تفسير سورة الأعراف الحلقة 14

14/6/2019

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ  ( 1 )

مقدمة : حديثنا حول هذه الاية وهو في الحلقة الرابعة عشر من سورة الأعراف و محاولة الإستفادة من درس ٍ منها و فيها اكثر من درس ،

موضوعنا هو حول  التقليد المذموم والتقليد المحمود الخطاب في هذه الاية موجه ٌ  للنبي صل الله عليه واله وهو رجوع ٌ من الخطاب العام لبني ادم الى خصوص الحديث مع  النبي صل الله عليه و اله وهدف هذا الرجوع هو التأسيس و الإستنتاج من قصة آدم وخروجه من الجنة وسوف نستفيد من هذا الموضوع او من هذا التفريعة تعميم الفاحشة و ليس حصر الفاحشة في الزنا و الفجور و نستفي من هذا التفريع ايضا ضابطة التقليد المذموم و التقليد المحمود ،

اولا ً : البيان ،

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً  الفاحشة هي الأمر الشنيع شديد القبح ،

قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا  هذا عذر  من يرتكب الفحشاء فيعتذر بهذا الإعتذار و لم يرد عليه القرآن ها هنا ربما لوضوح بطلانه ، كان بعض المسلمين يعيبون على المشركين الفاحشة و تفصيلها يأتي فيعتذرون إليهم بقولهم    وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا  ،

العذر الاول وجدنا عليها آبائنا يعني تقليد ٌ للآباء

العذر الثاني   وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا  وهو ان الله تبارك وتعالى امرهم بها فيرد الله عليهم في ذلك فيقول إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ  بل هو من ينهى عن الفحشاء فلماذا تنسبون الأمر لله سبحانه و تعالى بإقتراف الفحشاء ،

و قولهم هذا لا يعنون به الأمر المباشر او الأمر عن طريق الرسول و إنما يعنون به التحرك الفطري وهو نوع ٌ من أنواع التأسيس للقول بالجبر فإنهم مجبورن َ على ذلك يقولون الله سبحانه و تعالى هو الذي جبرنا و جعلنا نرتكب هذا الفعل المخالف و ليس من عند انفسنا ،

أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ من هذه الفقرة نتعرف على فن الحوار كان المتسب للحوار الحاسم ان يكذبهم ان يُقال لماذا تكذبون لكن لمراعات إسلوب الحوار و قبول الطرف الآخر لا يوجه له التكذيب مباشرة فيكون الماسب من اين لكم هذا العلم بما تقولون ؟  تقولون ان الله و الذي أمر ما هو المصدر لكم لتثبتوا ان هذا من عند الله سبحانه و تعالى  .

 

ثانيا ً : المقصود بالفحشاء في الآية ،

هناك آراء ،

 

الرأي الاول ، ذهبت طائفة ٌ كبيرة ٌ من المفسرين ان المقصود بها ها هنا هو فعل المشركين الذين كانوا يبدون سوآتهم في طوافهم حول الكعبة فكان الرجال يطوفون و النساء عرات حول الكعبة و يقولون نطوف كما ولدتنا امهاتنا و لا نطوف في الثياب التي قارفنا فيها الذنوب ، يقولون نطوف طاهرين  لا يتعلق بأجسامنا شيء نطوف عرات حتى نكون خالصين من اي شبهة ٍ في لباسنا ، و الذي جعل هذا الوصف لطوافهم ابدائهم لعوراتهم انها فاحشة و قبيحة انه نسبته للدين و انه نسك ٌ من النماسك يتقربون بها لله سبحانه و تعالى .

الرأي الثاني ، يقول  الفاحشة هي طاعة حكام الجور و الظلمة كما في روايات عن اهل البيت عليهم السلام ان الفاحشة هي إتباع الظلمة .

الرأي الثالث ، ان الفحشاء هي كل امر شنيع شديد القبح وهو ما يقوله السيد الطباطبائي رحمة الله عليه و يشمل الرأيين الأولين وغيرهما لانهما من مصاديقِ القبح الفاشح .

ثالثا ً : التقليد  المذموم و التقليد المحمود ،

الاية اشارت الى التقليد اشارة سريعة و هنا نتحدث حوله ،

  1. التقليد المذموم في العقائد لذلك يفتي علمائنا ان في العقائد في اصول الدين لا يجوز التقليد ، التقليد في الفروع فقط يقول تعالى بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ( 2 ) وجدوا ابائهم على عقيدة وهم يهتدون و يقتدون بآبائهم و الله يستنكر ذلك وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ  ( 3 ) تشير الى التقليد في العقيدة وهو مرفوض و مذموم بنص هذه الاية .
  2. التقليد بغير حجة ٍ و دليل ايضا مذموم و مرفوض كما يأتي في التقليد المحمود كمن يقلد غير المتخصص فهذا تقليده تقليد مذموم الله سبحانه و تعالى يقول ولَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً ( 4 ) في كل شيء تتبع انت مسؤول ٌ عن هذا الإتباع ما تسمعه مسؤول عنه ما تبصره مسؤول عنه ما تسير خلفه مسؤول عن هذه الحركة .
  3. التقليد المذموم في الآية هو تقليد الجاهل للجاهل تحدثت الاية عن هؤلاء في ذلك المجتمع الجاهلي فهم يرتكبون الفاحشة لان آبائهم بجهلهم يرتكبون الفاحشة و هم يرتكبونها كما كان ابائهم ، ربما يشكل شخص و يقول كيف يميز الإنسان ان هذا عالم او ليس بعالم و هذا يطرحه البعض خصوصا في الحوزات كيف نميز و نقول فلان عالم و اعلم ونحن اقل منه علم البعض يقول يحتاج الذي يميز ان يكون هو الاعلم ، هذا غير صحيح ،  المعروف و المعهود في جميع المجالات و جميع الاختصاصات ان الذي يميز هو مختص و لكن ليس هو الأعلم لذلك في الجامعة يقولون فلان اكبر الدكاترة اكبر المتخصصين و الذي يقولون و اقل منه لانهم متخصصون و لانهم اصحاب خبرة في المجال بشخصون وكذلك في سائر المجالات .
  4. تقليد الغرب في غير النافع ، الغرب برز بروزا ً واضحا ً للجميع و صار يبهر الكثير فالتقليد في غير النافع هذا تقليد ٌ مذموم ، تقليد الغرب في اللباس الفاضح لنرى الإنطباق معه  ومع مسار الآية و سياق الآية ، تقليد في اللباس الفاضح هو إعادة ٌ للجاهلية و بعض من فعل الفاحشة التي اشارت لها الاية و لكن بجاهلية حديثة الاية اشارت الى انهم يكشفون عوراتهم او يسترون جزء ً منها كما يأتي و تقليد الغرب هو كشف ٌ لذلك او إبقاء شيء من الستر كانوا في الجاهلية يطوفون حول البيت عراتا ً و كانت المرأة تضع على قبلها نسعه او شيئا ً اخر فتقول اليوم يبدو بعضه او كله و ما بدا منه فلا  احله لا تستر نفسها بالكامل فيبدو مه شيء او ينكشف و لكنها تقول لا احله هنا ايضا في بعض من يقلدون و يعملون كذلك مثلا ً تضع صورتها متبرجه و تقول لا اسمح لاحد النظر بريبة او بشهوة او لا اسمح لاحد ان يأخذ الصورة هذا الكلام ليس له قيمة العرض نفسه مرفوض و التبرج نفسه مرفوض فإذا بدت العورة او بدى شيئ ٌ من المحرم فهو في نفس سياق الاية التي ترد عليه الاية من فعل الجاهلية ،

اليوم تلبس بعض المسلمات اللباس الضيق الذي يفصل كل شيء او اللباس الشفاف الذي يكشف ما تحته تقليدا ً للغرب ، الشباب يقلدون في قصات شعرهم و النساء يقضين اوقاتهم في متابعة صيحات الموضة ، من بعض مظاهر التقليد الاعمى وضع دبابيس الاذن عند بعض الشباب و وضع دبابيس على اللسان عند بعض الفتيات ، ربما يقول البعض ان هذا في نفسه ليس محرما ً و لكن نقول غالبا و عادة يكون فيه إظهار للاجنبي فيكون  حرام او انه يكون خطوة تتبعها خطوة و إنحدار يأتي بعده إنحدار و كل شيء يبدأ بخطوة حتى اللباس اتذكر اول ما لُبس ( البالطوه ) عبائة الكتف كان فضفاض و كانوا يقولون هو استر من عبائة الرأس و لكنخطوة تتبعها خطوة وتنازل بعده تنازل و يصل الى ما يصل اليه ، من القليد للغرب ايضا السهرات المختلطة تقليدا ً للغرب و إنصياع ً للدعاية الغربية ومن بعض مظاهر التقليد للغرب تمرد بعض النساء على الفظائل و الاخلاق و العادات الاسلامية و الإستهتار بالشرف و الكرامة و خلع الحياء و التبرج ، البعض يقول هذه امور قديمة و ان شاء الله ليس في الموجودين و لكن يوجد شيء من ذلك ،

إذا ً التقليد المذموم هو ما نراه من تقليد ٍ  في كل شيء ٍ غير العلم و التقدم و الإنتاج و الإختراع و إستثمار الوقت هذه الامور المهمة التي لا يقف عندها كثير ٌ من الناس و يركزون على الامور الهامشية او الامور التي تؤدي للإنحراف .

 

سبب التقليد الاعمى ،

 

  1. توجيه ٌ إستعماري ممنهج للقضاء على هوية المجتمع الإسلامي ، هذا التقليد الذي نراه ليس كله عفويا ً بصورة عامه يوجد  له تخطيط للقضاء على هوية المجتمع و خصوصا ً في جانب النساء هناك دراسات متخصصة بإسم علم نفس المرأة تدرس هذه الدراسات إهتمامات المرأة و اولوياتها ، مدى تقبل المرأة للجديد و قبول التغيير لواقعها ،  كيفية توجيه المرأة الى اخره فيدرسونها و يدخلون من هذا الباب كيف نؤثر حتى يتغير المجتمع و تتغير عاداته التي نشأ عليها ، هذه الدراسات لاتعدم الفائدة لو أُخذت لخير الناس لكن إستغلالها للقفز على عادات و عقائد الناس .
  2. الفراغ القاتل الذي يعيشه الناس عندما يكون الناس في فراغ يحدث هذا التغيير و طبيعة الإنسان و الفضول يوجب التغيير لانه فراغ و يحب التغيير فيحدث التقليد ينظر هنا شيء جديد فيأخذه ، لذلك تجد التقليد حتى في بعض الأمور التي ترتبط حتى بالدين لانه جديد .
  3. حب التميز و الظهور أمام الأقران ان يأتي بشيء جديد يكون متميز ينظر اليه الاخرون خصوصا عند النساء جمال ظاهر ينظرون إليها فهذا شيء يميزها فتقلد في ذلك .
  4. عدم مراقبة الاسرة وعدم إحتضانها الصحيح للأولاد خصوصا ً قبيل سن المراهقة ، إذا لم يكن إحتضان للأسرة الاب الام إذا لم يكونا صديقين للاولاد الولد يبحث عن الحنان عن التميز عن الظهور في الخارج اما اذا كان محتضن من  قِبل الأسرة فيمكن ضبطه في الطريق الصحيح .
  5. غياب القدوة الحسنة ، إذا لم يكن عند الشخص قدوة حسنة يقتدي بها و يجعلها نصب عينيه يكون هذا يقلد هنا او هنا كل شيء ٍ يعجبه يسير اليه .

التقليد المحمود ،

التقليد ليس كله مرفوض و إنما التقليد الذي مر بالتفصيل هو مرفوض و هناك تقليد ٌ محمود مطلوب وهو الطبيعي ، وهو تقليد الجاهل للعالم او غير المتخصص للمتخصص في مجاله في كل مجال ، في الطب الإنسان العادي يرجع للطبيب في الدين يرجع لعالم الدين و في الهندسة والى اخره ،

التقليد و الإستفادة من نتاج الفكر و المعرفة مطلقا ً المعرفة الإنسانية المعرفة الدينية كله كله لا يعد تقليدا ً مذموما ً و لكن ان يكون من الطريق الصحيح من المتخصص في مجاله ،

التقليد في الدين في الفروع و ليس في العقائد تقليد ٌ محمود ان يقل ولكن في الفروع في الاحكام  ليس في اصول الدين نفسها ،

أدلة التقليد المحمود ،

لان هناك حملات في هذه الآونة على قضية التقليد حملات شعواء تسقط المراجع انه لا نحتاج الى تقليد و كما يفهم المرجع نحن نفهم الى غير ذلك قد ذكرنا هذا و لكن نذكره في طريق تسلسل الادلة و ضمن هذه الاية التي قرأناها في اول الكلام ،

ادلة التقليد المحمود هي ،

  1. الدليل العقلي ، يحكم العقل على الجاهل في موارد وجوب تحصيل العلم و دفع الضرر بالرجوع للأهل الإختصاص و اهل الخبرة ، العقل يحكم بهذا و من الذي يقول عقله لا يحكم ! لماذا يرجع الإنسان بطبيعته للطبيب او للمهندس او لأي متخصص في مجاله ؟ لان العقل يقول انت تجهل إرجع الى من هو متخصص في هذا المجال .
  2. الدليل العقلائي اي السيرة العقلائية وهو سلوك الناس العقلاء سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين مؤمنين او غير مؤمنين بطبيعتهم يرجعون لأهل الإختصاص ، و هذه السيرة كانت موجودة في زمن الأئمة المعصومين و لم يكونوا ينكروا عليها فكان الناس يرجعون و يسألون العالم او العالم يجيب و الامام لا ينكر عليهم ذلك فتكون هذه السيرة العقلائية حجة .
  3. دليل سيرة المتشرعة ، ايضا سيرة و لكن هذه السيرة المتشرعة يعني سيرة المؤمنين المتدينين يعملون بها و يرجع الجاهل منهم بالحكم الشرعي الى العالم و هي نفسها سيرة المتشرعة تكشف ان سيرة الأئمة سلام الله عليهم يرضون بذلك وكانوا على ذلك يقول الشيخ الطوسي رحمة الله عليه يقول انس وجدت عامة الطائفة من عهد أمير المؤمنين الى زماننا هذا يرجعون الى علمائها و يستفتونهم في الأحكام و العبادات و يُفتونهم العلماء فيها ، سيرة قائمة المتشرعة المتدينون يرجعون الى المتخصص ، إذا ً الدليل العقلي و الدليل العقلائي و دليل سيرة المتشرعة على ذلك .
  4. الدليل القرآني ، هل القرآن يذم التقليد عندما توجد ايات تذم التقليد و تنهى عن التقليد الذي مر و فرغنا منه اما التقليد الصحيح فننظر ماذا يقول القرآن في تقليد الإنبياء يقول تعالى لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( 5 ) القرآن يثبت ان رسول الله صل الله عليه واله اجعلوه اسوة قدوة يعني قلدوه إتبعوه و يقول تعالى قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ   ( 6 ) إذا تقليد ٌ للأنبياء صحيح لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  ( 7 ) إذا ً السيرة و  القرآن يؤكد انه قلدوا النبي إتبعوا النبي إجعلوه الأسوة إجعلوه القدوة دليل ٌ من القرآن بخصوص التقليد الصحيح للنبي ، ربما يخطر في البال ان النبي معصوم و التأسي به و الإقتداء لأنه معصوم فلماذا تجرونه على المراجع و العلماء ،

نقول تقليد العلماء في القرآن وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ( 8 )  القرآن هنا يتحدث عن المؤمنين و ليس عن الأئمة و ليس عن النبي صل الله عليه واله المؤمنون عامة يقول لا يمكن ان يذهبوا كلهم ليتفقهوا و ليسئلوا النبي او ليسئلوا الإمام  و لكن ينفر منهم اناس فيأخذوا العلم ،  وفي هذه دلالات ثلاث ،

 

الدلالة الأولى ،

وجوب التفقه ، دلالة انه يجب ان يتفقه اناس من المجتمع فإذا صار هناك خلل فالخلل على الجميع ، المجتمع المتدين إذا كان فيه نقص على المجتمع ان يبعث احدا ً لمكان الإختصاص ليتعلم فيقفون معه و يدعمونه و يؤيدونه و يسددونه ثم يرجع اليهم .

الدلاالة الثانية ،

يأتي بالانذار ليبين لهم الأحكام لأيخذهم للصحيح ليبين لهم ان هذا خطأ و ان هذا بدعة وهذا إنحراف فيستقيم الناس إذا ً واجب ٌ ان يتفقه اناس من المؤمنين و واجب ان يرجعوا بإنذارهم ،

الدالة الثالثة ،

وجوب الاخذ بإنذار  و هم ليسوا بأنبياء بل من المؤمنين يتفقهون في الدين و يرجعون الى قومهم فينذرونهم .

5 . الدليل الروائي ، هناك ايضا ً ادلة روائية و سيرة من الأئمة عليهم السلام تثبت ان الإمام لا يقول التقليد باطل و إنما يرجع الجاهل للعالم ، قال الإمام الصادق عليه السلام لآبان ابن غلب اجلس في مسجد المدينة و إفتي الناس فإني احب ان ارى في شيعتي مثلك ، هو يفتي الناس بماذا و هو ليس معصوم ؟

لكن الإمام يقول له هذا العمل صحيح يكون عالما ً قادرا ً فيبين الأحكام للناس و قال الإمام الرضا عليه السلام لعبد العزيز المهتدي عندما سأله إني لا القاك في كل وقت فمن من اخذ معالم ديني فقال عليه السلام خذعن يونس إبن عبد الرحمن الإمام يرجعه لشخص ٍ ليس نبيا ً و ليس معصوم ، إذا التقليد بهذه الأدلة صحيح و معتبر بينك و بين الله و ليس مذوما ً .

 

فوائد المرجعية و التقليد ،

  1. إمتداد الولاية للنبي و اله صلوات الله عليهم اجمعين و حفظ الدين من منابعه الأصلية يحفظ بوجود مرجع امين صادق قادر شجاع لا يداهن في الدين و لا يخون الدين و إنما يحفظ الدين من منابعه الاصيلة .
  2. تحصل احكام الدين و تحصينها من الانفلات في الاذواق لا يستطيع شخص ان يقول انا اعرف لا يستطيع ان يقول انا اقرأ الحديث يقول انا عندي كتاب بحار الانوار وهو مكون من 110 مجلدات التمحيص فيه لا يخرج 10 مجلدات صحيحة فمن اين لك ان تشخص و تقف و تقول هذا صحيح و هذا خطأ و مع تعارض الأدلة في الصحيح منها تأخذ بماذا و كيف توفق يحتاج الى تخصص فائدة العالم ان يشخص ذلك و يبين و يقدمه من غير إنفلات و إلا لو كان كل شخص يأخذ بما يراه هو نفسه يكون الإنفلات ، حفظ ثقافة اهل البيت عليهم السلام اثر المرجعية من ذلك الزمان الى هذا الزمان انك تجد ان اتباع اهل البيت لهم ثقافة و ذوق خاص يعرفه القاصي و الداني يفتخر به الجميع في كل اقاصي الارض ان الذي يكون من اتباع اهل البيت عليهم السلام ثقافته خاصة الذي يحفظ و يوجه هذه الثقافة المراجع و العلماء فلا ترى من اتباع اهل البيت ارهابيا ً و لا ترى معتديا ً ترى الإعتدال و الإنسجام و المحبة و الإنسانية من مسلك اهل البيت عليهم السلام .
  3. حفظ وحدة المسلمين و ليس اي وحده و حده المسلمين و لكن بمنهاج الدين لان المرجع لا يداهن بعض الناس يقول نريد وحدة ً و لكنمن اجل الوحدة يتناول و هذا تراه في بعض المثقفين يقول نبحث عن الوحدة مع الاخر فنلغي هذا و هذا اما المرجع الصادق فيقول نحن مع الوحدة نوحد الناس و نتفق مع الناس و لكن بمنهج اهل البيت عليهم السلام إستنادا ً لتعاليمهم كما تقول سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ( و ولايتنا امانا ً من الفرقة ) لا نريد الفرقة بهذا المنهج الصحيح .
  4. الدفاع عن مقدسات المسلمين ، كم تعرضت مقدسات المسلمين قديما ً و حديثا ً و من الذي كان يستطيع ان يحمل الراية و يوقف الإعتداء على مقدسات المسلمين إلا المرجع لذلك العالم كله حرب ان لا يكون المرجع و ان المرجعية قديمة و يشترى اناس بالأموال حتى يجرحوا في المرجعية لما يرون من اثر ٍ لها و بدى هذا الاثر واضحا ً في العراق في قضية داعش و غيرها إذا ً المرجعية هي امانا ً للناس و حفظ ٌ للدين و يجب التمسك بها و ليست من التقليد المذموم المرفوض .

الهوامش ،

  1. سورة الاعراف الاية 28
  2. سورة الزخرف الاية 22
  3. سورة الزخرف الاية 22
  4. سورة الإسراء الاية 36
  5. سورة الأحزاب الاية 21
  6. سورة الممتحنة الاية 4
  7. سورة الممتحنة الاية 6
  8. سورة التوبة الاية 122

شاهد أيضاً

تفسير سورة الاراف حلقة 103

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *