تفسير سورة الحجر الحلقة 43

بسم الله الرحمن الرحيم

كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)

ذكرنا قصة اصحاب الحجر

المعاني :

اولا: وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ كانوا يسكنون المغارات ، و الكهوف ليحصلوا على الامن من الحوادث السماوية ، و الارضية فلا الرياح تأثر عليهم ، و لا الزلازل هذا كان هدفهم وهو فرار مما حدث لمن قبلهم من قوم عاد

فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ اي لم تغني عنهم مكاسبهم ، و القوة ، و البيوت التي كانوا يسكنونها فلما نزل العذاب دمرت منازلهم دمروا جميعا .

ثانيا : هداية الله وحب العمى هؤلاء احبوا العمى على الهدى كانوا مهتدين وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ ثمود هم اصحاب الحجر استحبوا العمى بعد ان كانوا مهتدين ،

من هم ثمود ؟ هم من العرب العاربة جائت قافلتهم من حول جبل الجودي الذي استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام ، سفينة نوح عندما صار الطوفان ، وكانت فوق الماء نزلت على جبل الجودي و استقرت فنزلوا و استقروا جنبها فصاروا قبائل جنب هذا الجبل فكانوا مؤمنين لانهم لا زالوا حديثي عهد ورأوا الطوفان و رأوا  من عصى اغرق وانتهى فكانوا مؤمنين و كان على رأس هذه القافلة التي جائت الى منطقة الحجر ثمود ابن عابر ابن إرم ابن سام ابن نوح انتهى مسير هذه القافلة الى هذا الموضع و سكنوا فيه و كانت اهم حاضرة مدينة الحجر كانت بالنسبة لهم مدينة عامرة و قوية و بها حضارتها صالح عليه السلام هو ثالث الانبياء المذكورين في القران الكريم الذي خرج بنهضت الاصلاح بنهضت محاربة الوثنية ، و عبادة غير الله سبحانه وتعالى هؤلاء كانوا موحدين ثم صاروا يعبدون الاوثان ، و يذكره الله بعد نوح ، و هود عليهم االسلام ، و لقد اثنى عليه الله سبحانه وتعالى بما اثنى به على انبيائة ، و ارسله اصحاب الحجر كانوا موحدين كانوا مؤمنين كانوا مستبصرين كانوا صالحين يذكرهم الله بهذه الصفات ثم انقلبوا و انحرفوا عن توحيدهم قال تعالى وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ   (1) هديناهم جعلنا البينات فاهتدوا ثم استحبوا العمى على الهدى و هناك سبب لهذا العمى و يقول عز و جل وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ  (2) كانوا مستبصرين ثم انحرفوا كانوا مستبصرين كانوا مستبصرين لما ذكرنا لانهم كانوا يسكنون في الموضع الذي رست فيه سفينة نوح وكان اباؤهم في هذه السفينة فكانوا يحملون التوحيد لما رأوا او كانوا قريببن ممن رأوا ولكن بدأ انحرافهم عندما راوا انفسهم و ظنوا انهم افضل الناس فبدأ اللانحراف فبدأ الغرور لذلك الايات التي قراناها سابقا انهم كانوا يخاطبون صالح بانهم افضل منه و انه ليس له شيء يُفضلون انفسهم يعني دخلهم الكبر ، ونتيجة هذا الكيبر هو الانحراف ثم الكفر تماما ؟

ثالثا : دعوة صالح وتكذيب ثمود ، دعاهم صالح للتوحيد كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ *  فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ *  (3)  يقول لهم هذا البلاء لابد ان ياتيكم لا تتصورون انكم تعيشون في هذه المنطقة في هذه البيوت و نها حاجز ،  لانهم تصوروا انهم بسكنهم هذه الكهوف وهذه الجبال لن يصيبهم شيء يعني الله سبحانه وتعالى لن يقدر عليهم لانهم راوا ما اصاب عاد من صاعقة كذلك ، وبلاء و، ودمرت بيوتهم قالوا اولئك كاناو يسكنون السهول لا يسكنون داخل الجبال بعضهم كان يسكن السهول عاد بعد ذلك اخذوا بيوتهم جعلوها على ققم الجبال  لماذا ؟؟ قالوا لان الطوفان جاء فاغرق الناس فنجعل بيوتنا في الاعلى لكي لا نغرق حتى لو صار طوفان او فيضان نحن في امان فصارت صاعقة ، ودمروا هؤلاء قالوا نتجنب هذا كله بان نجعل بيوتنا في الجبال فينحتون الجبال الصخور الصلبه ، و يجعلون الابواب ضيقة حتى الهواء لا يؤثر فيها فكانوا يتصورون انهم في امن فصار التكذيب لانه صار اغترار فصار التكذيب   قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ  (4)  مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ  (5)  

انظر كيف يكون التكذيب غرور ثم تكذيب  ثم تحدي فينزل العذاب   أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ  (6) .

رابعا : ثمود يخلفون عاد

هم جاؤا يخلفون عاد كانوا في منطقة الجودي وهي تكون في العراق ثم انتقلوا الى بين الحجاز و الشام كان هناك قوم عاد و لما دمروا جاء هؤلاء و خلفوهم و سكنوا محلهم ولكن في داخل الجبال وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ  (7)

اتخذوا الفساد في الارض .

خامسا : واصاف الجببل التي خرجت منه الناقة و وصف الناقة

ذكرنا القصة مفصله و لكن نذكر إختصار في هذه المجال

الجبل صخرة صماء عَيَونها بانفسهم و هي صخرة منفردة في ناحية الحجر ، جبل لكنه صخر صماء يقال لها الكاتبه كانوا يعظمونها و يذبحون عندها قي رأس كل سنة ياتون عند هذه الصخرةو يذبحون عندها لانهم يريدون الامان بالجبال الصلبه وهذه من اشدهم صلابة و كانت صماء و يذبحون عندها عندما دعوا انقسمت ، و خرجت الناقة منها ، وكانت تتمخض كالتي تَلد

وصف الناقة : عندما طلبوا الناقة رسموها من عندهم بشرط محدده بان تكون وبراءَ عشراءَ نتوج حالكٌ صافيةُ اللون ذاتَ عرفٍ و ناصيةٍ و شعرٍ ، و وبر وصفوها بهذه الاوصاف , خرجت كما يريدون ، و لكن لم يستفيدوا من طلب هذه المعجزة و هذه الاية يقول تعالى قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ (8)  

طلبتم هذه البينه وجائتكم بينة هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً اتطلبون الاية و أي اية اكبر من هذه انتم تعظمون الصخور و هذه صخرة تخرج منها ناقة كما تطلبون بنفس المواصفات ، ولكنهم يزدادون كفرا .

سادسا : العذاب لاصحاب الحجر  ،

  • الصيحة ، و هي الصاعقة يقول تعالى فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (9)

 كما صارت على عاد ، و ثمود صاعقة هؤلاء تحذروا ان لا تصيبهم الصاعقة كما اصابت عاد فاتخذوا الجبال و لكن اصابتهم ولم يغني عنهم شيء فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ * (10)

لم يستطيعوا حتى القيان سقطوا على ركبهم جاثين على الركب و بقوا كذلك

إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ  (11)

 صيحة و احده و هي الصاعقة صوت من السماء و صاعقة تدمرهم و يقول تعالى   وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ * (12)   فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ *  وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* (13)

  النجات لمن يؤمن و من يتقي

  • الرجفة فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (14)  يعني صاعقة من السماء ، وهي  كهرباء نار تحرق ن ومن الارض رجفة و هزة فدمرتهم صاروا جاثمين ثلاثة ايام عبرة ثم ماتوا .
  • الدمدمة و هي الاطباق بجميع انواع العذاب مرة و احدة نزل العذاب من كل جهة ، ودمرهم تدميرا قال تعالى فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)   الدمدمة انه جمع عليهم العذاب مرة واحدة ودمروا تدميرا بحيث انه لم ينجوا احد منهم أبدا

الهوامش

  • سورة فصلت الاية 17
  • سورة العنكبوت الاية 38
  • سورة الشعراء الايات من 141 الى 152
  • سورة الشعراء الاية 153
  • سورة الشعراء الاية 154
  • سورة هود الاية 68
  • سورة الاعراف الاية 74
  • سورة الاعراف الاية 85
  • سورة فصلت الاية 13
  • سورة الذاريات الايتان 44-45
  • سورة القمر الاية 31
  • سورة هود الايتان 67-68
  • سورة النمل الايتان 53-52
  • سورة الاعراف الاية 91
  • سورة الشمس الايات 13-14-15

شاهد أيضاً

تفسير سورة الحجر الحلقة 46

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)  تحدثنا سابقا في الايت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *