تفسير سورة الحجر الحلقة 39

بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ(70) قَالَ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَاعَالِيَهَاسَافِلَهَاوَأَمْطَرْنَاعَلَيْهِمْحِجَارَةًمِّنسِجِّيلٍ (74)

مواصلة للحديث في قصة قوم لوط وما يستفاد من هذه القصه من موعظة ،

اولا : اسلوب التربية و الاصلاح

تربية الانبياء للناس و إصلاح الانبياء للناس يكون بخطواة  وهي ،

  1. بيان النظرية

يبين النظرية  التي جاء بها وهي حول هذا الوجود كما يعبر عنها بالرؤية الكونية يبين الرؤية الكونية و هذا الوجود وخصائص هذا الوجود و الى اين ينتهي دائما يتكلم الانبياء عن وجود عالم اخر و ووجود خالق هذا الكون وما سوف ينتهي اليه بعد ذلك فهذه الرؤية الكونية اولا شيء   ثم يبين الايدلوجية او النظام العملي او القانون للناس لماذا ؟ لان لوجود الترابط بين النظرية ، و التطبيقبين الرؤية الكونية و بين القانون ، و النظام فإذا كان شخصا مثلا اردت له ان لا يمارس لذائذه او غرائزه و هو يستطيق و تقول له هذا العالم ينتهي بعد موتك فيقول لماذا افوت على نفسي فرصة استطيع ان استفيد منها بقدر ما استطيع ان استفيد و اتلذذ في هذه الدنيا سوف يكون اما إذا كان ينظر الى عالم اخر هناك عالم اخر و فيه ثواب و فيه عقاب سوف يكون عمله بمحرك يوجد محرك حركه لهذا العمل شخص لا يؤمن بالله تقول له صوم هكذا فقط و ليس فيه مصلحه لا تقول له صحة و كذا فقط هنا لا يتقبل لذلك النظرية قبل كل شيئ بيان النظرية و الرؤية الكونية ووجود هذا الكون و نهاية هذا الكون وماذا يكون بعد ذلك هذا من الامور ثم بعد ذلك يأتي النظام و القانون في الوجود ، وهو الاحكام الشرعية الرؤية الكوينه العقائد هي اولا بعد ذلك تكون الاحكام

  1. بيان الفوائد المترتبة على هذه النظرية الترغيب في هذه النظرية ، و بيان الفوائد لها و الانبياء و لوط و جميع الانبياء كانوا كذلك دائما يبشرونو دائما يرغبون ويخاطبون الفطرة اتذرون ما خلق الله جزء من اية دائما يذكرونهم هذا هو الذي اختاره الله لكم و تأخذون هذا الطريق السيئ .
  2. التحذير من العقاب بيان انه ان كنت خالفت فان هناك عقاب وهناك ضرر في الاخرة عقاب حتمي و الدنيا ايضا عقاب .
  3. عرض البديل عندما تريدان تربي احد حتى في الاسرة وتمنعه عن شيء اطرح له البديل الاخر لا تقل له مثلا لا تشاهد كذا وتتركه في فراغ الفراغ قاتل الانسان عنده طاقه ، وعنده ميول ، و عنده غرائز ، و رغبات يجب ان توفر بالطريق الطبيعي .
  4. الانبياء لا يلغون التمتع بالدنيا ، لا يلغون الغرائز و انما يوجهون ياخذون الانسان للطريق الصحيح وليس انهم يقولون له اترك كل شيئ الله سبحانه و تعالى خلق الانسان و اودع فيه هذه الرغبات و هذه الغرائز و هذه الفطرة إذا لا بد له من طريق اليها لذلك يذكرون له الطريق السليم

ايضا القدوة ، و المثال المتحرك في الوجود  لذلك يقولونإِنُّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(1) لانهم قدوة طاهرة القدوة الطاهرة القدوة الصحيحة الذي يحكم عليه حتى المخالف حتى من تشرب بالفاحشة الى درجة انه يعيب الطهارة كقوم لوط إلا انه لم ينتهي الضمير تماما لا زال يميز ان هذه طهارة فالقدوة الطاهرة هو الذي يكون مؤثر إذا كان في وجوده صالح متحرك بالصلاح لا يقول مثلا الشخص اين نحن من علي ابن ابي طالب يقول له كن صالحا يقول اين نحن من فلان و من الانبياءلَّقَد كَان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (2) الله سبحانه  وتعالى بعث الانبياء بع الرسل ليكونوا قدوة محركين للناس بالنظر اليهم   كونوادعاةلنابغيرألسنتكم

بالاخلاق بالفعل بالعمل .

ثانيا : دعوة لوط عليه السلام

هي الدعوة للايمان بالله سبحانه تعالى الدعوى للتقوى لتقوى الله سبحانه وتعالى

اولا الايمان بالله ثم يتقي الله و يكون انساناً سوي سليما لا يضر غيره لا يعتدي لا يقطع الطريق لا يتجاوز لا يخرج عن فطرتهكَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَال لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَاتَتَّقُونَ (161) ( 3) دعاهم للتقوى للايمان بالله سبحانه وتعالى وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (4) انذرهم و حذرهم ان هناك بطشة من الله وهناك عذاب شديد اذا لم تنتهوا لكنهم لم يستجيبوا

ثالثا : دعاء لوط عليه السلام على قومه

بماذا دعا عليهم ؟؟

لقد كان دعاؤه عليهم بعبارة قَال رَبّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (5)عندما تمادوا في غيهم و عصيانهم و تجاوزوا توجه لله سبحانه وتعالى بماذا بعد ان انقطعت السبل والطرق قَالَ لَوْ أَنّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (6)يريد ان يتحصن بشيء لكن لم يتحصن إلا بالله قَال رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (7) إذا الانسان يستفيد من هذه انه لو كلان في اشد مازق غذا توجه و طلب العون من الله صادق فإن الله لا يخذله النصر لا بد ان يتحقق له و الاعانه من الله سبحانه وتعالى مهما كان الطرف الثاني قوي وانت ضعيف إذا توجهت لله سبحانه وتعالى .

رابعا : ما هي خيانة إمراة لوط ؟

إمراة لوط خانت فما هي الخيانة التي خانتها ،

  1. العقيدة فهي لم تؤمن بهذه الدعوة التي جاء بها لوط إمراة تعيش مع النبي بتربية النبي ،و الني ليلا و نهار يعظ و تحذير لكنها لم تستفد وهذا بالتامل يفهم الانسان انه صحبة الشخص لا نعني ان يكون الثاني مجبور لانك معه يعني إذا صاحب شخصٌ شخصاً فيقال انه لا بد ان يتصف بصفاته تماما هذا غير صحيح فقد يتصف و قد يستفيد وقد يصر وقد يكون من أخسر الاخسرين لانه إذا كان في بيت الطهارة ولم يتطهر فهذا ذنبه اكبر ممن يكون بعيد يَا نِسَاءَ النَّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ (8) انت في بيت الطهارة في موضع القدس يجب عليك ان تكون مقدس .

فهي اولا لم تؤمن بدعوة النبي

  1. انها اخبرت قومها انه نزل بلوط ثلاثة من المرد تقول ما راينا قط اصبح وجهاً ولا احسن شكلا منهم بذهبوا اليهم فذهبوا الى دار لوط طلبا منه لاؤلاك المرد اخبرت قومها ما امنت و اخبرت بهذا و ليس انه ارتكبت الفاحشة او انها انحراف جنسي او شيء فقط جهتين عدم الايمان بالله سبحانه وتعالى و انها اخبرت قومها تآمرت  مع قومها ولذلك نزل العذاب عليهم بمعاصيهم و هي بتايدهم و وقوفها مهعهم

خامسا : نجاة من يطيع ويشكر الله سبحانه و تعالى

في كل شيء قد يقع الانسان او يعيش في وضع متأزم و شديد ولكن الله سبحانه وتعالى يتداركه برحمته مهما كان الظرف شديداً لذلك قال تعالى على لسان لوط  رَبِّ نَجّنِي وَ أَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (9) النبي دعا توجه لله سبحانه و تعالى  فَأَنجَيْنَاهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِن الْغَابِرِينَ (10) لم ينجها الله سبحانه و تعالى  بقيت معهم و هلكت معهم و الذي نجا بماذا نجا

قال تعالى إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَلُوطٍ  نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34) نِّعْمَةً مِّن عِندِنَا  كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنشَكَرَ (35)(11) لانهم شكروا لانهم اطاعوا لله عملوا بما يرضي الله سبحانه و تعالى فنجاهم الله النعم عن امير المؤمين النعم فراره و عقالها الشكر إذا كان الانسان في نعمة ، و امن و أمان و يحذر من نزول العذاب و يحذر من تقلب الاحوال عليه ان يواضب على الشكر إذا واضب على الشكر فإن الله سبحانه و تعالى يحفظه .

 

  1. سورة الاعراف الاية 82
  2. سورة الاحزاب الاية 21
  3. سورة الشعراء الايتان 160-161
  4. سورة القمر الاية 36
  5. سورة العنكبوت الاية 30
  6. سورة هود الاية 80
  7. سورة العنكبوت الاية 30
  8. سورة الاحزاب الاية 30
  9. سورة الشعراء 169
  10. سورة الاعراف 83
  11. سورة القمر الاية 34-35

 

شاهد أيضاً

تفسير سورة الحجر الحلقة 46

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)  تحدثنا سابقا في الايت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *