تفسير سورة الأعراف الحلقة 10

31/5/2019

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ

 

مواصلة للحديث حول هذه الآية و المنظور في هذا اليوم هو مخالفة إبليس و معصية إبليس و سوء العاقبة ، فالإشكال الذي يخطر في البال و في إعتراض  من يعترض انه ما أشارة إليه بعض الإحاديث كيف يكون إبليس بعد الطاعة و العبادة ستة آلاف سنة و ربما اكثر و إذا بمعصية ٍ واحدة و كما عبر الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام بمعصية ساعة يطرد و يعذب ابد الابدين ،  فما هو السبب و هل هذه هي العدالة .. ؟

الحديث حول سوء العاقبة ،

اولا ً : الحذر من سوء العاقبة و سوء الخاتمة ،

الله سبحانه و تعالى يُحذر عباده مطلقا ً و يُحذر المؤمنين خاصة ً ، الذي هو مؤمن ٌ بالله تعالى و الذي من المفترض ان يكون إيمانه بلغ ما بلغ و لكن التحذير يشمله أيضا ً ان يعيش حالة من الوعي و اليقظة فلا ينزلق و لا يخسر ولا يسقط ، لا تقل اني مؤمن و إنتهى فليكن الوعي حذرك فليكن الحذر منهجك فلا تخرج من الدنيا بغير إيمان يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ  ( 1 ) الله سبحانه و تعالى يحذر المؤمنين يقول إحفظوا هذا الإيمان في نفوسكم لا تخرجوا من الدنيا بغير إيمان إحذروا ان تنحرفوا فتحبط أعمالكم التي عملتموها ، المعصية تجر إلى التكذيب و التكذيب يجر الى الكفر  وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  ( 2 ) صارت قلوبهم فارغة من الإيمان فنتيجتها ان تكون العاقبة سيئة .

ثانيا ً : معنى سوء العاقبة و سوء المنقلب ،

  1. ان ينحرف عن الحق بعد ما كان مؤمنا ً ، شخص ٌ مؤمن و إذا به قد إنحرف و هذا يحدث و يقع بين الناس ان يكون في بادئ حياته مؤمنا ً تقيا ً و صالحا ً و إذا به في آخر حياته صار في عِداد الملحدين او الفاسقين او المتهاونين بالدين و الذي يخرج عن ربقة الإيمان فيكون منحرفا ً هذا إنحراف و هو حي ٌ يرزق بين الناس و إذا به يصير في عِداد الكافرين .
  2. ان ينحرف عند موته عن الطاعة في تلك اللحظات فيجحد ويكفر بالله و هذا من سوء المنقلب يعيش فترة طويلة في الطاعة إلى حين الوفاة و إذا به حين وفاته ينقلب و يكون كافرا ً .
  3. ان يتعلق قلبه عند موته بأمر ٍ من أمور الدنيا و هذا التعلق يستغرق القلب كله و يسيطر على قلبه بتمامه فإذا سيطر على قلبه لم يبقى مجال لله سبحانه و تعالى في ذلك القلب و إذا لم يبقى مجال في قلبه يخرج من الدنيا بغير إيمان و هذا هو سوء المنقلب .

ثالثا ً : التقابل بين سوء العاقبة و حُسن العاقبة ،

التقابل بين السوء و الحسن في كل شيء  هناك تقابل لكل  فعل ٍ ردة في فعل له إتجاه معاكس الحسن هناك في قِباله سيء و أسباب الحسن في قِبالها اسباب ٌ للسيء التقابل بين اسباب حسن العاقبة في قبالها تقابل ٌ بين اسباب سوء العاقبة ، الغفلة تسبب سوء العاقبة اليقظة تسبب حسن العاقبة الإصلاح العمل تقديم الخير مساعدة الناس طريق ٌ لحسن العاقبة الإساءة للناس التعدي على الناس سبب لسوء العاقبة ففي كل شيء له طرف ٌ مقابل .

 رابعا ً :  لكل شيء سبب و امد و وجود و لا يكون مفاجئ ، وهو بحث  الآية و الإشكال حول إبليس ،

يموت الإنسان على ما عاش عليه لا يفاجئ عندما قلنا في اخر اللحظات يتبين انه ليس في اخر اللحظات و إنما هو ينكشف ما كان موجودا ً في باطنه سابقا ً ظهر في اخر  اللحظات ، فيموت الانسان على ما عاش عليه و إنطبع في قلبه و تحقق صفة فعلية ً موجودة في ذلك القلب فيخرج به من الدنيا ،  ما كسبها الإنسان من صفة القلب هي ما يموت عليه ولا يكتسب صفة مفاجئة ً إعتباطا ً من غير تلك المقدمات ،

الشيطان في صف الملائكة يوحد الله و يعبد الله و لكن في باطنه كافر إبليس تحت الإختبار  يختبره الله ليخرج ما كان باطنا ً مخفيا ً في نفسه لا لانه يوجد له إختبارا ً   فتنقلب احواله و يتغير طبعه و تتغير صفاته و تتغير روحه بل روحه موجودة  إنطبعت منذ آلاف السنين على ما كان عليه فهو موجود ٌ في نفسه في ذلك الإختبار يتحول إلى شيء ٍ فعلي ،

كان باطن ٌ إبليس يضمر كفرا ً و لم يُحاسب عليه لذلك تركه الله سبحانه و تعالى على ظاهره فإرتقى بذلك الظاهر و صار في ظاهره في عِداد الملائكة و لكن في باطنه غير ذلك و الله سبحانه و تعالى لا يحاسب إلا على صفة فعلية  إذا تحققت هذه الصفة فعلا ً يُحاسب عليها   وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ  ( 3 ) يقول السيد الطباطبائي كان من الكافرين سابقا ً لا  بمعنى انه صار من الكافرين لاحقا ً ،  ما كان فيه من كِبر ٍ و غرور و عجب كشف في تلك اللحظات لذلك عبرت عنه ما كنتم تكتمون عن الملائكة و إبليس و الإشارة إلى من يكتم بين الملائكة هو إبليس فكان يكتم في نفسه كفرا ً فظهر هذا الكفر و تحقق واقعا ً إذا ً الله سبحانه و تعالى لا يجعل شخصا ً في عاقبة ٍ سيئة فرضا ً عليه من غير سبب هو من جعل نفسه هو كسب الصفات التي في قلبه و التي هي محل المحاسبة بعد ذلك .

خامسا ً : التدرج نحو سوء العاقبة ،

سوء العاقبة و حسنها لا يفرض على الناس بل له مقدمات ،

المقدمة الأولى قسوة القلب و سبب قسوة القلب هو التعلق بالدنيا و في المقابل يضعف حب الله سبحانه و تعالى في قلبه و من آثار قسوة القلب عدم الميل للمستحبات يتعب إذا جاء بنافلة و إذا جاء بمستحب يستطيع ان يجلس و يتحدث في اي مكان بالساعات و يقضي وقته في الهاتف النقال يقضي وقتا ً طويلا ً و لكن في نفس هذا الجهاز لا يستطيع ان يقرأ قرآن و يقضي وقتا ً في التأمل في القرآن ،

خطوة آخرى في هذا الطريق ، عدم الميل للواجبات بداية لا يميل للمستحبات و يرتقي لا يميل  للواجبات ثم يرتقي ميل ٌ خفيف ٌ و رغبة ٌ نحو الحرام و لكن يجد نفسه ينفر عنها يجاهدها شيئا ً ما و لكن هناك شوق ٌ للحرام في النفس ثم ميل ٌ شديد للحرام يجد ميل ٌ اخر و يشتد الميل الى ان يكون ميلا ً شديدا ً في نفسه ثم تسويف الواجبات يؤخرها و لا يجد ضيرا ً في ان فاتته صلاة الصبح ان فاته واجب ٌ من الواجبات كان الأمر هين ، اما الصالحون الذي يفوته واجب ٌ يبكي لأنه فاتته صلاة الصبح في وقتها لم يتركها  لكن فات وقتها فيتأثر ،

المقدمة الثانية بدء المخالفات و هي التي تأتي بعد المقدمة الأولى إرتكاب الصغائر يرتكب هذه الصغيرة او هذه يقنع نفسه انني لم ااتي للكبائر التي توعد الله عليها بالنار هذه امور و لا صغيرة مع الإصرار مع التعمد مع الاستمرار مع عدم التوبة كلها كبيرة ،

إرتكاب الصغائر ترك الواجبات ثم يرتقي من ترك الواجبات الى ان يرتكب الكبائر فتكون الكبائر عنده هينة و هذا هو الإنحراف التدريجي ثم الإستهتار بالذنوب وهو ان يرتكب و لا يجد في نفسه خوف و لا يجد في نفسه حذر و إنما يجد الأمر عاديا ً و ربما يستهزأ بالذين يُطيعون و الذين لا يعصون ثم ينسى التوبة و التوبة أمر ٌ مهم و على الإنسان كلما حدثت عنده معصية ان يبادر مباشرة حتى لا يأتي لسوء العاقبة ان يبادر مباشرة لكل ذنب ٍ صغير ٍ او كبير و يقول استغفر الله فورا ً فمضمون الاحاديث تقول هنيئا ً لعب ٍ وجد يوم القيامة تحت كل ذنب ٍ مكتوب استغفر الله ، انه تاب عنه لانه  تطهير ٌ و غسل ٌ و محو لهذا الذنب .

المقدمة الثالثة ، الإنحراف الفكري و العقائدي ، بعد يتساهل الإنسان و يرتكب المعاصي يأتي دور الإنحراف الفكري التشكيك في عدالة الله كما كان إبليس إنحرف بمعصية ٍ واحدة ثم لحقه التشكيك في الله سبحانه و تعالى فشكك في عدالة الله و ان الله يضع الامور في مواضعها فقال قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ  انا لا ارفض السجود لك يا لله عدم سجودي لآدم لأني انا الممتاز انا المقدم انا الافضل و انت ظلمتني لم تعدل طلبت مني ان اسجد له و كان المفروض ان يسجد آدم لي فتشكيك في عدالة الله العجب و التكبر الغرور بالنفس هذا الإنحراف الفكري الذي يكون في نفس الإنسان و في قلبه و في روحه و في عقله فيكون سببا ً لطرده و إبعاده قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ  الذي ينحرف فكريا ً و عقائديا ً و روحيا ً يكون مطرودا ً من هذه المقامات تكوينا ً فلا يكون له وجود في هذه الرفعة و في هذا السمو ،

ثم ينكر الآخرة و يكفر بها و تحبط اعمالهم وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  حبطت اعمالهم ، كم عملوا اعمالا ً صالحة و لكنهم كفروا بالآخرة لم يذعنوا بالآخرة في اخر المحطة حبطت اعمالهم طاعاتهم ليست لها قيمة و لم يكفروا في الاخير و إنما كشف كفرهم كما اسلفنا .

 

سادسا ً : الخوف من سوء العاقبة ،

1 . لماذا الخوف من سوء العاقبة .. ؟

لان التعلق بالدنيا و ما فيها يجعل يجعل الإنسان في خطر ٍ مستمر ، الإنسان بطبيعته يسمى إنسان لانه يأنس بما حوله يتعلق بما حوله فكلما تعلق بشيء كان في خطر ،

كم يبلغ حب الله في قلبك ؟

سؤال ٌ يسأله الإنسان نفسه في وقت المحاسبة في وقت اليقظة في وقت الإلتفات لا في وقت الغفلة كم يبلغ حب الله في قلبي كم يبلغ حب الأهل و الملذات في قلبي ايهما اكبر فالحب الغالب هو من سوف ينتصر عند الموت هذه المعادلة الصحيحة الحب الذي هو اقوى هو المنتصر الحب الغالب في قلبي و في روحي هو سبب خاتمتي فإن كان حب الخير كان حب الله كان هو المنتصر و كان حسن العاقبة .

2 . من المُفرق بينك و بين من تحب  ؟ ؟

انا احب احب اولادي احب الله احب الدنيا احب الملذات من الذي يفرق بيني و بينها   إن كان الله هو الأكبر وهو الذي يفرق بيني و بين من احب في الدنيا و لكن حب الله راجح صار تفريقه لي طريق ٌ إلى معشوقي الى الله سبحانه و تعالى إذا ً هو طريق ٌ لنجاتي طريق لسعادتي طريق ٌ لخيري فحسن العاقبة مضمون ،

و إن كانت الدنيا هي قمة المعشوقين و إن كانت الملذات و الأهل هي قمة المعشوقين فإن الذي يفرق بيني و بينها مبغوض فيخرج من الدنيا بغير إيمان ، يقول الإستاذ المظاهري كم يكون الإنسان يعيش في حياته و في مجالسه و في المآتم وهو ينادي يا الله و ياعلي و لكن قلبه متعلق بملذات الدنيا فعندما يتعلق بهذه الملذات و يرى ساعة الإحتضار و ساعة الموت ان هناك شيء يفرقه عن هذا كله الله سبحانه و تعالى هو الذي يأمر وهو الذي يفرق فيخرج من الدنيا مبغضا ً لله سبحانه و تعالى بغير إيمان ،

إذا ً الخوف من سوء العاقبة الخوف من تذبذب النفس بين حب الله و حب الدنيا لذلك بعض الصالحين كالإمام الراحل رضوان الله عليه يقال انه في ساعة الإحتضار قال لا يدخل علي َّ من اولادي  من الاولاد الصغار يخاف ان يكون قلبه متعلق به و يتوجه في تلك اللحظات و في تلك الساعات الى هذا المحبوب فينجذب و يبغض الله و يخرج بغير إيمان ،

إجعل حب الدنيا طريقا ً لحب الله و نعيم الآخرة إجعل حب الأولاد طريقا ً للجنة قل لا يجب ان افترق انا و اولادي يجب ان احافظ على حبي و يزداد تعلقي بهم و يزداد تعلقهم بي لنكون جميعنا في الجنة عند الله و مع الله في طاعة الله لا تُحبهم حبا ً منفصلا ً عن الله حبا ً منقطعا ً لا تحب الدنيا منقطعه عن الآخرة خذ بيد اولادك خذ بيد زوجتك و من تحب تحت فيوضات الرحمات إجعلهم مطيعين إجعلهم في عِداد الأولياء لتكن معهم يوم القيامة .

 

سابعا ً : الوقاية من سوء العاقبة ،

  1. المحاسبة و اليقظة بغير المحاسبة ينحدر الإنسان و يغفل و ربما لا يكون واعيا ً لهذا المنحدر الذي يهوي به في جهنم قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

( 4 ) لم يلتفتوا لانه لا توجد محاسبة فطبيعي ان الإنسان الذي لا يحاسب نفسه و ينشغل بأمور الحياة يلهوا و ينجذب إليها و ربما يقع في الكارثة و سوء المنقلب .

  1. ترك الحرام و أداء الواجبات فمن كثرت معاصية فقلبه اكثر ظلمة ً و قلبه اكثر فرحا ً بالمعاصي من الطاعات الإنسان الذي كان في حياته مطيعا ً إذا ارتكب معصية ً يستوحش يجد ان الذنب ثقيل على نفسه و لكنه إذا مارس الذنب تلو الذنب صار قلبه اسود طبع على قلبه صار يفرح بالذنب و يأنس بالذنب فترك المحرمات وإجتنابها طريق لحسن العاقبة .
  2. البُعد عن الله لا تألف البعد فهو ما ينطبع في القلب وهو ما يظهر عند الموت عندما تنطبع صورة البعد في القلب و يأنس القلب البعد عن الله و عدم التعلق بالله ينحرف الإنسان و كما يقولون من وقعت سفينته في لجج البحر فالنجاة له اصعب إذا جعل نفسه بعيدا ً عن الله جعل نفسه في بحر الظلمات فنجاته اصعب ممن بقي في في شاطئ الله مرتبطا ً بالله حتى لو حدثت منه زلة خطأ يرجع بسرعة و يستغفر و يتوب فنجاته اوضح .
  3. إستمرار التوبة و الإستغفار ، إحرص على دوام التوبة و الإستغفار ابدا ً دائما ً و في جميع الاحوال سواء حدث ذنب ام لم يحدث  و لا نسوف التوبة و تنتظر الخاتمة فكل لحظة من لحظاتك هي خاتمتك لانها سبب في الخاتمة فَتُهَيأ للخالتمة ولا تدري متى تكون اللحظة الاخيرة و الإنسان إنما يؤخذ على ما عاش عليه في حياته المستمرة لابد ان يأتي الوقت الذي يختطف فيه و يغتال و إنتهى ، ينتهي في لحظة ٍ من هذه اللحظات و كل اللحظات هي خاتمة لا تنام إلا على طاعة و توبة فأنت في نومك على ما نمت عليه في يقظتك ،  الإنسان الذي ينام وهو قبل نومه في معاصي ينكشف له في نومه ما كان عليه فلا تموت إلا على طاعة إجعل اوقاتك طلها طاعة فهو الذي ينكشف بعد الموت ، إجعل باطنك الذي ينكشف في نومك خيرا ً فإنه هو الذي نكشف بعد موتك .
  4. استقامة في الطاعة و عمل الخير إستقم و إصبر في طريق الخير إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ  ( 5 ) ما دام مستقيما فليس هناك خوف نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا   لانه مستقيم إعمل بما يقتظي حسن العقبة امور لها اثر في حسن العاقبة و من اهمها خدمة الناس و الأخلاق الحسنة و  العلاقة مع الناس إذا إستطعت ان تعمل خير مهما كان الإنسان عاصيا ً مهما كان في خطأ إذا إستطاع ان يضع له قدم في الجنة بفعل الخير يضع فلابد ان يصل إليه ولو كان مثقال ذرة يعصي الإنسان يرتكب ربما ينحرف  و لكن إجعل في نفسك مهما كنت بعيدا ً و اين ما تذهب لابد ان يكون لي قدم حتى اضمن ان ادخل به الجنة إعمل الخير إحذر ان تكون بعيدا ً و لا يكون لك عمل خير من يستطيع ان يعمل عملا ً صالحا ً لا يتوانى عن فعله فإن النتيجة سوف تكون أمامك و سببا ً لدخولك الجنة لا محال تصل إلى الخير إن شاء الله ، فكما قال  الإمام الكاظم عليه السلام عن حوائج المؤمنين ( إن خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم و الإحسان إليهم ما قدرتم و إلا لم يُقبل منكم عمل ) الذي يعمل يحصل حسن العاقبة الذي يقضي حوائج الناس يحصل حسن العاقبة فغن لم يفعل ذلك فهو في خسارة ، و في حديث آخر ليبقى الإنسان بين الرجاء و الأمل و بين الخوف من سوء العاقبة عن النبي الأكرم صل الله عليه واله يروى انه قال  ( الناس كلهم هلكى إلا العالمون و العالمون كلهم هلكى إلا العاملين العاملون كلهم هلكى إلا المخلصين و المخلصون على خطر عظيم ) فليحذر الإنسان حتى مع إخلاصه يكون وعي ٍ و حذر ٍ و محاسبة دائمة حتى لا يصل إلى سوء العاقبة  .

 

الهوامش ،

  1. سورة ال عمران الاية 102
  2. سورة الأعراف الاية 147
  3. سورة البقرة الاية 34
  4. سورة الكهف الايتان 103-104
  5. سورة فصلت الاية 30

شاهد أيضاً

تفسير سورة الاراف حلقة 103

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *