تفسير سورة النبياء الحلقة 48

تفسير سورة النبياء الحلقة 48
13/5/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102 لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( 1 )
مقابلة لما مر من الآيات السابقة في وصف المشركين سابقا و وصف مصيرهم و نتيجتهم انهم الى هلاك و زوال و إضمحلال و أنهم يعذبون في الاخرة و يضرب على سمعهم و ابصارهم و الايات تصف المؤمنين انهم في الطرف المقابل ،
اولا ً : المفردات ، لا يسمعون حسيسها
اي الصوت المحسوس الذي يكون ناشئا عن حركة النار و عن إلتهام النار لمن يعذبون فيها فالمؤمنون في إستقرار و لا يسمعون حسيسها ،
الفزع الأكبر ، هو الخوف الاعظم ،
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ، اي كطيه لما يُكتب في الكتب فعندما يطوى يختفي ما فيه ،
السجل ، هو الصحيفة المكتوب فيها الكتاب .
ثانيا ً البيان ،
1. الايات تتذكر الفريق الاخر و هم المؤمنون في مقابل الكافرين و المشركين و العاصين ان يكون الاثر تربويا ً و يقال للناس إختاروا موضعكم فمن يختار هذا الموضع يكن في أمان و تكون له البشرى و من يختار ذلك الموضع يكون في العذاب .
2. الوعد الصادق من الله سبحانه و تعالى فمن واعدناه بالنجاة و الجنة فإنا موفون بوعدنا حقا ً و لا بد ان يصل الى ما وعد به و يدخل الجنة أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ عن النار التي وصفت و التي توعد الله الكافرين بها المؤمنون عنها مبعدون و كما يقول الله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ لانهم آمنوا و نتيجتهم انهم في الخلود في الجنة يتنعمون .
3. إحتمل البعض ان تكون هذه الجملة إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ان يكون هذا جواب على ما مر من الوعيد للمشركين و آلهتهم إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ فهنا هل كل ما يعبدون ام لا قال البعض ان هذا جواب لسؤال ٍ سُئِله النبي صل الله عليه واله انما عبد من دون الله هو بعضه آلة ٌ من الاصنام و بعضهم من الملائكة و بعضهم من الآولياء كالنبي عيسى فإذا وُعد عيسى و هدد من عُبد بالنار يكون في النار الآية تجيب على هذا كما قال بعض العلماء إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ حتى لو عبدوا من غير إختيارهم .
4. لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا فيهم في أمن ٍ لا يطرق سمعهم ما يوجب الخوف لا يسمعون حسيس جهنم فهم في امن و إستقرار ، أهوال النار كثيرة و المؤمنون في إستقرار لا يصلهم هذا الهول و هذا الخوف و هذا الرعب من جهنم.
5. وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ وصف لأهل الجنة و النعيم انهم فيما إشتهت انفسهم فتقول الاية ربما يكون في الدنيا مثلا ً شخص يشتهي امور و لا يتمكن من نيلها و الوصول إليها و شخص قد يصل و يحصلها و لكن يمنعه مانع صحته لا تسمح له بالتلذذ ، و شخص يحصل و لكنها تكون فترة مؤقتة اما في الآخرة فهم فيما إشتهت انفسهم دائما و مستمرين في النعيم و هم فيم اإستهت انفسهم خالدون هم و نعيمهم و كلما خطر على بالهم شيء و إشتهوا شيء تحقق لهم و حصلوا عليه و يبقى خالدا ً معهم .
6. لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر كما قلنا في إستقرار و طمئنينة ، فما هو الفزع الاكبر ؟ إختلف العلماء في تفسير الفزع الاكبر قال السيد الطباطبائي هو نفخ الصور و تبدل الاحوال و إنتهاء الدنيا كما أشارت إليه بعض الايات وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ( 2 )
هذا هو الفزع الاكبر الذي يخاف فيه الناس و بالنفخ يموت الناس و بالنفخة الاخرى يحيى الناس و يقومون و قال تعالى عن هذا الفزع وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ( 3 ) يفزعون و يأخذهم هول النفخ فيخرجون ذليلين خاضعين لله سبحانه و تعالى في هذا النفخ و إختار بعض المفسرين كالشيخ ناصر مكارم الشيرازي انه اهوال يوم القيامة و انها اشد فزعا ً من فزع الصور نفخ الصور فكأنما الإنسان يمشي في تدرج إلى ان يصل الى أشد العذاب يوم القيامة .
7 . وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ و هذه من بشارات المؤمنين انه لا يفزعهم الفزع الاكبر إذا كان النفخ في الصور هو الفزع فهم في استقرار و اذا اقبلوا على القيامة فهم في استقرار لانهم عندما يظهر اي شيء ٍ أمامهم و يستقبلونه يستقبلون الملائكة و الملائكة تقول لهم وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ بالبشرى و هذه مبشرات لطمئنينتهم و لسكون انفسهم و ارتياحهم .
8 . يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ الله سبحانه و تعالى يبين كيف تنتهي الدنيا و يخرج الانسان من هذه الدنيا فتختفي السماوات فلا يبقى لها اثر كما ان السجل إذا طوي اختفت الكتابة التي في السجل كذلك تختفي السماوات و لا يراها إلا الله سبحانه و تعالى هو علام الغيوب والسماوات مطويات بيمينه قال السيد الطباطبائي فطي السماء على هذا رجوعها إلى خزائن الغيب بعد ما نزلت منها و قدرت ، يقول السيد الطباطبائي ان الاصل في الخلق انه اخرج من الخزائن الله سبحانه و تعالى عنده خزائن للخق كلها و هذه الخزائن لم تكن متميزة فيها تميز و لكن وجود غير متميز كأشخاص و أفراد فعند إنتهاء الدنيا ترجع الدنيا و السماوات و الارض و الناس و كل شيء ٍ إلى الخزائن و الخزائن كما تقول الاية و إِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( 4 ) الاصل في الخزائن و يخرج من الخزائن و يقدر تقديرا ً في الوجود الخارجي ،
يقول السيد الطباطبائي انه قبل الحشر يرجع كل شيء إلى الخزائن ،
و قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي خلاف ذلك قال لا يعني طي العالم الفناء بل يعني تحطمة و جمعه و بتعبير اخر يقول فإن شكل العالم و هيأته ستضطرب و يقع بعضه على بعض لكن لا تفنى إنما تنتهي شكله و كل شيء ٍ يتحطم في هذا العالم فلا تبقى إلا ذرات ،
ثم يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 5 ) .
9 . كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ هي في نفس السياق و لكن هنا يقول ابن عباس اي نرجع كل شيء لما كان عليه قبل خلقه ،
و لكن اتفسير سورة النبياء الحلقة 48
13/5/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102 لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( 1 )
مقابلة لما مر من الآيات السابقة في وصف المشركين سابقا و وصف مصيرهم و نتيجتهم انهم الى هلاك و زوال و إضمحلال و أنهم يعذبون في الاخرة و يضرب على سمعهم و ابصارهم و الايات تصف المؤمنين انهم في الطرف المقابل ،
اولا ً : المفردات ، لا يسمعون حسيسها
اي الصوت المحسوس الذي يكون ناشئا عن حركة النار و عن إلتهام النار لمن يعذبون فيها فالمؤمنون في إستقرار و لا يسمعون حسيسها ،
الفزع الأكبر ، هو الخوف الاعظم ،
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ، اي كطيه لما يُكتب في الكتب فعندما يطوى يختفي ما فيه ،
السجل ، هو الصحيفة المكتوب فيها الكتاب .
ثانيا ً البيان ،
1. الايات تتذكر الفريق الاخر و هم المؤمنون في مقابل الكافرين و المشركين و العاصين ان يكون الاثر تربويا ً و يقال للناس إختاروا موضعكم فمن يختار هذا الموضع يكن في أمان و تكون له البشرى و من يختار ذلك الموضع يكون في العذاب .
2. الوعد الصادق من الله سبحانه و تعالى فمن واعدناه بالنجاة و الجنة فإنا موفون بوعدنا حقا ً و لا بد ان يصل الى ما وعد به و يدخل الجنة أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ عن النار التي وصفت و التي توعد الله الكافرين بها المؤمنون عنها مبعدون و كما يقول الله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ لانهم آمنوا و نتيجتهم انهم في الخلود في الجنة يتنعمون .
3. إحتمل البعض ان تكون هذه الجملة إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ان يكون هذا جواب على ما مر من الوعيد للمشركين و آلهتهم إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ فهنا هل كل ما يعبدون ام لا قال البعض ان هذا جواب لسؤال ٍ سُئِله النبي صل الله عليه واله انما عبد من دون الله هو بعضه آلة ٌ من الاصنام و بعضهم من الملائكة و بعضهم من الآولياء كالنبي عيسى فإذا وُعد عيسى و هدد من عُبد بالنار يكون في النار الآية تجيب على هذا كما قال بعض العلماء إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ حتى لو عبدوا من غير إختيارهم .
4. لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا فيهم في أمن ٍ لا يطرق سمعهم ما يوجب الخوف لا يسمعون حسيس جهنم فهم في امن و إستقرار ، أهوال النار كثيرة و المؤمنون في إستقرار لا يصلهم هذا الهول و هذا الخوف و هذا الرعب من جهنم.
5. وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ وصف لأهل الجنة و النعيم انهم فيما إشتهت انفسهم فتقول الاية ربما يكون في الدنيا مثلا ً شخص يشتهي امور و لا يتمكن من نيلها و الوصول إليها و شخص قد يصل و يحصلها و لكن يمنعه مانع صحته لا تسمح له بالتلذذ ، و شخص يحصل و لكنها تكون فترة مؤقتة اما في الآخرة فهم فيما إشتهت انفسهم دائما و مستمرين في النعيم و هم فيم اإستهت انفسهم خالدون هم و نعيمهم و كلما خطر على بالهم شيء و إشتهوا شيء تحقق لهم و حصلوا عليه و يبقى خالدا ً معهم .
6. لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر كما قلنا في إستقرار و طمئنينة ، فما هو الفزع الاكبر ؟ إختلف العلماء في تفسير الفزع الاكبر قال السيد الطباطبائي هو نفخ الصور و تبدل الاحوال و إنتهاء الدنيا كما أشارت إليه بعض الايات وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ( 2 )
هذا هو الفزع الاكبر الذي يخاف فيه الناس و بالنفخ يموت الناس و بالنفخة الاخرى يحيى الناس و يقومون و قال تعالى عن هذا الفزع وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ( 3 ) يفزعون و يأخذهم هول النفخ فيخرجون ذليلين خاضعين لله سبحانه و تعالى في هذا النفخ و إختار بعض المفسرين كالشيخ ناصر مكارم الشيرازي انه اهوال يوم القيامة و انها اشد فزعا ً من فزع الصور نفخ الصور فكأنما الإنسان يمشي في تدرج إلى ان يصل الى أشد العذاب يوم القيامة .
7 . وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ و هذه من بشارات المؤمنين انه لا يفزعهم الفزع الاكبر إذا كان النفخ في الصور هو الفزع فهم في استقرار و اذا اقبلوا على القيامة فهم في استقرار لانهم عندما يظهر اي شيء ٍ أمامهم و يستقبلونه يستقبلون الملائكة و الملائكة تقول لهم وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ بالبشرى و هذه مبشرات لطمئنينتهم و لسكون انفسهم و ارتياحهم .
8 . يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ الله سبحانه و تعالى يبين كيف تنتهي الدنيا و يخرج الانسان من هذه الدنيا فتختفي السماوات فلا يبقى لها اثر كما ان السجل إذا طوي اختفت الكتابة التي في السجل كذلك تختفي السماوات و لا يراها إلا الله سبحانه و تعالى هو علام الغيوب والسماوات مطويات بيمينه قال السيد الطباطبائي فطي السماء على هذا رجوعها إلى خزائن الغيب بعد ما نزلت منها و قدرت ، يقول السيد الطباطبائي ان الاصل في الخلق انه اخرج من الخزائن الله سبحانه و تعالى عنده خزائن للخق كلها و هذه الخزائن لم تكن متميزة فيها تميز و لكن وجود غير متميز كأشخاص و أفراد فعند إنتهاء الدنيا ترجع الدنيا و السماوات و الارض و الناس و كل شيء ٍ إلى الخزائن و الخزائن كما تقول الاية و إِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( 4 ) الاصل في الخزائن و يخرج من الخزائن و يقدر تقديرا ً في الوجود الخارجي ،
يقول السيد الطباطبائي انه قبل الحشر يرجع كل شيء إلى الخزائن ،
و قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي خلاف ذلك قال لا يعني طي العالم الفناء بل يعني تحطمة و جمعه و بتعبير اخر يقول فإن شكل العالم و هيأته ستضطرب و يقع بعضه على بعض لكن لا تفنى إنما تنتهي شكله و كل شيء ٍ يتحطم في هذا العالم فلا تبقى إلا ذرات ،
ثم يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 5 ) .
9 . كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ هي في نفس السياق و لكن هنا يقول ابن عباس اي نرجع كل شيء لما كان عليه قبل خلقه ،
و لكن الظاهر من الاية كما يقول السيد الطباطبائي هو الإعادة بعد الفناء يحدث الفناء ثم كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ بعد ان تندثر الامور على رأي الشيخ ناصر و تتبعثر و تتحكم او انها ترجع للخزائن كما يقول السيد الطباطبائي فتوجد من جديد كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ،
و يستفاد من بعض الروايات انه الرجوع هو رجوع الناس الى الحالة الأولى وهو من باب التطبيق اي انه يرجعوا للحالة الأولى حفات عرات لا يملكون شيء عندما يخرجون من قبورهم .
10 . الوفاء بالوعد وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ نحن نلتزم بوعدنا و لا نخلف الميعاد و سوف يتحقق كل ذلك للكافرين عذاب و للمؤمنين رحمة و نجاة ٌ و جنة ٌ و خلود .

  1. سورة الايات الأنبياء هذه الايات 101-102-103-104
  2. سورة الزمر الاية 68
  3. سورة النمل الاية 87
  4. سورة الحجر الاية 21
  5. سورة إبراهيم الاية 48

لظاهر من الاية كما يقول السيد الطباطبائي هو الإعادة بعد الفناء يحدث الفناء ثم كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ بعد ان تندثر الامور على رأي الشيخ ناصر و تتبعثر و تتحكم او انها ترجع للخزائن كما يقول السيد الطباطبائي فتوجد من جديد كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ،
و يستفاد من بعض الروايات انه الرجوع هو رجوع الناس الى الحالة الأولى وهو من باب التطبيق اي انه يرجعوا للحالة الأولى حفات عرات لا يملكون شيء عندما يخرجون من قبورهم .
10 . الوفاء بالوعد وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ نحن نلتزم بوعدنا و لا نخلف الميعاد و سوف يتحقق كل ذلك للكافرين عذاب و للمؤمنين رحمة و نجاة ٌ و جنة ٌ و خلود .

  1. سورة الايات الأنبياء هذه الايات 101-102-103-104
  2. سورة الزمر الاية 68
  3. سورة النمل الاية 87
  4. سورة الحجر الاية 21
  5. سورة إبراهيم الاية 48

شاهد أيضاً

تفسير سورة الأنبياء الحلقة 47

تفسير سورة الأنبياء الحلقة 47 11/5/2019 بسم الله الرحمن الرحيم حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *