عبد الرسول فهو تعرض للغاز وتعرض للخوف وأهله يخشون أيضا أن يتكلموا بما تعرض له أبوهم

    نذكر أيضا في هذا المقام تأبين الشهيد فخراوي رحمة الله عليه الذي تعرض لتعذيب قاس وشديد بحيث أنه يموت في التعذيب وهذه جريمة نكراء ، جريمة عظيمة تقع بحيث أن يعذب الإنسان تعذيب يصل من خلاله وفي هذا التعذيب إلى الموت فتزهق روحه بهذا التعذيب ، كم هي قسوة هذا التعذيب الذي يتعرض له ، تعرض لهذا التعذيب ومات في العذاب ، وغيره أيضا ربما أشرف كثير منهم على الموت ولكنه لم يأت أجله فقام ، يعني البلد تعيش حالة من الإرهاب والتعذيب القاسي نحن نعيشه في هذه البلد في البحرين لذلك من حق عائلة الشهيد المطالبة بالقصاص هذا حق من حقهم ، من حقوقهم ، لهم أن يطالبوا بالقصاص وليس أن يحكم على الجاني أو القاتل أو المعذب بالسجن أيام أو بأن يعوض أو يقال أنه مات بالخطأ ، بسبب القسوة مات ، قسوة ماذا ؟ أن يعذب إلى يصل إلى الموت

    النقطة الأخرى

    المماطلة في بناء المساجد المهدومة أيضا دليل على إصرار الحكومة على مواصلة الجرائم والتعدي على المقدسات ، فهي لا زالت في هذا الطريق ، بطش مستمر وإعتداء مستمر ، بطش غير مسبوق يطال منطقة العكر على أثر حادثة غامضة ربما هي مفتعلة ولو كانت هناك حقيقة لا يحق أن يعمل هكذا أو تتعرض المنطقة لهذا الإعتداء والبطش غير المسبوق .

    أيضا ميليشيات مدنية تعتدي وتكسر وتحرق محلات جواد وأيضا بمرأى مما يسمى بقوات الأمن تحميها وتشاركها السرقة ثم تطلب منها تكسير كاميرات المراقبة التي تصورهم ، فهم يصورون وهم يكسرون وليست حادثة ولا حادثتين وإنما حوادث وكثيرة لهذه المحلات أكثر من خمسين أو ستين حادثة تكسير وإعتداء ولكن أين الجاني وأين المعتدي ؟

    لا يوجد ، يصور بالكاميرة ويعرف وجهه ويشخص بالإسم والحكومة تبحث عنه ولا تجده ، وهذا يدل على أن الحكومة ماضية في هذا التعنت وهذا التعسف وإذلال الناس .

    أيضا البارحة وجدت إنتهاكات وإعتداءات في مناطق مختلفة من البحرين ، إستخدام رصاص الشوزن المحرم دوليا ، يستخدم في صيد الطيور، وأستخدم أيضا في مناطق مختلفة من البحرين بصورة عامة ، وهناك حالات إصابة في مناطق مختلفة بالشوزن الذي هو ممنوع ومحرم دوليا .

    دهس المتظاهرين أيضا ، الذين يتظاهرون ويحتجون ويطالبون بحقوقهم يدهسون ، وهذا كله بمرأى من العالم ويصور أيضا ولا تجد من يحرك ساكن في ذلك، إنتهاكات صارخة إنتهاكات صارخة تشمل جميع مناطق البحرين ولذلك نقول ونطالب العالم والمنظمات الحقوقية والدول وجميع من عنده إحساس أن لا يتركوا البحرين وشعب البحرين لمصيره

    وأخيرا نهيب بالمؤمنين المشاركة في تشييع الشهيد أحمد إسماعيل ، نتمنى أن يكون الحضور حضورا قويا وفاعلا

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الصبر(2)

    الصبر(2)

    الصبر(2)

    حديث الجمعة – 23/3/2012

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    جاء في الحديث عن علي عليه السلام ” أشجع الناس من غلب هواه “

    حديثنا هو مواصلة لبحث الصبر

    تعريف الصبر: الصبر هو حبس النفس على الفعل أو الترك .

    ملكة الصبر

    هذه الملكة كيف تتحقق ؟

    ملكة الصبر مشابهة ومرتبطة بموضوع العدالة , أو ملكة العدالة ، فالعدالة هي أن لا يرتكب الشخض أمراً محرماً ، معصية ، وعدم ارتكابه للمعصية بقدرة عنده وبتملك من نفسه ، وليس لعدم وجود القدرة على المعصية ، بمعنى أنه ليس مجبورا في ترك المعصية ، ذاتاً أو من قبل الله سبحانه وتعالى ، وليس مجبور من الخارج عن ترك المعصية ، وإنما هو بنفسه يمتنع عن المعصية ولا يقترف المعصية ، فهذه هي ملكة العدالة أن يمتلك القدر على أن يأتي بالواجبات ويترك المحرمات .

    الصبر ايضا ملكة ، في الحالات التي يتعرض الإنسان فيها لأمور ، ومصائب أو أنه يتعرض إلى كلام بذيئ مثلاً أو يغضبه أحد ، فكيف يتمالك نفسه ويكون صابراً في هذه المواقف ؟

    إمتلاكه للقدرة على حبس النفس عن الفعل إذا كان الفعل مما ترغب له النفس أو حمله للنفس على الفعل الذي تكرهه النفس , أو حبس النفس عن الجزع عند المصائب , فإمتلاك القدر على ذلك هو ملكة الصبر.

    أمور تساهم في تحصيل ملكة الصبر

    هذه هي ملكة الصبر كيف يحققها الإنسان في نفسه ، نقول:

    1. التحلم

    بالتحلم وبالتحلي بالتصبر للنفس ، يحاول أن يوجد الصبر في نفسه  

    ويتمثل الصبر في نفسه ، شيئا فشي تتحقق عنده ملكة الصبر ، سواء كانت ملكة الصبر ، في التعامل بينه وبين نفسه في الواجبات و في المحرمات ، أو تعامل في قضايا أخرى كما يتعامل مع أهله مع زوجته أو أولاده ، إذا غضب من جهة الأولاد أو من جهة الزوجة أو من جهة المجمع أو تعرض لمصائب أو مشاكل أكبر من ذلك ، هنا هو يصنع في نفسه الصبر ، يحاول أن يتحلى بالصبر ، يعني يتصبر إلى أن يكون الصبر حقيقة عنده، فإذا كان مثلاً في بيته و مع أولاده ، أولاده يغضبونه ، مزاجه ضيق ، هنا يحاول أن يظهر شيا من الصبر ، ينوي لله سبحانه وتعالى ، إذا كان نوى ذلك لله وأنه يتصبر من أجل الله ، الله سبحانه وتعالى سوف يفرغ عليه ملكة الصبر ويكون صابراً بعد ذلك ، يكون قادر .

    إذا حاول أن يدخل السرور على أهله ، على أولاده سعدوا بتصرفاته ، فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له الطريق فيتحلى بالصبر بعد ذلك ويكون صابراً .

    أما إذا كان على العكس ، دائم الغضب ولأقل الأمور ينفعل و يظهر الإنفعال ، هنا أيضاً تترسخ في نفسه الهزيمة أمام ما يقتضي الصبر ، سواء كان في معاملته مع أهله أو مع الآخرين ، فإذا كان يصبر نفسه ويخلق الصبر في نفسه شيء فشيء تتكون عنده ملكة الصبر ، أما إذا كان على الطرف على النقيض أو العكس فإنما هو يغضب بسرعة ويشتد بسرعة ولا يحاول التصبر ، إذا كان عنده شيء من الصبر ينتهي تدريجياً .

    هذه الممارسة العكسية إذا كان يمارس ممارسة عكسية للصبر فإنه بدل أن يصبر لأقل الأمور يجد في نفسه أنه يظهر الغضب بشدة تنتهي عنده ملكة الصبر ، أما العكس ما اذا كان يوجد الصبر في نفسه ، يجد نفسه يعيش ضيق مثلاً وضعف ولكنه يحاول أن يتغلب على هذا الضعف ويظهر أنه صابر ، توجد ملكة الصبر بعد ذلك .

    1. الإستقامة في العمل يقول تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ

    هنا أيضاً إذا كان الشخص إستقام على العمل الصالح ، يحاول أن يقوم نفسه عن الأخطاء ويتجنب المعاصي و يلتزم بالطاعات ، هنا يبشره الله تعالى ويقول نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ومن يكون الله وليه فإنه ينصره ، يحقق له الخير ويحفظه عن الشر ، تكن يد العناية الإلاهية فوق رأسه ما دام هو مستقيماً أو يسعى في طريق الإستقامة .

    يكفي أن الإنسان يتوجه هو بنفسه ويحاول أن يقوم نفسه ويحاول الإقتراب من الله سبحانه وتعالى ، يقول الله سبحانه وتعالى” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا “ يعني جميع الطرق الصالحة الخيرة يهديه الله إليها ،إذا كان يتوجه ويحاول إصلاح نفسه ويحاول العمل الصالح فإن الله سبحانه وتعالى يهديه لجميع طرق الخير ويحميه من جميع المزالق والمهاوي .

    1. الإعتبار من سير من مضى

    النظر في تاريخ الأقوام الماضية ، وما مضى من الأزمنة ، قضايا وقصص في التاريخ وقعت إذا نظر إليها الإنسان صقلت شخصيته ، ووفرت عنده الإيمان وحببته للخير وللصبر والتصبر وبغضته وأبعدته عن الجزع والإستسلام لكل شيئ .

    يقول تعالى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الاَْرْضِ فَانظُرُواْ كيَفْ كَانَ عَـاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

    وقال تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ

    كيف كان عاقبة المجرمين تأملوا فيما مضى .

    وقال تعالى فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

    وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ

    هذه الآيات تبين أهمية النظر للتاريخ وتبين سنن التاريخ والذي كان مستقيماً أين وصل ، والذي كان منحرفاً وعاصياً وطاغياً وظالماً أين وصل .

    يجب علينا أن نتأمل في ذلك ، دائماً في قضايا التربية الروحية والأخلاق نذكر القصص ، لماذا؟

    لأنها العبرة للإنسان ، أن يعتبر الإنسان ويصل إلى طريق الخير .

    قصة النبي عيسى وأمه العذراء (ع)

    مريم ابنة عمران مع النبي عيسى عليهما السلام ، كانا مطاردين ، نفيا للصحراء ، فخرجا صائمين ، خرجا إلى الصحراء وكانا صائمين في جوع شديد ، النبي عيسى جعل أمه في مكان, أجلسها ، فقال أذهب لآتيك بشيئ من الكَلأُ لتأكليه في الإفطار ، عندما رجع إلى أمه وجدها قد ماتت ، جهزها ودفنها ، ثم ناجاها وهي في قبرها ، وقال هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

    كانت مطاردة وتتعرض لهذا البلاء الشديد ، والآن خرجت إلى الله سبحانه وتعالى وهو الرؤوف الرحيم ، إلى مكان فيه الأمان ، إلى جنة الله ، هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

    قالت نعم.

    فقال : لماذا ؟

    قالت : لأصوم في الحر وأتوضأ وأصلي في الشتاء القارص .

    هنا تعلم وعلمت أن الشدة فيها خير ، وأن التصبر على البلاء فيه خير ، فإذا تأملنا لما يتعرض له الإنسان من شدائد وتوجه الإنسان إليه ، فإنه يفوز ويحصل على الخير الكثير ، قضايا كثيرة وقصص كثيرة تبين للإنسان المتأمل المؤمن أنه إذا تحلى بالصبر وتجنب المحرمات أين يصل .

    قصة ابن سيرين

    تذكر أيضاً عن ابن سيرين ، ابن سيرين معروف بتفسير الأحلام ، وعلى درجة عالية من المعرفة بتفسير الأحلام ، ولا يستطيع أي أحد أن يقول أعرف هكذا ، يذكر الأستاذ المظاهري سبب ذلك ، يقول ما هو السبب في بلوغه هذه المنزلة ، يقول هو بزاز يعمل في الخياطة ، يخيط الثياب ، مرة طلبت منه إمراة أن يخيط لها ثياب خاط الثياب ذهب لبيت المرأة يسلمها الثياب فدعته إلى نفسها ، أصرت عليه ، يقول كأنه تعرض لما تعرض إليه النبي يوسف ، أصرت عليه ومنعته من الخروج ، فقال أذهب لدورة المياه أولاً ، ذهب لدورة المياه ولطخ جسمه بالغائط كاملاً ، ثم خرج فرأته إستبشعت منظره ، وأخرجته من البيت طردته من البيت ، خرج بنجاسة ظاهرية وبطهارة باطنية ، باطنه صار طاهراً لأنه رفض الفاحشة ، رفض المعصية وإن كان في الظاهر تنجس جسمه ، ولكن طهرت روحه وبلغ وحصل من الدرجة والمنزلة أنه يفسر من الأحلام ، وقضايا كثيرة تذكر ، أن الإنسان الذي يتوجه لله ويصبر ويتعظ عن المعاصي تكون له درجة العالية ، فالتأمل في قضايا التاريخ والقضايا التي وقعت يربي الإنسان ويزكي الإنسان ويطهر روحه .

    1. تجنب الكفر والظلم والخيانة والفسوق

    كل شيء يؤدي للكفر و يؤدي للفسوق ، يجب على الإنسان أن يجتنبه لا يتساهل في أمور وفي ذنوب توصله لذلك ، قال تعالىوَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ الذي يخون عنده أمانة ويخون تلك الأمانة لا يهتدي ، شخص في عمل ، يوكل له عمل ، لا يتقن عمله لا يؤدي الأمانة المطلوبة منه كما طلبت وكما افترضت عليه فهو ضال ويكون في الضلال ولا يهتدي .

    وقال تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

    أيضاً الشخص الذي يكفر بالله سبحانه وتعالى ويعبد الشيطان فهو أيضاً لا يهتدي إلى الخير أبداً ، (وأن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الظلم أيضاً ذنب عظيم ، شخص يتعامل مع المجتمع وذكرنا في المقدمة حتى في البيت مع أولاده مع زوجته في المجتمع في العمل ، إذا كنت مسؤولا في العمل أو مدرس أو أمثال ذلك ، أو عندك أولاد تتعامل معهم ، التعامل إن كان فيه ظلم ، فالهداية بعيدة كل البعد عنك ، يضل الإنسان الذي يظلم غيره ، إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، ربما يتعامل الشخص مع أولاده ، الأولاد إذا عمل الولد خطأ ، كيف يتعامل مع الولد ، يجب أن يكون التعامل و الغضب و الضرب ، ضرب الولد مثلاً يجب أن يكون تأديبياً ، بمعنى لا ينطلق التعامل من غضب نفسي ، وإنما من حاجة للطفل في هذا الموقف ، إذا أردت أن تشدد على الطفل مثلاً ، يجب أن يكون هذا التشديد منطلق من حرصك عليه ، ليس لغضبك عليه ، من الحرص عليه وأن مصلحته هكذا ، مثلاً يزجر وبالشيء البسيط والخفيف ، و قال تعالى : وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ، الشخص الفاسق ، الفاسق هو الذي يعصي ، يرتكب المعصية ، إحرص أن لا تكون مصداقاً لهذا العنوان، إذا ارتكبت خطأ ، لمجرد أن يصدر منك الخطأ عليك أن تلتفت مباشرةً و تحدث نفسك بالتوبة وتتوب عنه ، العاقل لا يسوف ولا يترك الذنوب تصدر منه ، فإذا صدرت منه الذنوب صار فاسقاً ، و إذا صار فاسقاً فإن الهداية لا تأتيه .

    أما المؤمن ، فيقول تعالى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، على الإنسان أن يؤسس الخير ، أن يؤسس إيمانه على الصحة و الخير و التقوى ، وتجنب المخالفات و الظلم ، ويقول تعالى : ” الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ “ ، لا يلبس إيمانهم بظلم ، إن كان قد ظلم أحد ، أو تعرض لأحد بظلم ، و لو بكلمة أو غيبة ، فهو خاسر وضال ، عليه أن يراقب نفسه في كل شيء ، لا تجعل لغيرك حقوق عليك لا تستطيع الوفاء بها .

    يقال أن الشهادة والإستشهاد في سبيل الله ،تمحوا كل شيء إلا الديون ، ويقصدون بها الديون هي حقوق الناس , ظلم الآخرين من الديون، شخص اغتاب أحد ، إستهزأ بأحد ، خطئ على أحد ، هذا لا يمحى ، حتى يرضى صاحبه ، و إذا كان في يوم القيامة ولم يرضى ، هناك الإنسان بحاجة ، لا يتنازل لو قدمت له شيء في الدنيا و قلت مثلاً أعطيك كذا لترضى ، مبلغ من المال ، ربما يقبل ، ولكن في يوم القيامة لا يقبل ، إلا أن يؤخذ من حسناتك له ، وإذا لم تكن هناك حسنات ، يؤخد من ذنوبه عليك ، لذلك الإنسان عليه أن يجتنب و يلتفت لنفسه ، أن لا يصدر منه خطأ أو ظلم لأحد .

    1. قراءة الدعاء

    عليه أن يدعوا الله لتسديده دائماً ، ويطلب من الله سبحانه وتعالى العناية الربانية ، والحفظ من الله ، ليكون تحت عناية الله ، فيهتدي ويكون صابراً ، الدعاء الذي يجب أن يردده الإنسان دائماً ، كما كان النبي ( ص ) يقول : ” اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا “ لا يثق في نفسه ، لا تثق في نفسك وإنما اجعل التوكل على الله و اطلب المدد من الله والتسديد من الله دائماً .

    1. الصلاة و خصوصاً صلاة الليل

    أن يواضب على الصلاة في أوقاتها ، لا يترك الصلاة ، المستحبات أيضاً ، فإذا كان يواضب على الصلوات و يحاول أن يأتي ببعض المستحبات أيضاً ، يسدد ، يقول تعالى ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا “ لتحمل هذا القول الثقيل يحتاج أن يصلي ، الصلاة ، الصلاة تصبر الإنسان ، وتجعله صابراً ، هذه بعض الأمور المرتبطة بملكة الصبر وتحقيق ملكة الصبر .

    وضع البلد

    أولا:التعدي على مسجد الصحابي صعصعة ابن صوحان (رض)

    نستنكر ونحمل الحكومة الإنتهاكات الصارخة لمسجد صعصعة ابن صوحان ، وما تعرض له من تخريب واعتداء ، ونطالب الجهات المعنية بالقيام بمسؤوليتها وواجباتها الشرعية و الأخلاقية و القانونية ، وإنما تعرض له مسجد الصحابي كارثة خطيرة ، لا يمكن الصمت والسكوت عنها ، تحت أي حجة أو تبرير ، ونطالب بإعادة بناء جميع المساجد التي هدمت بغير وجه حق .

    الحكومة لا زالت صامته ، و الإعتداءات مستمرة ، ويقال مجهولون ، كسروا المسجد مجهولون ، في هذا المكان و في هذا المكان قضايا تخرج بإسم مجهولين ، أين تكون هذه التصرفات ، الحكومة هي التي باشرت الهدم سابقا فهي مدانة ، والحكومة ساكتة الآن فهي مدانة ، لماذا إذاً حدثت قضية في مكان أو لأحد مرتبط بالحكومة ، مباشرة يقال : أمسكوا أو القوا القبض على القائم بالعملية الفلانية و المعتدي ، ولكن عندما يكون الإعتداء على المساجد أو على المؤمنين أو على بعض أفراد المجتمع من المعارضين ، فلا يعرف من الذي قام بالتعدي ، فنحمل الحكومة على جميع الأحوال هذه الإنتهاكات .

    ثانيا: الإعتداء على طفل السنابس

    ماحدث من اعتداء وحشي على طفل السنابس الأربعاء الماضي ، من اختطاف وإعتداء بالآلات الحادة ، وتحرش جنسي ، دليل على انتهاكات السلطة المتواصلة للشعب في جميع مناطق البحرين ، وعدم إكتراثها لحرمة أحد كبيراً كان أو صغيراً ، رجلاً كان أو امرأة .

    طفل يتعرض لهذه الوحشية ، و يجرح حتى يغمى عليه ، ويتحرش به جنسياً ، هذا تتحمل الحكومة مسؤوليته ، وهي المسؤولة عن ذلك ، وهذا دليل أيضاً إضافة لمواصلة الإنتهاكات ،على أن هذا النظام فاسد ، ويجب إصلاحه ، ولا يمكن التعايش مع هذا النظام بهذه الوحشية و هذه الإعتداءات المتتالية .

    ثالثا: الحوار

    الحوار في ظل المؤسسات الحكومية ، و من غير آليات و ثوابت ، ومن غير أن يكون للشعب رأي في نتائجه ، لعبة بلهاء ، يراد منها التظليل المحلي و العالمي ، نطالب بالحوار .

    ذكروا الحوار سابقاً ، وقالوا حوار التوافق ، ثم تطبيق مرئيات الحوار ، أين الحوار ؟

    و مع من الحوار ؟

    وما هي نتائجه ؟

    و اذا كان هو التوافق بين أطياف المجتمع و فئات الشعب ، فلماذا الآن يذكر حوار آخر ؟

    هذا دليل على أن الحوار السابق كان حواراً فاشلاً ، لم يكن صحيحاً ، ولم يكن جدياً ، لم يكن بالآليات الصحيحة ، و الآن يطرح حوار بنفس الطريقة ، في ظل مؤسسات الدولة ، يراد حوار مع من ؟

    مع المؤسسات القائمة ، المنتهكة ، المعتدية على الناس ، و يجب على الناس القبول بهذا الحوار ، وهذا هو حوار التوافق .

    هذا الحوار لا يغير شيء ، وهذا يكشف على أن السلطة إنما تذكر هذا الحوار من أجل تظليل الناس ، ومن أجل التسويق الإعلامي فقط ، وليست جادة في الحوار ولا في إخراج البلد من ازمتها .

    رابعا: تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق

    تنفيذ التوصيات لجنة تقصي الحقائق ، ليس إلا تظليل للرأي العام ، بماذا ؟

    بتشكيل لجنة ، ولجنة تشكل لجنة ، و اللجنة تشكل أخرى ، والاخرى تشكل فريق يفسر كلام اللجنة الأولى ، وهكذا ، وندور في لجان و لجان ، وهذا يدل أيضاً على أن الحكومة لا تريد الإصلاح في المجتمع ولا تريد حل الأزمة وتغيير الوضع ، و لو كانت هناك جدية في الاصلاح لما رأيت هذه المظاهر العسكرية في الشوارع ، والاعتداءات المستمرة ، لذلك نقول :

    ما هو موقفنا وتكليفنا ؟ تكليفنا هو المواصلة ، و عدم التراجع ، تكليفنا هو تكثيف الحضور في كل مكان ، في المسيرات الاحتجاجية ، في المطالبات بالحقوق ، يجب علينا أن نكون حاضرين .

    وبالمناسبة أخيراً أيضاً ، نذكر المؤمنين بأهمية المشاركة في المسيرة الجماهيرية اليوم الرابعة عصراً ، لما له من الأهمية ، لأن الحضور المكثف و القوي هو الذي يفرض طلب الحلول في المجتمع ، أما لو كان هناك تراجع ، وكل شخص قال أنا لا أذهب و أعتذر ، فإن الحكومة تقول : إنتهت الأزمة ، وبقي الوضع على ما هو عليه ، وليس هناك إعطاء للحقوق ، ولا استجابة لمطالب أحد ، فعلينا بالمطالبة و الحضور الفاعل في جميع الفعاليات الجماهيرية التي تدعوا لها القوى السياسية .

    والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد و آله الطاهرين .

     

  • العبودية لله تعالى

    العبودية لله تعالى

    حديث الجمعة – 17/2/2012
    العبودية لله
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
    موضوعنا حول العبودية لله سبحانه وتعالى
    جاء في الحديث بالمعنى ،
    عن سفيان الثوري :
    قال من أجل أن أحصل على رحابة الصدر وضياء القلب ذهبت للإمام الصادق (س) كي أتغير لما هو أفضل
    يقول : عندما جلست في محضر الإمام (ع) لم يقبلني وقال : عندي عمل ولذلك لا أستطيع أن أجلس معك ، يقول : خرجت وذهبت إلى قبرالنبي (ص) وصليت ركعتين وتوسلت بالرسول الأكرم (ص)وقلت أرجو منك أن تجعل الإمام الصادق يقبلني وأن يرفق بي ، وبعد أن توسلتجئت للإمام الصادق (س) وإستقبلني بحفاوة فعلمت أن توسلي قبل من قبل النبي (ص)
    قال الإمام : عندما جاء سفيان إلى الإمام قال الإمام لسفيان جئت إلى هنا لينشرح صدرك
    فقال سفيان : أجل يا إبن رسول الله جئت لينشرح صدري ويتنور قلبي
    قال الإمام :
    الصادق(س): ياسفيان إذا أردت أن ينشرح صدرك عليك أن تواظب على ثلاث
    الأولى : إعلم أنك عبد وهو مولى
    سفيان الثوري يذهب للإمام لينشرح صدره ويتغير لما هو أفضل لماذا ؟
    لأن الجلوس مع الإمام لا إشكال أنه يؤثر ويغير لما هو أفضل .
    الجلوس حتى مع الصالحين من الأشخاص العاديين الذين يحملون الصلاح هذا يؤثر على صلاح المرء ، فسفيان كان يريد أن يجالس الإمام ليتحول لما هو أفضل
    تذكر قصة لعبد مع مولاه
    مولى مديون وعنده عبد غلام وهذا الغلام يرفق بمولاه ويستشعر من أجل مولاه فيرى مولاه يعاني من الديون وأنه لا يستطيع سداد ديونه، يسأل مولاه لماذا هذا الهم الذي أراه باديا على وجهك فيجيبه أنني مديون بديون كثيرة لا أستطيع سدادها ،
    يقول الغلام لمولاه : بعني وخذ ثمني وسدد به ديونك ، فيقول المولى للغلام : ثمنك لا يساوي عشرما علي من الديون ، لو بعتك لا يساوي شيئ لا يساوي سداد ديوني فيقول الغلام : إعرضني في السوق وقل لهم إن فيه ميزة وهي أنه يعرف معنى العبودية ، فإذا رأوا هذه الميزة سوف يأخذونني بما تجعل لي من ثمن أو سعر، يذهب به للسوق ويعرضه بالسوق ويثمنه بثمن يساوي ديونه ، ثم يقول ثمنه كذا ، الناس يأتون إلى أن يأتي شخص عاقل ويقول إذا كان يعرف معنى العبودية آخذه وإذا لم يكن يعرف العبودية فأرجعه لك ، يأخذه ثم بعد أن يذهب به إلى بيته يضربه بالسياط ويعذبه بالسياط ، ولا يجد منه كلمة ولا إستنكار ولاإعتراض ، فيقول يكفي هذا لغلمانه ثم يسأله ألم تتألم ؟
    يقول:نعم
    ألا تشعرأن ضربك من غير سبب ؟
    قال : نعم لا أرى سبب
    قال : إذا لماذا لم تعترض؟
    قال : لأنني عبد وأنت مولى والعبد يسلم لمولاه تسليما كاملا .
    هذه طبعا القصة وإن كان واقعها ليس صحيحا , ليس مقبولا هذا المعنى في حق البشر، لأن البشر مع البشر متساوون ، ولا يحق لأحد أن يعذب أحدا من غير سبب
    أولا: حقيقة العبودية
    ولكن المعنى الحقيقي والعبودية الحقيقية المقبولة والتي هي الواقع ، هي العبودية لله والملك الحقيقي هو لله ، وأن شخص يملك شخص فهو ملك إعتباري لا يحق له أن يعذبه ، وحتى إذا حصل منه أذى يسأله ما هو السبب ،هذا في ما بين الناس ،
    أما بالنسبة لله سبحانه وتعالى (فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) الله سبحانه وتعالى لا يسأل عن فعله لأنه مالك ملكا حقيقيا ، يملك الإنسان ملكا حقيقيا ، وله الحق في أن يتصرف كيف يشاء ، ومع ذلك نقول الله سبحانه تعالى لا يعمل شيئا إلا من أجل الإنسان ولا يشرع شيئا إلا من أجل الإنسان لماذا ؟
    لأن الله غني عن العالمين
    ثانيا: التشريع الإسلامي
    لنا أن نتعرف على بعض الحكم بالتشريع ، التشريع الإسلامي فيه حكم وله علل ،علل التشريع أكثرها لم تبين ، لم يبين السبب الحقيقي التام لحرمة الأفعال أو لوجوب الأفعال ، ولكن بالنسبة لحكم التشريع يعني بعض الفوائد التي تذكر من أجل حرمة ذلك الفعل أو أنه واجب , هناك بعض الحكم ، وللإنسان أن يتطلع ويتعرف على بعضها
    لماذا تذكر هذه الحكم وبعض علل التشريع ؟
    إنما تذكر من أجل أن يزداد الإنسان إيمانا ويقينا بالله سبحانه وتعالى ، وإلا فإن المفروض من الإنسان أنه يسلم لله ويطيع الله طاعة من غير أن يسأل لماذا هذا لأنه يعرف أن الله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم بخلقه لا يريد لهم إلا الخير
    ثالثا : من فوائد العبودية
    التي يجب أن تكون هي واقية للإنسان من الإنزلاق من الوقوع في كيد الشياطين
    قال سبحانه وتعالى عن لسان إبليس قال:
    (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )
    فالعبد لله سبحانه وتعالى يرتقي درجات عالية إذا جعل نفسه عابدا لله ، إذا وضع نفسه موضع العبودية الحقيقية فإنه يكون في أمان من مكر الشياطين وكيدهم
    رابعا: العبودية فخر الأولياء
    يقول أمير المؤمنين (س)
    (كفى بي فخرا أن أكون لك عبدا )
    الإمام يفتخر ويرى أن لنفسه الحق أن يفتخر، بل هي أعلى درجات الإفتخار أن يكون عبدا لله سبحانه وتعالى
    خامسا: العبودية أعلى من درجة النبوة
    نرى أيضا أن العبودية كما يقول العلماء درجة عالية بل هي أعلى من درجات النبوة أيضا ، أن يكون الإنسان عبدا لله ، لذلك نتشهد في التشهد نقول أشهد أن محمد عبده ورسوله ، نقدم العبودية على الرسالة بمعنى أن العبودية درجة أعلى
    قال الصادق (س) (العبودية جوهرة كنهها الربوبية) العبودية جوهرة ، شيئ مكنون في حقيقته , وواقعه الربوبية ، الربوبية تعني القدرة على التصرف أن يدير أن يتصرف فيما يشاء ، إذا كان عبدا لله حقيقة ، فالإمام الصادق (س) قال لسفيان في كلمته الأولى
    إعلم أنك عبد وهو مولى
    إعلم أنك عبد وأن الله سبحانه وتعالى هو المولى
    الثانية : وإعلم أن لمولاك غضب كما له رضى
    وعليك أن تطيع مولاك ، أن تلتفت لهذا الأمر أن الله يغضب ، كما أنه يرضى كذلك يغضب ، لا ترتكب مخالفة ، لا تجعل نفسك موضع سخط الله سبحانه وتعالى , لا تستصغر الذنب وتقول هذا ذنب صغير فإن الذنب ما دام مخالفة لله سبحانه وتعالى فهو عظيم
    تقول الرواية بالمعنى
    ( يا عبدي لا تستصغر الذنب لأنك قد ترتكب ذنبا أخاطبك بعده لن أغفر لك )، ذنب صغير ولكنك تخاطب بعده ، هذا الذنب لن أغفر لك إذا قبض الإنسان ولم يغفر له خسر كل شيئ ، بمعنى أنك لن تنال التوبة ، يعني بعض الذنوب تحرم الإنسان من التوفيق للتوبة أيضا ، وتقول الرواية أيضا (ولا تستخف بالثواب لأنك قد تقوم بثواب بسيط بعمل بسيط وعلى آثره يخاطبك ياعبدي لقد وفقت وأصبحت سعيدا ويد عنايتي فوق رأسك دائما )
    شخص جاء بعمل صالح بعمل بسيط ولكن يخاطب على آثرهذا العمل أنه تحت عناية الله , يد الله ويد العناية على رأسه تحيطه فلا نستنقص ولا نستصغر الذنوب ولا نستنقص ولا نستصغر أيضا الأعمال الصالحة
    أولا : العبودية والطاعة
    من العبودية الإهتمام بالواجبات وترك المعاصي
    فالعبودية أن يضع الإنسان نفسه عبدا لله ، يرى نفسه مملوكا لله ، ويلتزم بالواجبات ويجتنب المعاصي كلها
    ثانيا: الذنوب كلها كبيرة
    الذنوب كلها كبيرة ولها درجات ، كل الذنوب كبيرة
    كما يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه ( كل الذنوب كبيرة ولا يوجد ذنب صغير)
    لا ترى ذنبا وتقول هذا صغير كل الذنوب كبيرة قد يرتكب الإنسان ذنبا ويتصور أنه صغير ثم يرى نفسه خسر كل شيئ كما في الرواية السابقة
    قصة لأحد أصحاب النبي (ص)
    النبي(ص)خرج في بعض غزواته وجعل شخصا لخدمة النساء في المدينة ، جاء هذا الشخص إلى بيت رجل من أصحابه ورأى زوجته ، فلمسها بيده فصرخت النار النار يعني ما هذا الذنب العظيم الذي ترتكبه ، عندما سمع ذلك أيضا صرخ وقال نار جهنم وخرج للصحراء ، عندما رجع النبي (ص) من غزوته قال لقد نزل وحي يخبر أن فلان قد تاب وأن الله قد قبل توبته ، قبلت توبته ، جاؤوا به إلى المدينة وكان النبي (ص) في المسجد يخطب ويقرأ
    (ألهاكم التكاثر)لما سمع الوعيد بالنار صعق ووقع على الأرض جاوؤا يحركونه وإذا هو ميت شهق ثم مات لصدق هذه التوبة لما رأى بأن هذه المعصية التي يتصور أنها صغيرة هي عظيمة عند الله سبحانه وتعالى فالتفت ثم ترك وخرج تائبا
    يذكر الإستاذ المظاهري قصة لطبيب مع إمرأة عجوز يقول ينقلها عن أحد أصحابه يقول
    كنت ذاهبا لطبيب للعلاج وكانت هناك إمرأة عجوز من بين الحاضرين عندما دخلت على الطبيب
    قالت للطبيب لقد طبخت الوصفة ثم شربتها ولم أستفد منها ، ضحك الطبيب عليها وقال الخبز الذي يعطيك إياه زوجك خسارة عليك ، ضحك الطبيب وضحك بعض الحاضرين
    يقول عندما خرجوا دخلت على الطبيب وقلت له ماذا صنعت أنت إرتكبت ذنوبا عظام كبائر وليس ذنبا واحدا منها
    1ـ أنك إستهزات بمسلم (مع أن الطبيب) جاء بكلمة كأنه يتصور أنها لطيفة وملاطفة ولكنه أهان هذه المرأة يقول أنت إستهزأت بمسلم والرواية تقول (يكتب على ناصيتهآييس من روح الله )،من أهان أحد أولياء الله أو أهان مؤمنا يكتب على ناصيته آييس من روح الله يعني يخسر كل شيئ إذا كان آييسا من رحمة الله سبحانه وتعالى لأنه إستهزأ بهذه المرأة ،
    وفي الرواية أيضا(من أهان وليا لي فقد بارزنيبالمحاربة )،هذا تعامل مع هذه الإمرأة ولكن تعامل سيئ , حاول أن يستنقص منها أن يستهزى بها فالرواية تقول من أهان وليا لي فقد بارزني بالمحاربة , من بارز الله حارب الله فهو خاسر
    كنت سببا في إستهزاء الأخرين ، الأخرون أيضا ضحكوا عليها وأنت السبب فأنت تحمل أيضا وزرهم كما يحملون
    أنك كذبت وقلت مالا تعلم , قلت أنه خسارة الخبز الذي يعطيها زوجها ومن أين لك العلم بذلك ، أنت قلت شيئ ولا تعلم به ، ربما تكون هذه المرأة قائمة بأمورها الباقية في حياتها ولكنك إتهمتها بهذا الإتهام
    هذه القصة تعطينا أيضا أن نتأمل بأمورنا بتعاملاتنا مع بعضنا البعض خصوصا مع الأشخاص البسطاء في المجتمع ، إذا كان هناك شخص بسيط ونتعامل معه بإستهزاء أو إستنقاص فنحمل إثما ونحمل ذنوبا بسبب هذا التعامل إذاجعلنا الآخرين يضحكون عليه .
    الثالثة: أنت وما تملك لمولاك
    يقول الإمام (ع) لسفيان إعلم أنك وما تملك لمولاك ، فأنت لا تملك شيئ لنفسك وإنما أنت ملك لله سبحانه وتعالى .
    إستيعاب هذا المعنى حقيقة فيه الخير الكثير إذا كنا نعلم ونعرف أننا ملك لله سوف نحصل على الخير الكثير
    من الخير الذي نحصل عليه بمعرفتنا أننا ملك لله
    أداء الحقوق والواجبات
    الشخص الذي يعلم ويعرف أن كل ما لديه هو لله سبحانه وتعالى سوف يكون أدأه للحقوق أكثر من غيره ويلتزم بأنه لا يرى شيئ لنفسه ، وإنما هو لله , فإذا أعطى الأخرين يرى أنه لا يملك هذا الشيئ من الأساس وإنما هو واسطة في ذلك .
    2ـ زوال الصفات الرذيلة عن أنفسنا
    زوال الصفات الرذيلة عن أنفسنا، كالتعلق بالدنيا والبخل الذي يلازم كثيرا من الناس .
    أما إذا رأى الإنسان نفسه لا يملك شيئ فيزول عن نفسه هذا البخل والأمراض النفسية
    قصة خادم الحوزة والحجة (ع)
    هناك قصة لخادم الحوزة والإمام المهدي وأختم بها هذا الموضوع
    يذكر الشيخ وحيد الخراساني أحد المراجع الكبار المعروفين يقول يوجد خادم في الحوزة (الناس ينظرون للمراجع أن يكون لهم هذا المقام ولكن تراه هذا المقام العالي لشخص خادم في الحوزة ) يقول الشيخ الوحيد الخراساني:
    يوجد خادم في حوزة من الحوزات وهذا الخادم من المؤمنين العاملين القائم بوظيفته يصلي الليل يعمل الأمور الشرعية ملتزم بأموره الشرعية , يقول في يوم من الأيام كان في غرفته يتحدث فسأله أحد العلماء
    مع من تتحدث وأنت جالس لوحدك في الليل ؟
    حاول أن يمتنع عن الجواب فأصر مع من تتحدث؟
    قال : كنت أتحدث مع الإمام المهدي (س)
    ماذا قال لك ؟ وماذا قلت له ؟
    قال: الإمام طلبني أن أكون معه من الأبدال .
    أن يكون مع الإمام من الأشخاص الخاصين القريبين الذين يعتمد عليهم الإمام وهوخادم في الحوزة .
    يسأله ماذا قال لك ؟
    قال: قال لي غدا الظهر سوف يأخذني
    كيف يأخذك ؟
    يقول عندما علم العالم بهذا صارت عينه على الخادم كيف يؤخذ ؟!
    في اليوم الثاني في نفس الوقت الذي أخبر عنه وهو في باحة المدرسة تحت العيون مراقب يرونه قد إختفى مباشرة فيكون مع الإمام (س)
    وهو ليس بمرجع ولا عالم وإنما هو خادم ، ولكن هذاالمقام وهذه الدرجة التي يصل إليها إنما هي لأنه جعل نفسه عبدا لله رضي بخدمة الدين وخدمة من يخدم الدين ووطن نفسه على هذا وصارمواظبا على واجباته مبتعدا عن المعاصي ينال هذا المقام وهذه الدرجة .
    وضع البلد
    نستنكر بالنسبة لوضع البلد و ما يحدث ونحمل الحكومة ما تعرض له مسجد الفردان في مدينة حمد
    مسجد الفردان تعرض لرمي زجاجات حارقة ، ثم يقولون أناس مجهولون رموا المسجد ، نقول هذا كله تحمل به الحكومة ، الحكومة هي المسؤولة عن هذا.
    المجتمع بشيعته وسنته متألف متحاب المساجد عند المساجد قبل الأحداث ومستمرة ولم يحدث أي إعتداء من طائفة على أخرى ، إنما حدث في هذه الفترة , يحدث عندما يوجد تصعيد من الدولة ، يحدث عندما يكون إعلام الدولة يركز على الطائفية والفتنة والإنتقام ، يحدث عندما يخرج من رموز الدولة أو المحسوبين عليها ، من يهدد بالإنتقام من المجتمع من المطالبين بالحقوق , فقط حينها يحدث الإعتداء،
    إذا كل ما يحدث حتى لو كانت حركة أفراد ليست منتمية للحكومة ، فالحكومة تحمل المسؤولية مع أننا نشك في ذلك والأقرب والأوضح أن الحكومة هي وراء كل ما يحدث من تصعيد ومن إعتداءات ، ونستنكر أيضا إستهداف المواطنين كل يوم ، ونستنكر الخيار الأمني المستمر والعقوبات الجماعية المستمرة التي لم تتوقف .
    ماذا يريدون ؟
    هل يريدون قتل الشعب بأكمله ؟
    هل يريدون إذلال الشعب ؟
    قلنا ونقول في كل إسبوع مستحيل ، المجتمع إختار طريقه ، ومصيره واضح ولن يتراجع عن حقوقه ومطالبه أبدا .
    إن إستهداف سماحة الشيخ علي سلمان رسالة من الحكومة تريد بها أن لا حوار حقيقي ولا تسوية حقيقية للأزمة في البحرين ، الحكومة تهدف أيضا من هذا الإعتداء على منزل الشيخ علي سلمان وتعرض الشيخ للإعتداء على أنه لا حوار حقيقي ولا نريد تسوية إلا بإذلالكم ,ونقول الإذلال مستحيل ، مجتمع يعيش في روحه الحرية , يعيش الكرامة , مستحيل أن يتراجع ، مستحيل أن يقبل بالذل ، وإنما يستمر في مطالبه ولا يتراجع ولا يتنازل أبدا
    وأخيرا ذكرى الخميس الدامي ودماء الشهداء ، دماء الشهداء لن تذهب هدرا ، هي محفوظة أولا عند الله سبحانه وتعالى والله هو كافلها وحافظها والمخلف على ذويهم ، ودماؤهم سوف تثمر النصر للمجتمع ،
    ما دامت هناك دماء سقطت ، دماء زكية بظلم وإعتداء فالنصر لا بد أن يتحقق ويستحيل أن يستمر الظلم والظالم كلما إشتد ظلمه كلما قرب نهايته لينتهي هو ولا ينتهي الشعب ولا ينتهي المجتمع وإنما تتحقق جميع مطالبه
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • المساجد ( 4 )

    المساجد ( 4 )

    حديث الجمعة – 3/2/2012 – المساجد( 4 )

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)

    وقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ ذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ هُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

    حديثنا حول المساجد

    أولا: المساجد والتوحيد

    المساجد هي أبرز أماكن إظهارالتوحيد ، فالإنسان الموحد الذي يبحث عن التوحيد يجد معاني التوحيد واضحة في المساجد , وفي الأعمال المسجدية , فالمساجد محل التوحيد لله سبحانه وتعالى

    ثانيا: التوحيد وهدم المساجد

    ولا يمكن أن نتصور شخصا سليم التوحيد وهو يتجاوز ويعتدي على المساجد أبدا ، لا بد أن يكون عنده خلل في توحيده وإلا لا يمكن أن يعتدي على مسجد هو دعوة إلى الله تعالى ومحل توحيد لله ومحل الإنقطاع له سبحانه وتعالى .

    إذا المساجد محل توحيد ومحل براءة من غير الله , ومحل رفض العبودية لغير الله ، فالمساجد هي المكان الذي يبرز فيه التوحيد لله سبحانه وتعالى , وكل من يتعدى عليها فليس في قلبه توحيد له تعالى , بل إنما قلبه عامر بالشرك فقط.

    ثالثا: المساجد وعبادة الله تعالى

    المساجد هي أهم مواقع العبادة وذكر الله عز وجل

    فالإنسان الذي يريد أن يعبد الله تعالى , أول ما يتوجه لذلك يخطر بباله وفي ذهنه المسجد ,فهو ينطلق للمساجد فكرا وقلبا ثم ينطلق للصلاة فيها , فهي محل العبادة لله سبحانه وتعالى ، هي توحيد لله وهي محطة يقف فيها الإنسان يعبد الله وحده

    في صلاة جماعة ، أو في قراءة القرآن ، و في الأذكار وغيرها .

    رابعا: المساجد والتربية والتعليم

    المساجد أيضا هي مواقع التربية ومراكز التربية والتعليم الديني

    تمتاز المساجد على غيرها بأمرين

    الأمر الأول :التعليم

    الأمرالثاني : التربية

    ونستطيع أن نقلب الأمر ونقول الأول التربية والثاني التعليم لأن المسجد يختلف عن غيره من الأماكن بحيث أن دخول الإنسان فيه , بنفسه يعد تربية ، في المسجد يتعلم الإنسان أمور دينه من أصول الدين وأركان الدين ويتعلم الصلاة والصيام وقراءة القرآن والواجبات الشرعية , إضافة لتعليمه ذلك يتربى تربية روحية دينية لمجرد دخوله للمسجد فالمسجد يؤثر في تربية الإنسان وليس في تعليمه فقط

    قد يتعلم شخص في معهد أحد أحكام الدين ولكنه لا يتربى عليها

    أما في المسجد فبدخوله للمسجد تحصل هذه التربية وتحصل هذه العلاقة الروحية بينه وبين الدين وتعاليم الدين تحدث وتحصل هذه العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، تحدث هذه العلاقة بينه وبين جميع المقدسات الدينية.

    خامسا: المساجد والترابط الإجتماعي

    المساجد هي المحل الحيوي في خدمة المجتمع وتكاتفه وتكافله

    أيضا من الفوائد العظيمة البينة والواضحة في المسجد أن أفراد المجتمع الذين يترددون على المساجد عادة ما يكون عندهم إرتباط وتكاتف فيما بينهم فإذا غاب شخص عن صلاة الجماعة يسأل عنه من يأتون للمسجد ويترددون على المسجد , يسألون كيف فلان ماهي صحته إفتقدناه يوم أو يومين , فيحدث إرتباط بين أفراد المجتمع الذين يترددون على المسجد ، ويحدث أيضا التكافل الإجتماعي وينطلق من المسجد فكلما كان المجتمع مترددا على المسجد كان عنده إرتباط فيما بينه وكان عنده تفقد وتحسس لأوضاع بعضه البعض ، بماذا ؟ بدخوله للمسجد وتردده على المسجد

    سادسا: المساجد منطلق الإسلام والدعوة إلى الله

    للمسجد فوائد كثيرة لأنه منطلق الإسلام

    النبي (ص) عندما دخل المدينة المنورة أول عمل قام به هو تأسيس المسجد لماذا ؟

    لأن المسجد هو المنطلق

    لذلك قال الله سبحانه وتعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه )

    يعني هناك مسجد أسس من أول يوم يدخل النبي (ص) المدينة , وقبل أن يشرع في المهام الإجتماعية قبل أن يشرع في أي عمل , يباشر أولا بناء المسجد لما للمسجد من أهمية في بناء الإسلام في بناء المجتمع في تكاتف المجتمع وترابطه

    المساجد كانت مركز الإنطلاق في صدر الإسلام ، جميع الإنتصارات كانت تنطلق من المسجد لما للمسجد من أهمية في جمع المسلمين ولم شملهم وإعطائهم المسؤلية أوتحميلهم المسؤلية فيرى كل شخص مسلم بدخوله للمسجد أنه عضو وأنه فرد من المجتمع ويتحمل مسؤليته، فينطلق بهذه المسؤلية وبها تحققت الإنتصارات في صدر الإسلام

    لذلك المساجد تخيف أعداء الإسلام

    المساجد تخيف الفسقة

    المساجد تخيف الظلمة

    الحكام الظلمة دائما يتحسسون من المساجد ويسعون في خرابها وإبعاد الناس عنها لأنهم يعرفون القوة والإنطلاقة التي تحدث من المسجد هي أقوى من أي مكان آخر

    المجتمع الذي يرتبط بالمسجد وينطلق من المسجد يختلف في واقعه شئنا أم أبينا عن مجتمع يعيش فقط هما سياسيا ، القائد الذي يرتبط بالمسجد وينطلق من المسجد ومن مبادئ المسجد أيضا يختلف عن القائد السياسي البحت المنفصل عن المسجد وعن الدين

    ربما يمكن للسياسي أن يساوم مع غيره , أما صاحب المسجد فالمنطلق من المسجد هو المباديء , فعنده ثوابته الدينية لا يمكن أن يشترى ولا يمكن أن يخدع ما دام حقيقة مرتبطا بالمسجد لذلك الظلمة يسعون جاهدين في كل زمان أن يحطموا المسجد ومن يرتبط بالمسجد

    سابعا: تقديس المساجد في الإسلام والإعتداء عليها

    المساجد هي الأماكن التي تحظى بأعلى درجات التقديس تحظى بأعلى درجات التقديس عند المسلمين والإحترام عند غير المسلمين

    المجتمع المسلم يقدس المسجد ويعظم المسجد وغير المسلم أيضا يتعامل بإحترام وتقدير للمساجد ولا يعتدي عليها

    الإعتداء على المساجد هو إعتداء على الدين

    الإعتداء على المساجد هو إعتداء على الدين وإعتداء على الأمة كاملة

    الذي يجرأ ويعتدي على المساجد , يتجرأ ويتجاوز على المساجد فهو يلغي الأمة ويعتدي على الدين الحنيف وعلى الأمة كاملة , فكأنه يقول أنا لا أهتم بالدين وبأحكام الدين ولا أؤمن بوعيد رب العالمين أيضا ، والله سبحانه وتعالى توعد من يعتدي على المسجد كما في الآية التي قرأناها ولكن الذي يتجاوز ويعتدي كأنه يقول أنا لا أؤمن بهذه الآيات ولا أؤمن بوعيد الله ولا أؤمن بالدين وأتحدى الأمة كلها

    يقول تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاخائفين )

    الله يتوعد في هذه الآية الذي يعتدي الذي يمنع مساجد الله أن يذكر فيها إسمه (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)

    الذي يعتدي له في الدنيا خزي , والله سبحانه وتعالى لم يقل في الأخرة نعذبه وإنما قال لهم في الدنيا قبل الآخرة أيضا ، يكون له الخزي في الدنيا قبل الآخرة ولا بد أن نرى هذا لأن الظالم الذي يتجاوز ويعتدي على المساجد هذه الآية واضحة التهديد والوعيد له، ربما يقول قائل هذه الآية تتكلم عن أهل مكة في بادئ الإسلام نقول وإن كانت نزلت في حادثة معينة ولكنها مطلقة تنطبق على كل زمان ومكان .

    المساجد محترمة في جميع الأديان بل حتى غير المتدينين بل حتى العلمانيين وحتى الذين يؤمنون بديانات أخرى كنائسهم محترمة أماكن العبادة محترمة وإن لم يقبلوا دخولها مثلا في إدارة البلاد إلا أنها لا يعتدى عليها ، إلا عندنا هنا يعتدى على المسجد ويعتدى على المصلين .

    ثامنا: المساجد أمانة في يد الأمة وعلمائها

    المساجد أمانة في يد الحاكم الشرعي أولا

    الحاكم الشرعي هو الفقيه ومسؤليته أن يحفظ الأوقاف الشرعية ، المساجد ، المأتم ، هي مسؤلية الفقيه وعليه حفظها ولكن مع عدم بسط يد الفقيه وعدم قدرته تنتقل المسؤلية لمن بعده وللمجتمع بأكمله .

    مسؤلية الجميع توثيق المساجد الإنتهاكات التي حدثت على المساجد والمآتم وجميع الأوقاف , وبناء المساجد المهدومة هي مسؤلية الناس جميعا بل والأجيال إذا لم يستطع في هذا الوقت المجتمع أن يقوم بحفظها وبنائها عليه أن يحفظ مكانها ويحفظ وجودها ولا ينساها يوثقها وتبقى المسؤلية لمن يستطيع حفظها وبنائها ولو في الإجيال القادمة .

    تاسعا: لمحة من حديث المعصوم(ع) والمساجد

    روى الصدوق عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله إليها وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنتي.

    أحاديث في بيان الترغيب لحضور المسجد والإهتمام بالمسجد ، المساجد تشكوا إلى الله سبحانه وتعالى جيرانها الذين لا يشهدونها فأوحى الله إليها وعزتي وجلالي

    الله يوحي للمساجد إنظر لهذا الحديث وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، شخص يكون جارا للمسجد ولا يشهد المسجد يعني لا يحضر المسجد وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، يعني أسقطهم في أعين الناس , الذين لا يشهدون المساجد الله لا يجعل لهم مكانة في نفوس الناس ويسقط مكانتهم عند الناس يقول ولا نالتهم رحمتي لم تنالهم رحمة الله ولا جاوروني في جنتي هذا كله لأنهم لم يشهدوا المسجد أما الذي يواظب ويحضر المسجد فيكون الأمر معكوسا

    و عنه عليه السلام: ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه.

    هؤلاء يشكون إلى الله عز وجل

    وقال النبي (ص) (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في ذلك المسجد ضوء من السراج )

    شخص يقول لا أستطيع بناء المسجد ولكن يستطيع أن يعمل شيئا له أثر في المسجد سراج أو شيئ فما دام الضوء موجود من السراج الملائكة يستغفرون له ليس ملك ولا ملكين ملائكة جمع , يستغفرون لمن عمل هذا العمل الصالح

    في الختام نؤكد

    أولا: ضرورة التوثيق

    نعيد ونؤكد ضرورة التوثيق لكل ما حدث ويحدث من إنتهاكات وتعدي على المساجد وغيرها لأن التعدي لا زال مستمرا كما حدث في سند وغيرها على المآتم

    ثانيا :الحرمة ثابة لأماكن المساجد المهدومة

    ضرورة الحفاظ على الحرمة الثابتة لمواقع العبادة والطاعة كالمساجد والحسينيات إذا هدمت , المكان يجب أن يحفظ لا أنه ينسى لأنه هناك مساجد لم تذكر أيضا ولم توثق رسميا كالمسجد الذي عندنا أهل المنطقة لم يسعون بمسؤلية كاملة يوثقونه مع أنه مسجد ومسجل وله أوراق وله مسح ولكن مع هذا لم يوثق ولم يقدم على أنه مسجد هدم

    بقاء حكم المسجدية لجميع مواقع التي تم الإعتداء عليها وهدمت يجب أن نعرف أنها مسجد حتى لو كانت أرض خالية

    ثالثا :تتحمل الحكومة كامل المسؤلية

    نحمل الحكومة مسؤلية إعادة بناء كل ما تم هدمه والتعدي عليه وأيضا محاسبة المسؤلين الذين أمروا والذين قاموا بمباشرة الهدم , فجميع من شاركوا من أمر بالهدم ومن باشر يحاسب على ذلك

    رابعا:المنابر المسجدية والحسينيات تبقى مستقلة

    سنبقى نصر على أن تبقى المساجد والحسينيات مراكز إشعاع للدين والمعارف الإلهية , هي المنطلق للمعارف الإلهية وتبقى منابر حرة مستقلة ولا نقبل أن تكون خاضعة لوزارة أو تكتب الخطبة مثلا من أي جهة كانت لخطيب الجمعة أو لمن يصلي في المسجد أو يكون معلما في المسجد لا يمكن أن نقبل بخضوعه للوزارة الفلانية أولمنهج من الدولة

    خامسا : لا زال الإعتداء على دور العبادة مستمرا كما حدث في سند وفي المحرق وفي غيرها ولم يتوقف الإعتداء فنؤكد أن هذا يجب إيقافه ويجب الإستنكار ويجب شجبه وإظهاره للعالم أيضا , ولن نغفل ويبقى الإعتداء مستمرا يجب علينا أن نتحدث فيه ونظهره للعالم كله

    سادسا : الحل للأزمة هو الحل السياسي

    وأخيرا أن الحل مما يعاني منه البلد يكمن في إصلاح سياسي حقيقي إصلاح سياسي حقيقي يضمن العدالة ويوفر الأمن والإستقرار على مختلف المستويات وليس في القمع والكذب ، الحكومة تسعى فقط لإظهار أنها عالجت الوضع, يظهرون فبركات ويقولون يوجد حوار وتوجد إتصالات بين المعارضة وبين الحكومة أو بين النظام وهو من الكذب فقط للإعلام الخارجي ولا زال القمع مستمر لو كانوا صادقين في أنهم يريدون الحل لما إستمر القمع لجميع المناطق لما سقط شهيد تلو شهيد والقافلة مستمرة

    وإنما يستعملون هذه الدعاية للإعلام الخارجي ولكن نقول هذه حماقة وزيادة في الحماقة لأن الإعلام الخارجي مع الوقت سوف ينكشف , والنظرة الدولية للنظام سوف ترى عدم مصداقية في ما ينقل وأن هذه فقط أكاذيب يروجها والشارع لن يتوقف .

    إذا روجت أن هناك حلا ولقاءات هل سينتهي الإحتجاج؟

    إذا كذب النظام وقال أرجعنا المفصولين هل سوف تقف الإحتجاجات؟

    وهل سوف تنتهي قضية المفصولين بهذا الكذب؟

    الجواب: هذا غير صحيح, المجتمع سوف يستمر وما دامت الإنتهاكات موجودة لن يتوقف المجتمع سوف يستمر في مطالبه ولن يتراجع أبدا وما دامت هناك حقوق مسلوبة المجتمع سوف يقدم كل ما في وسعه ويقدم الشهداء تلو الشهداء ولن يتراجع عن مطالبه أبدا

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • حقوق الانسان(2)

    حقوق الانسان(2)

    حديث الجمعة 23.12.2011 م – جامع كرباباد

    حقوق الإنسان (2)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين .

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .

    مواصلة لموضوعنا السابق حول حقوق الانسان , نتحدث في هذا الموضوع في نقاط :

    الأولى : حقوق الإنسان والفطرة

    مسألة حقوق الانسان مما يلامس الفطرة مباشرة .

    كل انسان بطبيعته يميل بفطرته الى اعطاء كل ذي حق حقه , ويستنكر بفطرته اي تعد واعتداء على حقوق الناس سواء كانت تخصه هو او تخص الآخرين , الانسان يجد في نفسه ـ اذا كان سليم الفطرة ـ يجد في نفسه الميل الفطري لتحقيق او اعطاء كل ذي حق حقه , فمساله الحقوق او مسألة حقوق الانسان من المسائل الفطرية .

    الثانية :الغرب وحقوق الإنسان

    مسألة حقوق الانسان تتصدر المسائل السياسية والاجتماعية قبل 200 عام في الغرب, الغربيون طرحو مسائل حقوق الانسان واعطاء الانسان حقوقه قبل اكثر من 200 سنة , والطرح من هنا او هناك سببه :

    1ـ الظلم والاعتداءات التي كانت تحدث في الغرب والتي تمارسها الانظمة او المتسلطون او اصحاب رأووس الاموال , بلغ هذا الاهتمام الغربي ذروته خلال العقود الاخيرة فأصدروا الاعلان العالمي لحقوق الانسان , بعد الحرب العالمية الثانية , لما رأو من عدم الالتزام بحقوق الانسان من فظاعات كثيرة وتعد سافر على الناس , هذا من جهة المصلحين والمفكرين والفلاسفة الذين تبنو هذا الطرح .

    2ـ والحكومات المستكبرة ايضاً طرحت هذا الطرح ولكن لأهداف سياسية , وإستعمارية .

    الثالثة : تأسيس هيئة الأمم

    قبل هيئة الامم كانت عصبة الامم , وجدت ولكن لم تعطي الناس حقوقهم , ولم تمنع الحروب , ثم أسسوا هيئة الامم .

    هل هيئة الامم تعطي الناس حقوقهم ام لآ ؟

    الجواب : لا .

    وسنشر ذلك وأسبابه

    الرابعة : عقبات السياسة وحقوق الانسان السياسيون يطرحون موضوع حقوق الانسان ويركزون عليه ولكن في الواقع اهدافهم سياسية هذا في الاعم الاغلب ,واعني بالسياسيين المسيطرين على العالم , عندما يطرحون هذا الطرح الهدف منه هو بسط السيطرة والهيمنة على العالم , لذلك تكون السياسة عقبة لتحقيق حقوق الانسان الحقيقية .

    الخامسة : الإسلام وحقوق الإنسان

    اما الاسلام , منذ قرون اقر بجميع حقوق الانسان , التي تنبه الغرب لبعضها في الآونة الأخيرة , والاسلام منذ اكثر من 1400 سنة يطرح جميع الحقوق للإنسان , بحيث انه لا يمكن ان تأتي بمفرده يطرحها الغربيون او يطرحها من يضج بالنداءات حقوق الانسان فلا تجدها في الاسلام .

    تجد ان الاسلام طرح الطرح الرزين المناسب لفطرة الانسان منذ ذلك الوقت , ولن يدع مفردة من مفردات الحقوق البشرية الانسانية الاجتماعية الا وركز عليها واقرها بل اوجبها .

    السادسة : أسئلة وإجابات

    هنا نطرح بعض الاسئلة والاجابة عليها :

    السؤال الأول : هل استطاعت كل هذه التصريحات الغربية والاجتماعات والمؤتمرات من جانب هيئة الامم حول حقوق الانسان ان توصل البشر الى حقوقهم الحقة او الى جزء من حقوقهم ؟

    هل حصلت المجتمعات البشرية حقيقةً على حقوقها ام لا ؟ هل حصلت على جزء من حقوقها ايضا ام لا ؟

    الجواب : لآ .

    انما هم انفسهم المسيطرون ومن طرحوا حقوق الانسان ورفعوا عقيرتهم بالنداء بحقوق الانسان هم الذين يسلبون الانسان حقوقه , ولا زالوا يسلبون حقوق الشعوب المحرومة في العالم الثالث , المسيطرون الغربيون الذين اسسوا هيئة الامم لحقوق الانسان , والمطالبة بإعطاء الناس حقوقهم وانصافهم , في الواقع انما هم الذين يمارسون الدور الاكبر في انتهاك حقوق الانسان , لماذا ؟ وما هو الدليل ؟

    الجواب : لأنهم هم الذين يحكمون العالم هذا اليوم حقيقةً ,من الذي يدير هذا العالم ؟

    العالم هذا اليوم ينقسم إلى

    حكومات متسلطة وحكومات خاضعة , الحكومات المتسلطة التي طرحت واسست هيئة الامم , وطرحت موضوع حقوق الانسان في العالم هي التي تغزو البلدان , وتستعمر البلدان , وتحتل البلدان المستضعفة , وتبقيها في اتعس الظروف , من الفقر و الجوع و الحرمان من كل شيء ومن الثقافة بل حتى من حق التعبير , في كثير من الدول الافريقية , وفي بعض الدول او في كثير من دول القارة الآسيوية وغيرها , الحكومات تخضع للمستعمر , والمستعمر يبتزها ويأخذ خيراتها ويسيطر على مقدراتها , والحكومات ليست لها قابلية ان تبقى وتستقر من غير هذه التبعية, اذاً تجد ان المستعمر هو الحاكم , المستعمر هو الحاكم , والحكومات ضعيفة وتخضع له , اذا كان الغربيون وامريكا على رأسهم ينادون بحقوق الانسان حقيقة وكانو جادين في المطالبة بحقوق الانسان , لماذا تبقى الدول الخاضعة لهم خضوعاً تاماً تهتك وتنتهك وترتكب وتتجاوز ولا أثر ولا كلام الا ما يصب في مصلحة المستكبر المستعمر نفسه , النتيجة ليس هناك جد في التوجيه , ليس هناك ضغط , وانما كل ما يصنعه المستبد الخاضع للغرب تحت اعين ومرأى منهم , كل ما يعمله وكل ما يرتكبه النظام الحاكم بأي دولة من الدول الفقيرة و المستضعفة تحت مرأى من المستعمر ومن المستكبر ولكن المستكبر لا يحرك ساكنا بل يدعمه بكل ما يحتاج في قمعه من سلاح وأدوات للقمع , مما يدل على انه شريك في انتهاك حقوق الانسان .

    منظمة الامم المتحدة تعتبر ثمرة كل الجهود الرامية الى حفظ حقوق الانسان, ما الذي عملته للشعوب المستضعفة هذه المنظمة ؟ نجد في التصريحات انهم يقلقون اذا قلقت امريكا , عندما يبدي امريكا قلقها على شيء معين يقلقلون , وعندنا تبدي ارتياحها يرتاحون , وعندما تسكت عن دولة وهذه الدولة ترتكب ما ترتكب من التجاوزات هم ساكتون , يسكتون ايضا ولا يحركون ساكنا مما يدل على الخضوع التام والتبعية التامية لأمريكا والمستعمر .

    نجد مصر مثلاً , في مصر ضجة , في وقت مبارك عندما صارت الاحتجاجات والثورة , وقال الغرب حان الرحيل ووجب عليه ان يرحل وان يتنحى لماذا ؟

    الجواب: كل ذلك إنما هو لحفظ النظام التابع لهم .

    وجب أن يتنحى ليأتي نائبه الذي هو أشد منه إلتصاقا بإسرائيل والمستعمرين ,

    لم يقبل الشعب بالنائب , ويقبلون بالعسكر , يبقى العسكر مسيطر وحاكم وامريكا تقبل بهذا الوضع , ثم الجيش ينتهك ويرتكب التجاوزات, الجيش الذي بالأمس كان يقول انه يحمي الشعب , اليوم يرتكب ويتجاوز ويعتدي على الناس وعلى اعراضهم , ويرتكب انتهاكات خطيرة تصل الى الشرف , ولكن لا نجد هناك ادانة !!

    وولا نجد هناك طلب للتنحي والتخلي ونقل السلطة الى سلطة مدنية .

    لا تجد ذلك لماذا , لآنه يعتبرونه ضمان الاستمرار في سلطتهم وسيطرتهم واستعمارهم في المنظمة اليوم .

    مجلس الامن , الذي يعتبر النواة المركزية للمنظمة , وهو مركز القرار , وفيه تمتلك الدول الكبرى حق النقد , الفيتو , يستعملونه لماذا ؟ عادةً اذا ارادو ان يدينوا دوله يدينونها من خلال هذا المجلس , واذا كانت الدولة منسجمة معهم , منسجمة مع استعمارهم وتحقيق اهدافهم , هل يدينونها او لا ؟ مهما يطرح من تجاوزات للدولة المنسجمة معهم تجد النقد في الامام, لانهم لا يقبلون بإدانة دوله تخضع لهم او تكون تابعة لهم .

    السؤال الثاني : هل كانت كل هذه الجهود صادقة ام لآ ؟ جهود المطالبة بحقوق الانسان هل هي صادقة ام ليست بصادقة ؟

    الجواب : هناك جهود صادقة ولكن اغلب الجهود لم تكن مخلصة , بل هي تصدر من السياسيين لمآرب سياسية , اغلب ما يطرح في الهيئات والمنظمات الدولية يخضع للمستكبر , بعضه صادق يعني بعض من يطرحون يحمل الصدق في نفسه , ولكن في الأعم الأغلب يخضع خضوعا تاما للمستكبر ويحقق المآرب السياسية .

    انظر من الذي ينادي بحقوق الانسان , امثلة كثيرة من ضمنها مثلا عندما تجد الذي يطالب بحقوق الانسان الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر او الرئيس ليجان , الذي هو في دوره يحتل كثير من الدول , في افريقيا وغيرها , هو ينادي بحقوق الانسان , يقمع الشعوب ويسلب خيرات الشعوب وهو يقول حقوق الانسان مقدمة على كل شيء, عندما ينزل الجيش الامريكي في المنطقة , ويخطب بوش الابن وينادي بحقوق الانسان واعطاء الشعب العراقي حقه , وخطاب جميل يلقيه على البارجة الحربية وينادي بحقوق الانسان , هل هو صادق في ذلك ام لا ؟ تجد انه غير صادق , لماذا؟ لأنه غير متناسب وغير متطابق مع الواقع , الواقع انهم يريدون استعمار المنطقة يريدون اخذ نفطها وخيراتها , لجعلها منطقة مركزية لهم , لم يوفقوا لذلك , هذا بإرادة الله سبحانه وتعالى , ولكن هو هدفهم , وليس هدفهم هو حرصهم على الشعب العراقي واعطاء الشعب العراقي حقه , الهدف والحرص الحقيقي والواضح ان يجعل المنطقة بثرواتها وخيراتها في جيوبهم , والمنطقة تكون منطقة استراتيجية ينطلقون منها لاستعمار باقي المنطقة , فهم لا يريدون الخير للمنطقة .

    ربما يقول قائل : لآ هم صادقون في طرحهم ويريدون ان يعطون الناس حقوقهم , عندما نقول انهم استعمروا مناطق كثيرة في العالم , وجعلوها تخضع لهم , في بعض الدول الافريقية بعض المناطق الصغيرة مئات الشركات تذهب للتنقيب , لاخراج المعادن والنفط والبحث عن ذلك , فيأخذون الخيرات من الارض , وتختلط بعض المعادن وبعض الزيوت وغيرها مع مياه الناس في المنطقة , بحيث انها تؤثر على عقولهم , يضطرون ان يشربوا الماء وهو ملوث لما يختلط به من الفضلات التي تستخرجها الشركات الغربية والمستعمرة , والناس يموتون جوعا ويعيشون قرب الماء ولا يستطيعون شرب الماء , والغربيون المستعمرون في الوقت نفسه يؤسسون المؤسسة للمطالبة بحقوق الناس ويرفعون شعار ان حقوق الإنسان هي مقدمة وهي قبل كل شيء واهم من كل شيء .

    المتأمل في هذا الواقع يقول : هذا كذب صريح , يدعون شيء ويعملون شيء آخر , هل تجتمع حقوق الانسان وإعتبار واسرائيل مقدمه في الدعم , اسرائيل شريك و حليف , حمايتهم مقدمة واولى من كل شيء , وفي نفس الوقت اسرائيل تهدم البيوت والمساجد وتقتل وتعتقل وتحتل الارض فأين الواقع من هذه الحقوق ؟ هذا يكشف عن صدق او انه يكشف كذب هذه الادعاءات ؟

    الذين وضعوا الاعلان العالمي لحقوق الانسان من هم ؟ هم الذين قتلوا عشرات الآلاف من البشر بالقنبلة الذرية . هم ينادون بحقوق الناس ومن يختلف معهم يضربونه بالقنبلة الذرية , اذا ليسوا صادقين في قولهم لحقوق الانسان , ينادون بحقوق الانسان , يجب اعطاء الناس حقوقهم , يجب حماية الارض من الاسلحة الفتاكة و النووية والمدمرة الشاملة , ولكن في نفس الوقت هم يطورون اسلحتهم ويعطون انفسهم الحق في التطوير وجعل العالم في حالة من الخوف و الهلع وأن اي دولة في العالم وفي أي لحظة تختلف معهم يستطيعون تدميرها بالسلاح المدمر الشامل , هذا يدل على انهم غير صادقين .

    السؤال الثالث : ما هي اسباب هذا العجز والاخفاق في هذه المساعي ؟ لماذا هذا العجر مع انه طرحت وذكرنا ان هناك بعض الاشخاص مخلصين , بعض الجمعيات , بعض المنظمات تطرح حقوق الانسان وفيها كثير من الاخلاص ولكن مع هذا لم يحقق شيء في العالم , لا نرى انه قد تحقق شيء , يعني عندما تجد شعب حصل على بعض من حقه , فهو بمقدار ما يقبع للمستكبر والتبعية للمستكبر , ليس انه حصل حقه بمفرده وباستقلاله , لماذا ؟

    الجواب : العالم ينقسم الى قسمين , الى مجموعتين : الأولى : مجموعة مهيمنة ومسيطرة .

    والثانية : مجموعة قابعة وراضية بالخضوع .

    العالم هكذا واكثر العالم خاضع ويخضع للمسيطر , والقليل من العالم هو المسيطر والمتصرف في العالم بأكمله , صارت عقلية كثير ممن يطالب بحقوق الناس , اذا نظر للمستمعر جعله خط أحمر في كل شيء , يعني لا يصل في كلامه ولا مطالبه ان يتحدث عن المستكبر ويواجه المستكبر او يرفض شيء للمستكبر , اي دوله من الدول تقول للمستعمرين اننا نقاطعكم اذا كان عندكم تجارب نووية او استمرار في مجال التسليح ؟ هل هناك دولة تعترض وتقول اعترض على هذا التسليح الخطير والفتاك ؟

    الذي قد يدمر العالم في اي لحظة , هل هناك دولة تعترض ؟ وتقول لآ ؟

    هل هناك منظمة لحقوق الانسان تتخذ مواقف في اطار ذلك وتقول لآ؟

    لا توجد مواقف جدية تقول للمستكبر الغربي قف عند حدك , قف مكانك , لا نقبل ان تطور هذه الاسلحة الفتاكة , كل ما يصنعه المستكبر لهيمنته وسيطرته على العالم هو خط أحمر , كثير من المجتمعات او من الحكومات او المنظمات على اقل تقدير , ترى انه حق وهذا تطور , فللمستعمر او المستكبر ان يطور ما يريد , ولكن اذا كانت دولة ضعيفة تريد ان تقوى في جانب من التسليح الاعتيادي , يقال هذا انتهاك لحقوق الناس , وهذا إرهاب دوله وهذا وهذا , اما المستكبر له ان يصنع ما يشاء ويصل الى ما يشاء , لو كانت هناك جدية في الطرح , ومن يتبنون حقوق الانسان يقولون نقاطع الدول التي تعمل او تدعم المنتهكين لحقوق الانسان ,لكان الأمر مختلف .

    ولكن هناك شعور حدث عند كثير من الناس وعند المنظمات الحقوقية بالتبعية , والقبول بالواقع , ان نقبل بالواقع وان نخضع للمستكبر , وان المستكبر له الحق في كل ما يصنع .

    فالعالم ينقسم بين هاتين الفئتين بين فئة المسيطر وفئة المسيطر عليه .

    المسيطر عليه يشعر بالضعف في ذاته , الحكام المسيطر عليهم يشعرون بالضعف , ولا يجرؤن ان يقفوا امام المستكبر , هذه فئة او صنف , وصنف آخر يكون خائن , هو خائن بنفسه , خائن وعميل للغربيين , وصنف آخر ربما هو من نفس هذا الصنف , هو المحتل الاصلي , هو محتل لهذا البلد , البلد الذي هو فيه ليس وطنا له بل هو محتل يتظاهر بالوطنية , يحكم الناس لا يريد مصالحهم لا يبحث للناس عن مصالحهم او حقوقهم , وانما هو محتل , هو من يبتز الناس في وجودهم ومعاشهم وشرفهم , وهو اداة ووسيلة لتحقيق مآرب الغربيين, وهذه الثقافة التي حدثت هي سبب كبير في عدم تحقيق حقوق الانسان , اذا كان من يطالب بحقوق الانسان يجد في نفسه أن هناك خطا احمرا لا يحق له ان يصل اليه وهو ان يطالب المحتمل والمستعمر والمستكبر بان يقف عند حده , فهذا الخضوع يجعله عرضة للانتهاك .

    السؤال الرابع والاخير : ما هو العلاج ؟

    الجواب : العلاج الحقيقي هو الرجوع الى الاسلام , العودة الى الاسلام باختصار هو الذي يعطي الانسان حقوقه, وعرض الاسلام بمفاهيمه و بتعاليمه الاصيلة هو الذي يحقق حقوق الانسان حقيقةً , ويوصل الانسان الى سعادته , ذكرنا انه لا توجد مفرده من المفردات التي يطرحونها , ويطرحها الغربيون لإعطاء الناس حقوقهم الا والاسلام قد طرحها قبل ذلك , فإعطاء حقوق الانسان وتحقيق الاستقلال للانسان وللمواطن في اي مكان هو برجوعه الى الاسلام .

    والحمدلله رب العالمين , وصلى الله على محمد و آله الطاهرين .

  • حقوق الانسان(1)

    حقوق الانسان(1)

    حقوق الإنسان

    حديث الجمعة 16/12/2011
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم اجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .
    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
    نرفع التعازي لذوي الشهيد علي رضي القصاب ، ونسال الله سبحانه وتعالى ،ان يعده في عداد الشهداء ، ويحشره مع الشهداء والصالحين في اعلى المقامات عند الله سبحانه وتعالى ، وأن يعرف بينه وبين اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين .
    موضوعنا اليوم حول حقوق الانسان
    قال امير المؤمنين سلام الله عليه لواليه مالك الأشتر الذي ارسله الى مصر :( وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ، يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الَعَمْدِ وَالْخَطَاءِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَوَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِه ) .
    هذا من كلام امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يؤسس الاساس لتعامل الحاكم مع الرعية
    وامير المؤمنين سلام الله عليه يمثل الاسلام الحقيقي , الإسلام المحمدي الاصيل ، فهو يبين ماذا تعني مدرسة الاسلام وهي مدرسة المحبة ، ومدرسة اللطف ، مدرسة التجاوز والعفو , فهنا يتحدث امير المؤمنين للحاكم الذي يتولى امور المسلمين ان يعطي الناس حقوقهم ، ان لا يفرق بين احد من الناس ، سواء كان الناس يتفقون في دينهم او يختلفون .
    الناس سواسية كأسنان المشط ، والاختلاف بينهم في الدين لا يعفي الحاكم ومن له سلطة من ان يكون عادلا ، لا يعفيه عن العدل ، يجب عليه ان يكون عادلا بين الناس، سواء كانو مسلمين او كانو مختلفين ،فهما صنفان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق .
    ثم امير المؤمنين سلام الله عليه يبين في هذا الحديث يقول يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل
    يخطأون , ويؤتى على ايديهم من العمد والخطأ
    قد تصدر منهم امور متعمدين او خاطئين ، يقول امير المؤمنين سلام الله عليه فاعطهم من عفوك و صفحك ماتحب من الله سبحانه وتعالى أن يعطيك من عفوه وصفحه
    انت تحب ان يعفو الله عنك تريد ان يتجاوز عن اخطائك ،فتعامل مع الناس كما تحب من الله أن يعاملك ان يحن و يمن الله عليك بالرحمة وعطفه و لطفه وتجاوزه .
    الاسلام مدرسة المحبة الاسلام هو الذي يطرح المحبة للناس وبين الناس و يامر الناس ان يتحدوا في حبهم وفي تكاتفهم وتلاحمهم وتعاطفهم تحاننهم على بعضهم البعض ، كل شخص يلتفت للاخر ولا يكون هناك من بين الناس من يعيش الضنك ووالضرر والظلم وهنا شخص ينظر اليه وليس كانه من البشر .
    معيار الحقوق في الاسلام الحقوق الاجتماعية ( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي)،القوي لا يكون ممتنع الوصل اليه ،والضعيف لا يمتنع عن المطالبة والحصول على حقه .
    اذا كان الضعيف في المجتع يستطيع ان يطالب بحقه ويحاكم القوي تكون الامة عزيزة .
    اما اذا كان الحاكم المتسلط المسيطر على امور الناس يعمل فيهم بما يشاء ،ولا يستطيعون ان يحاكموه او يحاسبوه او يقاضوه او يسألوه , وانما هم يتلقون الضربات تلو الضربات و يبقون ساكتبين .
    هذا امر يسبب الذلة للامة لا تكون عزيزة ولا تكون مقدسة .
    حقوق الانسان والاسلام
    لا ينفكان ابدا ، لماذا ، لان الاسلام انما جاء من اجل اصلاح هذا الانسان
    جميع ماشرع في الاسلام ،ماشرع الا من اجل هذا الانسان ومن اجل سعادته ،سواء كان في احكام السياسة او كان في الاحكام الفردية او الاحكام الاجتماعية ,أو الاحكام المرتبطة يالتعبير والاعلام وغيره ،
    كل شيئ جاء به الاسلام , انما جاء به لهذا الانسان ليوصله الى سعادته .
    ولكن بعض الناس بعض المتغربين ،ينظرون للاسلام وكأن الاسلام يريد قمع الناس ويريد الحجر على الناس
    ولا يعطي الانسان حقه يضطهد الناس و ينتهك حقوقهم ولا يعطيهم فرصة لان يتنفسوا واو يعبروا .
    ولكن هذا مجاف للواقع , مخالف للواقع ،هي دعاية يطرحها الغربيون ان الدين يضر بالناس اذا وصل المتدينون للسلط سوف تكون كارثة .
    هذا تصوير من المنتهكين لحقوق الناس ،لا انه يلمس الحقيقة والواقع
    نداءات حقوق الانسان في الغرب للدول العربية .
    في الغرب يدعون لحقوق الانسان وينادون بها ولكن
    هل هي حقيقة ام ليست حقيقة .
    المتامل في واقع هذه الدنيا في واقع الحكومات , مسير الحكومات ، يجد ان الغربيين ودول الاستعمار لا تتحرك من اجل حقوق الانسان حقيقية ، هناك منظمات ولجان حقوقية في العالم كثير منهم يريدون تحقيق شيئ من حقوق الانسان ولكن ايضا بصورة عامة يخضعون للمستكبر اشبه بالخضوع التام
    لذلك يدينون من تريد امريكا ادانته ويرفعون الغطاء عن من تريد امريكا رفع الغطاء عنه ،فلان منتهك لحقوق الناس
    وفلان يعطي الناس حقوقهم كما كان في العراق
    العراق قبل الحرب العراقية الايرانية
    ايضا جعلوه في خانة المنتهك لحقوق الناس ،ولكن بعد ان صارت الحرب ورأو النظام يواجه نظام الجمهورية الاسلامية في ايران
    رفعو عنه ، ازالوه من لائحة المنتهكين لحقوق الانسان ,وصاروا يدعمونه ويمولونه بالاسلحة حتى يقمع ويقتل بها وقتل من االإيرانيين ومن العراقيين , وانتهك ودمر وسجن.
    ومع ذلك لم يجعل في خانة المنتهكين لحقوق الانسان
    اسرائيل عندما تقتل من الناس وتعتدي وتهدم المساجد يقولون انها تحافظ على حقوق الانسان و
    يجب الحفاظ عليها وهي خط احمر ، اذا ماهي حقوق الانسان التي يطالبون بها؟!
    في الواقع ليست هناك مطالبة حقيقية جادة لحقوق الانسان من جهة الغرب وانما هي هراوة
    اداة يستعملونها لتخويف الحكام اذا كان الحاكم يختلف معهم يصفونه بانه منتهك لحقوق الانسان يجب علينا ان ندعم الثوار والشعب لازالته او انه يستلم لهم ولسياستهم
    وكما اننا نجد في هذه الثورات والربيع العربي مايحدث من انتهاكات في اليمن ولا كانه شي قد حدث , ومايحدث من انتهاكات في البحرين كانه لم يحدث شيئ ،
    ولكن في سوريا مثلا يقولون هناك انتهاك لحقوق الانسان ، ويجب دعمه ويجب تأييده ويجب الوقوف معه ولو كان بالامكان الدخول معه حرب مباشرة لتحركت الجيوش..
    ولكن في بلد صغير تنهتك حقوقه ويضرب ويسجن ويقتل ويعتدى على النساء والإطفال
    ولاتسمع الا ان البحرين شريك استراتيجي ولا يمكن التنازل عنه .
    هناك نصائح ترقيعية فقط وحقوق الانسان يطرحونها ولكن هل ينطلق هذا الطرح من منطلق واقعي ام انه لمصالح الاستكبار والاستعمار ، مانراه في العالم ان الثورات تتحرك والشعوب تطالب ولكن دول الاستكبار عندما يؤيدون يؤيدون بقدر مايحفظ مصالحهم
    طبعا هذا لا يعفي الشعوب ان تتحرك وتطالب ، المجتمع عليه ان يطالب بحقوقه لا يقف ينتظر من هنا او هناك ،المجتمع باحقانية قضيته ،و بجده واجتهاده وجهاده ومجاهدته يحقق.
    مايفرضه المجتمع في الواقع هو الذي يفرض على الجميع،اما ان يبقى فقط يلتمس من الغربيين المساعدة فهو واهم ويخسر
    يعني لو وقف المجتمع وانتهت الحركات التي نراها هنا وهناك ،وصار الانتظار ان يؤتى لنا بموقف او تاييد من الغرب لن يتحقق شيئ بمجرد ان يطمئنوا بان الحكومة و النظام مسك قبضته وسيطر على الوضع، لن يتحقق شيئ , فيفرض الشعب الواقع والمطالبة والحركة والاستمرار هو الذي يحققوالتراجع لا يحقق شيئ .
    حقوق الانسان تطرح من جهات مختلفة , بالنسبة لعلاقة الرجل بالمرأة , حقوق المرأة السياسية , ماهو نظر الاسلام لدخول المرأة في الجانب السياسي ؟ الاسلام يرى للمراة الحق في المشاركات السياسية وفي الانتخاب , وهذا قديم و قبل ما يطرحه الغربيون , حتى قضية البيعة , البيعة للنبي صلى الله عليه وآله و المشاركة وبيعة الخليفة هذا كان موجوداً ومرتبط بالاسلام من اول وجود الاسلام , وليس الاسلام متاخر , وانما الاسلام يعطي المرأة حقها في هذا الجانب قبل غيره , ما يطرح عادتاً لحقوق المرأة في الغرب والدول الغربية , هو اما ان يكون التبرج والتفسخ , والحرية في هذا الجانب او الإستغلال في الجانب الجنسي , او الدعوة لجعلها ايدي عاملة رخيصة , وليس ان تعطى حقها حقيقة , اما الاسلام فانه يسمح للمرأة ان تدخل في جميع المجالات الشريفة حافظة لعفتها و كرامتها وتدخل في جميع الميادين , بل يعتبر ان نزول المرأة في كثير من الميادين هو قوة ومحرك للعائلة بأكملها والاسرة بأكملها , يعني مثلاً في الاحتجاجات , عندما يكون للمرأة تواجد , يكون للرجال ايضاً تواجد , اما اذا كان الرجل في الاسرة هو الذي يخرج فليس بالضرورة ان تخرج المرأة , ولكن اذا خرجت المرأة تشجع وتحرك الرجال ان يدخلوا في ميادين المطالبة ويتحركوا ,
    المرأة لا يمنعها الاسلام ان تدخل في كل مجال اذا كانت محافظة على كرامتها وعفتها.
    الغربيون يصفون الاسلام بانه ينتهك حقوق الانسان , ولكن لو نتساءل ماذا وجدوا من الانتهاكات في الاسلام ؟. هل هو في نصوص الاسلام هناك انتهاك ؟ النصوص الاسلامية تفرض وتجعل الانسان اساس وكل تشريعات الاسلامية تصب في خدمة الانسان وصالح الانسان , لجعل الانسان مستقيماً وصالحاً , صحيح هناك بعض الفروق والاسلام ينظر اليها , ينظر لهذه الفروض التي تتناسب مع الفطرة , ذكرنا مثال المرأة, المرأة طبيعتها تختلف في بعض الامور , الاسلام يشرع ويحافظ على حرية المرأة وحرية الرجل , وحقوق المرأة وحقوق الرجل , القانون الذي يخدم في تكامل الاثنين ويخدم في تكامل المجتمع , بالنظر الى طبيعة الرجل , وبالنظر الى طبيعة المرأة .
    الاسلام والحرية , حرية التعبير , حق الانسان في حرية التعبير , هل انها مرفوضة؟ ام انها مقرة شرعاً ؟ اذا قرأنا التاريخ ورجعنا للتاريخ , وجدنا امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يمثل الامتداد الحقيقي للنبي صلى الله عليه وآله , امير المؤمنين الذي مثل افضل حكومة على وجه الأرض , على مدى التاريخ , حكومة العدل , حكومة الخير و المساواة , لا يغفل احدا , سواء كان مخالفا له في الدين او موافقاً له في الدين , يقف امير المؤمنين سلام الله عليه يخطب في الناس , فيقف له شخص ويشتم امير المؤمنين ,يقول : كافر ما افقهه , وامثال هذه الكلمات , يتكلمون في وجهه في المسجد , فيقوم بعض الناس من محبي امير المؤمنين لهم , فيقول امير المؤمنين سلام الله عليه : دعوه انما هو سب بسب ,أو عفو عن ذنب , يعني اكثر ما لي ان ارد عليه بالمثل , او عفوا عن الذنب وانا اعفو عنه , يعطي الناس الحرية في التعبير من يختلف معه ,
    هذه حقوق موجودة في الاسلام او لا ؟ امير المؤمنين سلام الله عليه يختلف مع ينشقون عنه من الخوارج ويتنقلون بعد ذلك هنا وهنا وهم يتكلمون ويتحدثون ويتهمون ويطرحون ما يطرحون,. وامير المؤمنين سلام الله عليه ماذا يقول؟ وما هو موقفه منهم ؟ لا يحاربهم ويقول انتم دماءكم محفوظة , واموالكم محفوظة , واعراضكم محفوظة , كل شيء لكم محفوظ , وعطاءكم من بيت المال ايضاً محفوظ , مالم تتعرضو للمسلمين , التعرض للمسلمين والاعتداء على المسلمين واشاعة الفوضى والفتنة والقتل في المسلمين يعاقب عليه , ولكن انظر لهذه العقوبة , امير المسلمين سلام الله عليه , عندما يجد شخص خاطئ, واستحق العقوبة في الاسلام , يعاقب ؟ ماهي عقوبته , اقصى ماتكون في الاسلام عقوبته الاعدام , مثلاً شخص ارتكب واستحق هذه العقوبة , اذا جيء به لتنفيذ الحكم , لا يسمح لأحد ان يخطأ عليه او يشتمه , حرام شتمه حرام اهانته , يتعامل معه معاملة الانسان ,
    فقط تطبق عليه العقوبة المقرة شرعا , ولكن الاعتداء عليه , بالضرب في حال الاعتقال ,مثلاً سحبه اهانته , شتمه , مرفوض في الاسلام , هذا هو الاسلام الذي يراعي كل شيء ويعطي كل شخص حقه , لا يتعامل معاملة إجحاف ولا يظلم ولا يعتدي على احد .
    الحرية الغربية التي تطرح ذكرنا انما هي لحفظ مصالح فئة خاصة في الغرب , وهم اصحاب رؤوس الاموال , لذلك بيدهم جميع المقدرات بيدهم الاعلام , الاعلام يخدمهم , وليس لغيرهم الحق , ومن يخالفهم لا يتركوه , والاحداث التي حدثت في امريكا تبين , في زمن الرئيس كلينتون ايضاً حدثت بعض الأمور , اشخاص يختلفون ويعتصمون في بيت , يهددهم النظام , القوات تهددهم فلا يخرجون و يحرقون عليهم البيت ويحرقونهم وهم احياء , حقوق الانسان كلمة يستعملونها ولكن في الواقع لا تطبق , اذنابهم واتباعهم بنفس المصب , بنفس الطريق و بنفس المنهج , لا يوجد اختلاف , نشاهد الاحداث التي نشاهدها في هذه الايام , في كل يوم وفي اكثر الليالي , ولكن نقرأ الاخبار , اقرأ خبرين او ثلاثة اخبار من صحيفة الوسط , تقول
    1-( اكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة , ان الخطوات التي اتخدها الملك بتشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتقصي الحقائق وللتأكيد على تنفيذ توصياتها يشكل نقلة نوعية في الحياة السياسية , و يؤسس مرحلة جديدة في مملكة البحرين )
    يعني يقولون عملنا مستمر ولن نقبل بانتهاك حقوق الانسان , هذا مايعبرون عنه , كأنهم يقولون للعالم اقتدو بنا فنحن نطبق حقوق الانسان في البحرين مائة بالمائة , للعالم كله يقولون فالينظر العالم لنا وليقتدي بنا .
    2-( اكد وزير الداخلية الفريق الركن , الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة , حرص الوزارة على التعاون من اجل ترسيخ وتعزيز مبادئ حقوق الانسان , في اطار التزام مملكة البحرين بالمواثيق والمبادئ والاتفاقيات المنظمة لهذه الحقوق) .
    جميع الوزارات تجدها في هذا المصب .
    3-( وزير العدل يستعرض التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الانسان )
    كلهم يتعاونون لحقوق الانسان , ولكن اين حقوق الانسان ؟ فوق الاعتداء على المنازل , سقوط الشهيد , وكم من الناس المصابين والذين يتعرضون للانتهاكات والشتم والاعتداءات على بيوتهم كثيرة ومستمرة , ولكن شعار الحكومة حقوق الانسان ,هذا يبين طغيان الظلمة وان الظالم لا يستجيب اذا كان متمكن وعنده القدرة ان يجعلك في الارض , فلن يتراجع , لابد ان تكون قوياً , لابد ان تثبت وتطالب , تثبت في الميادين في المطالبات في الساحات في الاعتصامات في المهرجانات , لا نتراجع , اذا كنا على استعداد للإستمرار و التقديم كما قدم الشعب الكثير ونحن لسنا اغلى من الشعب, علينا ان نثبت ونقدم حتى تتحقق المطالب وإلا سوف نسحق ويسحق ابناءنا .
    التكافل الإجتماعي
    انتقل الى موضوع آخر , او توصية بالنسبة للتكافل الاجتماعي , الاسلام في احاديث كثيرة , حبب , وذكرنا أن الاسلام هو الذي يراعي حقوق الانسان , على جميع الأصعدة والمستويات من مستوى الدوله او النظام , إلى مستوى العلاقات مع الأهل مع الإسرة مع المجتمع مع العالم كله , النبي صلى الله عليه وآله يقول : (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
    لا يكون شخص يعاني ونحن نتفرج , هذا المجتمع نحن مسؤولون فيه , جميعنا كل فرد , انت مسؤول بينك وبين الله , وحتى الشخص الذي لا يعتقد بهذه التعابير الدينية , انسانية الانسان يجب ان تكون متحركة , حية , لا يكون الشخص ميت , هناك شخص مثلا يحتاج و انا اتفرج عليه هذا امر مخالف لفطرة الانسان السليمة .
    احاديث اخرى تبين وترغب, روى المشعل الاسدي ,ـــ عندنا عبادات كثيرة من ضمنها الحاج , بعض الاحاديث ذكرت منها سابقاً , عبادات مهمة وثوابها عظيم ـــ
    (,يقول المشعب الاسدي قال : خرجت حاجاً فانصرفت الى ابي عبدالله الامام الصادق سلام الله عليه
    فقال: من اين بك يا مشعل ؟
    فقلت: جعلت فداك كنت حاجاً , في الحج ,
    فقال عليه السلام : اوتدري ما للحاج من الثواب ؟
    فقلت: ما أدري حتى تعلمني , مشعل يقول يريد ان يتعلم من الامام ماهو ثواب الحاج ,
    فقال عليه السلام : ان العبد اذا طاف بهذا البيت اسبوعاً ,يقصد بها سبعة اشواط طبعاً , وصلى ركعتيه , وسعى بين الصفى والمروى , كتب الله له ستة آلاف حسنة ,و حط عنه ستة آلاف سيئة , ورفع له ستة آلاف درجة , وقضى له ستة آلاف حاجة , تقضى حوائجه , للدنيا كذا , وادخر للآخرة مثلها , ايضا للآخرة يحصل ,
    فقلت : جعلت فداك ان هذا لكثير , مشعل يقول ان هذا ثواب كثير ,
    فقال عليه السلام : ألا اخبرك بما هو اكثر منه ,
    فقلت : بلى ,
    فقال عليه السلام : لقضاء حاجة مؤمن , افضل من حجة وحجة حتى عد عشرا) , قضاء حاجة مؤمن اكثر من هذا الثواب كله , الذي يساعد عائلة محتاجة , ويقدم لعائلة محتاجة , الذي يتكفل عائلة محتاجة ويقدم المساعدة , ولو يساهم بالشيئ اليسير , له ثواب عظيم , اكثر من ثواب هذه الحجات التي ذكرها الامام .
    كنا نوصي اخواننا ايضاً بالالتفات لعوائل الموقوفين والمفصولين عند العمل والمسجونين , نجعل انفسنا من ضمن هذا المجتمع , نتكاتف ونتكافل كلنا , كل منا يكفل صاحبه , لا يجعل احداً محتاج وانت تنظر , لاتترك احد محتاج وانت تنظر اليه , انت في خير , اولادك في خير , وجارك في حاجة وبؤس , بئس الانسان الذي يرى نفسه واهله في رخاء وعنده ما يستطيع ان يقدمه للمحتاج جاره يمر في ازمة ولا يتحرك ولا يكفله , علينا ان نكون بقدر المسؤولية .
    والحمدلله رب العالمين , وصلى الله على محمد و آله الطاهرين.
  • عاشوراء الحسين(ع) ـ 2 ـ

    عاشوراء الحسين(ع) ـ 2 ـ

    عاشوراء الحسين(ع) ـ2ـ

    خطبة الجمعة 25/11/2011

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    (( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ))

    على مشارف ذكرى سيد الشهداء التي هي كنز من الكنوز ، يستفيد منها الموالي لأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين بالخصوص ، ويستفيد منها عامة المسلمين ، بل البشرية قاطبة بصورة عامة , لما لذكرى الحسين سلام الله عليه من الفضل في تأسيس أسس الخير و العدل ورفض الظلم و الجور والإعتداء على الناس .

    ونحن نستقبل هذه المناسبة يجب أن نستلهم منها:

    الأولً: الحسين سلام الله عليه أسوة للمضطهدين والمعذبين في العالم.

    العالم يتعرض لصنوف من الأذى و الظلم و الإضطهاد على طوال التاريخ ، والحسين سلام الله عليه هو الذي فتح باب العزة ، وباب الكرامة ، وباب الجهاد والدفاع عن النفس ، وعن الدين ، وعن الحقوق المسلوبة ، وعن كل ظلم يتعرض له الإنسان ، فخط الحسين سلام الله عليه المنهج الواضح ليسير عليه كل إنسان عاقل يطلب الخير و الكرامة ويطلب العزة لنفسه .

    الثاني : ثورة الحسين (ع) صيانة للدين.

    الحسين سلام الله عليه تحرك بثورته لصيانة الدين من الإنحراف .

    خرج الحسين سلام الله عليه بهذه الثورة العظيمة ، محارباً ليزيد الفاسق الفاجر ، المتجاهر بالفسق والفجور و الظلم للناس.

    عندما رأى الحسين سلام الله عليه أن السنة قد أُميتت ، والبدعة قد أُقيمت ، أُقيمت البدعة ، وأماتوا السُنة ، وعملوا بالمنكرات ، وصار من يفترض منه أن يحمي الإسلام ويدعو له ، وأن يمثل سيد المرسلين ، هو الذي يتجاهر بفسقه وفجوره وجوره وطغيانه .

    فخرج الحسين سلام الله عليه ليقول( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي )

    الثالث : الحسين (س) وهيهات منا الذلة .

    الحسين يخير بين الراحة و الدعة ولكن بالذل والهوان , أو الموت عزيزا بكرامة فيختار الكرامة

    الحسين يختار الكرامة ليعيش كريماً عزيزاً , ويرفض الذل ، فيقول (الا وإن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله ذلك لنا ورسوله ، وحجورا طابت وطهرت ، من أن نؤثر طاعة اللآم على مصارع الكرام ) .

    فهو يرفض أن يرجح طاعة اللآم على الموت ، فيقول أموت عزيزاً ولا أعيش ذليلاً , الذلة مرفوضة في قاموس الحسين سلام الله عليه ، والذي يسير على نهج الحسين ، ويتبنى خط الحسين ، يجب أن يكون بهذا النفس ، لا يرضى لنفسه أن يكون ذليلاً ، لا يرضى لمجتمعه أن يعيش الذل ، بل عليه أن يرفض كل ما يسيء إلى كرامته ، ويقبل بموته و أن يقدم نفسه من أجل أن يعيش الكرامة والعزة ، رافعاً رأسه .

    الرابعا:المؤمن وعاشوراء الحسين.

    المشاركة في احياء ذكرى عاشوراء ، ضرورة لكل مؤمن بالحسين(ع), لكل مؤمن بإتصال الحسين بالنبي (ص) وبالقرآن الكريم .

    ضرورة المشاركة في ذكرى عاشوراء، ليس باللطم فقط والبكاء ،وان كان في ذلك اثر عظيم وفائدة كبيرة.

    حيث ان الانسان يعيش هذا التفاعل مع الحسين سلام الله عليه ، عندما يبكي الحسين ،لان الحسين مظلوم ، عندما يبكي اهل البيت لانهم قتلوا ظلما ، عندما يبكي على النساء اللواتي سبين ظلما , فهو يعيش حالةً تنعكس على نفسه , وتنطبع نفسه بها , فيصر رافضا للظلم مطلقا .

    يجب علينا ان نعيش ذكرى عاشوراء ، وعلينا ان نعيش الفكر الذي خطه الحسين سلام الله عليه ،ونستلهم المعرفة بالمنهج، الذي سار عليه الحسين سلام الله عليه .

    الخامس :الحسين والصراع مع الباطل.

    يجب على المجتمع ان يعي معادلة الصراع بين الحق والباطل ، في نهج الحسين ، هناك صراع بين الحق والباطل , ليس بين طلب السلطة وعدمها ،وانما بين الحق والباطل , والانسان السوي هو الذي ياخذ هذا النهج ،ويقول اقف مع هذا النهج ، لا أتخلى عنه مهما اعطيت من ثراء او مال او منصب او جاه , اذا كان يجعلني في صف الظالمين ،اذا كان يجعلني في عداد الظالمين يوم القيامة ، فهو مرفوض ، بل يختار لنفسه خطا يجعله مع الحق ، ولايبالي ان يكون حياً ، عزيزاً ، ام ميتاً بعزة وكرامة .

    السادس : الحسين ورفض عبودية الطواغيت.

    من كربلاء ندرك العبودية الحقيقة لله لا للطواغيت، هناك اشخاص يعيشون في هذا المجتمع , في المجتمعات الاسلامية ، منذ الخلافة الاسلامية ، ولكن يعبدون الطواغيت حقيقة، ويخضعون للطواغيت ،ويتبعون الطواغيت في كل شي ، بحيث انه لو جاء الطاغية بامر مخالف للقران لقالو انه حسن، بل تجب طاعته ،كما يقول بعض المحسوبين على علماء الدين ، لو امرني امير المؤمنين بنقض الكعبة لنقضتها , وبعضهم يقول ان الطواف حول قصر امير المؤمنين خير من الطوافحول كومة رمل , يعني قبر رسول الله صلى الله عليه وآله , فهم يرجحون الذل والطاعة للطاغية , طاعة مطلقة , على طاعة الله تعالى , ثم يصفونها بأنها طاعة أولي الأمر, وأنها طاعة لله , اما في منهج الحسين سلام الله عليه , نجد العبودية لله فقط ,الخضوع لله ورفض الظالم , ولا نساوم مع الظالم , لا نرجح طاعة الظالم على الحق ابداً , فاذا رأينا الظالم يرتكب الظلم والتعدي يكون رفضه بديها عندنا .

    السابع : كربلاء وعدالة المطالب.

    من كربلاء ايضاَ ندرك معنى العدالة وعدالة المطالب , العدالة الحقيقية , ان لا يعتدي أحد على احد ,ولا يكون الخليفة وممثل الإسلام ظالما , وداعياً للفساد , ولا مغيرا لسنة سيد المرسلين , من كربلاء ندرك وقفة الحسين سلام الله عليه , ليحافظ على الدين من جهة , ويحافظ على الناس من جهة .

    في ذلك الزمان يأخذون البيعة من الناس على انهم عبيد للخليفة , يصل الاستهتار والتعدي بحقوق الناس , لا يبايعون الخليفة على انه خليفه للمسلمين , وانما على انهم عبيد لذلك الخليفة .

    الحسين سلام الله عليه يقول هذا هو الظلم , والعدالة هي ان يعطى كل ذي حقٍ حقه , ولا فرق بين الحاكم والمحكوم , الحاكم والخليفة يجب عليه ان يدعو للخير ويواسي ويساوي غيره له حقوق وعليه واجبات, لا ان تكون حياته مختلفة , لا ان يأخذ حقوق الناس ويعتدي على الناس , لسبب انه اسمه خليفه للمسلمين , وليس لأحد أن يكلمه ,وليس لأحد أن يحاسبه.

    الثامن : من كربلاء تولد الثورات .

    من كرباء تتجدد الثورة في نفوس الشرفاء لتغير الواقع الحزين .

    الذي يعيش ويقترب من ثورة الحسين , ويرى هذا الواقع البائس الحزين الذي فيه الذل والهوان للعالم والمجتمع الاسلامي بأسره , يجد ان كربلاء تقول , لابد ان يتغير هذا الواقع , لابد ان نرسم مستقبلا واضحاً كله الخير للمجتمع , ليس فيه اذلال للناس .

    التاسع :كربلاء وأنس الشهادة

    من كربلاء ايضا نستشعر و نستأنس بالشهادة , تكون الشهادة عندنا امر هين ,بل أمر جميل نفتخر به , لأننا لا نراها فناءا , ولا نراها نهاية بل هي بداية الحياة الحقيقية , لا نقدم أنفسنا للشهادة من اجل مصلحة ذاتيه او فردية او طائفية او قبليه او عائلية , وانما نأخذ شعارنا من الحسين سلام الله عليه الذي يقدم الضحايا والقرابين ويقول : (هون ما نزل بي انه بعين الله ) فهو لا ينظر في عمله الا لله , ما هو الذي يرضى الله ؟

    اذا اقتربنا من كربلاء واقتربنا من شعارات الحسين , التي يجب ان تكتب على قلوبنا ويجب ان تعلق شعارات الحسين في كل مكان ولو تكتب بالذهب لكان ايضا ناقصاً في حقها .

    الحسين سلام الله عليه هو الذي خط خط العزة للناس والكرامة للناس ,لانتحرك مع الحسين ثورة عاطفية وتنتهي , وانما نتحرك مع الحسين على انه مبدأ عظيم ثابت راسخ , اصله في الارض وفرعه في السماء .

    العاشر : كربلاء الحسين (ع) والتايخ المستباح.

    ثورة الحسين عليه السلام ,تعيد للامة تاريخها المستباح لقد استبيح تاريخ الاسلام , بعدما كان المسلمون في عزة وكرامة وقوة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله , ويأتون بعد النبي(ص) ويعتدون على الناس ويستبيحونهم , ويستبيحون تاريخهم ويغيرون كل شيء , الحسين سلام الله عليه يسترجع التاريخ الحقيقي للأمة , وان العزة و الكرامة التي يجب ان تكون ملاصقة لهذه الامة ومرتبطة معها ولا تنفصل معها.

    احد عشر : ثورة الحسين سلام الله عليه توقظ في الامة مشاعر الكرامة,

    تعلمون كيف توقظ مشاعر الكرامة , في بعض الحالات يتعرض المجتمع لحالة الياس , لحالة الضعف والخنوع ولا يرجو ان يغير ويقبل بعد ذلك بذلته , كما صنع معاوية وجعل الناس يعيشون حالة الذل ويقبلون بكل شيء , إلى أن يأخذو البيعة من الناس على انهم عبيد , وما الذي حرك ضمائر الناس ؟ ومن الذي فتح الآفاق وجعل الثورات ثورة بعد ثورة؟ غير دم الحسين سلام الله عليه , فعندما قدم الحسين نفسه اشتعلت جذوة الايمان في نفوس الناس وجذوة الكرامة , حدثت في النفوس عزة وكرامة وشعروا بمنزلتهم وشعرو انهم في ظلم واضطهاد فتحركت الثورات , فالحسين ثورته هي التي تخلق الكرامة عند الناس .

    الثاني عشر : ثورة الحسين تعلمنا متى واين نقف من السطات الجائرة,

    كيف نتعامل مع الظلمة وكيف نتعامل مع اهل الجور , متى نقف متى نصالح متى نجاهد متى نطالب , لاقترابنا بثورة الحسين وتعلقنا بثورة الحسين نستطيع ان نفهم هذه المشاعر ,وهذه المفاهيم الدينية ,وهذه القيم , يجب علينا في هذه المرحلة القادمة وهي عاشوراء , ان نستلهم حقيقة منهج الحسين, المنهج الذي خطه الحسين للعالم كله , كيف يتعاملون مع ظروف زمانهم ومكانهم.

    الثالث عشر : ثورة وعقيدة

    ثورة الحسين ثورة العقيدة والاخلاص لا ثورة الطمع والخوف , الحسين بثورته لم يكن خائفا , لم يكن جباناً , وانما هو ثورة ايميانية , ثورة بعقيدة , ليحفظ رسالة السماء , ليحفظ سنة المرسلين ليجعل للدين حقيقة تتحرك في واقع الناس , ولم يكن عنده ولا عند من معه طمع , لم يطرق الطمع حريم وجوده أبدا, ولم يكن في من معه من اصحابه واهل بيته من يحمل طمعا, ولم يصل الخوف الى قلوبهم ابداً , وانما تجد الحسين في كربلاء ومن مع الحسين يحملون الاخلاص ويشتاقون للمنية دون الحسين , لم يكونوا يأملوا ان يصلو الى سلطان وانما يرون الموت فقط امامهم , والحسين سلام الله عليه يخبرهم ويؤبنهم و يقول :

    الموت امامنا ,(ألا من كان باذلا فينا مهجته ,موطناً على لقاء الله نفسه , فاليرحل معنا ) فيقدم والقوم معه يرون الموت ولا يرون الحياة والانتصار , إلا في الشهادة , والفوز بالجنة.

    الرابع عشر:في كربلاء لم ينتصر السيف على قيم الدم .

    في كربلاء لم تكن الغلبه في المعركة علامة لاندحار الحق وغلبة الباطل , صحيح في المعركة سقط الحسين (س) وسقط من معه ,ولكن

    لكرامة الحسين وعزة الحسين و مطالب الحسين الواقعية الحقة , وعظمة الحسين وشأن الحسين و اخلاص الحسين , اصبحت شمسا لا يمكن حجبها عن احد , ظهرت للعالم كله, ان الحسين هو الحق وأن أعداءه هم الباطل , كان يزيد بعد ما قتل الحسين يتبجح بعد انكاره لنبوة النبي(ص) ولرسالة السماء

    ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل )

    واذا به يرى الهزيمة , وصلت إلى قصره , وصوت الحسين يزلزل في قصره, ويتحرك العالم ليتبين ان الحسين هو الحق وهو ابن بنت رسول الله , ما خرج طمعا في سلطان كما صوروا , وانما خرج لإحقاق الحق والدفاع عن سنة سيد المرسلين , فينقلب الامر على يزيد ويرجع يزيد يدعي الاسلام و يدعي تمسكة بسنة سيد المرسلين , وانه نادم على ما صنع , ويلقي الملامة على جلاوزته .

    فولا قتل الحسين , ولولا تقديم الحسين نفسه واستشهاد الحسين (ع) لسار واستمر النهج الأموي وهو يعلن كفره وإنكاره للنبوة وعدم الايمان بنبوة النبي صلى الله عليه وآله , وانما هي ملكية يملكون الناس.

    الخامس عشر :هدفنا هو هدف الحسين(ع) .

    عاشوراء الحسين لنحدد اهدافنا الحقيقية لا للملذات الآنية , يجب علينا ان نعيش بعد النظر ان نعيش اهداف الحسين الكاملة وليس اهدافا نراها نحن او نصورها نحن ,

    يجب علينا ان نستقي اهداف الحسين من ثورة الحسين ومن تعاليم الحسين و من كلمات الحسين .

    الواعي الحقيقي الذي ينتسب لمدرسة الحسين سلام الله عليه يجب ان يقرأ شيئاً عن الحسين في ذكرى عاشوراء في هذه الايام , لا نقتصر فقط على الإستماع هنا وهناك , نقرأ ولو الشيء اليسير , لنتعرف على الحسين ومنهج الحسين و سنة الحسين التي هي امتداد لسنة النبي صلى الله عليه وآله .

    السادس عشر : عاشوراء الحسين لغة لتصيغ مستقبل هذه الامة, في ذكرى الحسين لا نعيش الماضيللننفصل عن المستقبل وإنما نتحدث عن الماضي لنبني المستقبل, لا لنبكي على ماض قد مضى وانتهى .

    السابع عشر: عاشوراء حياة لا موت

    يجب ان تبقى عاشوراء الحسين سلام الله عليه حية,حاضرة في نفوس المحبين وفي نفوس الناس طوال الوقت , لا ان نغفل عنها و لا ان ننشغل عنها بل نجعلها هي المقياس لنا , لتستمر عاشوراء لما لها من عمق وبعد لا تقتصر على جانب دون آخر , جوانب عاشوراء تشمل الحياة بأكملها ويجب علينا ان نستفيد منها كذلك ليس في جانب الثورة فقط , وليس في جانب البكاء والعاطفة فقط , وانما لتشمل جميع نواحي الحياة وجميع جوانب الحياة , اذا تعرفنا على الحسين واقتربنا من الحسين (ع) سنجد ان الحسين يشمل الحياة بأكملها .

    موضوع البلد

    اولاً : ملاحظة دعت لها جمعية الوفاق , دعت الى عدم القيام بالفعاليات السياسية ووطنية بالمناسبات الدينية , من اجل تفويت الفرصة على المتربصين بالمناسبات وبالسلم الاجتماعي .

    ثانيا: نعزي اهل الشهيدين علي يوسف البداح ونستنكر هذه الجريمة النكراء , والوحشية بكل المقاييس , كم هي جريمة تكشف قبح من قام بها ومن أصدر الأوامر .

    وكيف يقبل اناس وهم يعرفون هذه الانتهاكات في البحرين أن يتعاطفوا مع السلطة.

    شخص يدهس بالسيارة وتكسر اضلاعه وتقطع اطرافه , تهمش اطرافه , لماذا؟ لأنه خرج يطالب , ويقولون نفتخر بالحرية والديمقراطية, واذا خرج شخص يطالب بالحرية يصنع به هكذا , هذه هي الديموقراطية وهذه هي الحرية التي يريدون ان نقبلها ونسكت عن مطالبنا وان نقتنع بها .

    ونعزي اهل الشهيد عبدالنبي كاظم العاقل التي قتلته قوات الامن بصدمه بسيارتها ايضاً .

    ثالثا : نتسائل أين التقرير المستقل من استمرار هذه التجاوزات ؟ هذه التجاوزات المستمرة ماذا صنع لها التقرير المستقل( تقرير بسيوني) ؟

    رابعا: الواضح من السلطة انها لا تريد الحل لهذه الازمة , والاخذ بتوصيات لجنة تقصي الحقائق , لا تريد الحل ومما يدل على ذلك :

    1: استمرار الانتهاكات والتعديات والقتل , والانتهاك التعسفي على المواطنين والمنازل , الشهيد عبدالنبي كاظم العاقل يسقط في يوم تسليم تقرير بسيوني ,لو كانوا يريدون الحل ,هل يقع شهيد في نفس تسلم تقرير من أجل حل الأزمة كما يدعون ؟

    ثم لا يكتفون بذلك بل يعتدون على اهله في بيتهم ويعتدون على المشيعين ويعتدون على جميع المناطق التي تخرج مطالبة , والتقرير يقول المطالبة حق ولا يجوز التعدي عليه , ومع ذلك التعدي مستمر .

    2 : تشكيل لجنة حكومية لدراسة التقرير والاخذ بنتائجه واللجنة الحكومية هي المتهم الاول و الحكومة هي المتهم الاول في التجاوزات والتي يجب ان تقدم للمحاكمة , كيف تكون هي التي تقوم بالتطبيق , وهذا يدل على ان الحكومة لاتريد حل الازمة وانما هي تسعى للتصعيد المستمر ولضرب المجتمع وتركيع المجتمع , ولكننا نقول يستحيل ذلك , نحن ابناء الحسين سلام الله عليه , الذي علمنا دائما ان نقول( هيهات منا الذلة ) يستحيل ان يركع المجتمع ومطالبه مستمرة , والنصر ات ات باذن الله تعالى .

    والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

  • أهل البيت والولاية

    أهل البيت والولاية

    أهل البيت(ع) والولاية – حديث الجمعة – 18/11/2011

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

    صدق الله العلي العظيم

    نحن في شهر الولاية هذا الشهر المبارك الذي تقع فيه أحداث مختلفة في صدر الإسلام ، وقعت هذه الأحداث , لتثبّت الولاية لله ولرسوله ولأهل البيت (ع)

    من ذلك حادثة الغدير ، وذكر حديث الثقلين ، وأيضا حادثة المباهلة بين النبي (ص) وأهل البيت من جهة , ونصارى نجران من جهة أخرى ، ونزول سورة الإنسان التي تتحدث في آياتها عن أهل البيت (س) وتبين شأنهم ومنزلتهم .

    هنا الآية المباركة تتحدث عن أجر الرسالة وتبين أن النبي (ص) لا يسأل أجرا , وإنما يسأل المودة في القربى ، فمودة أهل البيت (س) بنص هذه الآية المباركة في القرآن الكريم أمر مطلوب والنبي (ص) يسألها المسلمين , بمعنى آخر يفرضها على المسلمين ويوجبها على المسلمين ومن هم القربى ، القربى هم الأقربون للنبي (ص) هم أهل البيت (ع) الذين أظهر النبي (ص) منزلتهم بعد تعيين أفرادهم ومن هم أهل البيت ؟

    أو بمعنى أوضح من هم المصاديق لمصطلح ومفهوم أهل البيت ؟

    فبين النبي (ص) أن أهل البيت هم (النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والآئمة المعصومين من أهل البيت (س) وهذا المصطلح صار مصطلحا خاصا بهم ، لا أنه يشمل جميع من ينتسب للنبي (ص) وإنما هو خاص بالنبي والزهراء والآئمة المعصومين (س) ، التمسك بالعترة واجب وهو طريق الهداية كما في حديث الثقلين ذكرنا سابقا حديث الثقلين ونعيده من أجل التبرك والذكرى ، النبي (ص) عندما يقول :

    (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا حتى يرد علي الحوض فأنظروا كيف تخلفوني فيهما )

    النبي أوصى بأهل البيت وجعلهم عدل القرآن ، وأنهم لا يختلفون عن القرآن ، ولا يفترقون عن القرآن ، والمعنى طبعا ليس الإفتراق الزماني أوالمكاني وإلا قفي الزمان والمكان قد يكون الإمام (س) في وضع ليس حاملا للقرآن أو ملاصقا للقرآن ، ولكن الإفتراق الواضح هوما يظهروا من الحديث وهو الإلتزام بالقرآن ، وأن أهل البيت (س) هم والقرآن شيئ واحد بل هم القرآن الناطق ،

    النبي أيضا (ص) في حديث آخر يمثل أهل البيت بسفينة نوح ، فيقول(ص)

    (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى )

    يعني كل شخص بنص هذا الحديث أيضا لا يتمسك بأهل البيت ولا يرتبط بأهل البيت مهما كان إرتباطه في الدنيا ومهما لجئ لأهل علم أو معرفة أو فقهاء ، مهما كان مستواهم فإنه هالك وخاسر لا محال كخسرانهم لبعدهم عن مصدر النور الحقيقي الذي ليس بعده إلا العمى والضلال

    من لم يركب في سفينة أهل البيت (س) لا يعصمه جبل ولا يعصمه عاصم , وإنما المصير الحتمي له هو الغرق .

    فأهل البيت (س) هم الذين يمثلون سفينة نوح لنجاة الأمة من أي غرق .

    وفي حديث آخرعن أبي ذر أنه قال: سمعت رسول الله(ص) يقول:

    (إجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين )

    كما أن الإنسان من غير رأس لا يمكن أن يهتدي ، ولو كان فيه رأس ولكن ليس له عينان أيضا لا يهتدي ، بمعنى آخر أهل البيت هم الخاص في الخاص ، هم أخص شيئ لهداية الإنسان ، حتى لو فرض أن هناك شيئ يمكن أن يكون طريقا للهداية فهم الطريق لهداية ذلك الشيئ ، فالمتقدم من الناس والعالم من الناس والعارف من الناس هو ضال ما لم يهتدي بأهل البيت (س) أجمعين

    الولاية الحقيقية ماذا تعني

    أولا : القناعة الفكرية

    أو يجب أن يتوفر حتى يكون الإنسان موال حقيقة أن يتوفر على القناعة الفكرية ، الإعتقاد الفكري عند الإنسان بأهل البيت (س) أجمعين بولايتهم أمر ضروري ومطلوب وليس أمرا هامشيا

    1 : أن يكون على معرفة فكرية بأهل البيت (س)

    لا أنه لا يمتلك أي معلومات عن أهل البيت ، وهذا ما يقع فيه بعض المجتمع من الجهل بأهل البيت وهو يدعي إتباع أهل البيت ، يدعي أنه يتبع أهل البيت ولكن لو تسأله سؤال عن أهل البيت (س) لا يعرف ولا يستطيع أن يجيب ، فكأنه في واد وأهل البيت في واد آخر ، فيجب أن يتعرف على أهل البيت معرفة حقيقية ، عقائدية ، فكرية ، بحيث يقتنع بأن أهل البيت , وأن ما يّطرح عن أهل البيت من الولاية هذا أمر حقيقي منشأه ومنبعه ومصدره الإسلام ، لا أنه يقول أتبع أهل البيت ولكنه لم يكن في يوم من الأيام قد قرأ كتابا عقائديا ، لم يقرأ بعض الأفكار العقائدية والنقاش والشبهات و رد الشبهات في هذا المجال ، وهذا أمر خاطئ فللولاية الحقيقية أن تتأصل عن الموالي معرفة فكرية , معرفه بقضية أهل البيت ، وبعقيدة أهل البيت ، وبمنزلة أهل البيت ، وبإرتباط أهل البيت بالنبي (ص) ، وبإرتباطهم بالقرآن الكريم ، وبارتباطهم بالسماء , يجب أن يكون على معرفة بذلك

    2: البحث عن آثارهم الدالة على منهجهم

    يجب أن يكون لمن يريد الولاية تتبع لآثارأهل البيت ,نعم , أهل البيت أمنا بهم فكريا وعقائديا على ضرورة وجودهم ، بمعنى آخر آمنا بشيئ كلّي أن يكون هناك بعد النبي (ص) أوصياء ، أن يكون هناك بعد النبي أئمة ، ويستمر الإسلام من خلال الأئمة (س)

    ولكن لنؤمن أن هؤلاء هم مصداق الأئمة حقيقة ونعتقد بهم , يجب أن نتابع أو نتتبع بعض آثارهم ليحصل لنا الإيمان بهم حقيقة

    ثانيا: الإيمان القلبي

    الإيمان القلبي لأنه ليس كل ما يعلمه العقل يعلمه القلب ، فقد يدرس الإنسان دراسة عابرة ولكنها غير متأصلة ، غير متجدرة ، غير قوية ، فلا تصل إلى قلبه ، والإيمان بأهل البيت (س) هذا شرطه , شرط الولاية , فلا يكون الإنسان مّوال لأهل البيت ولاية حقيقية من غير أن يصل إعتقاده بهم وينتقل من عقله إلى قلبه ، فإذا وصل الإيمان إلى القلب و صار قلبه مطمئن بأهل البيت (س) فهذا يكون في طريق الولاية لهم .

    الولاية بمعنى بهذا المعنى ، أما أن لايصل إلى قلبه وإنما يمر في يوم من الأيام مرورا عابرا على بعض قضايا أهل البيت ثم يبتعد ويتركهم , فحاله حال الكثير من كتاب العامة الذين كتبوا عن أهل البيت وسطروا الأحاديث في فضلهم وشأنهم ولكنهم لم يؤمنوا بهم إيمانا حقيقيا .

    فلإيمان الحقيقي يحتاج لمزاولة وممارسة وإقتراب من أهل البيت ومن منهجهم ليصل الإيمان إلى القلب ، وذلك يكون بالخطوة الأخرى وهي العمل

    ثالثا: العمل والإتباع لأهل البيت (ع)

    يعني لا يكفي أن يكون الشخص عارفا فكرا بأهل البيت (ع)، أو يقول وصل الإيمان إلى قلبي ، (هو لا يصل فعلا ) من غير أن يكون مستندا ومرتبطا مع العمل ، وليحصل هذا الإيمان القلبي يجب

    1ـ التردد على الأئمة (س)

    علماء النفس يقولون المزاورة والتزاور بين المجتمع يوجب المحبة ، يوجب المحبة الشخص الذي يزور شخص بإستمرار ويجلس معه ويتحدث معه ، تحدث بينهما علاقة إتصال روحي يكون بينهم إتصال روحي تحدث المحبة فزيارة أهل البيت (س) أجمعين أمر مهم ، زيارتهم في الحرم في مراقدهم المشرفة بل وهو في بلده وهو في بيته وهو في المسجد , كل ذلك له نوع من الإرتباط بأهل البيت (ع) هذا أمر مطلوب و مقرب

    ثانيا: التفاعل مع أحاديثهم والمحاولة لتطبيق شيئ منها

    نؤمن بأهل البيت (س) ؟

    يجب أن يكون بيننا وبينهم شيئ من الإرتباط ، نطبق شيئ من أحاديث أهل البيت ، إذا أوصونا بشيئ يجب أن نقترب منه ، وإذا نهونا عن شيئ وأمرونا أن نجتنب شيئ ، أن نجتنب ، أما أن يكون كلامنا عن الحب لأهل البيت والولاء لأهل البيت ولكن العمل والتطبيق ليس له صلة بمنهجهم ، هذا لا يعد الولاء الحقيقي لأهل البيت (س)

    بعض الأمثلة على ذلك

    وجدنابعضها وتنقل قصص في هذا المجال ,

    العزاء وتأخير الصلاة يذكرون شخصا يقيم العزاء على أبي الفضل العباس (ع) ، ينقلها الأستاذ المظاهري , يقول شخص يقيم العزاء لمدة أيام فجلس مع صاحبه بعد العزاء ومد رجليه

    قال له صاحبه : لماذا تمد رجليك

    قال : من التعب صار لي كذا يوم أقيم العزاء على أبي الفضل العباس ولم أخلع حذائي

    قال له : إذا كيف تصلي إذا لم تخلع الحذاء طوال هذه الأيام ؟ فكيف تصلي؟

    فقال : إذا كان أبو الفضل العباس عاجز عن محو سيئتي مضمون كلامه أونجاتي من هذه السيئة فليس لي حاجة من ولائه .

    هذا تصور خاطئ للأهل البيت (س) كأن أهل البيت يدعون للفساد !!

    أهل البيت لا يدعون لذلك ، أهل البيت يدعون للإلتزام بالدين والقيم ، نقيم مراسم أهل البيت ونقيم العزاء ونقيم الإحتفالات بذكراهم والمناسبات الخيرة ، لتدعونا لعمل الخير لا لتجنب الخير لتدعونا للإلتزام بالدين لا الإبتعاد عن الدين .

    الشاب والفجور مرة نقل لي شخص قضية مشابهة لذلك قال لي أحد الإخوان يقول معه شخص في العمل يرتكب بعض الفواحش وعنده علاقات غير شرعية مع النساء

    يقول قلت له: ألا تخاف أن يأتيك مرض يصيبك المرض الفلاني ؟!

    فقال : كيف أخاف هل أنا مثلك أنا عندي الإمام الرضا وأخاف ؟! ، فكأن الإمام الرضا هو حامي للزناة ولأصحاب الدعارة والعياذ بالله،

    طبعا هذه أمثلة لشواذ من المجتمع , لا نقول مجتمعنا هكذا, شواذ في المجتمع بعض الناس

    ولكن نقول ما هو المنهج الحقيقي لأهل البيت (س), يجب على من يدعي الولاية أن يلتزم منهج أهل البيت ويعرف أن أهل البيت يدعون للخير , وإذا كنا نقدم على عمل يجب أن يكون هذا العمل كله منسجم مع الدين ملتزم بأوامر الإسلام

    لا نؤخر صلاة ولا نرتكب مخالفة لا في إقامة مأتم ولا بإقامة عزاء ولا في خروج عزاء ولا في سهر متأخر لتفوتنا صلاة الصبح مثلا

    الإلتزام بمنهج أهل البيت(ع) الحقيقي هوالتطبيق الحقيقي, يجب علينا أن نقترب من هذا التطبيق الزوار والسياحة بعض الزوار مثلا عندما يذهبون للزيارة في بلدان مختلفة أيضا يخرجون في رحلات سياحية ويذهبون لبعض السواحل في الوقت الذي هم يزورن المعصوم أو يزورن فردا من أفراد أهل البيت (س)ولكنهم يذهبون للسياحة ويدخلون في سواحل ويرون مثلا نساء ورجال شبه عراة هذه الزيارة ليست الوصل لمنهج أهل البيت ، منهج أهل البيت هو الإلتزام ، أن نلتزم بالحق ولا نرتكب مخالفات شرعية , لا تجعل هذا العمل المستحب طريقا للمخالفة والمعصية ، وإلا فإننا نكون بعيدين عن أهل البيت (س) أجمعين أكتفي بهذا

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الباقر (ع) والسياسة

    الباقر (ع) والسياسة

    حديث الجمعة 4.11.2011 م – جامع كرباباد

    الباقر(ع) والسياسة

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة إمامنا الباقر (س)

    أتحدث هذا اليوم حول منهج الإمام الباقر (س) ودوره في حفظ الإسلام ودوره في الجانب السياسي

    الدور الأول:هو حفظ الدين

    للإمام (س) الدور الذي لا غنى عنه في الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل ، هذا الدور الذي مارسه الإمام ، وهو ما كان يطلع به النبي الأكرم (ص) والأئمة الطاهرون بعد النبي (ص)

    الإمام في هذا الدور يركز:

    أولا : في حفظ التوحيد بغير تشويه

    نعلم أنه في ذلك الزمان قد تعرض التوحيد لصور من التشويه حيث أنه دخل في الإسلام أناس لم يكونوا مؤمنين بالإسلام من الدول المختلفة والفتوحات المتعدد , دخلوا في الإسلام ولم يكن عندهم تبني حقيقي للدين وإنما دخلوا في الإسلام تحت القوة والقهر والسيف ، فأظهروا الدين وهم يحملون ويبطنون عقائدهم السابقة فأدخلوها في المجتمع الإسلامي وجعلوها من ضمن الدين ، لم يقولوا أنها من غير الإسلام وإنما جعلوها من ضمن هذا الدين الإسلامي ، لأنهم لم يكونوا مقتنعين حقيقة بالدين الإسلامي فأرادوا تشويه الإسلام ، فجسموا الله سبحانه وتعالى و جعلوا له صفات التشبيه والتشويه التي يرفضها القرآن .

    وحيث كانت الرواية للحديث عن النبي (ص) ممنوعة والتفسير والشرح للقرآن من خلال سنة النبي ممنوعا ، فاستطاعوا أن يدخلوا بعض التشويه على الإسلام

    دور الإمام الباقر(س) عندما سنحت له الفرصة هو أن يزيل هذا التشويه ويرجع الناس إلى التوحيد الحقيقي

    قال الإمام (س) في هذا المجال يصف الله سبحانه وتعالى قال (لم تره الأبصار بمشاهدة العين ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان )

    حيث صارالبعض يصفه تعالى بالجسم وأنه يرى ،

    الإمام يقول تراه القلوب لا الأبصار, (لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ليس له شبيه ولا مثيل معروف بالآيات) يعرف الله سبحانه بآياته وآثاره (منعوت بالعلامات لا يجوز في قضيته، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه) يعني ليس هو في الشيئ ولا الأشياء فيه ، فهو سبحانه وتعالى أجل من كل الأشياء المادية والتي تجسم أو ترى أوتلمس وغير المادية أيضا

    ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)

    الإمام يبين السيرة الصحيحة التي سار البني (ص) بها وعمل بها , وتخليصها مما ألصقوه فيها من تشويه ، وهذا التشويه قد نال التوحيد قبل ذلك لأنهم عندما وصفوا الله جسدوه ، كذلك نسبوا للنبي (ص) الأخطاء نسبوا له بعض الأمور التي لاتتناسب مع شأن النبوة ورفعة النبوة ودرجة النبوة ومقام النبي (ص)

    فالإمام يحافظ على سيرة النبي (ص) ويحافظ على مكانة النبي (ص) ويحافظ على مقام النبوة بعيدا عن كل تشويه

    ثالثا: بيان الإمامة

    وهي نقطة التأسيس التي إبتدأ الإمام بترسيخها وترتيبها للناس بوضوح وهي الإمامة ومكانة الإمام(ع) , ومكانة الإمام علي (ع) بالخصوص ومظلومية الإمام علي

    فقال (ع) : (بني الإسلام على خمس ,

    على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية , ولم ينادى بشيئ كما نودي بالولاية )

    الولاية أعظم شيئ نودي به بعد الإيمان بالله تعالى وبرسوله (ص)

    وقال الباقر (ع) عن رسول الله (ص) يروي عن النبي (ص) هذا الحديث

    (ما من مؤمن إلا وقد خلص ودي إلى قلبه) كل مؤمن لا بد ان يكون للنبي حب في قلبه( وما خلص ودي إلى قلب أحد إلا وقد خلص ود علي إلى قلبه)

    يعني حب النبي (ص) وحب علي (ع) متلازمان لا يفترقان ، ثم يقول في هذا الحديث

    (كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك )

    لا يمكن أن يكون صادقا , يدعون حب النبي مثلا يقولون نحب النبي ولا يحبون أهل البيت بل ويحاربونهم ويقتلونهم فهذاحب كاذب بنص الحديث

    وقال الباقر (ع)

    (ما ثبت الله حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبتها الله , وثبت له قدم أخرى )

    يعني يكون له فوق ثباته ثبات ما دام في قلبه حب لعلي (ع)

    فالإمام الباقر(ع) في هذه المرحلة يركز على هذه الأمور

    أولا: الحفاظ على التوحيد السليم

    ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)

    ثالثا: ترسيخ قضية الولاية لعي (ع)

    رابعا: جعل أصحابه وهم شيعة أهل البيت (س) جماعة متميزة فيإطارها التفصيلي(شيعة)

    هذا المعنى لم يكن موجودا بذلك التفصيل كان هناك أتباع لأهل البيت ويسمون بالشيعة ولكن ليس بهذا التفصيل المفصل الذي قام الإمام بترسيخه ورتبه(س)

    أ:الولاء العقائدي والفكري

    الإمام ركز أن يكون أتباع أهل البيت (ع) عندهم فكر وعقيدة

    الولاء العقائدي والفكري عند أتباع أهل البيت(ع)

    يجب أن يكونوا مرتبين عقائديا , عندهم عقائدهم الخاصة التي تمثل الإسلام الحقيقي الأصيل والفكر الحر الذي يمتلكونه , لا العقيدة التي يمليها عليهم الحاكم , فتتغير عقائدهم بتغير عقيدة الحاكم كما هو الحال قبل المعتزلة وبعدها.

    قال الباقر (س)

    (إعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهمفإن المعرفة هي الدراية للرواية) ، هي الدراية للرواية يعني المعرفة لما تحتويه الرواية

    الإمام يقول

    المعرفة هي المائز المعرفة للرواية , المعرفة لأحاديث أهل البيت , لسنة النبي (ص) ، الشيعي حقيقية هو الذي يكون عنده هذه المعرفة (وبالدرايات للروايات يعلوا المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان )

    إذا صار عنده رواية وعنده معرفة للرواية يرتقي إلى الدرجات العالية , وبغير ذلك فهولا ينسب للشيعة بحسب ما وصف الإمام (س) في هذا الحديث

    وقال (ع) (إنما شيعة علي (ع) المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاورهم ، سلم لمن خالطهم) في نقل أخر (سلم لمن خالفهم) يعني حتى الذي يكون على خلاف معهم يأمنهم , فمحبوا أهل البيت(ع) أمان ، محبوا أهل البيت الملتزمون بأهل البيت يجب أن يكونوا مأمونين للجميع لا يخشى منهم أحد , لا يخاف منهم أحد أن يظلموه

    ب: بيان الفقه الإسلامي الأصيل

    مقابل ما وضعه الحكام من القياس والإستحسان أيضا في تلك الفترة

    الإمام (س) أسس هذا الأساس

    كيفية الإستنباط ، أصول الفقه ، المنهج الصحيح للوصول للحكم الشرعي فيكون أصحاب الإمام يتمثلون ويتميزون عن غيرهم بقاعدة رصينة،

    ومعرفة حقيقية ، وطريق للوصول لحكم لله سبحانه وتعالى وليس إلتقاط هنا أو هنا

    خامسا: التنظيم المتقن مع خواصه

    أيضا في تلك الفترة , فترة الإمام الباقر (س) صار هناك تنظيم متقن بين الإمام وبين أتباع الإمام(ع)

    قال الباقر(س) (والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقهم وأكتمهم لحديثنا )

    الذي يكون ورعا متفقها في الدين وكتوما للسر يأخذ أحاديث أهل البيت(ع) ويكتم سرهم .

    وأمثلتهم كثيرة منها :

    جابر الجعفي (ره)من حواريي الإمام الباقر (ع)وجنود الله الخاصين ,من تلامذة الإمام (س) و له منزلة عظيمة.

    فقد روى الصدوق في الإختصاص أن المفضل سأل الإمام الصادق (ع): (يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله (ص))

    وكان مسلما للإمام كل التسليم , لكن بمعرفة ووعي لا بجهل وتقليد أعمى , فيطيع الإمام وهو فقيه عالم بل هو من العرفاء ، فهو الذي يخرج مع أحد أصحابه ويقول لصاحبه هل تريد رؤية الإمام الصادق (س) ؟ فيقول صاحبه نعم ولكن أين الكوفة من المدينة , نحن في الكوفة والإمام في المدينة, فيخرج معه جابر ويقول له إغمض عينك فيغمض الرجلعينه , ثم يقول له إفتح عينك , حينها يجد نفسه أمام بيت الإمام (ع) , يقول له جابر ادخل البيت للإمام (ع) , وأنا أذهب السوق وأرجع.

    يشك الرجل في الأمر , فيقول في نفسه , ربما هذا سحر وليس له واقع , فلكي أتأكد وأطمئن فلأجل مسمار في جدار لأراه في موسم الحج عندما أذهب المدينة المنورة بينما هو يفكر وإذا بجابر يمد يده له ويعطيه مسمار ويقول له ثبته في الجدار فيتعجب الرجل , وبعد زيارة الإمام (ع) يرجعه بنفس الطريقة ،هذا المستوى العالي الذي بلغه جابر إنما هو بولائه الصادق للإمام (ع) ، وطاعته للإمام ،وإخلاصه للإمام ،وإعتقاده بالإمام (ع)

    روى في الكافي: ،عن النعمان بن بشير قال: (كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفي ، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر (ع)فودعه وخرج من عنده وهو مسرور ، حتى وردنا الأُخَيْرجة أول منزل نعدل من فيد إلى المدينة ، يوم جمعة ، فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طويل آدم معه كتاب ، فناوله جابراً فتناوله فقبله ووضعه على عينيه ، وإذا هو: من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد ، وعليه طين أسود رطب ! فقال له: متى عهدك بسيدي؟ فقال: الساعة . فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة ! ففك الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه ، حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب ، فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتى وافى الكوفة ! فلما وافينا الكوفة ليلاً بتُّ ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليَّ وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة ، وهو يقول: أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور ، وأبياتاً من نحو هذا ، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه ، فلم يقل لي شيئاً ولم أقل له ، وأقبلت أبكي لما رأيته واجتمع عليَّ وعليه الصبيان والناس ! وجاء حتى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون: جُنَّ جابر بن يزيد جُن . فوالله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلاً يقال له: جار بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه ، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا: أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث ، وحج فجن ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم ! قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله . قال ولم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر)

    تبين بعد ذلك أن الإمام هو الذي أرشده وقال له تظاهر بالجنون لتفوت على السلطان القتل ,

    كان هناك تنظيم وإرتباط بين الإمام وأتباعه وهم يحفظون السر

    سادسا: الولاء العاطفي أيضا

    الإمام زرع في تلك الفترة الولاء العاطفي , الولاء الروحي لأهل البيت (ع) ركز هذا الأمر لتتكون الجماعة الممثلة للإسلام الحقيقي الممتد من زمن النبي (ص) إلى قيام القائم (ع) إلى قيام الساعة.

    الإمام أصل هذا الولاء العاطفي :

    أ:في الحديث

    قال (ع):(أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين (ع) إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلا إستقبلوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه ، ولا يموت أحد إلا شيعوه) كل من له علاقة بالحسين الملائكة يقفون له ويعيدونه , ويوم القيامة يستقبلونه

    ب: في الجانب العملي

    يجعل نوادب يندبنه ثمان سنين بعد وفاته في منى ويبكين عليه أمام الناس ، الناس يجتمعون في منى ويجدون البكاء ويسألون من هذا الميت ؟

    ومتى مات ؟

    هل هو قتيل ؟

    وما هي قضيته ؟

    فينتشر الولاء لأهل البيت والمعرفة بأهل البيت.

    ج: تبني الشعراء

    الإمام أيضا في زمنه يتبنى الشعراء ويدفع إليهم الأموال

    ربما العض يستشكل ويقول لماذا الإمام يدفع الأموال للشعراء ، وما الفرق بينه وبين غيره؟

    هنا نجد أن الذين يدفع إليهم الأموال

    1: هم حقيقة يمثلون الإعلام الحقيقي الصادق القوي في زمانهم.

    2:أنهم عندما يقرأون الشعر في الإمام ويمدحون الإمام ويذمون أعدائه ، هم أيضا يحاصرون ويحكم عليهم بالإعدام ويمنع توظيفهم , وتمنع مخالطتهم .

    الإمام(س) يعطيهم من هذا الباب وهم أيضا كانوا يرفضون ، ويتمسكون فقط بولائهم للإمام والتبرك بالإمام كما كان الكميت .

    الكميت مطارد لهشام عشرين سنة يطارده هشام من مكان إلى مكان يريد قتله لماذا؟

    لأنه عندما يصف أهل البيت (س) ويقول في شعره: ساسة لا كمن يرعى الناس .. سواء ورعيه الأنعام يصف أهل البيت(س) أنهم ساسة وقادة الأنام ليس كمن هو حاكم لا يفرق بين الناس والأنعام ، يرى نفسه يملك الناس كما يملك الأنعام ويتعامل معهم على حد سواء

    الدور الثاني : الدور السياسي للإمام (س)

    جواب شبهة :هناك شبهة تثار أن الإمام ليس له دور سياسي

    الإمام ليس له وجود سياسي والجواب عليها واضح وبكل سهولة

    وهو لماذا يعتقل إذا ؟

    لماذا يسجن ويؤخذ من مكان إلى مكان ؟

    الإمام سجن ، الباقر (س) أخذ للشام ثم بعد ذلك بعد أن بان أثره على المساجين أطلق سراحه وعندما أطلق سراحه أيضا وهو في رجوعه إلى المدينة أمر هشام إبن عبد الملك أن لا يتعامل معه أحد في الطريق كانوا يخبرون المدن التي يمر عليها الإمام أن لا يعاملوه ولا يبيعوه

    حتى نفذ ما عنده نفذ ما عنده من الماء والشراب والأكل ولم يجد أحد يعطيه أو يبيعه شيئ ، كلما ذهب لسوق تمتنع وقف على مدينة وقرأ عليهم آيات وتوعدهم أن ينزل العذاب عليهم , فبعد ذلك باعوا له ،

    هذه المضايقة والإعتقال ثم أن يسم ويقتل كلها تدل على أنه له وجوده السياسي ، والحركة الساسية التي لا يرضى بها الحكام

    دور الإمام في الجانب السياسي

    التربية السياسية وهي في نقاط

    أولا: توضيح وبيان فكرة الإمامة

    الإمام إبتدأ بهذا البيان يوضح فكرة الإمامة والخلافة ماذا تعني

    ومر الكلام فيها , ركز للناس أن يكون هناك إمام حق ، وهذا الإمام الحق المتمثل في علي (ع) والأئمه من بعده في وصية النبي (ص) عادل لا يظلم أحدا

    ثانيا : تربية الناس على كره الظلم ورفضه ومقاومة الظلم

    أيضا الإمام تحرك في هذا المجال يبين للناس أن الظلم أمر بشع مرفوض وعلى الناس أن يرفضوه ويمجوه ويحاولوا تغيره

    قال الباقر (س) بصورة عامة في الأحاديث لما حضر أبي علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره وقال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ومما ذكر أن أباه أوصاه به قال (يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله )

    فركز الإمام في أحاديث كثيرة أن الظلم بشع مرفوض

    ثالثا: زرع مفهوم العدل في المجتمع والمطالبة بهجعل الناس يشتاقون للعدل وأن العدل إذا عم المجتمع تساوى الناس في المجتمع فصار الناس يعيشون عيشة سعيدة رغيدة لا يظلم بعضهم بعضا ولا يستأثر بعضهم بالثروات على الآخر

    رابعا: إيقاظ الحس السياسي والتوعية السياسية

    الإمام يوقظ روح السياسية عند الناس لماذا ؟

    ليشعر الناس أن لكم وجود , و(أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ) و(من رأى سلطانا جائرا فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حق على الله أن يدخله مدخله كما عن رسول الله (ص) )

    الإمام يبين في أحاديثه هذا المعنى

    خامسا: دفع الأمة للتغيير والإصلاح

    يدعوا الأمة أيضا إذا رأت الظلم من الحاكم الظالم أن تغير ، لا أن تبقى متفرجة فقط

    قال (ع) (من مشى إلى سلطان فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين من الجن والإنس ومثل أعمالهم)

    الشخص الذي يذهب للحاكم ليس ليتملق له , لا يتملق للحاكم ولا يرجوا عطاءه ، وإنما يذهب لوعظه وإرشاده وإصلاح الوضع , له هذا الثواب

    سادسا: مقاطعة الظالمالإمام(س) يعلم الناس مقاطعة الحاكم الظالم ويدعوا الناس الإبتعاد عن الظلم والمشاركة مع الحاكم .

    روي عن الباقر(س) أن شيخا من <..> قال : (قلت لأبي جعفر (ع) إني لم أزل واليا من زمن الحجاج إلى يومي هذا

    فهل لي من توبة ؟ قال فسكت (ع) ثم أعدت عليه فقال لا حتى تؤدي لكل ذي حق حقه)

    الإمام يبين أن الذين يرتبطون بالنظام الظالم وتكن هناك مظلمة هم يشاركون فيها

    ولا تبرأوا ذممهم حتى يعفوا عنهم من ظلموه أو يعطوه حقه

    فالإمام يبين ضرورة الإبتعاد عن الحاكم والمشاركة مع الحاكم الظالم في ظلمه أبدا .

    المشاركة لا تكون إلا في الإصلاح للإصلاح وفي الإصلاح فقط ، أما أن يشاركه ليكون واليا له ويمارس الظلم معه أو يظفي عليه الشرعية فهذا هو الظلم بعينه ويكون شريكا له في عمله

    سابعا: المقاومة السياسية

    الإمام (س) كما هم الأئمة كل إمام يشكل المقاومة السياسية والمعارضة السياسية في زمنه

    ويدل على ذلك أن الأئمة كل إمام عندما يصل إلى الإمامة تجد الخليفة الوالي يريد عزله وإبعاده عن الأمة لماذا ؟

    لأنهم يعرفون أنه كل حركة مطالبة أوحركة تدعوا للإصلاح يكون وراءها الإمام

    فالإمام هو القائد لكل حركة إصلاح

    ثامنا : التحرك الثوري

    الإمام تحرك ثوريا أم لا ؟

    لم يكن في زمن الإمام مباشرة أن يكون متحركا في الساحة ثوريا علنا ، وإنما كان يعمل بالتقية لكن كانت هناك ثورات ، وفي نظر الإمام (ع) للثورات أنه لم يكن قد حان وقت القيام فيها , ليكون الإمام قائما مباشرة

    ولكن أيضا كان الإمام يترحم عليهم ويقول لهم الجنة كثورة زيد بن علي وهو أخو الإمام طبعا لما بلغ قتل زيد الإمام الصادق (س)

    قال الإمام الصادق : (إنا لله وإنا إليه راجعون

    عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم ، إن عمي كان رجلا لديننا وآخرتنا مضى والله عمي شهيدا كشهداء إستشهدوا مع رسول الله (ص) وعلي والحسين صلوات الله عليهم ) وقال أيضا (أن الباكي على زيد فمعه في الجنة فأما الشامت فشريك في دمه )

    الإمام الصادق يبين أن الذي يبكي على زيد فهو معه في جهاده ، وأما الذي يشمت فهو شريك في دمه وقتله

    والإمام الباقر عندما سمع أيضا قال (صدق أخي زيد ولونال وفى )

    فالإمام يرى أن الحركة الثورية التي كانت وإن لم يحن وقتها إلا أن الإمام يؤيد مقاومة الظلم ومقارعة الظلم وهو يؤسس لما هو أكبر من ذلك الإمام يقول في بعض كلماته أن الثائر الذي يتحرك قبل وقته هو كالطير الذي يخرج من وكره أو من عشه فيسقط قبل أوانه ولكن الإمام يدعوا للتهيئة وترتيب المجتمع عقائديا وفكريا وتأهيل المجتمع من هذه الجهات ليخرج بعد ذلك بثورته العظيمة والإنتصار الأكبر

    موضوع البلد الحبيب

    أنتقل إلى موضوع البلد نعزي أهالي الشهيد الديهي وعلى رأسهم سماحة الشيخ حسين الديهي ونعزي أيضا أهالي الديه والبحرين جميعا بهذا الشهيد الغالي وهو دخل في ركب الشهداء ليسقي الأرض ويحي الأرض وشعبها بدمه الطاهر فهنيئا له

    نسأل الله أن يحشره مع الشهداء والصالحين وحسبن أولئك رفيقا

    وهنا نقول أيضا الشعب مستمر والنصر آت ولا تنازل عن المطالب

    هاهم يرون شهيدا يأتي تلو شهيد والشعب يتحرك ويطالب بحقوقه لا يتراجع ولا يتنازل ولا بد للنصر أن يتحقق ولا بد أن يحاكم كل جلاد وكل من نال من دماء هذا الشعب الشريف لا بد أن يأتي يوم ويقتص منه ويحاكم حاله كحال أي مجرم إرتكب جرائم في العالم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين