تفسير سورة الحجر الحلقة 42

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)

هذه قصة اخرى ايضا لزيادة الموعظة و مواصلة لترغيب الناس للطاعات ، و تحذيرهم من المعاصي و الخروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى ،

المعاني

اولا : وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ

أصحاب الحجر هم ثمود قوم صالح يُسمونَ اصحاب الحجر  نسبة لبلدتهم التي يسكنون فيها و هي بين الحجاز و الشام ،

وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

  ما هي الايات التي اتاهم الله اياها فاعرضوا ؟ عنها ربما هي الناقة اذا كان المقصود بالايات الاعجاز و المعجزة فتكون الناقة كما يقول المفسرون ، او انها تكون المعارف الالهيه و الإرشادات و التعليمات من الله سبحانه و تعالى و لكنهم اعرضوا عنها او انها تكون الايات من المجموع من كل ما تلقوا من المعارف و ايضا الناقة ،

وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ كانوا يصنعون لهم بيوتهم من الجبال يقال كانت اعمارهم طويله فكان الشخص يعمر بيت و ينتهي هذا البيت الذي يريد يسكنه يخرب لان صاحبه اطول عمر امن المنزل فكانوا يختارون الجبال ينحتونها لهم بيوت

ثانيا : اصحاب الحجر  هم ثمود قوم صالح وهم طائفة من العرب

لماذا سموا ثمود ؟ نسبة لجدهم ثمود وهو حفيد ابن نوح بعث لهم صالح و كان عمره 16 عاما في الوقت الذي بعث كان شابا صغيراً بقي نبي الله صالح يدعوهم وهو بينهم 120عاما ولم يستجيبوا له كان اصحاب الحجر يعبدون 70صنماً كانوا اجلاف في معاملتهم لصالح و مغرورين بما يملكون كانوا اصحاب ثروة ومكانه و كانوا من الغرور بشدة فكانوا يتكبرون على صالح لانه لم يكن ذا جاه او اموال او شهرة .

ثالثا : لماذا يوصفون بتكذيب المرسلين ،

مع ان الذي بعث لهم نبي واحد كما مر سابقا الجواب لان دعوة الانبياء واحدة فالذي يكذب نبي يعني كذب الماعرف التي جاء بها يعني كذب سائر الانبياء او انهم كان هناك نذر لهم و ليس نبي فقط النبي واحد ولكن هناك اكثر من منذر فكانوا يكذبونهم لذلك قال تعالى كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (1)  يعني هناك اكثر من نذير كانوا ينذرونهم وكانوا يكذبون .

رابعا : دعوة نبي الله صالح لهم ،

دعوته لهم كانت للتوحيد لانه يراهم يعبدون الاصنام فكانت دعوته لهم يحملهم عن هذا الكفر عن هذه العبادة لعبادة الله سبحانه وتعالى ،

خامسا : تكذيب اصحاب الحجر ،

لماذا كذبوا ؟

  • لان نبي الله واحد وليست له اموال و هم يريدون شخصأً يمتلك ، يرون نبي الله فقير و ليس عنده شيئ و هو شاب صغير فكذبوه .
  • يجب ان لا يكون النبي من بين البشر هم يتصورون لابد ان يكون النبي او الرسول هو من الله سبحانه وتعالى ملك وليس من البشر  أما صالح فقد تربى بينهم صغير فانها يكون رسول ونبي من بيننا .
  • عاش صالح وحيداً و ليس له جاه وشهرة وحيد وفقير   فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (2)    أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (3) كذبوه لانه شخص واحد وليست له المنزله لا موال و لا جاه  شخص ذوا 16 عام ياتي يدعوننا بدعوة توحيد و نلغي كل ما كنا نعبد .

 

سادسا : معجزة صالح ( الناقة )

صالح يدعوهم للتوحيد و معجزته لهم اناقة يخيرهم بين امرين يدعوهم يقول لهم انا ادعوا الهتكم فان استجابت لي اؤمن بما تؤمنون  و انتم تدعون الله فان اسجاب لكم تؤمنون بالله الواحد الاحد يخرجون يوم عيدهم و يأتون آلهتهم في يوم العيد يجمعون الالهه يطوفون حولها يرقصون من الصباح الى الظهيرة يهيئون الاله لا تخيبينا لا تخزينا أمام صالح ثم يأتي صالح و لا يدعوها لا يطلب منها وانما ينادي الصنم الكبير باسمه يناديه فلا يرد ثم ينادي الثاني فلا يرد ينادي الثالث فلا يرد فيقول لهم هذه الهتكم لا تستجيب فيطلبون فرصه اخرى و يبقون كذلك يبتهلون و يرقصون حتى تتهيئ الالهة و يطلبون ان لا تخزهم و لكن لا يرون فائدة في ذلك يأسوا بعدها ثم يقول هم صالح الان جاء دوركم اختاروا من يدعو نيابة عنكم او انتم تدعون فيختارون 70 رجل من كبراؤهم و يأتون يطلبون أمر تعجيزياً ما هو الامر خرج معه هؤلاء وقالوا  له نأتي الى جبل اصم ليس فيه شق و لغا مغارة و نريد ان يلد الجبل جملا  ان تخرج ناقة من هذا الجبل الاصم  ، و تكون لها اوصاف

نذكر من اوصافها

من اوصاف الناقه انها تكون ضخمه

انها حامل و في الشهر العاشر

فيدعون فاذا الجبل يُخرج صوت قوي و ينشق وتخرج منه ناقه بالاوصاف التي يطلبونها بالتفصيل التي يطلبونها وهي حامل فيطلبون ان تضح حملها مباشرة بيدعو صالح فتلد الناقة بقول لهم آمنتم يقول آمنا  يؤمن السبعون شخص بدعوة صالح ثم يقول لهم ارجعوا لقومكم و اخبروهم فيأتون في الطريق يرتد 64 شخص من السبعين يرتدوناربعه و ستين شخص و يقولون انما هو سحر لقد سحرنا صالح هل الجبل يلد هذا مستحيل فيرجعون مرتدين لكن الناقة موجودة  الناقة علامة موجوده لا يمكن انكارها  وهي ناقة كبيرة فصار التفصيل الذي يأتي انها تشرب يوم ويشربون يوم الماء ينتهي اذا شربت بها لبن بحيث  يرتوي  الجميع من هذا اللبن  و لا ينتهي .

سابعا : الناقة فتنة لهم

إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (4) هنا اختبار انت راقب الله سبحانه برحمته حتى مع نزول علامات العذاب يعطيهم مجال للتوبة و التراجع ولكنهم لا يتراجعون هذا اختبار الناقة وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ الان جائت الناقة النبي يريد ان يقسم الاختبار العملي ايضا  وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ  (5)

هناك في ايات اخرى عذاب اليم وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (6)  الماء قسمة يوم لكم ويوم لهم

 قَالَ هَٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (7) القسمه هذه الان هل تلتزمون ام لا تلتزمون فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (8)

عقروها لم يتحملوا ان يروا الناقه مع ان الناقة افادتهم كثيراً يشربون الحليب كلهم يرتوون من حليبها و لكن الاصرار على الباطل  تضايقوا لان الناقه اذا خرجت  لمرعى تأكل اذا صعدت للجبال نزلت النوق من الجبال والمراعي اذا نزلت للاسفل خرجت نوقهم فكانوا يتاذون منها فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ

عاقر الناقة شخص واحد فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ (9)  شخص واحد عقرها  ضرب رجلها فقطعها و سقطت ضربها اول ضربة لم يصبها شيء ضربها ثاية قطع رجلها سقطت ،

اما قوم صالح اما قوم صالح عندما سقطت الناقة صار يخبر بعضهم بعض يوجد لحم و جاءوا و قطعوها و اكلوها كلهم الا اصحاب صالح لم ياكلوا منها اما فصيل الناقة ففر الى الجبل  يقال في الروايات انهم قال لهم تداركوا رحمة الله برحمة هذا الفصيل اتبعوه و ارحموه و لكن لم يرحموه و اختفى في الجبل  لم يكتفوا بذلك قالوا الان قتلنا الناقة و صالح حذرنا بعذاب من الله الان لنرى العذاب ربما ينزل و ريما لا ينزل فان كان العذاب سوف ينزل فنحن نقتل صالح اولا حتى ننتهي منه و ان كان العذاب لم ينزل و صالح كاذب فنحن تخلصنا منه الان لابد ان نقتله فذهب جماعة لقتله و هو في كهفه جاؤا له يشهرون سلاحهم وعندما وصلوا امر الله سبحانه وتعالى الملائكة ان تنزل عليهم الحجارة من الجبلا فماتوا بقي صالح ايضا يحذرهم و قال هناك علامات توبوا الى الله هناك ثلاث ايام تبقون

  • اصفرار الوجوه إذا رأيتم وجوهكم اصفرت فهذه علامة توبوا الى الله لكنهم لم يتوبوا يخرج الواحد منهم و ينظر لصاحبه و جهه تغير صار اصفر و يذهبون لكبيرهم فيقول لهم لا تعتنوا بكلام صالح من هو صالح وما هو كلامه
  • اليوم الثاني احمرار الوجوه صارت وجوههم حمر صاروا يذهبون لكبيرهم و هكذا و بيقون مصرين .
  • اليوم الثالث اسوداد الوجوه تسود وجههم ومع هذا يبقون و لا يتوبون يصرون على عصيانهم و عبادة الاصنام ومخالفة كل هذه المعاجز التي رأوها .

ثم نزول العذاب  إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (10)    صيحة واحده و اذا هم  هشيم مقطع مجموع .

 

 

الهوامش

  • سور القمر الاية 23
  • سورة القمر الاية 24
  • سورة القمر الاية 25
  • سورة القمر الاية 27
  • سورة هود الاية 64
  • سورة القمر الاية 28
  • سورة الشعراء الاية 155
  • سورة الشعراء الاية 157
  • سورة القمر الاية 29
  • سورة القمر الاية 31

شاهد أيضاً

تفسير سورة الحجر الحلقة 46

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)  تحدثنا سابقا في الايت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *