العنوان :عاشوراء الحسين ( 6 ) – التاريخ : 7.11.2014
جامع كرباباد
c
عاشوراء الحسين -4- حديث الجمعة (30-11-2012)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
{يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم {
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.
نهضة الحسين (ع) ثورة تكتب الحياة ، ثورة يقوم بها الدين , أشهد أنك قد أقمت الصلاة وأتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر , يقوم الدين ويستقر بثورة الحسين (ع) .
اولا: تساؤلات حول هذا المدعى والإجابة عليها :
1- لماذا نقول أن نهضة الحسين حياة للدين وقيام للصلاة ؟ وما هو الدليل؟ وكيف تكون هذه الثورة هي قيام للدين ؟
2- ألا توجد فجائع وجرائم مشابهة بل ربما أكثر حدثت ووقعت في العالم ؟ جرائم كثيرة ربما بظاهرها أكثر مما وقع في كربلاء , من بقر البطون وقتل الجميع من الرجال والنساء وحرقهم وغير ذلك , فلماذا الحديث حول ثورة الحسين وأنها هي حياة الدين ولماذا أنها عظيمة ونقول لا يوم كيومك يا أبا عبد الله .
3- إذا كانت ثورته (ع) هي تقديم دم لشخصية عظيمة ففي التاريخ شخصيات عظيمة وثائرة أيضا وقد قتلت ومثل بها , فلماذا خصص الحسين (ع) وثورة الحسين (ع) بهذه المعاني ؟
الجواب:
أ- أنها نهضة إالهية وليست مجرد حادث وقع او جريمة وقعت على مجموعة من الناس , وكل شيىء في الوجود له قيمة , وقيمته بقدر ارتباطه بالله سبحانه وتعالى , فبقدر ما يكون الإنسان مرتبط بالله تكن لفعله تلك القيمة وبذلك المقدار , ربما يقدم مثلا شخص عطاءا لأحد كصدقة لأحد فماذا يمثل بهذا العطاء؟ فبقدر إخلاصه بقدر صدقه تكون لعمله تلك القيمة عندما يقف الشخص ويصلي ويكبر في الصلاة , فقيمة هذه الصلاة بقيمة ارتباطه بالله , بقدر صدقه بقدر إخلاصه , فكل شيىء يعرف بقدر الارتباط بالله سبحانه وتعالى , فالحسين (ع) في نهضته بخروجه بثورته , في كل حركة تحركها كانت هي الذوبان في الله سبحانه وتعالى وهي الإخلاص بالله والإرتقاء والإرتباط بالله و كلما تقدم كلما تقدم الإرتقاء أكثر فأكثر لذلك تكون باقية وخالدة الحديث يقول(كل شيىء لم يبدأ ببسم الله فهو أبتر) أي ليست له قيمة باقية , أبتر يعني منقطع إلا أن يكون مرتبطا بالله فإذا كان مرتبطا بالله فهو ليس أبتريعني ليس منقطع بمعنى أنه خالد وباقي ومستمر .
ب- أنها بطولة عظيمة رسم معالمها الحسين (ع) الذي ارتكبت هذه الجريمة بحقه .الحسين(ع) هو اختار هذه الحركة, باختياره وليس مجبرا فكان بإمكانه تفادي هذه الفاجعة وكان بإمكانه تفادي كثير من صورها كحمل النساء والأطفال وو , فقد وقع ما وقع عليه وعلى أهل بيته باختياره وبالصورة التي أرادها الحسين(ع) من الخروج بالمجموعة الخاصة التي اختارها الحسين (ع) بحيث أنه لم يبقي أحدا معه ممن فيهم ميل للدنيا أو تعلق بأوهام الدنيا هو بإخلاصه , ومن معه بإخلاص ومن التحق معه و اهتدى بهديه بالإخلاص أيضا , ليس لوجود الدنيا شيىء في نفسه , ولا في نفوس من معه , ولا يبحث عن مبرر ولا يبحث عن عذر ليتراجع , لا هو ولا من معه فهم صفوة خالصة مرتبطة بالله سبحانه وتعالى .
ت- يقول الشهيد المطهري: توجد سيول لدماء كثيرة لكنها تخلق ما تحمله تلك الدماء من حرارة ونشاط وحيوية .
فكم من الدماء تقدم , وفي العالم مجازر كثيرة ولكن ما نسمعه من القتل هنا وهنا من المجازر الوحشية قيمتها ليس بسقوط الدماء وكمية الدماء وإنما بما تحمل وبما يحمل أصحاب هذه الدماء من مبادىء ومن إخلاص ومن ارتباط بالله سبحانه وتعالى.
فعندما تقع مجزرة ويقتل فيها أشخاص وهم يخافون الموت وهم يضطربون لما يقع عليهم فهم يخلقون في المشاهد والمستمع الخوف أما الذي يتلقى الموت أحلى من العسل، أما الذي كلما حمل عليه الوطيس يتهلل وجهه فرحا وسرورا , فيترتب على هذا أمر آخر في نفوس مع يسمعه ومن يراه يخلق فيهم العزة والكرامة والشجاعة والثبات إذا كانوا يرون من تقدم بإرادته مرتبطا بالله أو جرى ارتباط هذا الدم بالله سبحانه وتعالى إرتباط من يصله الخبر ومن يسمع بوقوعه هذه الحادثة أنها بالله تحرك فيه الإرتباط بالله سبحانه وتعالى فبقدر ما يرتبط الدم بالحيوية والروح الإيمانية يؤثر في المشاهد والمستمع له .
إذا النتيجة هي :
1ـ ثورة الحسين (ع) التي لم يوجد فيها تراجع ولا تلكؤ ولا خوف كسرت حاجز الخوف والتعلق بالدنيا وربطت الإنسان بالله سبحانه وتعالى وأعادت صياغة الشخصية المسلمة , تغير الوضع وربطت الإنسان بالله سبحانه وتعالى , بعدما كان في طريق التراجع ـ كما سيأتي ـ في طريق التراجع عن الدين وعن المبادىء والقيم .
بثورة الحسين (ع) قلب الوضع وغير الأمور فصار الناس يتوجهون لله سبحانه وتعالى ويسترخصون الدنيا وما فيها .
إذاً الأمة تحتاج إلى أن تعود إلى شخصيتها ودينها , والحسين (ع) جعل شخصية الأمة قوية بدمه , زرع فيها أو أعاد وأحيا فيها العزة والكرامة بما قدمه وإلا كانت تسير للهاوية .
2ـ الامم في العالم كله , الامة إذا فقدت شخصيتها تعيش التبعية وتعيش الضياع ولا تتقدم .في الحرب العالمية الثانية الألمان خسروا يقولون خسرنا كل شيىء إلا شخصيتنا بقيت الشخصية محفوظة فقالوا سوف نعيد ما خسرناه وبالفعل أعادوا لأن فيهم الحفاظ على شخصيتهم واستقلالهم .
3ـ الامة التي تفتقد الإيمان بفلسفتها الخاصة المستقبلية ورؤيتها للوجود وللعالم وللدنيا وللآخرة هذه أمة تعيش الرعب ولا ترى لوجودها حقيقة بغير الامم الاخرى وهي التبعية , وهذا ما يزرعه حكام الدول العربية في نفوس الشعوب العربية , والشعوب الإسلامية , وهو أن تعيش التبعية والأستصغر ولا كرامة بل يصورنهم , ويوحون إليهم أنكم من غير الغرب أنتم لا وجود لكم , لأنهم يربطونها بحضارة جزئية ولا يقبلون لشعوبهم أن يتطوروا حتى في هذه الحضارة المادية .
4ـ إذاً امة كل امر يأتيها من الغرب تراه تقدم هي أمة خاسرة نحن ننظر في المجتمع , في المجتمع تسوق الموضات تسوق الدعايات , الغرب يختار لنا ما نحب , يختار لنا ذوقنا , يعين لنا هذا شيىء جميل , في هذه السنة الموضة الفلانية , والمجتمع يراه جميل كما قال الغرب وفي السنة القادمة يكون هذا ليس جميلا , والمجتمع يقول ليس جميلا الموضة تغيرت , وهذه السنة موضة أخرى وهكذا تبعا للغرب , يعني استهزاء بشخصية المجتمعات وجعل المجتمع يعيش التبعية التامة وهذا أمر خطير.
قصة: ينقل الأستاذ الشهيد المطهري قصة يقول: تزوجت بنت السفير البريطاني رجلا أسود في موسكو فصارت حديث الساعة في ذلك الوقت للتفرقة العنصرية وصارت الجرائد تكتب بنت بيضاء تتزوج برجل أسود هذه طامة كبيرة وصارت حديث الساعة والجرائد والمجلات تكتب يقول: في محفل يجلسون فتحدثوا قال البعض من الغربيين هناك من الأديان من يجوز زواج الأسود من البيضاء وبالعكس قام شخص وقال لا يوجد إلا الاسلام لأنه يأوي القذرين ولأنه نجس لأنه قذر , وصفوه بما وصفوه , لذلك يأوي ويؤيد الزواج من أمثاله يقول الشهيد مطهري في تلك الأثناء كان في المجلس شخصان مسلمان كانا جالسين عندما سمعا الحديث قال أحدهما للآخر لماذا نحن ننتمي لهذا الإسلام ـ شخصان مسلمان يجلسان ـ لماذا ننتمي لهذا الإسلام؟ الذي من لم يستوعب ولم يدرك الفرق بين الأسود والأبيض , قولان أنظر للغرب ولهذا التطور والتقدم يرون أن الأسود شخص حقير وقذر ونحن ننتمي لهذا الاسلام الذي لا يفرق بين الأبيض والأسود , ثم صارايندبان حالهما ويبحثان هل هذه القذارة والنجاسة هي ذاتية ام عرضية على الإسلام وعلينا , قناعتهما بسبب الجهالة وعدم الثقة في شخصيتهما وبسبب الدعاية الغربية ، إذا كان المجتمع يتأثر بما يأتي من الغرب بهذا المستوى فهو مجتمع لا شك أنه للهاوية وللسقوط , لا يمكن أن يتقدم ولا يمكن أن يحقق شيىء .
5ـ الحسين (ع) ماذا فعل؟ .
فعل الحسين ما فعل رسول الله (ص) رسول الله اليتيم الذي بعث في ذلك المجتمع , مجتمع فقير يعيش الذلة كما تصفه الزهراء (تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ) بهذه الحالة يقتلون الأولاد يقتلون البنات خوف الفقر وإذا بالنبي (ص) يبعث بذلك المجتمع إلى أن يحقق أعظم حضارة ويكون قدوة للعالم كله بماذا؟ النبي(ص) غرس في هذا المجتمع مبادىء السماء وأعطى للمجتمع كيانه وشخصيته لذلك صار المجتع متقدما والحسين (ع) جاء ليثبت هذه المبادىء ويثبت ويبقي ويحيي هذه المبادىء ويزيل الستار عنها من التعلق بالدنيا والدعايات التي كانت تطرح هنا وهنا والتخويف للمجتمع الذي قضى على فطرته او اخفى فطرته .
ثانيا: آثار الثورة الحسينية
الثورة الحسينية لها آثار ؛ بنو امية سحقوا الشخصية في نفوس المسلمين وفي أنفس أهل الكوفة خاصة . اهل الكوفة _الكوفة دولة قوية يقول السيد الخامنائي ان الكوفة قوية وتشكل خطر على الأمويين لأنها تحوي محبي أهل البيت , كانت محل الأبطال وكان فيها الموالون لأهل البيت ويحبون أهل البيت (ع) وكانوا مخلصين لذلك عمد معاوية لتسفير ما يقارب خمسة الآف عائلة من الكوفة وتفريقهم في خراسان وغيرها لإضعاف الكوفة , فصارت ضعيفة وجعل عليها زياد ابن ابيه أولا فصار يمثل بالناس , بكل كلمة يبقر البطون ويقتل الأولاد والنساء والرجال , يمثل بهم أشد تمثيل , كأنه صدام وربما أكثر فصار الخوف في نفوسهم مترسخ وشخصيتهم , لا يحركهم شيىء يسيطر عليهم الخوف والرعب , في نفوسهم حب لأهل البيت ولكن مواقفهم مغايرة عندما ثاروا مع مسلم , كانو بين أمرين , بين الحب وبين الخوف , الخوف سيطر على كل شيىء في وجودهم , لذلك عندما ثار مسلم جعل يزيد عبيد الله ابن زياد على الكوفة , لأنه يشكل استمرار للخوف الذي كان قبل ذلك , فعندما وصل عبيد الله بن زياد تراجع الناس عن مسلم بن عقيل , ليطفح ويرجع الخوف الذي في نفوسهم .
الحسين (ع) بثورته أزاح هذا الخوف , لأن الحسين (ع) تحرك بالحركة التي تحي الضمائر وتحرك النفوس , وتجعلها مرتبطة بالله سبحانه وتعالى جعل أمامهم وفي نفوسهم كلمة : (لا إله إلا الله ) فقط الذي يجب أن يخاف هو الله تبارك وتعالى , وغيرالله ليس مخيفا ولا يؤثر ولا يشكل خطرا أبداً , فثارت بعد الحسين (ع) ثورة التوابين الذين خرجوا بثورتهم , التوابون لم يكونوا من المقاتلين للحسين ولكنهم لم ينصروا الحسين (ع) يحبون الحسين ولكنهم عندما رأوا ثورة الحسين و جاء عبيد الله بن زياد ذهبوا إلى بيوتهم فقتل الحسين ندموا بعد قتل الحسين (ع) وتحركوا, ثم ثورة المختار , الحسين أحيا تلك النفوس فصاروا لا يخافون الموت وتعاهدوا عند قبر الحسين (ع) إما ان يقتلوا جميع من قتل أو ساهم في قتل الحسين (ع) أو يقتلوا هم , ولا يرضوا بالحياة , هذه النفس أين كانت ؟ كلها حدثت بعد ثورة الحسين وحركة الحسين (ع) ، إذا الحسين منح الشخصية الإسلامية المستقلة الحقيقية منحها العشق والمحبة والإرتباط بالله سبحانه وتعالى لا بغيره .
الحسين بحركته يبدأ بجلاء الشخصية فيبين (من كان باذلا فينا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إنشاء الله تعالى) إذا من كان موطنا على لقاء الله نفسه يبين أن لقاء الله هو المطلوب هو الفتح هو النصر ، الحسين منح العزة والكرامة وقتل روح الخوف والجبن في النفوس وحرك الضمائر وربط قيمة الحياة بقيمة الإرتباط بالله سبحانه وتعالى وكل شيىء يحصل عليه الانسان بعيدا عن الإرتباط بالله سبحانه وتعالى ليست له قيمة بين الحسين (ع) أن هذا الطريق طريق الرقي وطريق الأنبياء لذلك كان له الأثر الكبير ، ومن آثاره كان التأثير على الحسين نفسه من آثار الحركة الإرتقاء عند الحسين (ع) من آثاره كما يقول الشهيد مطهري أن الحسين هو الذي ايضا تأثر وتغير ، ومن كان معه(ع) كذلك , لذلك يقول النبي (ص) إن لك درجات لا تنالها إلا بالشهادة هذه الدرجات يعني ارتقاء , هذا الإرتقاء أين حدث في كربلاء يبلغ هذه الدرجات , بلغ هذه الدرجة بما قدم , ومن معه أيضا كانوا في نفس المسار وفي نفس الطريق والإرتقاء يقول الشهيد مطهري زينب (ع) أيضا كانت كذلك يقول إذا نظرنا لزينب في ليلة العاشر نجدها تختلف عنها بعد ذلك قبل وقوع الحادثة كانت زينب تتأثر لدرجة يكاد يغشى عليها والحسين يهدؤها (أخيي لا يذهبن بحلمك الشيطان) ولكنها بعد ذلك تقول عندما يخاطبها الطاغية كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيته تقول: ( ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء أهل بيت كتب الله عليهم القتل وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج ثكلتك أمك يا ابن مرجانة)
فهي تتحدث بكل عزة وأنفة وقوة لماذا ؟ لأنها مرت بهذا الإرتقاء ، إذا ثورة الحسين هي بناء لشخصية المسلم وحفاظ على شخصية المسلم التي أرادها الله سبحانه وتعالى .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
عاشوراء الحسين(ع) (2) – حديث الجمعة – 16/11/2012
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام .
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
صدق الله العلي العظيم.
مقدمة :
عاشوراء الحسين سلام الله عليه ، كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، كلمة طيبة لأنها هي حياة الإسلام وهي سبب بقاء الإسلام , وهي سبب عزة الإسلام والحفاظ على المعارف الإلهية ، ولولا ثورة الحسين عليه السلام لانتهت واندثرت ولكن الحسين سلام الله عليه هو حياة الدين وهو بقاء الإسلام وثباته واستمراره .
أولا : موسم عاشوراء موسم تربية لجميع شرائح المجتمع ؛
سواء المتدين وغير المتدين، فهو موسم الغيث الذي يشمل الجميع .
في عاشوراء يتربى المجتمع بأكمله ويستفيد بأكمله بمختلف توجهاته وميولاته متدين وغير متدين ، الكل يستفيد من ذكرى عاشوراء لأن الحسين سلام الله عليه و عاشوراء الحسين شاملة لجميع المجتمع ولا تختص بطائفة أو فئة أو جماعة أو متدينين أوغير متدينين ، إنما هو للجميع فماتم الحسين يشمل الجميع ومواكب الحسين تشمل الجميع والحضور في هذه الذكرى للجميع – الرجال والنساء والكبار والصغار- الكل يستفيد من ذكرى عاشوراء الحسين سلام الله عليه ، بخلاف المسجد لأنه يكون خاصا بمن يأتون ويصلون ، أما عاشوراء فهي تشمل الجميع فهي عامة ، والمؤمن العاقل هو الذي يحاول أن يستفيد منها ويوصل الفائدة إلى غيره لأنه إن استطاع بفعل من الأفعال أو بقول أو بكلمة يتكلمها فيستفيد منها غيره حصل الأجر العظيم والخير الكثيرالباقي ، فيستطيع كل شخص أن يكون معلما في ذكرى عاشوراء سلام الله عليه , سواء كان بقوله أوكان تعليمه بفعله وبتصرفه وبمواقفه وما يعكسه للآخرين من تصرفات .
روي عن أبي عبد الله عليه السلام اأنه قال (من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه ، قال الله عز وجل له يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولى بالكرم اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم.) فإذا علّم شخص أحدا كلمة واحدة طيبة أوصل إليه خيرا حصل بكل كلمة ألف قصر في الجنة وأعطي ما يليق بتلك القصور
1-أجواء عاشوراء
يجب أن تكون أجواء عاشوراء وما يطرح فيها من معين القرآن والعترة الطاهرة ونهج الحسين , يجب أن يركز في هذا الموسم أن يكون الثراء الثقافي والمعرفي مرتبطا بالقرآن الكريم ومرتبطا بعاشوراء الحسين ومرتبطا بمعارف أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين.
2-عاشوراء الحسين
عاشوراء الحسين هي تحريك للفطرة وخطاب للضمير وهو مورد التبليغ الصحيح ، التبليغ الصحيح هو الذي يخاطب الفطرة ويخاطب الضمير ، ففي عاشوراء الحسين وهي حادثة مأساوية تخاطب ضمير الإنسان وتحرك عاطفة الإنسان وتحرك فطرته ليتخذ المواقف الصحيحة في حياته فهي تربية صحيحة لأن فيها العاطفة وفيها مخاطبة الفطرة وفيها مخاطبة الضمير وفيها من المعارف العقلائية والعقلانية التي تخرج الإنسان من الظلمات الى النور .
3-التباكي مما يؤمر به في عاشوراء التباكي؛
التباكي بمعنى التفاعل وليس اظهار البكاء كيفما كان ، التباكي الذي يجعل صاحبه بلون المعاني الموجبة للبكاء لاالتظاهر بالبكاء من غير واقع في النفس بمعنى على الإنسان الذي يعيش في عاشوراء ويدخل مآتم الحسين سلام الله عليه أن يعيش أجواء الحسين أن يعيش المعاني التي خرج الحسين من أجلها ، عليه أن يعيش المأساة ويتصور ويستحضر ويسترجع ما وقع في كربلاء على الحسين وأهل بيته وعليه أن يستحضر الأهداف التي خرج الحسين سلام الله عليه من أجلها لا أن يتباكى كيفما كان , اذا كان التباكي منبعثا من هذه الروح ومن هذه المعرفة كانت له القيمة وكان موجبا للجنة .
ثانيا : من أهم رسائل عاشوراء الحسين صلوات الله وسلامه عليه :
1ـ التعرف على شخصية الحسين
لنفهم بذلك قيمة ثورته ونفهم المواقف التي يجب أن نقفها في حياتنا اذا عرفنا من هو الحسين ولماذا خرج الحسين اذا عرفنا أن الحسين معصوم وأنه مسدد وأنه عالم وعالم بمصيره لا أنه خرج بأمل الانتصار المادي ففوجىء بخيانة أهل الكوفة كما يصوره الجاهلون ، الحسين خرج بمعرفة وهو يعلم ما سيجري عليه وهو يعلم بقتله ولكنه يقول (ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني) بمعنى هناك هدف عظيم وغاية كبيرة يجب أن تجعل في نفوس الثائرين وفي نفس كل موال للحسين سلام الله عليه ، يجب أن يتعرف المجتمع على الحسين وأنه معصوم وأنه مسدد وأنه خرج بثورته ليس طالبا لسلطان ليس طالبا لإنتصار مادي وإنما لنصر الدين فقط وفقط.
2ـ يجب أن يعرف المسلمون في عاشوراء من هم قتلة الحسين ؟
ولماذا قتل الحسين؟ من هم قتلة الحسين ولماذا قتل الحسين ؟
الحسين إنما قتل لأنه يريد الإصلاح في أمة جده هذا هو السبب الذي جعلهم يقتلونه ويتحركون ويحركون الجيوش لقتل الحسين وإلا لو كان يطلب أمرا أخر كولاية أو سلطان لم يكن الأمر كذلك ، إنما قتلوه لأنهم لا يريدون بقاء الدين ، لا يريدون الإصلاح ، قتلة الحسين هم الذين تجاهروا بالفجور وبإرتكاب الفواحش مع الأهل والبنات والعمات والخالات وجميع المحارم ، هذا هو قاتل الحسين لا أنه مشتبه او خطأ وانما قتله لعدائه للدين .
3ـ قتلة الإمام الحسين
بنو أمية وهم قتلة الحسين يريدون محو الإسلام ولا يريدون بقاء الدين أبدا كما يقول محمد عبده العالم المصري ، أنهم لا يريدون للإسلام بقاءا أبدا وخرج الحسين بكلمته وبموقفه وبسيفه وبتقديمه لأخص الناس عنده ولرضيعه وأهله وأسرته ونسائه في تلك العراء ليفتدي الدين وينقذ الإسلام من التحريف والإندثار .
ثالثا : عاشوراء أمانة في عنق الامة :
1ـ يجب حفظ هذه الأمانة وهي الشعائر الحسينية
ويجب أن تكون في كل سنة أفضل مما قبلها ، يجب أن ينظر القائمون على هذه المناسبة لتطويرها والمشاركون أيضا وجميع أفراد المجتمع أن يكون نظرهم أن تبقى هذه الأمانة التي بها حفظ الدين يحفظونها وترتقي بما يتناسب مع أهداف الحسين سلام الله عليه وبما يتناسب مع ما قدم الحسين سلام الله عليه من دمه الغالي
2ـ الضعف أيام عاشوراء هو ضعف للدين كله
اذا صار الضعف والوهن في إحياء عاشوراء فقد وصل الوهن والضعف للدين ولبقاء الدين كله وهذا هو الواقع الذي عبر عنه الحسين عليه السلام (أن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي ) فبقتل الحسين وذكرى الحسين يبقى الدين فاذا أهملنا وتركنا المسؤولية وحفظ الأمانة وصل الوهن والضعف إلى الدين
رابعا: ملاحظات لا بد منها :
1ـ تهيئة الروح والنفس والفكر لتلقي المعارف الحسينية
يجب أن نهيأ انفسنا والمجتمع ، الأب ، الأم ، الأولاد ، الكل يتهيأ نفسيا ليستقبل المعارف الحسينية في هذه الأيام ، الكل يشجع من معه الأب يشجع أبناءه الأم تشجع بناتها وهكذا لتلقي المعارف الحسينية وحضور المآتم الحسينية والمواظبة عليها ومع ذلك لا نغفل الظاهر من الحزن وإظهار الحزن وإحياء الشعائر الحسينية .
2- المحافظة على مظاهر العفة
يجب أن نحافظ على مظاهر العفة المرتبطة بعاشوراء في اللباس وفي علاقة الرجال بالنساء يجب أن يكون المجتمع الحسيني والمواكب الحسينية ظاهرها كما باطنها عفة ونقاء لا أن نغفل عن هذه الأمور لا تخرج المرأة متبرجة أو متزينه لتتفرج على العزاء هذا ينافي , وهو حرب على الحسين(ع) ينافي ثورة الحسين وأهداف الحسين وهو حرب واضحة وصارمة وحرب على كل المبادىء ، يجب الحفاظ على العفة في مواضع أو مسير العزاء مثلا وعند المآتم وغيرها وكل ما يرتبط بالحسين سلام الله عليه .
3-المشاركة في العزاء يجب أن تكون أكثر من الأعوام الماضية
لا أقل منها وأضعف ربما تبين في بعض السنين أو في الأعوام الماضية على أقل تقدير أن التفرج على العزاء كثير بل ربما من الشباب المفترض أنهم هم من يعزون ويلطمون ويدخلون في العزاء يتفرجون كثير منهم يتفرج على العزاء ولا يشارك وهذه سلبية يجب علاجها .
4- الخدمة في عاشوراء الحسين
هي شرف يناله المؤمن ولكن يجب أن تكون بأخلاق الحسين من يستطيع أن يقدم خدمة في المآتم الحسينية وفي المواكب فقد نال شرفا عظيما ولكن لا بمنة ولا بتفضل منه بل التفضل عليه أنه قبل أن يكون خادما ومقدما للخير في مآتم الحسين لذلك يجب أن يكون بأخلاق الحسين من يكون في موقع من مواقع الخدمة الحسينية يجب أن يكون نظره وتصرفه كما لو كان الحسين موجودا وهو يتصرف في هذه الأمور بمعنى أنك تمثل الحسين ونائب عنه (ع) في هذه التصرفات ويجب أن تكون كالحسين سلام الله عليه .
5- اختيار القصائد التي تمثل نهج الحسين عليه السلام
من الأمور المهمة للمعزين والرواديد إختيار القصائد المعبرة والتي تمثل نهج الحسين سلام الله عليه ، قصائد ذات معنى وقوية وأيضا بالأطوار المناسبة للعزاء ولهذه الذكرى .
6- نظافة مواقع العزاء
تكشف ثقافة راقية والعكس صحيح ، اذا مر على العزاء من مكان أو في الشارع يجب أن يكون مروره وبعد أن يمر الشارع نظيفا كما كان قبل مروره لا أن يكون اذا مر العزاء تجد الأوساخ وعلب العصير وغيرها منتشرة في الشارع هذه ليست صحيحة بل تضر في نظر الناس من ينظرون ويراقبون ويبحثون عن أخطاء عندنا , يركزون عليها هذه ثقافتهم فيجب أن تكون ثقافة الشيعة والموالين لأهل البيت ثقافة قوية مفيدة مؤثرة لا أنها منفرة .
7- تفويت صلاة الصبح
السهر الذي يفوت صلاة الصبح في وقتها يتنافى مع ثورة الحسين سلام الله عليه ،
يجب الإلتفات ايضا من يذهب للعزاء في المنامة أو في غيرها ، في أي مكان اذا كان دخوله في العزاء يفوت عليه الصلاة فهو ليس معزي فهو ينافي هدف الحسين الذي إنما خرج من أجل الصلاة ومن أجل بقاء الدين والصلاة عمود الدين يجب أن يكون العزاء غير مؤثر سلبا على الواجبات الشرعية .
8- التفاعل الفكري والعاطفي والروحي
الذي يبقى مؤثرا في الحياة ولا ينحصر في الأيام العشرة فقط ، هذه المناسبات يجب أن نتفاعل معها تفاعلا يبني لنا مستقبلا يمنهج حياتنا على الخير وعلى عمل الخير ليبقى أثرها في حياتنا مستمرا لا ينحصر بأيام عاشوراء فقط.
العالم والبلد العزيز :
أولا : نتقدم لأهلنا في غزة فلسطين التي تتعرض لعمليات وجرائم حرب هذه الايام ،
غزة تتعرض لجرائم حرب منظمة والعالم بين متخاذل وبين متآمر الغرب متآمرون على الشعب الفلسطيني و ما يتعرض له الشعب في غزة , وبين ساكت ومتخاذل ومتامر بالخفاء , في الدول العربية الذين يضجون ويظهرون عدم قدرتهم للسكوت على ما يحدث في سوريا وهذه أرض مغتصبة ومحتلة والمحتل يقتل وينتهك ويرتكب كل الجرائم ولكن لا تجد من العرب من يتكلم .
ثانيا: نقدم العزاء لعائلة الشهيد شهيد الصلاة الشهيد الشاب علي عباس رضي في البحرين والذي قضى متاثرا بجراحه بعد أن صدمته إحدى السيارات على الشارع السريع جراء ملاحقته من قبل قوات المرتزقة .
ثالثا: نجدد وقوفنا مع آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
ونقول أن تهديده هو تهديد للشعب بأكمله ولا يمكن تهديد شعب بأكمله ، ماذا يريدون أن يفعلوا بهذا الشعب الشعب لن يتنازل في مواقفه وهو صامد وكل تهديد لا يعيره ولا يجعله تنازل عن مطالبه.
رابعا: سحب الجنسية من عدد من المواطنين الاصليين اب عن جد
هو انتهاك لكل القوانين وهو مما يفرض على الشعب , ولن يفرض على الشعب التراجع عن مطالبه بل يفرض على الشعب المواصلة والمطالبة لأن هذا الإنتهاك مؤشر خطير على أن الحكومة لا تحترم أعراف ولا قوانين ولا سنن ولا تعتبر شيىء مما يحترم في العالم .
خامسا: تعرضت مناطق مختلفة من البحرين للعقاب الجماعي من غير أي سبب كالمعامير وغيرها تتعرض للقمع ومحاصرة وإستمرار في القمع من غير أي سبب.
سادسا : إعتقالات كثيرة في محاولة لاركاع الشعب وهو بعيد المنال لن ينالوا ذلك أبدا وهو حلمهم ، ولن ينالوه ولن يصلوا إليه .
سابعا واخيرا:
استدعاء المرزوق للتحقيق، يكشف وهن ووهم السلطة في إركاع الشعب بتصعيدها وضربها للمطالبة بالديمقراطية وهو مما يوجب الإصرار في المطالبة وعدم التراجع والتنازل بأي حال من الأحوال.
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .