تفسير سورة الحجر الحلقة 44

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ

 

هذه الاية تبين الهادفية من الخلق و الهادفيه من التبليغ و الهادفيه مما فرض من الاحكام وتبين ان المستهزئين هم الخاسرون في عالم الاخرة لان النتيجة انه سوف يصل الانسان االى الاخرة فمن استهزء بدعوة النبي صل الله عليه و اله كما مر سابقا في بادئ الايات ان مصيره هو الاخرة و ان الله سوف يكفيك شر المستهزئين يعني انت سوف تنتصر عليهم يا رسول الله وسيكفيك شرهم و يرجعون في الاخرة الى مصيرهم وهو النار ،

و ايضا هي تسليه للنبي و تخفيف كي لا يحزن لان النبي صل الله عليه و اله  يحزنه ، و يألمه  ضلال من ضل أذا ضل انستان عن طريق الهدى النبي صل الله عليه و اله يتأثر ،

 اولا : المعاني ،

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ

نستعرض مو هو الراى في معنى الحق

  • الحكمة و هي التي تقتضي عدم ترك الفساد يستمر لانه مر قصص العذاب التي مرت على الاقوام السابقة فكامنا هذا المعنى يقول ان الاية تتحدث على ان الفساد لا يمكن ان يستمر لان الخلق قائم على الحق فالنتيجة ان يكون الفاسد منقطع لا بد له ان ينتهي  و ما يستمر هو الحق و ما انزل العذاب على الاقوام السابقة لفسادهم الا لانه مخالف للحق إذا كلن الاية تقول انه لا يمكن  ان يستمر الفساد قد يوجد فساد ولكن ان يستشري و يكون امرلا رسميا ظاهرة ثابتة  يسير عليه الناس هذا لا يقبله الحق هذا رأي .
  • بالحق اي بالعدل فهو العادل و لا يخلق الا بالعدل و يحكم باالعدل فمعنى ذلك فالمعنى ما خلقنا ذلك إلا بسبب العدل و الانصاف يوم الجزاء يعني لان الله سبحانه وتعالى عادل خلق الخلق لكونه  عادل لانه لايريد إلا العدل و الحق للناس
  • وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ اي مصاحبة للحق يعني مع الحق يعني في كل وقت يوجد الخلق فانما يوجد مع الحق ومصاحب للحق ولا يكون هذا الخلق منفصلا عن الحق و يكون باطل 
  • اي لغاية و هي الحق وهذا الرأي الذي يتبناه السسيد الطباطبائي انه ما خلقنا الخلق الا لغاية الحق يعني هناك غاية بمعنى لم نخلق الخلق من غير هدف الحق هو الهدف و الهادفيه و ليس العبث فكلمة الحق في مقابل العبث و اللعب و الباطل كما يقول تعالى  وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ  (1) ما خلقناهما   الا بالحق إذا  خلقنا للسماوات و الارض ليس عبث بالحق بمعنى بالهادفيه هدف من هذا الخلق و قوله  تعالى وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ص 27 باطلا مقابل الحق فخلقنا السماوات و الارض بالحق يعني ليس عبثً و ليس باطلا لنا غاية في هذا الخلق  .

ثانيا :  الايات و خلق الافعال

هنا التركيز في هذه الفقرة على كلمة ( ما ) وما بينهما وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ما هو المقصود بما بينهما هذه الاية و هذه الافقرة صارت محل شجار بين المجبرة و المفوضه فكلاً يستدل بهذه على رأية فبعضهم يقول ان الله سبحانه  و تعالى خلق الافعال كلها و هم المجبرة قالوا بان الله سبحانه و تعالى واحد و لتوحيد الله سبحانه و تعالى توحيداً حقيقاً لابد ان نقول انه لا يمكن لاحد دخلٌ في الخلق هذا كلام صحيح ولكن فيه مغالطه النتيجة اقول للتوضيح الله سبحانه وتعالى نؤمن بواحديته ونؤمن بانه الخالق الوحيد إذاً الالنسان ليس له دخل في شي في هذا الكون كله في خلق السماوات و الارض و ما بينهما ما بين  السموات و الارض افعال الانسان فعلي و فعلك و طاعتي و طاعتك و معصيتي و معصيتك الطاعة و المعصية للانسان هي ما بين السماوات و الارض من خلقها تقول الاية ؟ الله سبحانه وتعالى إذاً يقولون لا بد ان نقول ان الانسان ليس له دخل في الخلق ليس له دخل في خلق افعاله في ايجاد افعاله إذأ هو مسير مجبور و ليس مخير ليس له شيء يتصور و يتخيل لنه مخير و كان في الواقع هو ميسر فاستدل اصحاب الجبر عليها بهذا ,

وإستدل المفوضه على عكسها بماذا ؟ قالوا وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا يقولون الباطل هو غير الحق الفساد باطل الله سبحانه وتعالى يقول انه ينفي انه خلق الباطل ما بين السماء و الارض إذا الخلق ما بين السماء و الارض من الله هو الحق فقط  ومن الانسان الباطل إذا الانسان مسير يعني الله سبحانه وتعالى يخلقه ابتداء ثم هو الانسان يخلق ما يشاء من افعاله  بنفسه ليس مرتبط بالله سبحانه وتعالى في ذلك وهذا هو التفويض ان الله خلق و فوض  الرأي الثالث هو الرأي الاخر لا جبر و لا تفويض و لكن امر بين امرين و الحق ان هذه الاية تتحدث عن غاية الخلق و انه في مقابل العبث وتظهر حكمته تعالى  بالحساب  و البعث و ليس لها دخل في قضية التوفيض و التخييرلا هي لا تتحدث عن  هذا المجال و انما تتحدث عن الهادفيه وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا  (2) انه هناك نتيجة لهذا الخلق .

  • إذا جئنا الان ندقق في قضية الفعل ، الفعل هل هو باطل او ليس بباطل لان المعصية جهة عدمية كما يقولون اللانسان ياتي بالفعل فقط الفعل خلق الله سبحانه وتعالى فليس هناك فرق في الفعل بنفسه بين الحق و الباطل وانما يكون باطلاً إذا كان مخالفً للطاعة إذا فقد الطاعة و فقد الطاعة أمر عدمي فالانسان مثلا عندما يزني او يتزوج بالحلال الفعل الخارجي واحد و عندما ياكل المال الحرام او ياكل المال الحلال الفعل في الخارج واحد ، وإنما الطاعة و عدم الطاعة هذه عدم الطاعة أمر عدمي ليس له وجود انت لم تطع فهو ليس فعل حتى يقال ان هذا الفعل من الله سبحانه وتعالى .

 

  • الجبر على الاختيار لا ينافي الاختبار ربما يقول شخص ان الانسان مجبور و هذه من المسائل المعقدة جدا مسألة الارادة ممكن ان يقول الشخص ان لي ارادة ولكن هذه الاردة من اين اتت ؟ الله هو الذي خلقها هذا  الكلام صحيح لذلك بعض العلماء الكبار الشيخ الاخوند عندما يبحث موضوع الاردة يصل اليها ( يقول كسر القلم )  لانه لا يجد اعقد من موضوع الاردة الابحاث الفلسفية و العقائدية ابدا موضوع الارادة اصعب شيء على اي حال السيد الطباطبائي يطرح طرح جميل و يقول الجبر على الاختيار لا ينافي الاخنيار الله سبحانه وتعالى خلق الانسان إختيار الانسان ليس من الانسان يعني اعطاء جوهرة الارادة للانسان هو من الله سبحانه وتعالى اودع فيك  الارادة و الاختيار انك تختار الان ما تختارة انت بنفسك الامام الراحل رضوان الله عليه يقول الارادة و الاختيار هي قبس من الله سبحانه و تعالى يعني روح من الله اودع في الانسان شيء فهو الذي يختار بعد ذلك و هذا لا ينافي ان يكون اصل هو ايجاد من الله سبحانه وتعالى فتكون حراً بذلك ومسؤل عن حريتك .

 

(ج) الانسان ليس مفوض و يفعل ما يشاء عندما نقول ليس مجبور لكننا نقول ليس موفض  مطلقا لانه اي فعل يريد ان يفعله الانسان  لا يكون مطلقا كيف ما شاء ، كثير من الناس يختارون امور و يرد ان يفعل امر و يجد نفسه لا يستطيع ان يفعله إذاً الفعل الذي تريد ان تفعله لا بد ان يكون مصاحباً بارادة الله سبحانه وتعالى  و لا يقع شيء من غير ارادة الله .

(د)  إعطاء لاقدر للانسان انما هو للاختبار الله سبحانه وتعالى اعطاك القدرة لماذا؟ ليحقق الاختبار لان الانسان خلق للاختبار فلا بد ان يعطى القدرة على فعل  هذا و هذا كما يقول تعالى كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا  (3)  الله سبحانه وتعالى اعطاك وجعلك مختار و لم يجعل القدرة محضورة عليك في هذا الفعل و في هذا الفعل تسطيع وانما اعطاك القدرة بصورة عامة و انت تختار .

(هـ) تنبيه في الاستدلال على قضية الاختيار الفطرة نحن نقرا في القرآن

 إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ   (4)  

فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا  (5)   الدين عند الله الاسلام وهو الفطرة إذاً نستطيع ان نرجع للفطرة ما هي الفطرة ؟

الفطرة هي افعال الانسان و طبيعة الانسان التي  تكتشفها بوجودها في الاجيال يعني فطرة الاسلام تجدها في المسلم و غير المسلم تجدها في هذا الزمن و في ذلك الزمن  قبل الف سنة الانسان لو وجد شخص يظلم انسان تجده ينفر قبل الف سنة و الاف السنين اذا احسن انسان ، لإنسان اخر تجده يرتاح ويقول هذا فعلاٌ حسن هذه الفطرة تجدها موجوده الفطرة تقول الانسان ليس مجبور الفطرة تقول هكذا لذلك حتى المجبرة ، المجبرة من يقولون بالجبر إذا لم يدرس هذه الدراسات التي تغير من تفكيرة تاتي له فيه طبيعته يقول الانسان غير مجبور لانه يتكلم بفطرته ولكن لمجرد انه يتدين تجد الطامة ،

(((( في احدى المرات كان احد الشباب اريد ان اصلي وهو داخل الزنزانه فاحد الموجودين من الشرطة ان الشباب دائما يصلون دعنا نصلي فرد عليه بان الصلاة لا تنفعك كم من شخص بينه و بين الجنة دراع من العمال الصالحه و ادخل النار و كم من الناس بينه و بين النار دراع و يعمل اعمال اهل النار  و ادخل الجنة انا في وقتها قلت من حقة ان يقول هذا  وان لا يصلي لان في تربيته ان الله ظالم ان الله يعمل خلاف الحكمه في رأية انت تعمل الصالحات و ستدخل النار و شخص يعمل الفساد و يدخله الله  الجنة لان تربة هذا الشخص خاطئة لكن لو رجع الانسان لفطرته )))) يرى ان الانسان مسؤول عن افعاله لذلك يستطيع ان يحاسب الاخرين

(و) الامر و النهي باطل و عبث من غير اختيار كم من الايات التي تامر و تنهى في القران ايات كثيرة الزنا حرام اكل الاموال بالباطل حرام ايات كثيرة كلها تتحدث بالنهي للانسان هذه الايات اذا كان الانسان مجبور يوجد عبث اكثر منها ؟ تكون كلها عبث يعني النسان مجبور و ليس له اخيار في افعاله و الله سبحانه و تعالى   وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا  (6)  وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ  (7)  

ايات كثيرة كلها تامر و تنهى اذا كان الانسان ليس له دخل في افعاله ما هي قيمة هذه الاوامر هذه الاوامر صارت عبث ليس لها قيمة إذا الانسان مخير و لكن ليس جبر و لا تفويض .

(ز) العبث في انزال العذاب ان تحدثنا عن اناس و اقوام في الايت الماضية انهم عصوا الله و انزل عليهم العذاب و عذابا الاستئصال و الصاعقة و هدد لماذا يعذبهم ؟ إذا كانت افعالهم ليس لهم دخل فيها هم يتصورون  بدون اختيار لكن الله عالم الله سعلم انه سيرهم و اجبرهم على فعل القبيح و على المعصية و على الكفر ثم بعد ذلك القاه في اليم اياك اياك ان تبتل بالماء يلقبه في المعصية ثم يقول الان انت عصية ننزل العذاب عليك اي عبث واي باطل اكثر من هذا هذا هو الباطل بعينه إذاً بالفطرة و الاستدلال ان الانسان  لا جبرلا و لا تفويض  ولكن امر بين امرين

 

الهوامش

  • سورة الدخان الاية 38
  • سورة الحج الاية 7
  • سورة الاسراء الاية 20
  • سورة سورة ال عمران الاية 19
  • سورة الروم الاية 30
  • سورة الاسراء الاية 32
  • سورة الانعام الاية 152

شاهد أيضاً

تفسير سورة الحجر الحلقة 46

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)  تحدثنا سابقا في الايت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *